موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع ومنتدبات ابو ريوف

كل مساهمه في هذا المنتدى بشكل أو بآخر هي تعبر في الواقع عن رأي صاحبها
 
الرئيسيةبوابة METOأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا باصدقاء أبو ريوف بعد غياب اربع سنين اعود لمنتداكم الجميل لطالما علمت بأني هنا معكم استنشق عطراً يفوح من اقلامكم لكم مني كل الحب والتقدير أخوكم الصغير أبو ريوف

توقيت الرياض
المواضيع الأخيرة
» الإعلام بحدود قواعد الإسلام
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالأحد 23 أغسطس 2020 - 16:00 من طرف ملكة الحب

»  خلافة سيدنا الحسن
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:28 من طرف ملكة الحب

» جعدة بنت الأشعث
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:11 من طرف ملكة الحب

» رانـــــــــدا
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالثلاثاء 31 مارس 2020 - 18:06 من طرف ملكة الحب

» فضل لا إله إلا الله
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالجمعة 6 مارس 2020 - 10:39 من طرف ملكة الحب

» أهل الهـــــوي
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالجمعة 28 فبراير 2020 - 21:36 من طرف ملكة الحب

» "الحب في بئر الشك" : ملكة الحب
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالسبت 15 فبراير 2020 - 8:11 من طرف ملكة الحب

» القلـــــــــب
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالجمعة 31 يناير 2020 - 17:09 من طرف ملكة الحب

» النادي الأهلــــــي
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 30 يناير 2020 - 16:31 من طرف ملكة الحب

» أرزاق
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يناير 2020 - 12:51 من طرف ملكة الحب

» الإراده
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:22 من طرف ملكة الحب

» مؤامـــــــره
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:20 من طرف ملكة الحب

» الخـــــــــوف
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالجمعة 24 يناير 2020 - 15:45 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» معـــــانـــــــاه
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:41 من طرف ملكة الحب

» النهــــــايــه
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــــا
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:15 من طرف ملكة الحب

» مجنونــــــه
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــا
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:17 من طرف ملكة الحب

» القــطـــار
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:28 من طرف ملكة الحب

» مجنـــونـــه
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:23 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــــا
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:20 من طرف ملكة الحب

» القلب الغاشــــــق
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:19 من طرف ملكة الحب

» الدنيا بخيــــــر
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:16 من طرف ملكة الحب

» راعيني أراعيـــــك
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:36 من طرف ملكة الحب

» قاسيه جدا
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:33 من طرف ملكة الحب

» مــجرد إهمـــال
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس 2 يناير 2020 - 13:59 من طرف ملكة الحب

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد منسى - 20175
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_rcap((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Voting_bar((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_lcap 
ملكة الحب - 1258
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_rcap((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Voting_bar((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_lcap 
ابو ريوف METO - 324
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_rcap((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Voting_bar((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_lcap 
جلالة الملكه - 180
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_rcap((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Voting_bar((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_lcap 
باكى - 67
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_rcap((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Voting_bar((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_lcap 
الحربي - 36
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_rcap((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Voting_bar((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_lcap 
صلاح اليب2 - 35
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_rcap((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Voting_bar((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_lcap 
زهرالورد - 30
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_rcap((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Voting_bar((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_lcap 
رشيد سويدة - 29
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_rcap((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Voting_bar((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_lcap 
اكينو ملوال - 29
((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_rcap((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Voting_bar((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Vote_lcap 

 

 (( البخلاء )) للجاحظ

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4
كاتب الموضوعرسالة
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( البخلاء )) للجاحظ   ((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالأحد 15 أبريل 2012 - 12:24


قال فتجمع السمن والسمين على مائدة قال: نعم.
قال: ليس هذا عيش آل الخطاب.
كان ابن الخطاب رحمة الله عله ورضوانه يضرب على هذا.
وكان إذا وجد القدور المختلفة الطعوم كدرها في قدر واحدة وقال: إن العرب لو أكلت هذا لقتل بعضها بعضاً.
ثم يقبل على الآخر فيقول: أبا فلان ما أدمك قال: اللحم السمين والجداء الرضع.
قال: فتأكله بالحوارى قال: نعم.
قال: ليس هذا عيش آل الخطاب.
كان ابن الخطاب يضرب على هذا.
أو ما سمعته يقول: أتروني لا أعرف الطعام الطيب لباب البر بصغار المعزى.
ألا تراه كيف ينتفي من أكله وينتحل معرفته ثم يقبل على الذي يليه فيقول: أبا فلان ما أدمك فيقول: أكثر ما نأكل لحوم الجزور ونتخذ منها هذه القلايا ونجعل بعضها شواء.
قال: أفتأكل من أكبادها وأسمنتها وتتخذ لك الصباغ قال: نعم.
قال: ليس هذا عيش آل الخطاب.
كان ابن الخطاب يضرب على هذا.
أو ما سمعته يقول: أتروني لا أقدر أتخذ أكباداً وأفلاذاً وصلائق وصناباً ألا تراه كيف ينكر أكله ويستحسن معرفته ثم يقول للذي يليه: أبا فلان ما أدمك فيقول: الشبارقات والأخبصة والفالوذجات.
قال: طعام العجم وعيش كسرى ولباب البر بلعاب النحل بخالص السمن - حتى أتى على آخرهم.
كل ذلك يقول: بئس العيش هذا! ليس هذا عيش آل الخطاب.
كان ابن الخطاب يضرب على هذا.
فلما انقضى كلامه أقبل عليه بعضهم فقال: يا أبا سعيد ما أدمك قال: يوماً لبن ويوماً زيت ويوماً سمن ويوماً تمر ويوماً جبن ويوماً قفار ويوماً لحم.
عيش آل الخطاب.
ثم قال: قال أبو الأشهب: كان الحسن يشتري لأهله كل يوم بنصف درهم لحماً.
فإن غلا فبدرهم.
فلما حبس عطاؤه كانت مرقته بشحم.
ونبئت عن رجل من قريش أنه كان يقول: من لم يحسن يمنع لم يحسن يعطى وأنه قال لابنه: أي بني إنك إن أعطيت في غير موضع الإعطاء أوشك أن تستعطي الناس فلا تعطي.
ثم أقبل علينا فقال: هل علمتم أن اليأس أقل من القناعة وأعز.
إن الطمع لا يزال طمعاً وصاحب الطمع لا ينتظر الأسباب ولا يعرف الطمع الكاذب من الصادق.
والعيال عيالان: شهوة مفسدة وضرس طحون.
وأكل الشهوة أثقل من أكل الضرس.
وقد زعموا أن العيال سوس المال وأنه لا مال لذي عيال.
وأنا أقول: إن الشهوة تبلغ ما لا يبلغ السوس وتأتي على ما يقصر دونه العيال.
وقد قال الحسن: ما عال أحد قط عن قصد.
وقيل ليشخ من أهل البصرة: مالك لا ينمي لك مال قال: " لأني اتخذت العيال قبل المال واتخذ الناس المال قبل العيال ".
وقد رأيت من تقدم عياله ماله فجبره الإصلاح ورفده الاقتصاد وأعانه حسن التدبير.
وقال: أر لشهواني تدبيراً ولا لشره صبراً.
وقال إياس بن معاوية: إن الرجل يكون عليه ألف فينفق ألفاً فيصلح فتصلح له الغلة.
ويكون عليه ألفان فينفق ألفين فيصلح فتصلح له الغلة.
ويكون عليه ألفان فينفق ثلاثة آلاف فيتبع العقار في فضل النفقة.
وذكر الحديث عن أبي لينة قال: كنت أرى زياداً وهو أمير يمر بنا على بغلة في عنقها حبل من ليف مدرج على عنقها.
وكان سلم بن قتيبة يركب بغلة وحده ومعه أربعة آلاف رابطة.
ورآه الفضل بن عيسى على حمار وهو أمير فقال: بذلة نبي وقعود جبار! ولو شاء أبو سيارة أن يدفع بالعرب على جمل مهري أو فرس عتيق لفعل.
ولكنه أراد هدى الصالحين.
وحمل عمر على برذون فهملج تحته.
فنزل عنه.
فقال لأصحابه: جنبوني هذا الشيطان.
ثم قال لأصحابه: لا تطلبوا العز بغير ما أعزكم الله به.
قد كنت أعجب من بعض السلف حيث قال: ما أعرف شيئاً مما كان الناس عليه إلا الأذان.
وأنا أقول ذلك.
ولم يزل الناس في هبوط ما ترفعوا بالإسراف وما رفعوا البنيان للمطاولة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( البخلاء )) للجاحظ   ((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالأحد 15 أبريل 2012 - 12:25


