ديوان الإمام : على بن أبى طالب كرم الله وجهه

لاَ يَسْتَوي مَنْ يَعْمر المساجدا
لاَ يَسْتَوي مَنْ يَعْمر المساجدا
ومـن يبيـت راكـعـا iiوسـاجـدا
يــدأب فيـهـا قائـمـاً iiوقـاعــداً
ومـــن يـكــر هـكــذا iiمـعـانـدا


و من يرى عن الغبـار iiحائـدا

الموت لا والداً يبقى ولا ولـداً



المـوت لا والـداً يبقـى ولا iiولـداً
هذا السبيل إلى أن لا ترى iiأحـدا
مـات النبـيُّ وَلَــم يَخـلُـدْ iiلأُمَّـتِـه
لـو خـلّـد الله خلـقـاً قبـلـه خـلـدا
للموتِ فينا سهـامٌ غيـر iiخاطئـة
من فاتهُ اليوم سهم لم يفته غدا

لا تعتبنَّ على العبـاد فإنمـا

لا تعتـبـنَّ عـلـى العـبـاد فإنـمـا
يَأْتِيـكَ رِزْقُـكَ حِيْـنَ يُـؤْذَنُ iiفيـه
سَبَـقَ القَـضَـاءُ لِوَقْـتِـهِ iiفَكَـأَنَّـهُ
يَأْتِيـكَ حِيْـنَ الـوَقْـتِ أَوْ iiتَأْتِـيـهِ
فـثـق بـمـولاك الـكـريـم iiفـإنــه
بالعـبـد أرأف عـلـى أبٍ iiببنـيـه
وأَشِعْ غِناكَ وَكُنْ لِفَقْرِكَ صائِنا
يـضـنــي حــشــاك وأنـــــت iiلا
فالحـرُّ ينحـل جسـمـه iiإعـدامـه
وكـــأنـــه مـــــــن iiجــســمـــه

تغيرتِ المـودة ُ والاخـاءُ




تغـيـرتِ الـمــودة ُ iiوالاخـــاءُ
و قلَّ الصدقُ وانقطعَ iiالرجاءُ
و أسلمني الزمانُ إلى صديقٍ
كثيـرِ الغـدرِ ليـس لـه iiرعـاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَـيْــتُ لـــهُ iiوَفِـــيٍّ
و لـكـن لا يــدومُ لــه iiوفـــاءُ
أَخِــلاَّءٌ إذا استَغْنَـيْـتُ iiعَنْـهُـمْ
وأَعـــداءٌ إذا نَــــزَلَ iiالــبَــلاَءُ
يديمـونَ المـودة مــا iiرأونــي
و يبقى الـودُّ مـا بقـيَ iiاللقـاءُ
و ان غنيت عـن أحـد iiقلانـي
وَعَاقَبَـنِـي بـمِـا فـيـهِ اكتِـفَـاءُ
سَيُغْنِيْنِـي الَّـذي أَغْنَـاهُ عَـنِّـي
فَــلاَ فَـقْــرٌ يَـــدُومُ وَلاَ ثَـــرَاءُ
وَكُــلُّ مَـــوَدَّة ٍ لـلِــه iiتَـصْـفُـو
وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ iiالإِخَـاءُ
و كــل جـراحــة فـلـهـا iiدواءٌ
وَسُوْءُ الخُلْقِ لَيْـسَ لَـهُ iiدَوَاءُ
ولَـيْـسَ بِـدَائِــمٍ أَبَـــدا iiنـعِـيْـمٌ
كَذَاكَ البُـؤْسُ لَيْـسَ لـهُ iiبَقَـاءُ
اذا نكـرتُ عهـداً مــن iiحمـيـمٍ
ففـي نفسـي التكـرُّم والحَيَـاءُ
إذَا مَا رَأْسُ أَهْـلِ البَيْـتِ وَلَّـى
بَـدَا لَهُـمُ مِـنَ النَّـاسِ iiالجَفَـاءُ

