نتمى أردوغان إلى أسرة متوسطة الحال ترجع أصولها إلى منطقة «ريزا» على ساحل البحر الأسود.
كان والده الحاج أحمد يعمل قبطانًا، انتقل مع زوجته إلى «إسطنبول» مثل الكثير من عائلات الطبقة الوسطى التى هاجرت من قرى الأناضول إلى المدينة الأهم والأكبر فى تركيا؛ بحثا عن سعة أكبر فى الرزق.
واستقر المقام بالحاج أحمد فى حى «قاسم باشا»؛ حيث كان مولد أردوغان فى السادس والعشرين من شهر فبراير عام ١٩٥٤، حيث قضى أغلب فترات طفولته.
فى عام ١٩٦٩.. أصبح أربكان نائبًا مستقلًا، وفى نفس العام ذاته أسس «حركة الفكر الوطنى» «مللى جورش» ـ التى شكلت أدبيات الحركات السياسية التركية ذات الجسور الإخوانية.
كما أسس أربكان فى عام ١٩٦٩ أيضا «حزب النظام الوطنى»، لكن الحزب الذى يعد أول حزب لـ«المللى جورش» - لم يصمد طويلا؛ حيث تم حله بأمر من القضاء التركى بتهمة التآمر على العلمانية.
فى عام ١٩٧٢.. عاد أربكان إلى الساحة السياسية مجددا بـ«حزب السلامة الوطنية»، وهنا بدأ أردوغان مسيرته الحزبية، حيث انضم للحزب، ثم أصبح أمينا عاما لشعبة الشباب بالحزب بمنطقة «بايوغلو» وذلك فى عام ١٩٧٦، ثم أمينا عاما لشعبة الشباب فى «إسطنبول»، وظل فى هذا المنصب حتى الثانى عشر من سبتمبر من عام ١٩٨٠، عندما حظر الجيش جميع الأحزاب السياسية فى البلاد.
بالنسبة لأردوغان.. كان أربكان هو المعلم والأستاذ، وكان دائمًا ما يخاطبه بصيغة: «أستاذي»، بعد دخول أردوغان حزب السلامة الوطنية كان لأربكان سلطة معنوية عليه، عدا كونه رئيسه وزعيمه فى الحزب، وبقى الحال على هذه الشاكلة حتى النهاية.
أما أردوغان فيصف هذه العلاقة بالقول: «أثناء دخولى المعترك السياسى كان أربكان نموذجا يحتذى به فى حماسه وتأثيره وحبه لقضيته، وأثناء محاولاتى الصعود كان بمثابة العون لى، وبفضله تمكنت من الارتقاء».
مع عودة الحياة السياسية إلى تركيا.. عاد أردوغان إلى الواجهة من جديد مع تأسيس «حزب الرفاه» عام ١٩٨٣، وفى عام ١٩٨٥ أصبح رئيسا لشعبة الحزب فى «إسطنبول».
فى ٢٧ مارس ١٩٩٤.. عرف أردوغان تحولًا مهمًا فى حياته عندما عين عن حزب الرفاه رئيسًا لبلدية أهم مدينة فى تركيا «مدينة إسطنبول»، وهو لا يزال فى الأربعين من عمره.
الصراع مع أربكان
رغم كون أردوغان التلميذ النجيب لنجم الدين أربكان رئيس وزراء تركيا الأسبق وأحد أهم أضلاع تنظيم الإخوان فى تركيا والشرق الأوسط، فإنه أخفى انتماءه للتنظيم الإرهابى، وانفصل عن أستاذه وأسس حزب العدالة والتنمية.
كان أربكان قد أسس وقتها، حزب السعادة، لكنه لم يحقق أى انتصار، بينما حقق أردوغان انتصارا تاريخيا غير مسبوق.
خططت أمريكا جيدًا لبروز أردوغان، وجرى ترشيح صديقه عبد الله جول، لينافس قوطان على منصب رئاسة حزب الفضيلة، غير أنه خسر الانتخابات بفارق ضئيل خلال المؤتمر العام للحزب الذى عقد بتاريخ ١٤/٥/٢٠٠٠.