وإن من أعجب ما رأيت في هذا الزمان أو سمعت مفاخرة مويس بن عمران لأبي عبيد الله بن سليمان في أيهما كان أسبق إلى ركوب البراذين! وما للتاجر وللبرذون وما ركوب التاجر للبراذين إلا كركوب العرب للبقر! ولو كانوا إذا جلسوا في الخيوش واتخذوا الحمامات في الدور وأقاموا وظائف الثلج والريحان واتخذوا القيان والخصيان استرد الناس ودائعهم واسترجعت القضاة أموال الأيتام والحشرية منهم لعادوا إلى دينهم وعيشهم واقتصادهم.
وإذا رآهم أصحاب الغلات وأهل الشرف والبيوتات أنفوا أن يكونوا دونهم في البزة والهيئة.
فهلكوا وأهلكوا.
زعم أبو يعقوب الخريمي أن جعفر بن يحيى أراد يوماً حاجة كان طريقه إليها على باب الأصمعي وأنه دفع إلى خادم له كيساً فيه ألف دينار وقال له: سأنزل في رجعتي إلى الأصمعي.
وسيحدثني ويضحكني.
فإذا رأيتني قد ضحكت فضع الكيس بين يديه.
فلما دخل فرأى حباً مقطوع الرأس وجرة مكسورة العروة وقصعة مشعبة وجفنة أعشاراً ورآه على مصلى بال وعليه بركان أجرد - غمز غلامه بعينه ألا يضع الكيس بين يديه ولا يدفع إليه شيئاً.
فلم يدع الأصمعي شيئاً مما يضحك الثكلان والغضبان إلا أورده عليه فما تبسم فقال له إنسان: ما أدري من أي أمر يك أعجب أمن صبرك على الضحك وقد أورد عليك ما لا يصبر على مثله أم من تركك إعطاءه وقد كنت عزمت على إعطائه وهذا خلاف ما أعرفك به! قال: ويلك! من استرعى الذئب فقد ظلم. ومن زرع سبخة حصد الفقر.
إني والله لو علمت أنه يكتم المعروف بالفعل لما ارتفقت بنشره له باللسان.
وأين يقع مديح اللسان من مديح آثار الغنى على الإنسان فاللسان قد يكذب والحال لا تكذب.
لله در نصيب حيث يقول: فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب أعلمت أن ناووس أبرويز أمدح له من شعر زهير لآل سنان بن أبي حارثة لأن الشاعر يكذب ويصدق وبنيان لا يكذب مرة ويصدق مرة.
فلست بعائد إلى هذا بمعروف أبداً.
كان الأصمعي يتعوذ بالله من الاستقراض والاستقراض.
فأنعم الله عليه حتى صار هو المستقرض منه والمستفرض ما عنده.
فاتفق أن أتاه في يوم واحد رجلان.
وكان أحدهما يطلب الفرض والآخر يطلب القرض.
هجما عليه معاً فأثقله ذلك وملأ صدره! ثم أقبل على صاحب السلف فقال: " تتبدل الأفعال بتبدل الحال.
ولكل زمان تدبير ولكل شيء مقدار والله في كل يوم في شأن.
كان الفقيه يمر باللقطة فيتجاوزها ولا يتناولها كي يمتحن بحفظها سواه إذ كان جل الناس في ذلك الدهر يريدون الأمانة ويحوطون اللقطة.
فلما تبدلوا وفسدوا وجب على الفقيه إحرازها والحفظ لها وأن يصبر على ما نابه من المحنة واختبر به من الكلفة ".
" وقد بلغني أن رجلاً أتي صديقاً له يستقرض منه مالاً فتركه بالباب ثم خرج إليه مؤتزراً.
فقال له: مالك قال: جئت للقتال والطام والخصومة والصخب.
قال: ولم قال: لأنك في أخذ مالي بين حالين: إما أن تذهب به.
وإما أن تمطلني به.
فلو أخذته على طريق البر والصلة لاعتددت عليك بحق ولوجب عليك به شكر.
وإذا أخذته من طريق السلف كانت العادة في الديون والسيرة في الأسلاف الرد أو التقاضي.
وإذا تقاضيتك أغضبتك وإذا أغضبتك أسمعتني ما أكره فتجمع على المطل وسوء اللفظ والوحشة وإفساد اليد في الأسلاف وأنت أظلم فأغضب كما غضبت.
فإذا نقلتني إلى حالك فعلت فعلك وصرت أنا وأنت كما قال العربي: أنا تئق وصاحبي مئق - فما ظنك بمئق من الغيظ مملوء من الغضب لاقى متأقاً من الموق مملوءاً من الكفران - ولكني أدخل إلى المنزل فأخرج إليك مؤتزراً فأعجل لك اليوم ما أخرته إلى غد.
وقد علمت أن ضرب الموعظة دون ضرب الحقد والسخيمة فتربح صرف ما بين الألمين وفضل ما بين الشتمين ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( البخلاء )) للجاحظ   ((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالأحد 15 أبريل 2012 - 12:26