لا تأمننَّ من النساء ولو أخـاً

لا تأمنـنَّ مـن النسـاء ولـو أخـاً
ما في الرِّجالِ على النِّساءِ أَمِيْنُ
إِنَّ الأَمِـيْـنَ وإِنْ تَعَـفَّـفَ iiجُـهْــدَهُ
لا بُـــدَّ أَنَّ بِـنَـظْــرَة ٍ iiسَـيَـخُــونُ
القبـر أوفـي مـن وثقـت iiبعـهـده
ما للنِّساءِ سِوَى القُبورِ iiحُصُونُ

تَغَرَّبْتُ أَسْـأَلُ مَـنْ عَـنَّ لـي



تَغَـرَّبْـتُ أَسْــأَلُ مَـــنْ عَـــنَّ iiلـــي
من الناس هل من صديق صدوق
فـقـالـوا: عَـزيــزان لا iiيــوجَــدان
صديـقٌ صـدوقٌ وبَيْـضُ iiالأَنُــوقِ

قَدْ كُنْتَ مَيْتا فَصِرْتَ حيّا


قَدْ كُنْتَ مَيْتا فَصِرْتَ حيّا
وَعَـنْ قَلِيْـلٍ تَصِيْـرُ iiمَيْتـا
بنيـت بـدار الفنـاء بيـتـاً
فَابْـنِ بِـدارِ البَقَـاءِ iiبَيْـتـا

حبيبٌ باتَ يأْسِرُنـي الحبيـبُ




حبيـبٌ بـاتَ يأْسِـرُنـي الحبـيـبُ
وَمَـا لِسِـوَاهُ فـي قَلْبِـي iiنَصِـيْـبُ
حَبِيْبٌ غَاْبَ عَنْ عَيْنِي وَجِسْمِي
وَعَـنْ قَلْـبِـي حَبِيْـبِـي لا iiيَغِـيْـبُ

قد عرف الحرب العوان أني


قد عرف الحرب العوان أني
بـازلٌ عامليـن حديـث iiســنِّ
سنحنـح الليـل كأنـي iiجـنـي
استقبـل الـحـرب بـكـل iiفــن
مَعِي سِلاَحِي وَمَعِـي iiمِجَنِّـي
وصـارم يذهـب كــل ضـغـن
أُقْصِي بهِ كُـلَّ العُـداة ِ iiعَنِّـي
لمـثـلِ هــذا ولدتـنـي iiأمـــي

دعْ ذكرهنَّ فما لهن وفـاءُ


دعْ ذكرهـنَّ فمـا لهـن iiوفــاءُ
ريح الصبا وعهودهنَّ سواءُ


يَكْسِرْنَ قَلْبَـكَ ثُـمَّ لاَ iiيَجْبُرْنَـهُ
و قلوبهنَّ من الوفـاء iiخـلاءُ

فما نوب الحوادث باقيـات

فما نـوب الحـوادث باقيـات
ولا البؤس تدوم ولا iiالنعيم
كما يَمْضي سُرورٌ وَهْوَ iiجَمٌّ
كذلـك مـا يَسُـوْءُك لا iiيَـدُومُ
فلا تهلك على ما فات وجداً
وَلاَ تُفْرِدْك بالأَسَفِ iiالهُمُـومُ

ذهب الذيـن عليهـم وجـدي



ذهــب الـذيـن عليـهـم iiوجــدي
وَبَقِـيْـتُ بَـعْـدَ فِرَاقِـهِـمْ iiوَحْــدِي
مَنْ كَانَ بَيْنَكَ في التُّرابَ وَبَيْنَه
شـبـران فـهــو بـغـايـة iiالـبـعـد
لو كشفت للمرء أطباق iiالثـرى
لـم يعـرف المولـى مــن iiالعـبـد
مَنْ كانَ لا يَطَأُ التُّـرابَ iiبِرِجْلِـهِ
يـطــأ الـتــراب بـنـاعـم iiالـحــدِّ

فلا تفش سرك إلا إليـكَ


فـلا تفـش سـرك إلا iiإلـيـكَ
فـإِنَّ لِكُـلِّ نَصِيْـحٍ iiنَصيـحـا
و إني رأيت غواة َ الرجال
لاَ يَتْركُونَ أَدِيمـا iiصَحيحـا

