الشهيد البطل أحمد منسى قائد الكتيبة (103 صاعقة)،

على وجه الدقة .. لا يمكن تحديد أيهما الذى صار منسياً، هل هو (الخدش)، أم إنه (ألحياء)، فهل بات علينا أن نستيقظ على واقع دام لتخدش سخونة الدماء المقدسة (حياء) ضمائرنا فنتذكر فرض اللحظات الوطنية الفارقة؟!، أم صار لزاماً علينا أن نتابع جنازات الشهداء لتغدو خطوات الأمهات الثكلي، والزوجات السائرات نحو الترمل، والصغار الفزعين دون إدراك المصاب، هى الخطوات الخادشات لحياء خطواتنا الرتيبة بفعل مسارات العبث فى عصر استهداف الوطن؟.

وعلى وجه الصدمة، فات من عمر السير نحو الوطن المنشود أكثر ست سنوات منذ ارتفعت الراية (عيش -حرية -عدالة اجتماعية –كرامة إنسانية)، وانقضى من المسير نحوه أكثر من ثلاث سنوات منذ أن استرد الشعب وطنه، وباتت مشاهد الواقع أكثر تكشفاً، فلقد أنَّ الوطن وأهله بإدارة شغلها (حياء) زائف، عن علل أعيتها فانهارت منظومتها على رؤوسنا، ولقد أنَّ المواطن دون (حياء) من البوح بآهاته بعدما أعيته عِلل الإدارة، ولقد تاجر فى سوق النخاسة الثوري، دونما حياء أفراد وتنظيمات كُثُرْ، ولقد استوى التنظيم الإخوانى على العرش، مبدياً سوأتَهْ على غير حياء من تاريخ زهدٍ مدع عاش به ونمى عدداً وثروة حتى توهم أنه (تمكن)، ولقد خُيِّر الشعب بين أسر وطنه واستلاب هويته، وبين تأخر الوصول إلى الوطن المنشود، فاختار على غير استحياء احتمال الأوجاع على فقد الوطن، وقرر (مصر مصرية) خالصة لأهلها ومخلصة لإنسانيتها القديمة، كان ذلك فى 30 يونيو 2013، وعاين بعدها ما كان خفياً من أوجه التهديد، سافراً بغير حجاب حياء يستره، بيانات وخطب وشعارات ورايات وأناشيد كلها انطلقت من (تجمع رابعة العدوية المسلح)، وامتدت من بعده لتنجب سفاحاً لجاناً نوعية إخوانية من عينة (كتائب حلوان –مجهولون ضد الانقلاب – لجان المقاومة الشعبية – قاوم –حسم)، وليغدو الوطن بعدما رفض الخضوع لسلطان التنظيم الدولي، هدفاً لفعل للجانه النوعية بكل مكوناته، إدارة ومؤسسات ومقدرات ومواطنين، الكل مستباح طالما رفض السمع والطاعة لسلطان (التمكين).

وعلى وجه الدهشة، تَسَيَّدَت العشوائية ملامح مشهد المواجهة فى معركة الاستنزاف المفتوحة التى يخوضها التنظيم ضد الوطن كاملاً، وبات الخطاب السائد متسماً بالعشوائية والعمومية والسطحية والتشتيت، رغم أن العدو كان محدداً (التنظيم الدولى للإخوان)، ومعه حلفاؤه القدامي، تنظيمات نامية من رحمه، أحدثها لا آخرها (داعش) وحلفاؤه الجدد المتمثلون فى أصحاب أجندات التمويل والتغريب والباحثين عن (سبوبة) ودور، إلا إن الخطاب الإعلامى المُنَبِه، والتوعوى المُوَضِح، خرج عن مساراته ليغرقنا فى مسميات جديدة حتى تفرقت دماء الوطن على منصات الإعلام. ورغم أن دول الدعم للعدو التنظيمى الإخوانى كانت سافرة فى دعمها، وسافرة فى علانية احتضانها، ومحددة فى محطات إيوائها للهاربين والمطلوبين والاستثمارات والمؤسسات، إلا أن (حياءً) غير مفهوم اقترن بالموقف الوطنى من هذه الدول، حتى تفرقت دماء الوطن على منصات المواءمات السياسية، فى حين لم يمنع الحياء الدولة البريطانية عن إيواء التنظيم وقياداته والتشريع لبقائهم واستمراريتهم، كما لم يحل حياء الدولة الأمريكية بينها وبين فتح أراضيها ومؤسساتها ومنظماتها للتنظيم وقياداته ولم يعتر الحياء الدولة التركية وهى تلعب دور الأم الحاضن لكل مؤسسات التنظيم المصري، سامحة لها بكل أنواع الفعل الذى يستهدف مصر كلها، وبالتأكيد لم تكن تصارع الدولة القطرية(حياءً) من أى نوع وهى ترعى وتمول وتدعم التنظيم الإخوانى فى جهاده ضد مصر، وهى الدولة التى تملك نظاماً ساهم فى صناعته التنظيم، ومؤسسات نمت برعاية تنظيمية، وأميراً يرى أن بيعته للتنظيم ثم بيعة الشعب له تمثل مرسوماً أميرياً بالسمع والطاعة للإخوان.