" وبعد فأنا أضن بصداقتي لك وأشح على نصيبي منك من أن أعرضه للفساد وأن أعينك على القطيعة.
فلا تلمني على أن كنت عندي واحداً من أهل عصرك.
فإن كنت عند نفسك فوقهم وبعيداً من مذهبهم فلا تكلف الناس علم الغيب فتظلمهم ".
ثم قال: " وما زالت العارية مؤداة والوديعة محفوظة.
فلما قالوا: أحق الخيل بالركض المعار بعد أم كان يقال: أحق الخيل بالصون المعار وبعد المؤمنين قيل لبعضهم: ارفق به قال: إنه عارية وقال الآخر: فاقتل! - فسدت العارية واستد هذا الباب.
ولما قالوا: واخفض جناحك إن مشيت تخشعاً حتى تصيب وديعة ليتيم " " وحين أكلت الأمانات الأمناء والأوصياء ورتع فيها المعدلون والصارفون وجب حفظها ودفنها وكان أكل الأرض لها خيراً من أكل الخئون الفاجر واللئيم الغادر.
وهذا مع قول أكثم بن صيفي في ذلك الدهر: لو سئلت العارية: أين تذهبين قالت: أكسب أهلي ذماً ".
" وأنا اليوم أنهي عن العارية والوديعة وعن القرض والفرض وأكره أن يخالف قولي فعلي.
أما القرض فما أنبأتك وأما الفرض فليس يسعه إلا بيت المال.
ولو وهبت لك درهماً واحداً لفتحت على مالي باباً لا تسده الجبال والرمال ولو استطعت أن أجعل دونه ردماً كردم ياجوج ومأجوج ".
" إن الناس فاغرة أفواههم نحوه من عنده دراهم فليس يمنعهم من النهس إلا اليأس.
وإن طعموا لم تبق راغية ولا ثاغية ولا سبد ولا لبد ولا صامت ولا ناطق إلا ابتلعوه والتهموه! أتدري ما تريد بشيخك إنما تريد أن تفقره.
فإذا أفقرته فقد قتلته.
وقد تعلم ما جاء في قتل النفس المؤمنة "! فلم أشبه قول الأصمعي لهذا الرجل حين قال: " أنا أضن بك وأشح على نصيبي منك من أن أعرضه للفساد " إلا بقول ثمامة حين قال لابن سافري: " بالنظر مني أقول لك والشفقة مني أسبك ".
وذلك أنه ندم فرأى أن هذا القول يجعل ذلك منه يداً ونعمة.
وشهدت ثمامة وقد أتاه رجل قال: لي إليك حاجة فقال ثمامة: ولي إليك أيضاً حاجة.
قال: وما حاجتك قال: لست أذكرها لك حتى تضمن لي قضاءها.
قال: نعم.
قال: فحاجتي ألا تسألني هذه الحاجة.
قال: إنك لا تدري ما هي قال: بلى قد دريت.
قال: فما هي قال: هي حاجة.
وليس يكون الشيء حاجة إلا وهي تخرج إلى شيء من الكلفة.
قال: فقد رجعت عما أعطيتك.
قال: لكني لا أرد ما أخذت.
فأقبل عليه آخر فقال: لي حاجة إلى منصور بن النعمان.
قال: قل.
لي حاجة إلى ثمامة بن أشرس لأني أنا الذي أقضي لك الحاجة ومنصور يقضيها لي.
فالحاجة أنا أقضيها لك وغيري يقضيها لي.
ثم قال: فأنا لا أتكلم في الولايات ولا أتكلم في الدراهم لأن الدراهم من قلوب الناس ولأن الحوائج تنقض.
فمن سألته اليوم أن يعطيك سألني غداً أن أعطي غيرك.
فتعجيلي تلك العطية لك أروح لي.
ليس عندي دراهم ولو كان عندي دراهم لكانت نوائبي القائمة الساعة تستغرقها.
ولكن أؤنب لكم من شئتم.
علي لكم من التأنيب كل ما تريدون! قلت له فإذا أتيت رجلاً في أمر لم تتقدم فيه بمسألة كيف يكون جوابه لك فضحك حتى وجاء مرة أبو همام المسوط يكلمه في مرمة داره التي تطوع ببنائها في رباط عبادان فقال: ذكرتني الطعن وكنت ناسياً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( البخلاء )) للجاحظ   ((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالأحد 15 أبريل 2012 - 12:31


قد كنت عزمت على هدمها حين بلغني أن الجبرية قد نزلتها.
قال: سبحان الله! تهدم مكرمة وداراً قد وقفتها للسبيل قال: فتعجب من ذا قد أردت أن أهدم المسجد الذي كنت بنيته ليزيد بن هاشم حين ترك أن يبنيه في الشارع وبناه في الرائغ وحين بلغني أنه يخلط في الكلام ويعين البشرية على المعتزلة.
فلو أراده أبو همام وجد من ثمامة مربداً جميع مساحة الأرض! وكان حين يسوي لك اللفظ لا ينظر في صلاح المعاني من فسادها.
وتمشى رجل إلى الغاضري قال: إن صديقك القادمي قد قطع عليه الطريق.
قال: فأي شيء تريد قال: أن تخلف عليه.
قال: فليس عليه قطع الطريق بل على قطع! وأتى ابن سكاب الصيرفي صديق له يستلف منه مالاً فقال: لو شئت أن أقول لقلت وأن أعتل اعتللت وأن أستعير بعض كلام من يستلف منه إخوانه فعلت.
وليس أرى شيئاً خيراً من التصحيح وقشر العصا وليس أفعل.
فإن التمست لي عذراً فهو أروح لقلبك وإن لم تفعل فهو شر لك.
وضاق الفيض بن يزيد ضيقاً شديداً فقال: والله ما عندنا من شيء نعول عليه وقد بلغ السكين العظم.
والبيع لا يكون إلا مع طول المدة.
والرأي أن ننزل هذه النائبة بمحمد بن عباد فإنه يعرف الحال وصحة المعاملة وحسن القضاء وما لنا من السبب المنتظر فلو كتبت إليه كتاباً لسره ذلك ولسد منا هذه الخلة القائمة الساعة.
فتناول القلم والقرطاس ليكتب إليه كتاب الواثق المدل لا يشك أنه سيتلقى حاجته بمثل ما كان هو المتلقي لها منه - ومضى بعض من كان في المجلس إلى محمد بن عباد ليبشره بسرعة ورود حاجة الفيض إليه.
فأتاه أمر لا يقوم به.
فأمر بالكتابة إليه ليشغله بحاجته إليه عن حاجته إليه.
فكتب إليه: مالي يضعف والدخل قليل والعيال كثير والسعر غال.
وأرزاقنا من الديوان قد احتبست.
وقد تفتحت علينا من أبواب النوائب في هذه الأيام ما لم يكن لنا في حساب.
فإن رأيت أن تبعث إلي بما أمكنك فعجل به فإن بنا إليه أعظم الحاجة فورد الكتاب على الفيض قبل نفوذ كتابه إليه.
فلما قرأه استرجع وكتب إليه: يا أخي تضاعفت على المصيبة حتى جمعت خلة عيالك إلى خلة عيالي.
وقد كنت على الاحتيال لهم.
وسأضطرب في وجوه الحيل غير هذا الاضطراب.
وسأتحرك في بيع ما عندي ولو ببعض الطرح.
فلما رجع الكتاب على ابن عباد سكن وألقي صاحبه في أشد الحركة وأتعب التعب.
وكان رجل من أبناء الحربية له سخاء وأريحية.
وكان يكثر استزارة ابن عباد ويتلف عليه من الأموال من طريق الرغبة في الأدباء وفي مشايخ الظرفاء.
وكان يظن بكرمه أن زيارته ابن عباد في منزله زيادة في المؤانسة.
وقد كان بلغه إمساكه ولكنه لم يظن أنه لا حيلة في سببه.
فأتاه يوماً متطرئاً قال: جئتك من غير دعاء.
وقد رضيت بما حضر.
قال: فليس يحضر شيء.
وقولك: بما حضر لا بد من أن يقع على شيء! قال: فقطعة مالح قال: وقطعه مالح ليس هي شيء قال بلى فنحن نشرب على الريق قال: لو كان عندنا نبيذ كنا في عرس.
قال: فأنا أبعث إلى نبيذ.
قال: فإذا صرت إلى تحويل النبيذ فحول أيضاً ما يصلح للنبيذ! قال: ليس يمنعني من ذلك ومن إحضار النقل والريحان إلا أن أحتسب لك هذه الزورة بدعوة.
وليس يجوز ذلك إلا بأن يكون لك فيها أثر.
فقال محمد: فقد انفتح لي باب لكم فيه صلاح وليس على فيه فساد: في هذه النخلة زوج ورشان.
ولهما فرخان مدركان.
فإن نحن وجدنا إنساناً يصعدها - فإنها سحيقة منجردة - ولم يطيرا - فإنهما قد صارا ناهضين - جعلنا الواحد طباهجة والآخر جردناجاً فإنه يوم فطلبوا في الجيران إنساناً يصعد تلك النخلة فلم يقدروا عليه.
فدلوهم على أكار لبعض أهل الحربية.
فما زال الرسول يطلبه حتى وقع عليه.
فلما جاء ونظر إلى النخلة قال: هذه لا تصعد ولا يرتقي عليها إلا بالتبليا والبربند.
فكيف أرومها أنا بلا سبب فسألوه أن يلتمس لهم ذلك.
فذهب فغبر ملياً.
ثم أتاهم به.
فلما صار في أعلاها طار أحدهما وأنزل الآخر.
فكان هو الطباهج والجردناج وهو الغداء وهو العشاء! وكتب إبراهيم بن سيابة إلى صديق له يساويه في الأدب ويرتفع عليه في الحال - وكان كثير المال كثير الصامت - يستسلف منه بعض ما يرتفق به إلى أن يأتيه بعض ما يؤمل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( البخلاء )) للجاحظ   ((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالأحد 15 أبريل 2012 - 12:32