رأيت المُشْرِكَيْنَ بَغَـوْا عَلَيْنَـا

رأيـت المُشْرِكَيْـنَ بَغَـوْا iiعَلَيْـنَـا
وَلَجُّـوا فِـي الغِوَايَـة ِ iiوالضَّـلالِ
و قالـوا نـحـن أكـثـر إذ iiنفـرنـا
غَـدَاة َ الـرَّوْعِ بالأَسَـلِ الـطِّـوَالِ
فَـإنْ يَبْـغُـوا وَيَفْتَـخِـرُوا iiعَلَيْـنـا
بحمزة وهو في الغرف العوالي
فـقـد أودي بعتـبـة يـــوم iiبـــدرٍ
وَقَــدْ أَبْـلَـى وَجَـاهَــدَ غَـيْــرَ iiآلِ
وقـــد فـلـلـت خـيـلـهـم iiبــبــدر
واتـبـعـت الهـزيـمـة iiبـالـرجـال
وَقَـدْ غَــادَرْتُ كَبْشَـهُـمُ iiجِـهَـارا
بحمـد الله طلحـة فـي iiالـضـلال

فإن كنت بالشوري ملكت أمورهـم


فإن كنت بالشـوري ملكـت iiأمورهـم
فكـيـف بـهـذا والمـشـيـرون iiغـيَّــبُ
وَإِنْ كُنْتَ بِالْقُرْبَى حَجَجْتَ خَصِيْمَهُم
فَـغَـيْـرُكَ أَوْلَـــى بِـالـنَّـبِـيِّ iiوَأَقْــــرَبُ

سَتَشْهَدُ لِي بِاْلكَرِّ وَالطَّعْـنِ رَايَـة


سَتَشْهَـدُ لِـي بِاْلكَـرِّ وَالطَّعْـنِ iiرَايَــة
ٌ حباني بها الطهـرُ النبـيُّ iiالمهـذبُ
و تعلم أني في الحـروب إذا iiالتظـى
بِنيرَانِهَا اللَّيْـثُ الهَمُـوسُ iiالمُرَجِّـبُ
و مثلي لاقـى الهـول فـي iiمفظعاتـه
و فلَّ له الجيش الخميس العطبطبُ
وَقَـدْ عَـلِـمَ الأَحْـيْـاءُ أَنِــي iiزَعِيْمُـهَـا
و أني لدى الحرب العذيق iiالمرجب

عِلْمِي غَزِيْرٌ وَأَخْلاَقِي مُهَذَّبَـة

عِلْمِـي غَزِيْـرٌ وَأَخْلاَقِـي مُهَذَّبَـة ٌ
و من تهذب يروي عـن iiمهذبـه
لَوْ رُمْتُ أَلفَ عَدُوٍ كنْتُ iiوَاجِدَهُم
و لو طلبتُ صديقاً ما ظفرت به

سَيَكْفِيْنِي المَلِيْكُ وَحَدٌّ سَيْفٍ



سَيَكْفِيْنِي المَلِيْكُ وَحَـدٌّ iiسَيْـفٍ
لَدَى الهَيْجَاءِ يَحْسَبُـهُ iiشِهَابـا
وَأَسْمَرُ مِنْ رِمَاحِ الخَـطِّ iiلَـدْنٍ
شـددت غـرابـه أن لا iiيحـابـا
أذود بــه الكتيـبـة كــل iiيــومٍ
إذا ما الحرب تضطرم التهابا
وَحَوليَ مَعْشَرٌ كَرُمُوا وَطَابُوا
يـرجـون الغنيـمـة iiوالنـهـابـا
و لا ينجون من حذر iiالمنايـا
سـؤال المـال فيـهـا iiوالايـابـا
فَدَعْ عَنْكَ التهدُّد واصْـلِ نـارا
إذا خَمَدَتْ صَلَيْتَ لها iiشِهَابـا

