العقلية الإخوانية تُدَمِّر أردوغان!

انتهز أردوغان فرصة فشل الانقلاب العسكرى لتصفية خصومات قديمة وأخرى لا تزال مستمرة، ليس فقط مع الجيش، وإنما فى دوائر لا تمت للحدث بصلة. ولكن، لا أردوغان ولا غيره يستطيع أن يحدد عشرات الآلاف من الأسماء فى مجالات مختلفة، ويزعم أنهم هم المسئولون عن العملية، وأن يتخذ قرارات ضدهم بالحبس أو بالإبعاد عن الوظيفة، وأن يتم كل هذا فى غضون ساعات قليلة من محاولة الانقلاب، وبدون أن يمثل أحد منهم أمام أى جهة تحقيق!

ألقى القبض على نحو 3 آلاف من الجيش وحده الذى خرج منه الانقلابيون، منهم عدد برتبة جنرال! وأعلن أنه بصدد تنظيم الجيش من الداخل. ولم يكتف بهذا، وإنما وسَّع الدائرة إلى الهيئة القضائية فأصدر قرارات بعزل 2745 قاضياً، ووجَّه اتهامات إلى قضاة فى أعلى الدرجات من أعضاء المحكمة الدستورية، ومن مجلس الدولة! ومعروف أن علاقته بالقضاء كانت تصادمية، لأنهم يرفضون بعض قراراته التى تنتهك القانون، كما أنهم ينصفون خصومه فى بعض الدعاوى ضده.

يبدو أن العقلية الإخوانية لا تتغير، هنا أو هناك، نفس الكتالوج، السعى للتمكين عن طريق استبعاد المسئولين الموجودين وإحلال كوادر الثقة مكانهم! دون أن يتعظ من دروس تجربة الإخوان فى مصر، عندما انفضحت مؤامرتهم فى الاستيلاء على مفاصل الدولة، مما استفزّ الشعب المصرى فخرج للإطاحة بهم بعد أن تجلت أمام عينيه مستهدفات المؤامرة.

وأما فى تجربة أردوغان، فإن هذا النهم فى الاستيلاء على كل شىء صار يتعارض مع ما كان يجب أن يستدعيه فى كل لحظة، أنه وصل إلى السلطة، هو وحزبه، بنحو نصف عدد الأصوات فقط، يما يعنى أن نصف الأتراك لا يؤيدونه، ثم إنه صار هنالك استحقاقات لهؤلاء الذين تصدّوا للانقلاب وعرّضوا أنفسهم لأخطار حقيقية. إلا أنه، بالعقلية الإخوانية الانتهازية الماكرة التى تعتمد الكذب أساساً فى العمل مع الآخرين، يكتفى بتوجيه الشكر العام دون تحديد المشكور ودون أن يبدى نية فى إمكانية وضعه فى الاعتبار.

» نجومية السيسى.. وصدمة أردوغان
» أردوغان.. نهاية خليفة كاذب
» "مناهضة الأخونة": هجوم أردوغان على مصر يثبت فشل سياساته الخارجية
» «جولن» لا يستبعد تدبير أردوغان الانقلاب رويترز ساخرة : انقلاب .. من زمن مضى!
» (( السلطان العثماني الإخواني أردوغان ))