العدل فى رسالة محمد!

العدل فى رسالة محمد!


أعظم ما فى الرسالات السماوية وفى رسالة الإسلام ــ تحديدا ــ التى حملها سيد الخلق محمد بن عبدالله أن العدل هو أساس الحياة، وأن الظلم هو أخطر ما يهدد البشرية، ومن هنا كان النص صراحة وبوضوح فى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على تبيان الخط الفاصل للحقوق والواجبات بين الأمم والشعوب، وأيضا داخل كيان الأسرة الواحدة بين الأب والأم والإخوة والأبناء، ولم يترك الأمر هنا للمقادير واعتمادا على صلة الرحم وروابط القربى فقط تحسبا لما يمكن أن يصيب بعض النفوس من انحراف فتتحول بإرادتها أو رغما عنها ــ من كونها نفسا هادئة مطمئنة تعطى كل ذى حق حقه - إلى نفس أمارة تستحل الظلم وتستحل الجور على حقوق الغير.

والحقيقة أن العدل والظلم وجهان للعملة المتداولة على صعيد الحياة منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها ولو لم يكن هناك ظلم ما عرف الناس قيمة العدل، بل إن تاريخ البشرية يقول: إن الظلم كان هو الأسبق فى تعاملات البشر ومن ثم نزلت رسالات السماء التى كانت خاتمتها رسالة النبى محمد عليه الصلاة والسلام لكى تحمى الإنسانية من المخاطر.

ومن يقرأ معطيات المشهد الدولى وما يكتنف العالم من صراعات يدرك على الفور أن الصراع ــ مهما تعددت أشكاله ومظاهره ــ هو صراع بين الظلم والعدل.. وعلى سبيل المثال فإن بقاء القضية الفلسطينية على سطح صفيح ساخن لما يزيد عن 70 عاما ليس سوى نموذج صارخ لهمجية القوة التى تدوس بأقدامها على القوانين الدولية، وتنتهك بفجاجة معايير العدل والشرعية، فالظلم دائما هو الابن الشرعى لغرور القوة التى تؤدى إلى تعمية القلوب والعقول عن حتمية الإدراك بأن ما يتم حصاده اليوم بالإكراه سوف يتحتم تسديده غدا أو بعد غد بإكراه أشد عندما تتبدل الموازين طبقا لسنة الحياة!

والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين محمد بن عبدالله فى ذكرى يوم مولده فقد كان نصيرا للحق وعدوا للظلم وهذا هو جوهر المعجزة فى نشأة ونمو واستمرار الرسالة المحمدية الداعية للحق والرافضة للظلم!