صَرَمَـتْ حِبَاْلَـكَ بَـعْـدَ وَصْـلِـكَ زَيْـنَـبُ
و الــدهــر فــيــه تــصــرّم وتـقــلــب
نـشـرت ذوائبـهـا الـتـي تـزهـو بـهــا
ســـوداً ورأســـك كالنـعـامـة iiأشـيــب
و استـنـفـرتْ لـمــا رأتـــك وطـالـمــا
كـانـت تـحــنُّ إلـــى لـقــاك وتـرهــب
و كـذلــكَ وصـــل الـغـانـيـات iiفــإنــه
آل بـبـلـقــعــة ٍ وبـــــــرق iiخــــلــــب
فَــدَعِ الـصِّـبـا فَـلَـقَـد عَـــدَاكَ iiزَمَـانُــهُ
وازْهَـدْ فَعُـمْـرُكَ مـنـه ولّــى iiالأَطْـيَـبُ
ذهـب الشبـاب فـمـا لــه مــن iiعــودة
و أتـى المشيـب فأيـن منـه iiالمـهـرب
ضـيـفٌ ألــمَّ الـيــك لـــم تـحـفـل بـــه
فَـتَـرى لـــه أَسَـفــا وَدَمْـعــا iiيـسْـكُـبُ
دَعْ عَنْكَ ما قَدْ فـات فـي زَمَـنِ iiالصِّبـا
واذكــر ذنـوبـكَ وابكـهـا يـــا iiمـذنــب
واخْــشَ منـاقَـشَـة َ الـحِـسَـابِ iiفـإِنَّــه
لا بــدّ يحـصـى مــا جنـيـت iiويـكـتـب
لــم يَنْـسَـهُ المَـلِـكـانِ حـيــن نَسِـيْـتَـه
بَــــلْ أَثْـبَــتَــاهُ وَأَنْـــــتَ لاهٍ iiتَـلْــعَــبُ
و الـــروح فـيــك وديـعــة iiأودعـتـهـا
سـنـردّهـا بـالـرغـم مـنــك iiوتـسـلــب
وَغُــرورُ دُنْـيـاكَ الـتـي تَسْـعَـى iiلـهــا
دارٌ حَـقِـيـقَـتُـهـا مـــتـــاعٌ iiيَـــذْهَــــبُ
و الـلـيـل فـاعـلـم والـنـهـار iiكـلاهـمـا
أَنْـفَـاسُـنـا فـيـهــا تُــعَــدُّ iiوَتُـحْــسَــبُ
وجـمـيـعُ مــــا حَـصَّـلْـتَـهُ iiوَجَـمَـعْـتَـهُ
حَـقًّــا يَقِـيـنـا بَـعْــدَ مَــوْتِــكَ يُـنْـهَــبُ
تَــبًّـــا لـــــدارٍ لا يَـــــدُومُ iiنَـعـيـمُـهــا
و مشـيـدهـا عــمــا قـلـيــلُ iiيــخــرب
فاسمـعْ ، هُديـتَ ، نصائحـا iiأَوْلاكـهـا
بــــــرٌ لــبــيــبٌ عـــاقـــلٌ iiمـــتـــأدب
صَـحِـبَ الـزَّمـانَ وَأَهْـلَـه iiمستـبـصـرا
ورأى الأمــورَ بـمـا تــؤوب وتُـعْـقَـبُ
أَهْــدى النَّصـيـحـة َ فـاتَّـعـظ iiبمـقـالـة
فــهـــو الـتــقــيُّ الـلــوذعــيُّ iiالأدرب
لا تـأمــن الـدهــر الـصــروف iiفــإنــه
لا زال قـــدمـــاً لــلــرحــال يـــهـــذب
و كــذلــك الأيــــام فــــي غـدواتــهــا
مــــرت يــــذلُّ لـهـاالأعــزُّ iiالأنــجــب
فعـلـيـك تـقــوى الله فالـزمـهـا iiتــفــزْ
إِنَّ الـتّـقِـيَّ هــــو الـبـهــيُّ iiالأَهْــيَــبُ
واعْـمَـلْ لطاعـتـه تَـنَـلْ مِـنْـهُ الـرِّضـا
إنَّ الـمــطــيــع لـــربــــه iiلــمــقـــرب
