مراقبة بؤر الإخوان

مراقبة بؤر الإخوان

نشرت الصحف أن سلطات الأمن ستراقب بؤر الإخوان والإرهابيين أثناء الانتخابات الرئاسية، ليس لحذفهم بإجراء قانونى أو من خلال تشريع جديد يغير من قاعدة بيانات الناخبين، ولكن للسيطرة على تلك الأماكن ولمراقبة هذه الدوائر على نحو دقيق.. والحقيقة أن هذا الإجراء غير منطقى وغير عقلاني، لأن واجب الدولة هو مراقبة الإرهابيين والإخوان فى كل وقت، وليس ـ فقط ـ بمناسبة، فهؤلاء الناس أتوا من الأعمال ما هو ضد الدولة وسعوا من أجل هدم نظامها وضرب مؤسساتها، كما اغتالوا المئات من ضباط وجنود الشرطة والجيش والشخصيات العامة على نحو يفرض على المجتمع وسلطاته مراقبتهم المستمرة ومداهمة بؤرهم ويفرض ـ كذلك ـ على كل أجهزة المجتمع أن تعرف أن لحظة التطهير قد جاءت. أما الأخ الناشط الحقوقى نهاد البرعى الذى راح يؤكد أن أى مطالبات بحرمان من هم قيد التحقيق أو على قوائم الإرهاب غير قانونية ومخالفة للدستور، وكأن تلك اللغة التى يتبناها هؤلاء النشطاء لم تتغير، ولا أفرغتها كل تلك الجرائم من أى مضمون، وكأن وعيا عاما وإدراكا عاما لم يكونا كافيين لإشعار الناس بأننا نعيش عصرا استثنائيا، ولابد لنا أن نتخذ فى مواجهته إجراءات استثنائية، وندهم باستمرار بؤره بعد مراقبتها، إن مصر لم تعد تحتمل عملية خائبة هنا أو هناك تنتهز فرصة انشغال سلطات البلد الأمنية وتروع الناس وتنشر الفوضي، منصب رئيس الجمهورية ليس لعبة، حتى تتحول انتخاباته المقبلة إلى لعبة، وإذا كانت بعض العناصر التى شاركت فى عملية يناير 2011 عادت للطفو فوق سطح الأحداث بملف انتخابات الرئاسة، فإن ذلك لا ينطبق على باقى الجوقة التى تحاول أن تجعل منها مناسبة لعبث ولهو، ونجحت ـ منذ اللحظة الأولى فى توظيف نفسها الإخوان واخترع عاصرو الليمون فكرة انتخاب مرسى فى فندق «فيرمونت».. مصر لم تعد قادرة على النظر فى وجوه هؤلاء مرة أخري، كما هى غير راغبة فى إعطاء الإخوان والإرهابيين فرصة أخرى فقد استنفدوا ـ جميعا ـ مرات الرسوب.