كان حزب الفضيلة يمتلك ١٥٨ نائبًا بالبرلمان، كانت براجماتية أردوغان جارفة، وتناسى بالجملة أحاديث المآذن والقباب وتطبيق الشريعة الإسلامية، ولم يذكر من القصة كلها سوى حقوق المحجبات كغيرهن من السافرات فى التعليم والتوظيف الحكومى، وكانت المقدمات ظاهرة حتى قبل أن ينشق عن أربكان، ومع تولى أردوغان لرئاسة بلدية «إسطنبول»، اجتهد فى كل شيء آخر سوى الشريعة، وازدهرت فى أيامه دور «البغاء» المعترف بها رسميًا، وهو النهج ذاته الذى واصله حين أصبح رئيسًا للوزراء، فقد كانت السلطة جلّ همه، وحبذا لو كانت مطلقة، وكان يريد إزاحة الجيش عن عرشه التقليدى الموروث من أيام أتاتورك، وكان عليه أن يخطو إلى قفزة براجماتية أخرى، وأن يدغدغ مشاعر الأتراك بحلم الالتحاق والانضمام للاتحاد الأوروبى.
قدم أردوغان تنازلات براجماتية، ومنها ما قاله جول: «لقد انهارت حضارتنا الإسلامية، ولابد من تغيير قيمنا تبعًا للواقع الجديد»، أما فى الملف الاقتصادى الذى قال الحزب إنه سيكون محور تركيزه بعيدا عن الجدل الدينى، سنلاحظ أن الحزب تبنى سياسة اقتصادية تقوم على الإدماج التام لتركيا فى الاقتصاد العالمى، وربطها بقوى الرأسمالية الغربية الكبرى دون أية مساحة للاستقلال.
وقال أردوغان: إنه يرى أن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى اليوم هدف ضروري.. وإنه مع تطبيق برنامج صندوق النقد الدولي، ويمكنه أن يطبقه بطريقة أفضل من وزير الاقتصاد ورجل البنك الدولى كمال درويش.. وإنه مع الحفاظ على علاقات المصالح المتبادلة بين تركيا وإسرائيل.
يقول الصحفى التركى روشان شاكر: مشكلة أردوغان أن هناك من يؤكدون أنه يسلك مسلك التقية.
وقد استفاد الحزب من ظروف الأزمة الاقتصادية والسياسية التى يعيشها الأتراك فى اجتذاب مؤيديه. فبالرغم من التوسع الاقتصادى الذى شهدته تركيا فى العقد الأخير، فإن الأزمة المالية التى عصفت بتركيا فى العام الماضى هبطت بالأجور الحقيقية بمعدل ٥٠٪، وأصبح الملايين ممن يتقاضون الحد الأدنى للأجر «٩٠ دولارًا شهريًا» يصارعون من أجل البقاء، كما أدت الأزمة المالية إلى إفلاس آلاف الشركات وضياع ٥٠٠ ألف فرصة عمل.
ورغم ازدياد الأهمية الاستراتيجية لتركيا بعد تفجيرات واشنطن ونيويورك، وباريس، ما دفع أمريكا للضغط على صندوق النقد لتقديم تسهيلات قروض لتركيا بقيمة ١٦ مليار دولار، فإن الأتراك تراودهم الشكوك حول المستقبل السياسى لبلدهم.
استقطب أردوغان الفقراء والبؤساء فى أفخاخ عشوائيات المدن الكبرى، وبالتناقض بين القول بأن الحزب يدافع عن الدين ويؤيد العلمانية فى آن معًا.
تحالف أردوغان وكولن
تحالف أردوغان مع جماعة الداعية الإسلامى محمد فتح الله كولن، صاحب فكرة الإسلام الاجتماعى مع «العدالة والتنمية» فى المراحل المبكرة بين ٢٠٠١ و٢٠١١.
كان حزبه يؤيده بسبب برامج التنمية وتوجهاته الإصلاحية وقيامه بإيجاد الحلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتراكمة فى تركيا، ونجح «العدالة والتنمية» فى إدارة المدن التركية الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة، بواسطة برامجه وإنجازاته التنموية واستثماراته فى البنى التحتية والمدارس والمنح ونجاحه فى إدارة البلديات.
«محمد فتح الله» أو «فتح الله جولان» أو «فتح الله غولان» ولد فى ٢٧ إبريل ١٩٤١ فى قرية صغيرة تابعة لقضاء حسن قلعة المرتبطة بمحافظة أرضروم، وهى قرية كوروجك ونشأ فى عائلة متدينة.