فاقْنَـعْ ففـي بَـعـضِ القنـاعَـة ِ iiرَاحَــة
ٌ واليَـأْسُ مـمّـا فــات فـهـو iiالمَطْـلَـبُ
وَتَــوَقَّ مــن غَــدْرِ الـنِّـسـاءِ iiخِـيَـانَـة
ً فجميـعـهـن مـكـائــد لــــكّ تـنـصــب
لا تــأمــن الانــثــى حـيـاتــك iiإنــهـــا
كـالأُفْـعُـوانِ يُــــراعُ مــنــه iiالأَنْــيُــبُ
لا تــأمــن الانــثــى زمــانـــك كــلـــه
يـومـا ، وَلَــوْ حَلَـفْـتْ يَميـنـا iiتَـكْــذِبُ
تُـغــري بـطـيـب حَديْـثِـهـا iiوَكَـلامِـهـا
وإذا سـطـت فـهـي الثقـيـل iiالأشـطـب
والْـــقَ عَـــدُوَّكَ بالتَّـحِـيَّـة ِ لا iiتــكــنْ
مِــنْـــهُ زمــانَـــك خـائــفــا تـتــرقَّــبُ
واحْــذَرْهُ يـومـا إِنْ أتــى لــك iiباسـمـا
فالـلَّـيْـثُ يَــبْــدو نــابُــه إذْ iiيَـغْـضَــبُ
و إذا الـحـقـود وإن تــقــادمَ iiعــهــده
فالحـقْـدُ بــاقٍ فــي الـصُّـدورِ مُـغَـيَّـبُ
إن الــصــديــق رأيـــتـــه iiمـتـعـلــقــاً
فــهـــو الــعـــدوُّ وحــقُّـــه يُـتَـجـنَّــبُ
لا خــيــر فــــي ودِّ امــــرءٍ مـتـمـلـقٍ
حــلــو الـلـســان وقـلــبــه iiيـتـلـهــب
يـلـقـاه يـحـلـف أنــــه بــــك iiواثــــقٌ
وإِذا تـــوارى عـنــك فـهــو الـعَـقْـرَبُ
يعطيـك مـن طــرف اللـسـان iiحــلاوة
ً وَيَـرُوغُ مِـنْـكَ كـمـا يَــروغُ iiالثَّعْـلَـبُ
واخـتَـرْ قَرِيْـنَـك واصْطَفِـيـهِ مُـفَـاخِـرا
إِنّ القَـرِيْـنَ إلـــى الـمـقْـارَنِ iiيُـنْـسَـبُ
إنَّ الـغـنــيَّ مــــن الــرجــال iiمــكــرمٌ
و تـــراه يـرجــى مـالـديـه iiويــرهــب
وَيُـبَــشُّ بالتَّـرْحِـيْـبِ عِـنــدَ iiقُــدومِــهِ
ويــقــام عــنــد ســلامـــه iiويــقـــرب
والـفَـقْــرُ شَــيْـــنٌ لـلــرِّجــالِ فــإِنَّـــهُ
يـزرى بــه الشـهـم الأديــب الأنـسـب
واخـفـض جنـاحـك لـلأقــارب iiكـلـهـم
بـتـذلـلٍ واسـمــح لــهــم إن iiأذنــبــوا
و دع الكـذب فـلا يـكـن لــك iiصاحـبـاً
إِنّ الـكـذوب لَـبِـئْـسَ خِـــلٌّ iiيُـصْـحَـبُ
وَذَرِ الحَـسُـودَ ولــو صـفـا لَــكَ iiمــرَّة
ً أبْـعِــدْهُ عَـــنْ رُؤْيَـــاكَ لا يُسْتـجْـلَـبُ
و زن الـكــلام إذا نـطـقـت ولا iiتـكــن
ثـرثــارَة ً فـــي كـــلِّ نــــادٍ iiتَـخْـطُــبُ
و احفـظ لسانـك واحتـرز مـن iiلفـظـه
فالـمـرء يـسـلـم بالـلـسـان iiويـعـطـب
والـسِّــرُّ فـاكُـتُـمْـهُ ولا تَـنـطِــق بــــه