وعلى وجه الذكري، فأى حياء ذلك الذى يمكن أن نخدشه، وقاذفات الدانات تتساقط على رؤوس أبناءنا الصامدين على الجبهات، ورصاصات الغدر تنطلق مستهدفة أفئدة جندنا المرابطة تفتدى الوطن وناسه، ومخططات الفوضوى تتحرك بها ذئاب اللجان النوعية لتستهدف إشاعة الفزع، ودعوات الجهاد الزائفة تسرى سرطاناً فى فضاءات التواصل الاجتماعى لتسوق العقول الفارغة إلى حتفها تفخيخاً وتفجيراً حتى تغدو رقماً فى قوائم متاجراتها.

وعلى وجه الانتصار للوطن وإنسانه، فإن مكاشفة لازمة لتصويب المسير، تستلزم إجلاءً لعقيدة المعركة فى وعى الوطن إدارة وشعباً، يتم فيها تحديد العدو، وهو التنظيم الدولى للإخوان وحلفاؤه وداعموه. وتحديد مستهدفه وهو (إرباك وإنهاك الوطن ثم إفشاله وإسقاطه، مع إعادة بناء مؤسسات التنظيم وتفعيل هياكله)، وتحديد آليات التنظيم فى تنفيذها وهى آليات شاملة تبدأ من الإشاعات الفردية وصولاً إلى تفجير المؤسسات واغتيال الرموز وإشاعة الفزع، وتحديد جبهات المواجهة والتى تبدأ من الجبهات الفردية لأبسط المواطنين وصولاً إلى جبهات الرباط العسكرية والأمنية على ثغور الوطن المتعددة، وهى الجبهات التى لا يمكن تفعيلها بغير ظهير دستورى وقانونى ودينى وتنويرى وإدارى وإعلامى ودبلوماسي، وهى الجبهات التى لا يمكن أن تكون آمنة بغير نظام مؤيديه يؤمنون بأن قوتهم تكمن فى وعى معارضيهم، ومعارضيه يؤمنون بأن قوتهم تتعاظم كلما سدوا الثغرات المكشوفة.

وعلى وجه السرعة، دعونا نخدش الحياء المنسى فى معركة الانتصار للوطن، حتى ندرك أننا حقاً فى معركة فالشهيد البطل أحمد منسى قائد الكتيبة (103 صاعقة)، والذى استشهد وهو يرابط ساهراً لحماية وطنه الجمعة الماضى ، كان قد كتب فى أكتوبر الماضي، مودعاً سلفه فى قيادة نفس الكتيبة، الشهيد العقيد (رامى حسنين) قائلاً (فى ذمة الله أستاذى ومعلمي، تعلمت منه الكثير، الشهيد بإذن الله العقيد رامى حسنين، إلى لقاء شئنا أم أبينا قريب)، رحم الله الشهيد وجندنا فلقد أبيَ (المنسي) إلا أن يخدش حياءنا !

» من هو الشهيد زهران علوش قائد جيش الاسلام
» (( قائد الحرس الجمهوري يثني علي سلوك المعتصمين بالاتحادية ))
» «جرابندية» الشهيد منسى
» الشيخ الشهيد الرمز أحمد ياسين
» جيل الكتيبة 103