وانقلب أردوغان على حليفه الأكبر، الذى غادر إلى أمريكا دون أسباب معلنة، وفى ١٨ يونيو ١٩٩٩ تحدث فى التليفزيون التركى، وقال كلامًا اعتبره البعض انتقادا ضمنيا لمؤسسات الدولة التركية، وبعد ذلك بدأ المدعى العام للدولة تحقيقا فى تصريحات كولن، وساعتها تدخل رئيس الوزراء التركى آنذاك بولنت أجاويد ودعا الدولة إلى معالجة الأمر بهدوء، بدلا من فتح الموضوع للنقاش على المحطات التليفزيونية التركية، كما دافع عن كولن وعن مؤسساته التعليمية وقال: «مدارسه تنشر الثقافة التركية حول العالم، وتعرف تركيا بالعالم، مدارسه تخضع لإشراف متواصل من السلطات».
أردوغان وإسرائيل
فى بداية تولى أردوغان للسلطة، اتهم أربكان تلميذه أنه عميل لإسرائيل.
لم يطبق أردوغان الشريعة بل حلل اللواط والسحاق وشرع زواج الشواذ جنسيًا، وصدرت أول مجلة جنسية للشواذ جنسيًا بصورة رسمية فى عهده.
وبدلًا من أن يصطحب زوجته للمسجد الأقصى لتصلى فيه، اصطحبها لزيارة المكان المقدس لمحرقة اليهود، وكان يتباهى بالحديث عن حجم النمو الاقتصادى والعسكرى المتبادل بين تركيا وإسرائيل فى عهده، برغم ما يروجه الإعلام عن توتر العلاقات.
ولم يغلق أردوغان حتى اللحظة مصنع لوكهيد هارتن للأسلحة التى تقتل بها إسرائيل الفلسطينيين فى غزة، رغم بكائه عليهم بالشاشات.
وعلاقة أردوغان بإسرائيل قوية فالبحريتان التركية والإسرائيلية سبق وأقامتا مناورة مشتركة غير المناورات السنوية وإسرائيل كانت فيها ضيفا دائما على تركيا والمعروفة باسم نسر الأناضول Anatolian Eagle بعد أحداث السفينة مرمرة بين تركيا وإسرائيل، واعتداء إسرائيل عليها وقتل بعض الأتراك، وألغت تركيا جملة مشتريات من إسرائيل على رأسها النظام آروـ ٢ بقيمة ٢ مليار دولار، وحوالى ألف دبابة ميركافا ٣ بقيمة حوالى ٥ مليارات دولار وغيرهما، واستغلت الأحداث لإلغاء الصفقة لفشل الدبابة الميركافا فى جنوب لبنان فى ٢٠٠٩.
قال رئيس حزب «السعادة» التركى، مصطفى قامالاك، فى تصريح لإحدى الصحف التركية: إن «تلاميذ نجم الدين أربكان، قادة «العدالة والتنمية» أوقفوا مسيرة أستاذهم بما تعارض مع أفكار السلطان عبد الحميد، إذ مهدوا الطريق أمام مخططات لتأسيس دولة إسرائيل الكبرى فى المنطقة».
ويأتى تصريح «قامالاك» متزامنا مع الأنباء المتداولة مؤخرا بشأن حقيقة حزب «العدالة والتنمية» وكونه مشروعًا أمريكيًا - إسرائيليًا، حسبما زعم بعض الكتاب والصحفيين فى تركيا، مثل زعيم حزب الوسط التركى، عبدالرحمن قارصلى، والكاتب الصحفى المقرب من الرئيس التركى، عبدالرحمن ديليباك.