فـهــو الأسـيــر لـديــك اذ لا iiيـنـشـب
وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى
فرجـوعـهـا بـعــد التـنـافـر iiيـصـعــب
إِنّ الــقُــلــوبَ إذا تــنــافــر iiودُّهــــــا
شِـبْـهُ الزُجَـاجَـة ِ كسْـرُهـا لا iiيُشْـعَـبُ
وكــذاك سِــرُّ الـمَـرْءِ إنْ لَـــمْ iiيَـطْــوِهِ
نـشـرتـه ألـسـنــة ٌ تــزيــد iiوتــكــذب
لاْ تَحْرَصَـنَ فالـحِـرْصُ لـيـسَ iiبِـزَائـدٍ
في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب
وَيَــظَــلُّ مَـلْـهُـوفـا يَـــــرُوْمُ تَـحَــيُّــلاً
والـــرِّزْقُ لـيــس بحـيـلـة iiيُسْتَـجْـلَـبُ
كـم عاجـزٍ فـي النـاس يـؤتـى iiرزقــهُ
رغــــداًو يــحــرم كــيــس iiويـخـيــب
أَدِّ الأَمَــانَــة َ والـخِـيَـانَـة َ iiفـاجْـتَـنِـبْ
وَاعْدُلْ ولا تَظْلِـمْ ، يَطِـبْ لـك مَكْسَـبُ
وإذا بُـلِـيْـتَ بِنْـكـبَـة ٍ فـاصْـبِـرْ iiلــهــا
مـــن ذا رأيـــت مـسـلّـمـاً لا iiيـنـكــب
و إذا أصـابــك فـــي زمـانــك iiشــــدة
ٌ و أصابـك الخطـب الكريـه iiالأصعـب
فَـــادْعُ لِــرَبِّــكَ إِنَّــــهُ أَدْنَــــى iiلِــمَــنْ
يـدعـوه مــن حـبـل الـوريـد iiوأقـــرب
كـن مااستطعـت عـن الأنــام iiبمـعـزلٍ
إِنَّ الكَّثِـيْـرَ مِــنَ الــوَرَى لا iiيُـصْـحَـبُ
واجـعـل جليـسـك سـيـداً تحـظـى iiبــه
حَــبْـــرٌ لَـبِــيْــبٌ عـــاقِـــلٌ مِـــتَـــأَدِّبُ
واحْـذَرْ مِـنَ المَظْلُـومِ سَهْـمـا iiصائـبـا
و اعـلــم بـــأن دعـــاءه لا iiيـحـجــب
وإذا رَأَيْــتَ الـــرِّزْقَ ضـــاق بِـبَـلْـدَة iiٍ
و خشيـت فيهـا أن يضيـق iiالمكـسـب
فارْحَـلْ فـأَرْضُ اللِـه واسِعَـة ٌ iiالفَضَـا
طُــولاً وعِـرْضـا شَرْقُـهـا iiوالـمَـغْـرِبُ
فلـقـد نصحـتـك إن قبـلـت iiنصيحـتـي
فالنـصـح أغـلـى مــا يـبـاع iiويـوهـب
خُـذْهــا إِلَـيْــكَ قَـصِـيْــدَة ً iiمَـنْـظُـومَـة
ً جـاءَتْ كَنَظْـمِ الـدُّرِّ بَـلْ هِـيَ iiأَعْـجَـبُ
حِـــكَـــمٌ وآدابٌ وَجُــــــلُّ iiمَـــواعِــــظٍ
أَمْثـالُـهـا لـــذوي الـبـصـائِـر تُـكْـتَــبُ
فـاصــغ لـوعــظ قـصـيــدة iiأولاكــهــا
طــود العـلـوم الشـامـخـات iiالأهـيــب
أعـنــي عـلـيًّـا وابـــنَ عـــمِّ iiمـحـمَّــدٍ
مَـنْ نـالَـه الـشَـرَفُ الرفـيـعُ iiالأَنْـسَـبُ
يــا ربّ صـــلِّ عـلــى الـنـبـيِّ iiوآلـــه
عَــدَدَ الخـلائِـقِ حصْـرُهـا لا iiيُحْـسَـبُ