فكتب إليه صديقه هذا يعتذر ويقول: إن المال مكذوب له وعليه.
والناس يضيفون إلى الناس في هذا الباب ما ليس عندهم.
وأنا اليوم مضيق وليست الحال كما نحب.
وأحق من عذر الصديق العاقل.
فلما ورد كتابه على ابن سبابة كتب إليه: إن كنت كاذباً فجعلك الله صادقاً وإن كنت ملوماً فجعلك الله معذوراً.
قال عمرو الجاحظ: احتجنا عند التطويل وحين صار طويلاً كبيراً إلى أن يكون قد دخل فيه من علم العرب وطعامهم وما يتمادحون به وما يتهاجون به شيء وإن قل ليكون الكتاب قد انتظم جمل هذا الباب.
ولولا أن يخرج من مقدار شهوة الناس لكان الخبر عن العرب والأعراب أكثر من جميع هذا الكتاب.
الطعام ضروب.
والدعوة اسم جامع.
وكذلك الزلة.
ثم منه العرس والخرس والإعذار والوكيرة والنقيعة.
والمأدبة اسم لكل طعام دعيت إليه الجماعات.
قال الشاعر: نحن في المشتاة ندعو الجفلى لا ترى الآدب فينا ينتقر وجاء في الحديث: القرآن مأدبة الله.
وقد زعم ناس أن العرس هو الوليمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن: أولم ولو بشاة.
وكان ابن عوف والأصمعي من بعده يذمان عمرو بن عبيد ويقولون: لا يجيب الولائم يجعلان طعام الإملاك والأعراس والسبوع والختان وليمة.
والعرس معروف.
إلا أن المفضل الضبي زعم أن هذا الاسم مأخوذ من قولهم: لا عطر بعد عروس.
وكان الأصمعي يجعل العروس رجلاً بعينه كان بنى على أهله فلم تتعطر له.
فسمى بعد ذلك كل بان على أهله بذلك الاسم.
ومثل هذا لا يثبت إلا بأن يستفيض في الشعر ويظهر في الخبر.
وأما الخرس فالطعام الذي يتخذ صبيحة الولادة للرجال والنساء.
وزعموا أن أصل ذلك مأخوذ من الخرسة.
والخرسة طعام النفساء.
قالت جارية ولدت حين لم يكن لها من يخدمها ويمارس لها ما يمارس للنفساء: تخرسي لا مخرسة لك.
وفي الخرسة يقول مساور الوراق: إذا أسدية ولدت غلاماً فبشرها بلؤم في الغلام تخرسها نساء بني دبير بأخبث ما يجدن من الطعام وقال ابن قميئة: شركم حاضر وخيركم د ر خروس من الأرانب بكر فالخروس هي صاحبة الخرسة.
والأعذار طعام الختان.
يقال: صبي معذور وصبي معذر جميعاً.
وقال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يريد تقاربهم في الأسنان: كنا إعذار عام واحد.
وقال النابغة: فنكحن أبكاراً وهن بإمة أعجلنهن مظنة الإعذار فزعموا أنهم سموا طعام الإعذار بالإعذار للملابسة والمجاورة.
كان الأصمعي يقول: قد كان للعرب كلام على معان.
فإذا ابتدلت تلك المعاني لم تتكلم بذلك الكلام.
فمن ذلك قول الناس اليوم: ساق إليها صداقها.
وإنما كان هذا يقال حين كان الصداق إبلا وغنماً.
وفي قياس قول الأصمعي أن أصحاب التمر الذين كان التمر دياتهم ومهورهم كانوا لا يقولون: ساق فلان صداقه.
قال: ومن ذلك قول الناس اليوم: " قد بنى فلان البارحة على أهله ".
وإنما كان هذا القول لمن كان يضرب على أهله في تلك الليلة قبته وخيمته.
وذلك هو بناؤه.
ولذلك قال الأول: لو نزل الغيث أبنين امرأً كانت له قبة سحق بجاد وكان الأصمعي يعد من هذا أشياء ليس لذكرها هاهنا وجه.
ومن طعامهم الوكيرة.
وهو طعام البناء.
كان الرجل يطعم من يبني له.
وإذا فرغ من بنائه تبرك بإطعام أصحابه ودعائهم.
ولذلك قال قائلهم: خير طعام شهد العشيرة العرس والإعذار والوكيرة ويسمون ما ينحرون من الإبل والجزر من عرض المغنم النقيعة.
قال الشاعر: والعقيقة دعوة على لحم الكبش الذي يعق عن الصبي.
والعقيقة اسم للشعر نفسه.
والأشعار هي العقائق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( البخلاء )) للجاحظ   ((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالأحد 15 أبريل 2012 - 12:34