براجماتية أردوغان
استفاد أردوغان من معايير التأهيل الأوروبية فى تحييد واحتواء دور الجيش والمحكمة العليا، وصار يستشعر قوته الذاتية المنفردة فى تركيا، ولم يعد يريد أن يلزم نفسه بالمعايير الأوروبية فى حرية الصحافة وحقوق الإنسان، ولا أن يقيد يديه، فأحل لعبة جديدة محل اللعبة الأوروبية، وكانت اللعبة الجديدة «عثمانية» الطابع، فواصل خطة سلفه تورغوت أوزال المستفيدة من انهيار الاتحاد السوفييتى أوائل تسعينيات القرن العشرين، والراغبة فى كسب نفوذ ثقافى واقتصادى وسياسى بالجمهوريات الناطقة بالتركية، المتخلفة عن زوال الاتحاد السوفييتى، لكن خطة أوزال لم تكن لترضى طموح أردوغان، ولم تكن مغرية فى إضفاء طابع «عثمانى» أكيد، وهنا قرر أردوغان انفتاحا تركيا أوسع على الشرق العربى، الذى كان موضع نفور الأتراك لعقود، ووجد أردوغان البراجماتى أن الشرق العربى المتخلف صناعيا مفيد جدا لنهوض تركيا، وأراد جعله سوقا واسعة لتصريف المنتجات التركية، والقفز بمعدلات الازدهار الاقتصادى والرواج السياحى، ولم يضع أردوغان أى قيد سياسى أو مبدئى على حركته، وعقد اتفاقات استراتيجية شاملة مع مبارك ومع بشار الأسد، ولم تمر سوى سنوات قليلة قبل اشتعال ثورات وأزمات الواقع العربى، ووجد أن حليفه مبارك سقط فى مصر، وأن بشار الأسد قد يسقط فى سوريا، وأن جماعة «الإخوان» تتقدم إلى صدارة المشهد السياسى، وبتشجيع ظاهر من واشنطن، وبغير ممانعة تذكر من إسرائيل، وهنا تصور أردوغان أن المنطقة العربية أتت له على طبق من ذهب، فتركيا عضو أساسى فى حلف الأطلنطى بقيادته الأمريكية، وعلاقات تركيا وثيقة قديمة مع إسرائيل، فى المجالات الاستراتيجية والعسكرية والتكنولوجية، ولا بأس من مناورات لفظية يجيدها أردوغان، توحى بتعاطفه مع القضية الفلسطينية، بما قد يوفر له دور الوسيط المحتمل، ثم إن الصعود الإخوانى يوفر له فرصة تصورها هائلة، وهنا تذكر أردوغان ماضيه «الإخوانى» القديم، وأراد تجديد إيحاءاته، ليس فى تركيا بالطبع، فحزب أردوغان الحاكم لا يطيق ذكر كلمة عن الشريعة، بل فى الجوار العربى الزاخر بمآسيه، وأراد أردوغان أن يجعل من نفسه «ملك ملوك» الإخوان الجدد، وأن يستعيد وضع الخليفة العثمانى رمزيًا.
وفى حين خدمت «اللعبة الأوروبية» أردوغان، وقادته إلى الصعود، فإن اللعبة «العثمانية الإخوانية» تكاد تنتهى إلى العكس بالضبط، وتصيبه بلعنتها، وتؤذن بسقوط متدرج، كما كان الصعود متدرجًا، فقد استشعر أردوغان قوته الذاتية بعد نهاية لعبة الاتحاد الأوروبى، وبدا أن قلقه زال من الجيش وجنرالاته، وأن بوسعه التخلى عن حلفاء ساندوه ضد سطوة الجيش، وقد يفكرون فى الانقلاب المدنى عليه، وهو ما يفسر حملته الضارية ضد «حركة الخدمة» وزعيمها الإسلامى فتح الله كولن، وفصله للآلاف من شخوصها فى الشرطة والقضاء، وخوضه لحرب سياسية داخلية تبدو مستحيلة الكسب، خاصة أنها حشدت فئات تركية مؤثرة ضد ما سمته فساد واستبداد أردوغان، ولم تفلح مناورة الرجل البديلة فى كسب ود «حزب العمال الكردستانى» التركى وزعيمه السجين عبد الله أوجلان، فقد تبنى أردوغان ما سماه «خطة سلام» مع الأكراد، أفادت فى كسب تصويت بعض قواعد الأكراد لحزب أردوغان، لكن الأكراد سرعان ما استشعروا المزيد من قوتهم الذاتية مع تطورات المنطقة المفيدة لقضيتهم القومية، وبدأوا فى منح أصوات الأكراد للأكراد، وعلى نحو ما بدا فى انتخابات أوائل يونيو ٢٠١٥، وصعود حزب ذى نزعة كردية حزب الشعوب الديمقراطى إلى المشهد البرلمانى بقوة، وحرمان حزب أردوغان من الفوز منفردا بتشكيل الحكومة، وهو ما يحدث لأول مرة منذ صعود ظاهرة أردوغان، الذى كان يأمل فى فوز ساحق، يغير به الدستور، ويعطى السلطات كلها لمنصب رئيس الجمهورية الذى انتقل إليه أردوغان. كانت الصدمة مزلزلة، أطارت صواب أردوغان، وورطته فى «غلطة الشاطر»، فبعد أن كان يروج طويلا لاستقلاليته عن الأمريكيين، فإذا به يحول مطارات تركيا إلى قواعد عسكرية مفتوحة للأمريكيين بغير حساب، وعلى ظن أنهم قد يساعدونه فى حرب دامية أعلنها على الأكراد، وهى حرب لن يكسبها بالتأكيد، ومهما بلغ عدد الآلاف التى يواصل اعتقالها يوميًا، فقد وقع الرجل فى المصيدة، ولن يسمح له سوى بدور مساعد فى الحرب ضد «داعش»، التى آواها ورعاها مثل رعايته للإخوان، ثم تجبره أمريكا على دفع الثمن فى الحرب ضد «داعش» التى حكمت بكفره، فقد انفضت لعبته الأخيرة، وجاء أوان تحطيم أردوغان، الذى يهزم نفسه بنفسه الآن.
