الأخطبوط المنسى! دراما واقعية ترصد تاريخ مصر فى 50 عاما

[rtl]الأخطبوط المنسى!
دراما واقعية ترصد تاريخ مصر فى 50 عاما

[/rtl]

قصة الصعود من حادث المنصة إلى «ديفيد أند كوهيل» التى دمرت الاقتصاد المصرى

«كريم حلمي» شخصية أسطورية استطاعت أن تخترق الحواجز بقربه من نجل الرئيس لتحقيق أطماعه

هى قصة درامية من طراز فريد بما تحمله من خطوط وشخصيات تصلح لعمل درامى بامتياز، بحيث تغدو مسلسلا من عدة أجزاء،

حيث يحكى لنا راويها «حسين شكري» قصة واقعية لصعود رجل الأعمال الدكتور «كريم حلمي» الذى ارتبط اسمه بأسرة الرئيس الأسبق وأولاده - فى ذلك الوقت - وكان مدعوماً وبقوة من نجل رئيس الدولة، وكان الوريث يكن له معزة خاصة ويقربه إليه، بعد أن كان الحظ قد لعب لعبته معه من قبل، عندما وقع اختياره من جانب الرئيس الأسبق «أنور السادات» ليكون أصغر عضو فى مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل، بحكم أن والده كان يعمل مسئولا معه، وقد توفى والده بالفعل مع السادات فى حادث المنصة الشهير، ليصعد نجم «حلمي» مقرونا بحقده الشديد على الدولة المصرية، كما يتضح لنا من جوانب الدراما الواقعية على أثر إنشاء مكتب للمحاماة الدولية بعنوان»ديفيد أند كوهيل»، والذى استطاع من خلاله الانخراط فى أعمال النهب العام بدعوى خصخصة الشركات.

.....................................................................يقول «شكري»: استغل «كريم حلمي» نفوذه فى تشكيل الحكومات المتتالية بتخطيط محكم من جانب «واشنطن» عبر مكتب المحاماة «ديفيد أند كوهيل» الذى شاركه فيه رجل كل الأنظمة «جمال أبو الخير، والمستشارمحمود العازوني، ليشكل هذا المثلث رأس الأفعى فى تخريب الاقتصاد المصرى بوسائل مشروعة وغير مشروعة فى محاولة لتقسيم مصر باستغلال قضايا الأقليات، وغيرها من قضايا تمس النسيج الوطني، وعلى جناح ذكائه الشديد استطاع اختراق الحواجز بقربه من «نجل الرئيس» جراء علاقته بالسيدة الأولي» إلا أنه نجح فى الوقت نفسه فى اختراق الدولة المصرية، حتى أنه أصبح رئيساً لبعثة طرق الأبواب التى كانت تسافر إلى واشنطن كل عام للترويج للفرص الاستثمارية المتاحة فى السوق المصرية.

شخصية درامية

لم يكن «كريم حلمي» على حد قول «شكري» مجرد رجل أعمال عادى يدير مجموعة من شركاته متنوعة الأنشطة، ولم يكن مسئولاً عن ملف العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وواشنطن فقط، ولكنه بشخصيته الدرامية متعددة الأوجه كان الرجل الذى يدير بيزنس أسرة الرئيس فى أمريكا وعدد من الدول الأوربية، لذلك أصدر نجل الرئيس أوامر عاجلة إلى «حلمي» بالسفر إلى أمريكا مع اندلاع أحداث 25 يناير، لتتوالى الأحداث بشكل تدريجى كى تكشف حقيقة هذا الرجل «الأخطبوط» الذى استطاع أن يمتلك كل مفاتيح اللعبة القذرة فى تدمير الاقتصاد المصري، هذا بحسب حارسه الشخصى ومدير أعمال مكتبه «حسين شكري» الذى طرق باب مكتبى - قبل أيام - ليحكى لى عن الدراما المأساوية النابعة من قلب الواقع المؤلم، والتى لعبت دورا مهما فى إحداث حالة من الارتباك، والتى على أثرها اهتزت أركان الدولة المصرية.