وقولهم: عقوا عنه أي احلقوا عقيقته.
ويقولون: عق عنه وعق عليه.
فسمى الكبش - لقرب الجوار وسبب المتلبس - عقيقة.
ثم سموا ذلك الطعام باسم الكبش.
وكان الأصمعي يقول: لا يقولن أحدكم: أكلت ملة بل يقول: أكلت خبزة وإنما الملة موضع الخبزة.
وكذلك يقول في الراوية والمزادة يقول: الراوية هو الجمل.
وزعموا أنهم اشتقوا الراوية للشعر من ذلك.
فأما الدعاء إلى هذه الأصناف فمنه المذموم ومنه الممدوح.
فالمذموم النقرى والممدوح الجفلى.
وذلك أن صاحب المأدبة وولى الدعوة إذا جاء رسوله والقوم في أحويتهم وأنديتهم فقالوا: أجيبوا إلى طعام فلان.
فجعلهم جفلة واحدة وهي الجفالة.
فذلك هو المحمود.
وإذا انتقر فقال: قم أنت يا فلان وقم أنت يا فلان فدعا بعضاً وترك بعضاً فقد انتقر.
قال الهذلي: وليلة يصطلى بالفرث جازرها يخص بالنقرى المثرين داعيها يقول: لا يدعوا فيها أصحاب الثروة وأهل المكافأة.
وهذا قبيح.
وقال في ذلك بعض ظرفائنا: لو كان مكوكان في كفه من خردل ما سقطت واحدة وقال طرفة بن العبد: نحن في المشتاة ندعو الجفلى لا ترى الآدب فينا ينتقر ولما غزا بسطام بن قيس الشيباني مالك بن المنتفق الضبي وأثبته عاصم بن خليفة الضبي شد عليه فطعنه وهو يقول: وهذا وفي الجفلة لا يدعوني ويروى: في الحفلة لا يدعوني.
كأنه حقد عليه حين كان يدعو أهل المجلس ويدعه.
والطعام المذموم عندهم ضربان: أحدهما طعام المجاوع والحطمات والضرائك والسباريت واللئام والجبناء والفقراء والضعفاء.
من ذلك: الفث والدعاع والهبيد والقرامة والقرة والعسوم ومنقع البرم والقصيد والقد والحيات.
فأما الفظ فإنه وإن كان شراباً كريهاً فليس يدخل في هذا الباب.
وكذلك المجدوح.
فأما الفظ فإنه عصارة الفرث إذا أصابهم العطش في المفارز.
وأما المجدوح فإنهم إذا بلغ العطش منهم المجهود نحروا الإبل وتلقوا ألبابها بالجفان كي لا يضيع من دمائها شيء.
فإذا برد الدم ضربوه بأيديهم وجدحوه بالعيدان جدحاً حتى ينقطع فينعزل ماؤه من ثقله كما يخلص الزبد وقال الشاعر: لم تأكل الفث والدعاع ولم تجن هبيداً بجنبة مهتبد وقال أمية بن أبي الصلت: ولا يتنازعون عنان شرك ولا أقوات أهلهم العسوم ولا قرن يقزز من طعام ولا نصب ولا مولى عديم وقال معاوية بن أبي ربيعة الجرمي في الفترة وهو يعير بني أسد وناسا من هوازن وهما ابنا القملية: ألم تر جرماً أمجدت وأبوكم مع الشعر في قص الملبد شارع إذا قرة جاءت يقول: أصيب بها سوى القمل إني من هوازن ضارع والقرامة نحاتة القرون والأظلاف والمناسم وبرادتها.
والعلهز القردان ترض وتعجن بالدم.
والقرة الدقيق المختلط بالشعر.
كان الرجل منهم لا يحلق رأسه إلا وعلى رأسه قبضة من دقيق للأكل.
فهو معيب.
وفي أكل الحيات بقوله ابن مناذر: فإياكم والريف لا يقربنه فإن لديه الحيف والموت قاضيا وقال القطامي في أكلهم القد: تضيفت في طل وريح تلفني وفي طرمساء غير ذات كواكب إلى حيزبون توقد النار بعد ما تلفعت الظلماء من كل جانب فسلمت والتسليم ليس يسرها ولكنه حق على كل جائب فلما تنازعنا الحديث سألتها من الحي قالت: معشر من محارب ومن المشتوين القد في كل شتوة وإن كان ريف الناس ليس بناضب وقال الراعي: بكى منذر من أن يضاف وطارق يشد من الجوع والإزار على الحشا إلى ضوء نار يشتوي القد أهلها وقد تكرم الأضياف والقد يشتوي وقد يضيقون في شراب غير المجدوح والفظ في المغازي والأسفار فيمدحون من آثر صاحبه ولا يذمون من أخذ حقه منه.
وهو ماء المصافنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( البخلاء )) للجاحظ   ((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالأحد 15 أبريل 2012 - 14:20


.
والمصافنة مقاسمة هذا الماء بعينه.
وذلك أن الماء إذا نقص عن الري اقتسموه بالسواء.
ولم يكن للرئيس ولا لصاحب المرباع والصفي وفضول المقاسم فضل على أخس القوم.
وهذا خلق عام ومكرمة عامة في الرؤساء.
قال الفرزدق: على ساعة لو أن في القوم حاتماً على جوده ضننت به نفس حاتم وبذلك المذهب من الأثرة مدح الشاعر كعب بن يمامة حين آثر بنصيبه رفيقه النمري فقال: ما كان من سوقة أسقى على ظمإ خمراً بماء إذا ناجودها بردا من ابن مامة كعب ثم عي به زو المنية إلا حرة وقدى أو في على الماء كعب ثم قيل له: رد كعب إنك وراد فما وردا وفي المصافنة يقول الأسدي: كأن أطيطا يا بنة القوم لم ينخ قلائص يحكيها الحني المنقح ولم يسق قوماً فارسي على الحصى صباب الأداوي والمطيات جنح ويزعمون أن الحصاة التي إن غمرها الماء في الإناء كانت نصيب احدهم تسمى المقلة.
وهذا الحرف سمعته من البغداديين.
ولم أسمعه من أصحابنا.
وقد برئت إليك منه.
وقال ابن جحوش في المصافنة: ولما تعاورنا الإداوة أجهشت إلى الماء نفس العنبري الجراضم وآثرته لما رأيت الذي به على النفس أخشى لاحقات الملاوم وقد يصيب القوم في باديتهم ومواضعهم من الجهد ما لم يسمع به في أمة من الأمم ولا في ناحية من النواحي.
وإن أحدهم ليجوع حتى يشد على بطنه الحجارة وحتى يعتصم بشده معاقد الإزار وينزع عمامته من رأسه فيشد بها بطنه وإنما عمامته تاجه.
والأعرابي يجد في رأسه من البرد إذا كان حاسراً ما لا يجده أحد لطول ملازمته العمامة ولكثرة طيها وتضاعف أثنائها.
ولربما اعتم بعمامتين.
ولربما كانت على قلنسوة حدرية.
وقال مصعب بن عمير الليثي: سيروا فقد جن الظلام عليكم فباست امرئ يرجو القرى عند عاصم دفعنا إليه وهو كالذيخ خاطيا نشد على أكبادنا بالعمائم وقال الراعي في ذلك: يشب لركب منهم من ورائهم فكلهم أمسى إلى ضوئها سرى إلى ضوء نار يشتوي القد أهلها وقد تكرم الأضياف والقد يشتوى فلما أناخوا واشتكينا إليهم بكوا وكلا الخصمين مما به بكى بكى منذر من أن يضاف وطارق يشد من الجوع الإزار على الحشا ومما يدل على ما هم فيه من الجهد وعلى امتداحهم بالأثرة قول الغنوي: إذا الماء بعد اليوم يمذق بعضه ببعض ويبلى شح نفس وجودها وأنا مقار حين يبتكر الغضى إذا الأرض أمست وهي جدب جنودها وقال في ذلك العجير السلولي: من النهديات الماء بالماء بعد ما رمى بالمقاري كل قار ومعتم وقال آخر في مثل هذا: لنا إبل يروين يوماً عيالنا ثلاث فإن يكثرن يوماً فأربع يمدهم بالماء لا من هوانهم ولكن إذا ما قل شيء يوسع على أنها يغشى أولئك بيتها على اللحم حتى يذهب الشر أجمع وقال أبو سعيد الخدري: أخذت حجراً فعصبته على بطني من الجوع وأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أسأله.
فلما سمعته وهو يخطب: من يستعف يعفه الله ومن يستعن يعنه الله رجعت ولم أسأله.
قال أعرابي: جعت حتى سمعت من مسامعي دوياً.
فخرجت أريغ الصبد فإذا بمغارة وإذا هو جرو ذئب.
فذبحته وأكلته وادهنت واحتذيت.
ولما قدم المغيرة القادسية على سعد بسبعين من الظهر وعند سعد ضيق شديد من الحال وذكر الأصمعي عن عثمان الشحام عن أبي رجاء العطاردي قال: لما بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ في القتل هربنا فاشتوينا فخذ أرنب دفيناً وألقينا عليها جمالنا.
فلا أنسى تلك الأكلة! وكان الأصمعي إذا حدث بهذا الحديث قال: نعم الإدام الجوع ونعم شعار المسلمين التخفيف.
وذكروا عن عبد الملك بن عمير عن رجل من بني عذرة قال: خرجت زائراً لأخوال لي بهجر.
فإذا هم في برث أحمر بأقصى هجر في طلوع القمر.
فذكروا أن أتاناً تعتاد نخلة فترفع يديها وتعطو بفيها وتأخذ الحلقان والمنسبتة والمنصفة والمعوة.
فتنكبت قوسي وتقلدت جفيري.
فإذا قد أقبلت.
فرميتها فخرت لفيها.
فأدركت فقورت سرتها ومعرفتها.
فقدحت ناري وجمعت حطي ثم دفنتها.
ثم أدركني ما يدرك الشباب من النوم.
فما استيقظت إلا بحر الشمس في ظهري.
ثم كشفت عنها.
فإذا لها غطيط من الودك كتداعي طيء وغطيف وغطفان.
ثم قمت إلى الرطب وقد ضربه برد السحر.
فجنيت المعوة والحلقان.
فجعلت أضع الشحمة بين الرطبتين والرطبة بين الشحمتين فأظن الشحمة سمنة ثم سلاءة وأحسبها من حلاوتها شهدة أحدرها من الطور.
وأنا أتهم هذا الحديث لأن فيه ما لا يجوز أن يتكلم به عربي يعرف مذاهب العرب.
وهو من وقال مديني لأعرابي أي شيء تدعون وأي شيء تأكلون قال: نأكل ما دب ودرج إلا أم حبين.
فقال المديني: لتهن أم حبين العافية.
وقال الأصمعي: تعرق أعرابي عظماً.
فلما أراد أن يلقيه - وله بنون ثلاثة - قال له أحدهم: أعطينه.
قال: وما تصنع به قال: أتعرقه حتى لا تجد فيه ذرة مقيلاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( البخلاء )) للجاحظ   ((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالأحد 15 أبريل 2012 - 14:21