صن النفس واحملها على ما يزينها



صن النفس واحملها على ما يزينها
تعـش سالمـا والـقـول فـيـك iiجمـيـل
يـعـز غـنـي النـفـس إن قـــلَّ iiمـالــه
ويغـنـى غـنـي الـمـال وهـــو iiذلـيــل
يـعـز غـنـي النـفـس إن قـــلَّ iiمـالــه
ويغـنـى غـنـي الـمـال وهـــو iiذلـيــل
يـعـز غـنـي النـفـس إن قـــلَّ iiمـالــه
ويغـنـى غـنـي الـمـال وهـــو iiذلـيــل

َشيْئانِ لَوْ بَكَتِ الدِّمَاءَ عَلَيْهِما

َشيْئانِ لَوْ بَكَتِ الدِّمَاءَ عَلَيْهِما
عيـنـايَ حـتـى تـأذنـا بـذهـابِ
لم تبلغ المعشار مـن iiحقيهمـا
فقـد الشبـاب وفرقـة iiالأحبـاب

عُدَّ مِنْ نَفْسِكَ الحيـاة فَصُنْهـا


عُـدَّ مِـنْ نَفْسِـكَ الحيـاة iiفَصُنْـهـا
وَتَــــوَقَّ الـدُّنْـيــا وَلاَ iiتَأْمَـنَـنْـهـا
إنـمـا جئتـهـا لتستقـبـل الـمـوت
وأدخـلـتـهـا لـتــخــرُج iiعـنــهــا
سَوْفَ يَبْقَى الحَدِيثُ بَعْدَك فَانْظُرْ
أَيَّ أُحْــدوثَــة ٍ تُــحِــبَ iiفَـكُـنْـهـا

سَلاَمٌ على أَهْلِ القُبْوُرِ الـدَّوَارِسِ


سَلاَمٌ على أَهْـلِ القُبْـوُرِ iiالـدَّوَارِسِ
كأنهـم لـم يجلسـوا فـي iiالمجالـس
ولم يشربوا من بارد الماء شربة ً
ولم يأكلوا من خير رطب iiويابـس
أَلاَ خَبِّـرُونِـي أَيْـــنَ قَـبْــرُ iiذَلِيـلِـكُـمْ
وَقَبْـرُ العَـزِيْـزِ الـبَـاذِخِ iiالمُتَنَـافِـسِ

فــإن تـكــن الـدنـيــا تـعــدُّ نـفـيـســة


فــــإن تــكـــن الــدنــيــا تــعـــدُّ iiنــفــيــســة
ً فــــــإنَّ ثــــــواب الله أعـــلــــى وأنــــبــــل
وَإنْ تَـــكُـــنِ الأَرْزاقُ حَـــظــــاً iiوقِــسْـــمَـــة
ً فـقـلـة حـرص الـمـرء فـي الـكـسـب أجـمـلِ
وإنْ تَــكُــنِ الأَمْـــوَالُ لــلــتَّــرْكِ iiجَـمْــعُــهــا
فـمــا بـــال مــتــروكٍ بـــه الــحــر iiيـبــخــل
وإنْ تَــكُــنِ الأَبْــــدَانُ لِــلْــمَــوْتِ أُنْــشِــئَــتْ
فـقـتــل امــريء لــلــه بـالـســيــف أفــضــل

فلا تصحـب أخـا الجهـل



فــلا تصـحـب أخــا iiالجـهـل
وإيــــــــــــاك iiوايــــــــــــاه
فــكــم مــــن جــاهــل iiأردى
حـلـيـمــاً حـــيـــن iiآخــــــاه
يُــقــاسُ الــمَــرْءُ iiبـالـمَــرْءِ
إذا مـــــا هُــــــوَ iiمـــاشـــاهُ
ولـلـقـلـب عــلـــى الـقــلــبِ
دَلِـــيْـــلٌ حِـــيْـــنَ iiيَــلْــقَـــاهُ
إنما أنت طول عمرك ما عم
رت بالساعة التي أنت iiفيها
ولـلـشـيء مــــن iiالــشــيء
مــقــايــيـــسٌ iiوأشــــبـــــاه
وفــي العـيـن غـنـى iiللعـيـن
أنْ تَـــنْـــطِــــقَ أَفْــــــــــواهُ