و«حسين شكري» راوى الأحداث التى نحن بصددها، رجل فى بداية الخمسين من العمر، لكن يبدو أصغر من سنه بشياكته التى تشير فيما يبدو لى أنه شخص طموح جدا، ذكى ولماح وسريع البديهة إلى حد كبير، ويملك نوعا من الثبات الانفعالى بحكم أنه قارئ جيد ومثقف ثقافة رفيعة، ومن ثم يملك قدرة فائقة على التحليل السياسى والاقتصادى بعمق، فضلا عن كونه حسن المظهر وحسن الخلق، وعلى الرغم من تواضعه تبدو لديه قدرة فائقة على الإقناع، وفى نفس الوقت الذى يظهر فيه خفيف الظل، يبدو خجولا جدا، وفوق كل ذلك فهو شديد الحذر والذكاء على قدر حبه الشديد لبلده وإيمانه الراسخ بقضيته، فتراه محبا لوطنه ولديه انتماء كبير له.

طرق باب مكتبى فى نهار ساطع الضوء مكسو بحرارة ورطوبة غير اعتيادية، وذلك على أثر ردة فعل من جانبه على خطاب الرئيس السيسى فى مؤتمر الشباب الأخير بمكتبة الإسكندرية، وقد بدا لى متلهفا بسرد قصته فى ظل محادثة الرئيس مع الدكتور مدحت العدل، والتى طالبه فيها بضرورة توثيق الأحداث التى مرت بمصر عبر السنوات الماضية، وذلك من خلال إنتاج أعمال درامية لسرد تفاصيل كيف تعرضت مصر لمؤامرة كبيرة كى تتعرف عليها الأجيال الجديدة من الشباب، ما جعل الحارس «شكري» يأخذ الضوء الأخضر بالتحرك بحيث تبدو قصته خارجة لتوها من الظلام إلى النور.

الشرارة الأولى

لقد كانت تلك المكالمة «بين الرئيس والعدل» هى الشرارة الأولى التى رآها «حسين شكري» تجسد رحلة كفاحه التى استمرت لعدة سنوات عانى فيها كثيرا من المطاردة والتعرض للاختطاف، والتى توضح حبه لهذا الوطن فرأى أن يوثق قصته التى هى جزء من قصة مصر ، ذلك البلد الذى عاش فى خضم المؤامرات الداخلية والدولية لأكثر من نصف قرن من الزمان، وفى القلب منها تفاصيل تبدأ منذ تسعينيات القرن الماضى مرورا بأحداث 25 يناير حتى ثورة يونيو 2013، ما جعله يلجأ إلينا فى «الأهرام» كأكبر مؤسسة صحفية فى مصر والشرق كله لسرد تفاصيل واقعية على قدر مأساويتها المستمدة من رحم الأحداث.

يبدأ «حسين شكرى» قصته من لحظة تعرفه على الدكتور «كريم حلمي» الذى اتخذه قدوة ومثلا أعلى فى بادئ الأمر، فقد توطدت العلاقة بينهما ووثق فيه «حلمي» إلى حد أن كتب باسمه ثلاث من شركاته والتى تقدر بملايين الجنيهات، حتى أنه حرر له أكثر من توكيل عام لإدراة شركاته فى غيابه المتكرر عن البلاد، لكن الرياح تأتى عادة بما لا تشتهى السفن، خاصة عندما صدم «شكرى» فى «حلمى» تحديدا فى عام 1997 الذى يعد نقطة تحول دراماتيكية فى حياته، عندما اكتشف إسناد توكيل الدفاع عن المرأة الزنجية لأول مرة بمكتب «ديفيد أند كوهيل» وكيف وضعه «حلمى» فى رأسه بعد إبداء انزعاجه من هذا التوكيل الذى يراه «شكرى» تدخلا سافرا فى الشئون الداخلية المصرية.

هنا كانت اللحظة الدرامية الفاصلة، والتى أدت إلى نوع من التصعيد الدراماتيكى، والتى تتلخص فى تحول «شكري» من حبه الشديد لـ «حلمى» إلى كراهيته إلى حد الموت، جراء اكتشافه مؤامراته الكبرى لتدمير الاقتصاد المصري، فبدأ اللعب على المكشوف، بل عمد إلى تعريته، بعدما تفرغ لجمع الوثائق ووثق كل مستنداته، وضحى بوظيفته وقام على الفور بإلغاء ومحو تلك الشركات التى كتبها «حلمي» باسمه فى سجل هيئة الاستثمار، وكذلك قام بإلغاء جميع التوكيلات الصادرة له بإدارة مؤسسات وشركات «حلمي» بسبب نشاطها المريب فى غسل الأموال والتلاعب بالبورصة والإضرار بالأمن القومى المصرى.

بعلم الأجهزة السيادية

لقد شرح لى «شكرى» كيف عانت أسرته وأولاده منذ 1997 حتى اليوم، بعد أن كشف الغطاء عن «حلمي» ، وسرد لى تفاصيل مرعبة مشحونة بكل أنواع الترجيديا الإنسانية فى كيفية قيامه برفع دعاوى قضائية بموجبها يتنازل عن الشركات الثلاث التى كتبها حلمى باسمه، وقصة قيامه بتوجيه اليمين الحاسمة، بعد مشورة مفتى الديار المصرية - آنذاك – وكيف حمل أوراقه على كتفه وذهب لبعض الأجهزة السيادية بالدولة ليقوم بتسليم أكثر من 1480 مستندا ووثيقة بخلاف الفيديوهات وعدد 3 فلاشات مكدسة بالوثائق، كما كشف لى كيف اتصل به كبار رجال الأعمال مؤخرا لاستمالته لصفهم، وهم أنفسهم الذين لفظوه من قبل بعد ترك وظيفته والتنصل من شركاته التى كانت جزءا من فساد «حلمى» بعدما تسرب إليه الشك فى أعمالها المريبة بحكم سفرياته المتعددة إلى جواره.

لقد كانت المفاجأة فى لحظة المواجهة العاصفة بينهما، التى مثلت ذروة الأحداث، فعلى أثرها هدده «حلمي» بقطع رقبته إذا نطق أو تصرف فى أى شئ يخص الشركات التى أسندها إليه، ثم تأتى الدراما الحقيقية فى كيف انفصل المحامون الشركاء داخل مكتب «ديفيد أند كوهيل» بعد علمهم بأجندة المكتب المشبوهة، ثم أخيرا كيف رفض عرضا سخيا من دار نشر كبرى لتوثيق قصته واكتفى بتوثيقها من جانب الدولة وأجهزتها خدمة للوطن وحفاظا على نفسه وأهل بيته.

حسين شكري

من بعض ماسبق تتضح لنا قصة واقعية ترصد تاريخ مصر فى خمسين عاما مضت، ترتكز الأحداث فيها على شخصية الحارس «حسين شكري» وملامحه وكيف تعرف على «كريم حلمي» ثم كيف تم بناء جسور من الثقة فيما بينهما، وكذلك استعراض حياة «حلمي» وكيفية انخراطه فى إنشاء مكتب «ديفيد أند كوهيل» وبداية اشتراكه فى الأعمال القذرة بدعم من أسرة «الرئيس» وكيف كان الفتى المدلل لهم.

وبالطبع تتناول القصة فى جزئها الأول نشأة «حسين شكري» الحارس الشخصى لـ «كريم حلمي» فيبدو فى المشاهد التالية عبارة عن شخص بسيط، يبدو على ملامحه الإرهاق، يحتضن كثيرا من الأوراق، يقف على باب إحدى الشخصيات السيادية، يسمح له بالمقابلة، يبدأ فى رواية قصة هى فى واقعها قصة مصر فى عصرها الحديث، مشفوعة بأوراق ومستندات تكشف أسرار عقود من الزمن ظلت حبيسة الأدراج البعيدة المظلمة.

وأقترح أن تبدأ وقائع المسلسل من هذا المشهد الذى يقول: فى إحدى ردهات المستشفى الاستثمارى الكبير، عربة تجر «جمال أبو الخير» عراب الصفقات الكبرى فى مصر على أثر أزمة قلبية حادة، بينما تقابله عربة أخرى مصادفة ودون ترتيب، تجر «حسين شكري» الحارس الشخصى لـ «كريم حلمي» رجل أمريكا المتخصص فى عقد الصفقات المريبة فى مصر، ينظر كلاهما للآخر فى أسي، ويتمنى أحدهما أن يقضى على الآخر، بكتم أنفاسه لآخر مرة كى يختفى من على وجه الحياة.

ثم بطريق الفلاش باك يتحول «حسين شكري» إلى راوى الأحداث، حيث يتذكر أيام عمله كحارس شخصى وكيف كان مقربا لـ «كريم حلمي» فى مكتب «ديفيد أن كوهيل» حيث كان ذراعه اليمنى فى عمل نشطاء مكاتب الأعمال القانونية اللازمة لإتمام عقود الخصخصة بنشاطات الديكتاتورية والفساد والتهرب من الضرائب وغسل الأموال، وبتغذية بعض نشطاء هذه المكاتب لانتهاك حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومخالفة قوانين المسئوليات الدولية الاجتماعية لنشاط الشركات الدولية فى الدول الفقيرة، وهى القوانين والمسئوليات المتعلقة بحقوق النقابات، الشعوب، المرأة، حماية البيئة، وحقوق المجتمعات والشعب المحلية، وأثرها الضار على مقتضيات العدل والأمن والسلم المحلى والعالمى وتوليدها الظلم والجريمة والفقر والتطرف والحروب.

اختراق أجهزة الدولة

يروى الحارس «حسين شكري» الأحداث - كما وقعت - التى كانت وراء قصة صعود نجم «كريم حلمي»، وكيف أسس مكتب «ديفيد أند كوهيل» للمحاماة الدولية مع شريكيه «أحمد أبو الخير ومحمود العازوني» وأبرز القضايا التى كانوا فيها جميعا الخصم والحكم، وكيف تم اختراق أجهزة الدولة المصرية للسيطرة على بعض الوزراء وتحريكهم وفقا لتقاليد اللعبة الأمريكية، وفى تطور الأحداث الدرامية يتضح لنا كيف بدأ حلمى توطيد علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية، عندما دخل البيت الأبيض لأول مرة مع وفد عسكرى مصرى رفيع المستوي، كان على رأسه المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة، عندما كان الدكتور «كريم حلمي» يقضى فترة التجنيد الخاصة به فى أمريكا، ثم ظهر مرة أخرى مع الرئيس الراحل أنور السادات، فى البيت الأبيض أثناء توقيع اتفاقية السلام عام 1981.

ثم تتعرض الأحداث إلى كيف ارتبط اسم «كريم حلمي» بأسرة الرئيس ، وأنه كان مدعوماً وبقوة من نجل الرئيس، وكان الوريث يكن له معزة خاصة ويقربه إليه وقد اختاره من قبل ليكون رئيساً لبعثة طرق الأبواب التى كانت تسافر إلى واشنطن كل عام للترويج للفرص الاستثمارية المتاحة فى السوق المصرية، فلم يكن «كريم حلمي» مجرد رجل أعمال عادى يدير مجموعة من شركاته متنوعة الأنشطة ولم يكن مسئولاً عن ملف العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وواشنطن فقط، ولكنه كان الرجل الذى يدير بيزنس أسرة الرئيس فى أمريكا وعدد من الدول الأوربية لذلك أصدر نجل الرئيس الأوامر عاجلة إلى حلمى للسفر إلى أمريكا مع اندلاع أحداث 25 يناير.

» الأحمر مع كبار العالم .. تاريخ ممتد منذ 61 عاما البداية كانت مع منتخب المجر.. والأشهر برشلونة وريال مدريد و البايرن
» قصص واقعية تحولت الى أفلام رعب في هوليوود!
» الوادي الجميلقصة واقعية مؤثرة منقوله
» شهر 100 فيلم في تاريخ السينما العالمية هم 100 فلم في تاريخ السينما العالمية طبقا لنتائج الأستفتاء التى أجرته مجلة فوكس Focus الأمريكية المركز رقم 1 المواطن كين - Citizen Kane أمريكا 1941 المخرج : أورسون ويلز الأبطال : أورسون ويلز -- إيفرت سلون -- جوزيف
» رحلة إلى جهنم ".. قصة واقعية من سجل بطولات المخابرات الحربية في العاشر من رمضان