قال: ما قلت شيئاً! قال الثاني: أعطينه.
قال: وما تصنع به قال أتعرقه حتى لا تدري ألعامه ذلك هو أم للعام الذي قبله.
قال: ما قلت شيئاً! قال الثالث: أعطينه.
قال: وما تصنع به قال أجعله مخة إدام.
قال: أنت له! وقال الآخر: فإنك لم تشبه لقيطا وفعله وإن كنت أطعمت الأرز مع التمر وقال الآخر: إذا انغاص منها بعضها لم تجد لها دوياً لما قد كان منها مدانيا وإن حاولوا أن يشبعوها رأيتها على الشعب لا تزداد إلا تداعيا معوذة الإرحال لم توف مرقباً ولم تمتط الجون الثلاث الأثافيا ولا اجترعت من نحو مكة سقة إلينا ولا جازت بها العيس واديا أتتنا تزيجها الجاذيف نحونا وتعقب فيما بين ذاك المراديا فقلت: لمن هذي القدور التي أرى تهيل عليها الريح ترباً وسافيا فقالوا: وهل يخفى على كل ناظر قدور رقاش إن تأمل رائيا فقلت: متى باللحم عهد قدوركم فقالوا: إذا ما لم يكن عواريا من أضحى إلى الأضحى وإلا فإنها تكون بنسج العنكبوت كما هيا فلما استبان الجهد لي في وجوههم وشكواهم أدخلتهم في عياليا فكنت إذا ما استشرفوني مقبلا أشاروا جميعاً لجة وتداعيا ومما قالوا في صفة قدورهم وجفانهم وطعامهم مما أنا كاتبه لك.
وهم وإن كانوا في بلاد جدب فإنهم أحسن الناس حالاً في الخصب.
فلا تظنن أن كل ما يصفون به قدورهم وجفانهم وثريدهم وحيسهم باطل.
وحثني الأصمعي قال: سألت المنتجع بن نبهان عن خصب البادية فقال: ربما رأيت الكلب يتخطى الخلاصة - وهي له معرضة - شبعاً.
وقال الأفوه الأودي: تهنا لثعلبة بن قيس جفنة يأوي إليها في الشتاء الجوع وكأنما فيها المذانب حلقة ودم الدلاء على دلوج ينزع وقال معن بن أوس وهو يذكر قدر سعيد بن العاص في بعض ما يمدحه: أخو شتوات لا تزال قدوره تحل على أرجائها ثم ترحل إذا ما امتطاها الموقدون رأيتها لو شك قراها وهي بالجزل تشعل سمعت لها لغطاً إذا ما تغطمطت كهدر الجمال رزما حين تجفل ترى البازل الكوماء فيها بأسرها مقبضة في قعرها ما تجلجل كأن الكهول الشهب في حجراتها تغطرش في تيارها حين يحفل إذا التطمت أمواجها فكأنها غوائب دهم في المحلة قبل إذا احتدمت أمواجها فكأنما يزعزعها من شدة الغل أفكل تظل رواسيها ركوداً مقيمة لمن نابه فيها معاش ومأكل وضاف الفرزدق أبا السحماء سحيم بن عامر أحد بني عمرو بن مرثد فأحمده وذكر في إحماده قدره فقال: سألنا عن أبي السحماء حتى أتينا خير مطروق لسارى وقام إلى سلافة مسلحب رثيم الأنف مربوب بقار تدور عليهم والقدر تغلي بأبيض من سديف الكوم وارى كأن تطلع الترعيب فيها عذارى يطلعن إلى عذارى وقال الكميت في صفة القدر: إوز تغمس في لجة تغيب مراراً وتطفو مرارا كأن الغطامط من غليها أراجيز أسلم تهجو غفارا وأما ما ذكروا من صفات القدور من تعير بعضهم بعضاً فهو كما أنشدني محمد بن يسير قال: لما قال الأول: إن لنا قدراً ذراعان عرضها وللطول منها أذرع وشبار قال الآخر: وما هذه أخزى اله هذه قدراً! ولكني أقول: بوأت للورى فوضعتها برابية من بين ميث وأجرع جعلت لها هضب الرجام وطخفة وغولاً أثافي دونها لم تنزع بقدر كأن الليل شحنة قعرها ترى الفيل طافياً لم يقطع وقدر كحيزوم النعامة أحمشت بأجذال خشب زال عنها هشيمها قال ميسرة أبو الدرداء: وما حيزوم النعامة والله ما تشبع هذه الفرزدق.
ولكني أقول: وقدر كجوف الليل أحمشت غليها ترى الفيل طافياً لم يفصل وقال عبد الله بن الزبير يمدح أسماء بن خارجة: ألم تر أن المجد أرسل يبتغي حليف صفاء قابلاً لا يزايله تخير أسماء بن حصن فبطنت بفعل العلا أيمانه وشمائله ومما يجوز في هذا الباب وإن لم يكن فيه صفة قدر قول الفرزدق في العذافر ابن زيد أحد بني تميم اللات بن ثعلبة: لعمرك ما الأرزاق يوم اكتيالها بأكثر خيراً من خوان العذافر ولو ضافه الدجال يلتمس القرى وحل على خبازه بالعساكر بعدة يأجوج ومأجوج جوعاً لأشبعهم شهراً غداء العذافر وقال ابن عبدل في بشر بن مروان بن الحكم: ولو شاء بشر كان من دون بابه طماطم سود أو صقالبة حمر ولكن بشراً أسهل الباب للتي يكون لبشر عندها الحمد والأجر وقالوا في مناقضات أشعارهم في القدور قال الرقاشي: لنا من عطاء الله دهماء جونة تناول بعد الأقربين الأقاصيا جعلنا ألالاً والرجام وطففة لها فاستقلت فوقهن أثافيا مؤدية عنا حقوق محمد إذا ما أتانا بائس الحال طاويا أتى ابن يسير كي ينفس كربه إذا لم يرح وافي مع الصبح غاديا فأجابه ابن يسير فقال: وثرماء ثلماء النواحي ولا يرى بها أحد عيباً سوى ذاك باديا ينادي ببعض بعضهم عند طلعتي ألا أبشروا هذا اليسيري جائيا وقال ابن يسير في ذلك: قدر الرقاشي لم تنقر بمنقار مثل القدور ولم تفتض من غار لكن قدر أبي حفض إذا نسبت يوماً ربيبة آجام وأنهار فاعترض بينهما أبو نواس الحسن بن هانئ الحكمي يذكر قدر الرقاشي بالهجاء أيضاً فقال: ودهماء تثفيها رقاش إذا شتت مركبة الآذان أم عيال يغص بحيزوم البعوضة صدرها وتنزلها عفواً بغير جعال هي القدر قدر الشيخ بكر بن وائل ربيع اليتامى عام كل هزال وقال فيها أيضاً: رأيت قدور الناس سوداً من الصلى وقدر الرقاشيين زهراء كالبدر ولو جئتها ملأى عبيطاً مجزلاً لأخرجت ما فيها على طرف الظفر يثبتها للمعتفي بفنائهم ثلاث كحظ الثاء من نقط الحبر تبين في محراثها أن عوده سليم صحيح لم يصبه أذى الجمر تروح على حي الرباب ودارم وسعد وتعروها قراضبة الفزر وللحي عمرو نفحة من سجالها وتغلب والبيض اللهاميم من بكر إذا ما تنادوا بالرحيل سعى بها أمامهم الحولى من ولد الذر وقال بعض التميميين وهو بهجو ابن جبار: لو أن قدراً بكت من طول ما حبست على الحفوف بكت قدر ابن جبار ما مسها دسم مذ فض معدنها ولا رأت بعد نار القين من نار والشعوبية والآزاد مردية المبغضون لآل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ممن فتح الفتوح ورفاغة عيشهم.
وهم أحسن الأمم حالاً مع الغيث وأسوئهم حالاً إذا خفت السحاب.
حتى ربما طبق الغث الأرض باكلإ والماء.
فعند ذلك يقول المصرم والمقتر: مرعى ولا أكولة وعشب ولا بعير وكلاً تيجع له كبد المصرم.
ولذلك قال شاعرهم: فجنبك الجيوش أبا زنيب وجاد على مسارحك السحاب وإذا نظرت في أشعارهم علمت أنهم قد أكلوا الطيب وعرفوه لأن الناعم من الطعام لا يكون إلا عند أهل الثراء وأصحاب العيش.
فقال زياد بن فياض يذكر الدرمك وهو الحواري: ولا قد فتى قيس بن عيلان ماجداً إذا الحرب هرتها الكماة الفوارس فقام إلى البرك الهجان بسيفه وطارت حذار السيف دهم قناعس فصادف حد السيف قباء جلعداً فكاست وفيها ذو غرارين نايس فأطعمها شحماً ولحماً ودرمكاً ولم يثننا عنه النسيم الحنادس وقال: تظل في درمك وفاكهة وفي شواء ما شئت أو مرقه وقال جرير: وقال النمر بن تولب: لها ما تشتهي عسل مصفى وإن شاءت فحواري بسمن ومن أشرف ما عرفوه من الطعام - ولم يطعم الناس أحد منهم ذلك الطعام إلا عبد الله بن جدعان - وهو الفالوذق.
مدحه بذلك أمية بن أبي الصلت فقال: إلى ردح من الشيزى عليها لباب البر يلبك بالشهادة ولهم الثريد.
وهو في أشرافهم عام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( البخلاء )) للجاحظ   ((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالأحد 15 أبريل 2012 - 14:22