أردوغان وملف الفساد
بلال أردوغان، نجل أردوغان هو القاسم المشترك فى كل صفقات الفساد بتركيا ومنها نفط داعش، وقد ركز المحققون فى الفترة الأخيرة على إحدى المؤسسات الخيرية التى يطلق عليها «المؤسسة التركية لخدمة الشباب والتربية» «تورجيف»، ويشغل بلال أحد أعضاء مجلس إدارتها، حيث أجريت تعديلات على خطة تشييد مبنى أجرته المؤسسة لمجلس إسطنبول المحلى كمكان لإقامة الطلاب.
وحاول أردوغان الدفاع عن ابنه فى القضية قائلًا: إن المكان ليس فندقًا ولكن التركيز عليه جاء بهدف النيل منى.
وهناك تسجيل حوار بينه وبين أردوغان حول إخفاء ٣٠ مليون يورو بالإضافة إلى:
■ السيطرة على مشاريع خدمية.
■ تدخلات لفائدة أفراد العائلة.
■ تحويل مؤسسة الشباب والطلبة لخدمة مصالحه.
■ أقامت شركته «إم بى» علاقات مشبوهة مع إسرائيل.
ويقول مقربون من حكومة أردوغان إن النجل الأكبر بلال لم يترك قطاعا اقتصاديا إلا وكان له فيه دور وتأثير سواء من خلال التدخل للمنفعة الشخصية، أو خدمة لأفراد العائلة أو أصدقاء أو قيادات من الحزب الحاكم.
وسبق أن فجرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية فضيحة أخرى فى سجل نجل أردوغان، حين كشفت أنه قام بعقد عدد من الصفقات التجارية مع إسرائيل فى أعقاب حادثة مرمرة التى راح ضحيتها عدد من الأتراك ذهبوا لمساندة غزة.
وقد قام جهاز الجريمة المالية باعتقال العشرات من رجال الأعمال المحسوبين على حزب العدالة والتنمية، من بينهم ابن وزير الداخلية وأبناء وزيرين آخرين، وكذلك رئيس بلدية مدينة الفاتح، مصطفى ديمير، وهو من أوائل مؤسسى حزب العدالة والتنمية، وذلك للتحقيق معهم فى تهم فساد مالى وتلقى مبالغ مالية ضخمة فى شكل رشوة.
أردوغان والمشروع العثمانى الجديد
يستخدم أردوغان الإخوان فى تحقيق العثمانية الجديدة، وتشير التحركات التى تقوم بها الحكومة التركية، إلى أن لديها رؤية تنطلق من خلالها ناحية المجتمعات والنظم العربية والإسلامية، واهتمامًا لم يسبق له مثيل تجاه جيرانها العرب بدرجة غير مسبوقة منذ نشأة الجمهورية التركية، حيث ازدادت العلاقات التجارية، والاستثمارية إلى درجة غير مسبوقة، وفتحت قنوات للتعاون الاقتصادى والعسكرى بينها وبين أغلب الدول العربية، وأصبحت تركيا عضوًا نشطًا فى أغلب الاجتماعات التى تناقش قضايا المنطقة.
ولأسباب واضحة، فإن تركيا تتحرك الآن فى المنطقة العربية عبر مصطلح «الدبلوماسية العامة»، وهو تعبير قديم، ومشروع استراتيجى كانت الدول الكبرى تستفيد منه لتعزيز نفوذها وتوسيع رقعة انتشارها، حيث قررت العودة الآن إلى المنطقة العربية بخطى حثيثة، بعد أن غادرتها قبل قرن تقريبًا، وأهملتها حتى الأمس القريب، فهل تنجح فى ظل التحركات المصرية الروسية؟، هذا ما سوف تجيب عنه الشهور القادمة.