في خبر مقتضب نشر أمس, جاء أن الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء استقبل السفير عبد العزيز القطان, سفير المملكة العربية السعودية في مصر, حيث تم استعراض كافة أوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات,
هذا هو الخبر, ولكنه يوحي إلي بما يتجاوز مجرد مقابلة روتينية لرئيس الوزراء بأحد السفراء! لأن القطان ليس كأي سفير, والسعودية ليست كأي دولة.فالسفير القطان هو واحد من أفضل السفراء بالقاهرة, ومن أكثرهم تفاعلا و تفهما للأوضاع المصرية, وقد سبق أن قلت إنه يوحي إلي بأنه سفير لمصر بالسعودية بمثل ما هو سفير للسعودية في مصر. أما الدولة, أي السعودية, فمكانتها العربية والدولية معروفة, وتتقاسم مع مصر قيادة الوطن العربي, ولذلك فإن أوضاع مصر تهم السعوديين وتحتل لديهم أولوية لاشك فيها, والأمر كذلك لنا في مصر. في هذا السياق,من المهم أن نستذكر الموقف السعودي من المواجهة بين الشعب المصري وحكومته وبين الإخوان, فالعاهل السعودي الملك عبد الله دعا مبكرا, بعد انتفاضة30 يونيو, إلي الوقوف بجانب مصر, ضد محاولة زعزعةاستقرارها. كما نتذكر كلمات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في ذلك الحين أيضا, معلقا علي تهديدات الإتحاد الأوروبي لمصر بمراجعة موقفه منها نتيجة للمواجهه مع الإخوان أن هذه التهديدات لن تحقق شيئا وأنه ليس من البسيط أن ينزل30 مليون مواطن للشارع طالبين ضمان أمنهم وتنظيم انتخابات مبكرة. قارن ذلك الموقف بموقف دويلة تقع علي هامش المملكة, تتوهم إنها يمكن بأموالها أن تؤثر علي الشأن الداخلي في مصر, وتذكرني بحكاية كان والدي يسردها لي, وهي أن أبو فصادة وهو طائر أصغر حجما و أشد هزالا من العصفور شوهد وهو مستلق علي ظهره رافعا ساقيه النحيلتين إلي السماء, متصببا عرقا, فقيل له ماذا تفعل ياأبا فصادة, فقال إنني أسند السماء بقدمي حتي لا تسقط علي الأرض!
-----------------------------------------