وغلب على هاشم حين هشم الخبز لقومه.
وقد مدح به في شعر مشهور وهو قوله: عمرو العلا هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف ومن الطعام الممدوح الحيس.
وتزعم مخزوم أن أول من حارس الحيس سويد بن هرمى.
وقال الشاعر: وإذا تكون شديدة أدعى لها وإذا يحاس الحيس يدعى جندب والخبز عندهم ممدوح.
وكان عبد الله بن حبيب العنبري أحد بني سمرة يقال له آكل الخبز لأنه كان لا يأكل التمر ولا يرغب في اللبن.
وكان سيد بني العنبر في زمانه.
وهم إذا فخروا قالوا: منا آكل الخبز ومنا مجير الطير يعني ثوب بن شحمة العنبري.
قرتني عبيد تمرها وقريتها سنام مصراة قليل ركوبها فهل يستوي شحم السنام إذا شتا وتمر جواثي حين يلقى عسيبها وليس يكون فوق عقر الإبل وإطعام السنام شيء.
والعقر هو النجدة واللبن هو الرسل.
قال الهذلي: لو أن عندي من قريم رجلاً لمنعوني نجدة ورسلا وقال الهزلي: ألا إن خير الناس رسلاً ونجدة وقال المرار بن سعيد الفقعسي: لهم إبل لا من ديات ولم تكن مهوراً ولا من مكسب غير طائل ولكن حماها من شماطيط غارة خلال العوالي فارس غير مائل مخيسه في كل رسل ونجدة ومعروفة ألوانها في المعاقب وقد وصفوا الثريد فقال الراعي: فباتت تعد النجم في مستحيرة سريع على أيدى الرجل جمودها وقال آخر: وقال ابن هرم: إلى أن أتاهم بشيزية تعد كواكبها الشبك وقال كامل بن عكرمة: فقرب بينهم خبزاً ركودا كساها الشحم ينهمر إنهمارا يدف بها غلاماه جميعاً تردهما إلى الأرض انهصارا فأصبح سورهم فيها وعلمن لو أن العلم صنفها شيارا فهذا في صفة الثريد.
وقال بشر بن أبي خازم: ترى ودك السديف على لحاهم كلون الرار لبده الصقيع وقال الآخر: جلا الأذفر الأحوى من المسك فرقه وطيب الدهان رأسه فهو أنزع إذا النفر السود اليمانون حاولوا له حوك برديه أرقوا وأوسعوا وقال الزبير بن عبد المطلب: فإنا قد خلقنا إذ خلقنا لنا الحبراة والمسك الفتيت ثيابهم شمال أو عباء بها دنس كما دنس الحميت فميز - كما ترى بين لباس الأشراف وأهل الثروة وغيرهم.
وقال الأعشى: والمشرف العود فأكنافه ما بين حمران فينصوب خير لها إن خشيت جحرة من ربها زيد بن أيوب متكئاً تقرع أبوابه يسعى عليه العبد بالكوب وقال أبو الصلت بن ربيعة: اشرب هنيئاً عليك التاج مرتفقاً في رأس غمدان داراً منك محلالا وليس هذا من باب الإفراط كقول جران العود حين وصف نفسه وعشيقته فقال: فأصبح في حيث التقينا غنيمةً سوار وخلخال ومرط ومطرف ومنقطعات من عقود تركنها كجمر الغضى في بعض ما تتخطرف ومن ذلك قول عدي بن زيد: يا لبينى أوقدي النار إن من تهوين قد حارا رب نار بت أرقبها تقضم الهندي والغاران أرى في الهوى ناراً لظبية أوقدت يشب ويذكى بعد وهن وقودها تشب بعيدان اليلنجوج موهناً وبالرند أحيناً فذاك وقودها قد ذكرنا الطعام الممدوح ما هو وذكرنا أحد صنفي الطعام المذموم.
والصنف الآخر الجزيرة التي تعاب مجاشع بن درام وكنحو السخينة التي تعاب بها قريش.
قال خداش بن زهير: يا شدةً ما شددنا غير كاذبة على سخينة لولا الليل والحرم وقال عبد الله بن همام: إذاً لضربتهم حتى يعودوا بمكة يلعقون بها السخينا وقال جرير: وضع الخزير فقيل: أين مجاشع فشحا جحافله هجف هبلع والخزير لم يكن من طعامهم.
وله حديث.
والسخينة كانت من طعام قريش.
وتهجى الأنصار وعبد القيس وعذرة وكل من كان يقرب النخل - بأكل التمر.
فقال الفرزدق: لست بسعد على فيه حبرة ولست بعبد حقيبته التمر وتهجا أسد بأكل الكلاب وبأكل لحوم الناس.
والعرب إذا وجدت رجلاً من القبيلة قد أتى قبيحاً ألزمت ذلك القبيلة كلها.
كما تمدح القبيلة بفعل جميل وإن لم يكن ذلك إلا بواحد منها: فتهجوا قريشاً بالسخينة وعبد القيس بالتمر وذلك عام في الحيين جميعاً.
وهما من صالح الأغذية والأقوات.
كما تهجو بأكل الكلاب والناس وإن كان ذلك إنما كان من رجل واحد فلعلك إذا أردت التحصيل تجده معذوراً.
قال الشاعر: يا فقعسي لما أكلته لمه لو خافك الله عليه حرمه فما أكلت لحمه ولا دمه وقال في ذلك مساور بن هند: إذا أسدية ولدت غلاماً فبشرها بلؤم في الغلام تخرسها نساء بني دبير بأخبث ما يجدن من الطعام ترى أظفار أعقد ملقات براثنها على وضم الثمام وقال: بني أسد عن يمحل العام فقعس فهذا إذاً دهر الكلاب وعامها إذا أسدى جاع يوماً ببلدة وكان سمينا كلبه فهو آكله وتهجى أسد وهذيل والعنبر وبأهلة بأكل لحوم الناس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( البخلاء )) للجاحظ   ((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالأحد 15 أبريل 2012 - 14:25


قال الشاعر في هذيل: وأنتم أكلتم سحفة ابن مخدم زماناً فما يأمنكم أحد بعد تداعوا له من بين خمس وأربع وقد نصل الأظفار وانسبأ الجلد وقال حسان فيهم: إن سرك الغدر صرفا لا مزاج له فأت الرجيع وسل عن دار لحيان قوم تواصوا بأكل الجار بينهم فالشاة والكلب والإنسان سيان وهجا شاعر بلعنبر وهو يريد ثوب بن شحمة.
وفيه حديث: عجلتم ما صدكم علاجي من العنوق ومن النعاج حتى أكلتم طفلة كالعاج ولما عير ثوب بن شحمة بأكل الفتى العنبري لحم المرأة سكت إلى أن نزل هو من الجبل فقال: يا بنت عمى ما أدراك ما حسبي إذ لا تجن خبيث الزاد أضلاع إني لذو مرة تخشى بوادره عند الصباح بنصل السيف قراع فهجا ثوب بن شحمة بأكل لحوم المرأة.
وكان ثوب هذا أكرم نفساً عندهم من أن يطعم طعاماً خبيثاً ولو مات عندهم جوعاً.
وله قصص.
ولقد أسر حاتماً الطائي وظل عنده زماناً.
وقال الشاعر يهجوا بأهلة بمثل ذلك: إن عفاقا أكلته باهله تمششوا عظامه وكاهله وأصبحت أم عفاق ثاكله وهجيت بذلك أسد جميعاً بسبب رملة بنت فائد بن حبيب بن خالد بن نضلة حين أكلها زوجها وأخوها أبو أرب.
وقد زعموا أن ذاك إنما كان منهما من طريق الغيظ والغيرة.
فقال ابن دارة ينعى ذلك عليهم: أفي أن رويتم واحتلبتم شكيكم فخرتم وفيم الفقعسي من الفخر ورملة كانت زوجة لفريقكم وأخت فريق وهي مخزية الذكر أبا أرب كيف القرابة بينكم وإخوانكم من لحم أكفالها العجر وقال: عدمت نساء بعد رملة فائد - بني فقعس - تأتيكم بأمان وباتت عروسا ثم أصبح لحمها جلا في قدور بينكم وجفان يا صلت إن محل بيتك منتن فارحل فإن العود غير صليب وإذا دعاك إلى المعاقل فائد فاذكر مكان صدارها المسلوب والآن فادع أبا رجال إنها شنعاء لاحقة بأم حبيب وأبو رجال هذا عمها.
وقال في ذلك معروف الدبيري: إذا ما ضفت ليلا قفعسيا فلا تطعم له أبداً طعاما فإن اللحم إنسان فدعه وخير الزاد ما منع الحراما وهذا الباب يكثر ويطول.
وفيما ذكرنا دليل على ما قصدنا إليه من تصنيف الحالات.
فإن أردته مجموعاً فاطلبه في كتاب الشعوبية فإنه هناك مستقصىً.
والأعرابي إذا أراد القرى ولم ير ناراً نبح فيجاوبه الكلب فيتبع صوته.
ولذلك قال الشاعر: ومسنتنبح أهل الثرا يطلب القرى إلينا وممساه من الأرض نازح وقال الآخر: عوى حدس والليل مستحلس الندى لمستنبح بين الرميثة والحصر وعاو عوى والليل مستحلس الندى وقد زحفت للغور تالية النجم فمنهم من يبرز كلبه ليجيب ومنهم من يمنعه ذلك.
قال زياد الأعجم وهو يهجو بني عجل: وتكلم كلب الحي من خشية القرى وقدرك كالعذراء من دونها ستر وقال آخر: نزلنا بعمار فأشلي كلابه علينا فكدنا بين بيتيه نؤكل فقلت لأصحابي أسر إليهم: إذا اليوم أم يوم القيامة أطول وقال آخر: أعددت للضيفان كلباً ضارياً عندي وفضل هراوة من أرزن وقال أعشى بن تغلب: إذا حلت معاوية بن عمرو على الأطواء خنقت الكلابا وأنشدني ابن الأعرابي وزعم أنه من قول المجنون: ونار قد رفعت لغير خير رجاه لمن تأوبني الرعا تأوبني طويل الشخص منهم يجر ثقاله يرجو العشا فكان عشاءه عندي خزير بتمر مهينة فيه النوى أولاد جفنة حول قبر أبيهم قبر ابن مارية الكريم المفضل يغشون حتى ما تهر كلابهم لا يسألون عن السواد المقبل وقال المرار الحماني في كلبه: ألف الناس فما ينبحهم من أسيف يبتغي الخير وحر وقال عمران بن عصام: لعبد العزيز على قومه وغيرهم منن غامره فبابك ألين أبوابهم ودارك مأهولة عامرة وكلبك آنس بالمعتفين من الأم بابنتها الزائره وكفك حين ترى السائلي ن أندى من الليلة الماطرة وفي أنس الكلاب بالناس لطول الرؤية لهم شعر كثير.
وقال الشاعر: يا أم عمرو أنجزي الموعودا وارعي بذاك أمانة وعهودا ولقد طرقت كلاب أهلك بالضحا حتى تركت عقورهن رقودا رأتني كلاب الحي حتى ألفني ومدت نسوج العنكبوت على رحلي وقال الآخر: بات الحويرث والكلاب تشمه وسرت بأبيض كالهلال على الطوى هذا البيت يدخل في هذا الباب.
وقال الآخر: لو كنت أحمل خمراً يوم زرتكم لم ينكر الكلب أني صاحب الدار لكن أتيت وريح المسك تفغمني والعنبر الورد أذكيه على النار فأنكر الكلب ريحي حين أبصرني وكان يعرف ريح الزق والقار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( البخلاء )) للجاحظ   ((  البخلاء   ))  للجاحظ - صفحة 4 I_icon_minitimeالأحد 15 أبريل 2012 - 14:26


تمت بحمد الله
م. منسي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
 
(( البخلاء )) للجاحظ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 4انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4
 مواضيع مماثلة
-
» تلخيص قصة البخلاء للجاحظ
» ((( العثمانية ))) للجاحظ
» كتاب البخلاء
»  من كتاب البخلاء
»  الجاحظ - البخلاء)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع ومنتدبات ابو ريوف  :: المنــتديــات العامه :: منتدى همسات وخواطر-
انتقل الى: