موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع ومنتدبات ابو ريوف

كل مساهمه في هذا المنتدى بشكل أو بآخر هي تعبر في الواقع عن رأي صاحبها
 
الرئيسيةبوابة METOأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا باصدقاء أبو ريوف بعد غياب اربع سنين اعود لمنتداكم الجميل لطالما علمت بأني هنا معكم استنشق عطراً يفوح من اقلامكم لكم مني كل الحب والتقدير أخوكم الصغير أبو ريوف

توقيت الرياض
المواضيع الأخيرة
» الإعلام بحدود قواعد الإسلام
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالأحد 23 أغسطس 2020 - 16:00 من طرف ملكة الحب

»  خلافة سيدنا الحسن
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:28 من طرف ملكة الحب

» جعدة بنت الأشعث
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:11 من طرف ملكة الحب

» رانـــــــــدا
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالثلاثاء 31 مارس 2020 - 18:06 من طرف ملكة الحب

» فضل لا إله إلا الله
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالجمعة 6 مارس 2020 - 10:39 من طرف ملكة الحب

» أهل الهـــــوي
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالجمعة 28 فبراير 2020 - 21:36 من طرف ملكة الحب

» "الحب في بئر الشك" : ملكة الحب
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالسبت 15 فبراير 2020 - 8:11 من طرف ملكة الحب

» القلـــــــــب
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالجمعة 31 يناير 2020 - 17:09 من طرف ملكة الحب

» النادي الأهلــــــي
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالخميس 30 يناير 2020 - 16:31 من طرف ملكة الحب

» أرزاق
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يناير 2020 - 12:51 من طرف ملكة الحب

» الإراده
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:22 من طرف ملكة الحب

» مؤامـــــــره
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:20 من طرف ملكة الحب

» الخـــــــــوف
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالجمعة 24 يناير 2020 - 15:45 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» معـــــانـــــــاه
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:41 من طرف ملكة الحب

» النهــــــايــه
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــــا
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:15 من طرف ملكة الحب

» مجنونــــــه
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــا
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:17 من طرف ملكة الحب

» القــطـــار
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:28 من طرف ملكة الحب

» مجنـــونـــه
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:23 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــــا
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:20 من طرف ملكة الحب

» القلب الغاشــــــق
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:19 من طرف ملكة الحب

» الدنيا بخيــــــر
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:16 من طرف ملكة الحب

» راعيني أراعيـــــك
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:36 من طرف ملكة الحب

» قاسيه جدا
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:33 من طرف ملكة الحب

» مــجرد إهمـــال
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالخميس 2 يناير 2020 - 13:59 من طرف ملكة الحب

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد منسى - 20175
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_rcap"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Voting_bar"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_lcap 
ملكة الحب - 1258
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_rcap"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Voting_bar"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_lcap 
ابو ريوف METO - 324
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_rcap"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Voting_bar"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_lcap 
جلالة الملكه - 180
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_rcap"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Voting_bar"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_lcap 
باكى - 67
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_rcap"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Voting_bar"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_lcap 
الحربي - 36
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_rcap"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Voting_bar"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_lcap 
صلاح اليب2 - 35
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_rcap"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Voting_bar"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_lcap 
زهرالورد - 30
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_rcap"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Voting_bar"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_lcap 
رشيد سويدة - 29
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_rcap"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Voting_bar"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_lcap 
اكينو ملوال - 29
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_rcap"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Voting_bar"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Vote_lcap 

 

 "الحب في بئر الشك" : ملكة الحب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ملكة الحب
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى



عدد الرسائل : 1258
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 19/06/2009

"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب Empty
مُساهمةموضوع: "الحب في بئر الشك" : ملكة الحب   "الحب في بئر الشك" : ملكة الحب I_icon_minitimeالسبت 15 فبراير 2020 - 8:11


"الحب في بئر الشك"




نهار مريض يطوف فوق الرؤوس، وشمس سقيمة متكاسلة تبدو خلف أمواج لا تنتهي من السُحب، تُطل برأسها حينا ثم تستكين للراحة أحيانا، وأطنان من ذرات الغبار تعلقت منذ الصباح الباكر بين الأرض والسماء..لكن حركة ملايين البشر في شوارع القاهرة لم تتوقف، تحملهم آلاف السيارات المتكدسة على الطرق السريعة والداخلية، فضلاً عن أعداد هائلة تسير مترجلة..فلا السيارات في شوارع المدينة تتحرك على حريتها، ولا المارّة يمرون عبر الشوارع على حريتهم، وقبل أن يرتفع أذان الظهر بقليل، انفجرت قنبلة ترابية غمرت الجميع، فما عاد قادة السيارات يرون المارّة جيداً، ولا السائرون يرون السيارات أساساً!..سادت حالة من العشوائية المربكة تخللتها عبارات الاعتذار من كل اتجاه.

إنها رياح الخماسين بلاشك، لكنها جاءت مبكرة عن موعدها السنوي المعتاد، فمازال شهر أبريل في بدايته..في ظل هذا الطقس العاصف كان على "سلوى" التحرك نحو عملها، على أن تلتقي بعد ذلك حبيبها..هبطت من منزلها متأنقة قبل أن تفرض الأتربة نفسها على شوارع القاهرة، ذهبت إلى موقف "الميكروباصات" حتى تستقل واحدا إلى شارع "فيصل"..كان الميكروباص لايزال في مرحلة "التحميل"، صعد إليه بعض الركاب ووقف سائقه إلى جواره ينتظر اكتمال العدد، هنا هاجمتها جحافل الأتربة بشراسة حتى تخللت شعرها، فقفزت بسرعة إلى داخل الحافلة..أخذت تنفض الأتربة عن وجهها وشعرها، فيما أغلق الركاب كل نوافذ الميكروباص..تطلعت إلى الجو في الخارج باندهاش، كانت السماء قد اكتست برداء برتقالي باهت، والناس يهرولون محاولين تفادي الرياح المتربة بشتى الطرق، فمنهم من رفع لياقة القميص الذي يرتديه، ومنهم من نشر فوق رأسه جريدة الصباح، التي لم يقرأها بعد!.
اتصلت "سلوى" بحبيبها "أشرف" على جواله، قالت له معاتبه كأنما هو المسئول عن حالة الطقس:
_ مش كنا نتقابل في يوم تاني..يكون فيه الجو أحسن من كده!
فردّ عليها مازحاً:
_ طب كنت هعرف منين..هو أنا رئيس هيئة الأرصاد الجوية!
ثم قال لها جاداً:
_ لو عاوزة تروّحي بعد الشغل على طول..براحتك..وأنا بعد كده أوعدك..هقرأ النشرة الجوية الأول..قبل مانحدد معاد نتقابل فيه!
فقالت له بسرعة:
_ لا..إحنا على معادنا..بعد الشغل هقابلك
كانت تريده في أمر مهم لايحتمل التأجيل، فقلبها يدفعها نحوه دفعاً حتى يطمئن، بعدما عبثت به الشكوك طويلاً، وانقضت ليالٍ طوال بلانوم ولا راحة..عقلها يدور ألف دورة شمسية كل يوم، ويذهب بها في اتجاهات مخيفة، تجعل قلبها يرسل آلاف النبضات المتوجسة، فلا شيء في يدها يريح القلب والعقل معاً، والطقس الغائم من حولها يتضافر مع الأفكار المشوشة التي تحتل رأسها، في تركيبة لزجة تُمرّر حلقها..تحب "أشرف" بكل جوارحها، لكنها لاتقرأ ذات الحب في عينيه..هو كتوم بطبعه، يُظهر حبه "بالقطّارة"!، تشعر معه أنها تسحب كلمات الحب من بين شفتيه بشق الأنفس، لكنه إذا قال فالكلمات تنهمر عليها كقطرات مطر تُطفىء ظمأ قلبها..في واحدة من المرات القليلة التي "أتحفها" فيها بكلمات ناعمة، قال لها بلهجة رومانسية استعارها من عاشق قديم : " أنا في الدنيا دي..موجود علشانك إنتي بس!"..ياااه..كم يلذّ لها أن تستعيد عبارته الرائعة بين حين وآخر، ومن الغريب أن هذه العبارة بالذات – رغم أنها ليست الوحيدة التي أسعدتها – إلا أنها قد ارتبطت بصورته في خيالها، فما أن تتراءى لها صورته وهي شاخصة ببصرها تحملق في الفراغ، حتى تأتي الكلمات تحتها كأنها رسالة غرامية مكتوبة على الهواء!!.
وقفت "سلوى" تنتظر "أشرف" في شارع "فيصل" بعدما انتهت من عملها، تتحرك حولها أعداد غفيرة من البشر في عشوائية مفرطة، ولاعجب فهذا أحد أكثر الشوارع الرئيسية ازدحاماً في القاهرة الكبرى..سوف يأتي لها "أشرف" ليصحبها بسيارته، هو لديه سيارة فارهة أما هي فلا، هو ينتمي إلى عائلة ثرية أما هي..فلا!، عائلتها من أواسط العائلات في مصر، تسكن في منطقة "العمرانية" الشعبية، والدها توفى قبل بضع سنوات، كان موظفاً بإحدى الهيئات الحكومية، ترك لها هي ووالدتها وشقيقتها الصغيرة معاشاً ضئيلاً ، لكن والدتها تعمل في مشغل للملابس النسائية وتتقاضى راتباً جيداً، كما تتدبر مبالغ أخرى من "الجمعيات" مع زميلاتها في المشغل وجاراتها في العمارة..أما "سلوى" فتعمل سكرتيرة بإحدى شركات المقاولات في شارع "فيصل"، شركة صغيرة لاوزن لها في السوق، تتقاضى منها راتباً معتدلاً، لا هو بالضئيل ولا بالكبير، لكنه يكفيها لشراء احتياجاتها الخاصة من الملابس وأدوات التبرج والمواصلات وغيرها..هكذا خريجو كليات التجارة في مصر، يعملون في كل شيء!.
"أشرف" أيضاً تخرج مثلها في كلية التجارة، كان يسبقها بعامين في الكلية نفسها، لكنهما لم يلتقيا أبداً أثناء دراستهما الجامعية..سارت الحياة بكل منهما في طريق آخر لبضع سنوات، حتى جمعتهما الصدفة ذات يوم في نادي الجزيرة، الذي يُعد "أشرف" واحداً من أبطاله في كرة السلة، فقامته الطويلة قد أهلته لممارسة هذه الرياضة والتفوق فيها، حتى صار من أعضاء المنتخب الوطني للسلة..في ذلك المساء، جاءت سلوى إلى النادي بصحبة  "مايسة"، صديقتها من أيام الدراسة، فقد دعتها لقضاء بعض الوقت معها في النادي..و"مايسة" هي ابنة خالة "أشرف"، متزوجة ولديها طفلة وحيدة؛ لذلك تعده بمثابة شقيقها، وهو من جانبه يعدها كذلك، فليس له إخوة من الذكور ولا الإناث، لكنه كان يتمنى منذ صغره أن تكون له شقيقة لطيفة، تبث جواً رقيقاً في البيت، فصار وجود "مايسة" في حياته تعويضاً عن "الأخت" التي لم تلدها والدته!.
كان "أشرف" وقتها قد انتهى من تمرينه، ثم جلس مع اثنين من أصدقائه في إحدى حدائق النادي، فما أن رأى "مايسة" حتى ترك رفيقيه وأقبل عليها يحييها..هنا بدأت أولى خطوات السحر، عندما التقت عيناه بعينيّ "سلوى"، فلم تكن تلك الارتعاشة الخفيفة في كف يدها وهو يصافحها، التي شعر بها تلامس اختلاجة مفاجئة في قلبه، إلا الكلمة الأولى في قصة حب استمرت عاماً كاملاً حتى الآن..في تك الليلة، عاد "أشرف" إلى صديقيه بفيض من العواطف الجارفة يحرك قدميه كأنما يسير نائماً، ولم يلبث أن قضى معهما بضع دقائق، ثم استقل سيارته متجهاً نحو الفيلاّ الفاخرة التي يقطن فيها، داخل "كومباوند" ضخم في "التجمع الخامس"..مع والديه اللذين يشغل كل منهما منصباً مرموقاً، فوالده هو عميد كلية العلوم بجامعة القاهرة، ووالدته هي رئيس قسم اللغة الفرنسية في كلية الألسن بجامعة عين شمس!.
بالطبع، ثمة "فارق طبقي" واضح بينهما أوضح من ضوء الشمس، لكن "كيوبيد" لم يراه عندما أطلق سهمين اخترقا قلبيهما معاً!..يتحدثان كثيراً في الأمر، ثم يصل جدالهما دائماً إلى نتيجة واحدة، تأتي على لسان "أشرف"، مصحوبة بسحابة غاضبة تلوح على وجهه، كأنه يلوم "سلوى" أن تفكر هكذا، فلا يلبث أن يحتوي كفيها بين كفيه، ويرسل نظرة حانية إلى عينيها قائلاً: " أنا عاوزك في حياتي..بشنطة هدومك بس!"..ثم يستطرد بعدها مازحاً: " ولا أقولك..سيبي هدومك كمان..أنا هشتريلك أحسن منها!"..فتندفع منها ضحكة تلقائية كأنما كانت تنتظر زراً يضغطه "أشرف"..حتى تندفع!.
يقطع أفكارها وصول "أشرف" بسيارته إليها، تقفز في السيارة وينطلقان إلى "كافيه" شهير بمنطقة "المهندسين"..تذهب "سلوى" من فورها إلى دورة المياه لتمسح شعرها وملابسها بشيء من الماء، حتى تُزيل آثار الأتربة التي علقت بهما..ثم تعود في قمة أناقتها إلى حبيبها..إنه أكثر من حبيبها، فلاشك لديها في عشقها له، لكن شكّها في حقيقة حبه لها يملأ عقلها ويتحلل إلى ذرات صغيرة، كل منها تشغل حيزاً كبيراً في فضاء قلبها..تفاصيل عديدة متشابكة كأنها خميلة تمتد على مساحة واسعة، لا تتسرب منها أشعة الشمس إلا بمشقة بالغة..ثم هذا السؤال المتكرر الذي ينتصب كصخرة ضخمة تعترض مسار أفكارها : "أين هي وأين هو؟"..هل يدعه والداه حقاً يتزوج فتاة مثلها، من بيئة تختلف عن بيئته تماماً؟..هي في الواقع أقل في كل شيء، فلا وجه للمقارنة بحال من الأحوال!..فكيف يصمد حبهما إذاً أمام هذا التيار الجارف، الذي يقوده هو لأعلى، ويجذبها هي لأسفل..حيث مكانها الطبيعي بين مثيلاتها من الفتيات، اللاتي لم تختر واحدة منهن أهلها، فهذا قدر وجدن أنفسهن يعشن في ظله، دون أن تكون لدى واحدة منهن عصا سحرية، تهدم بها كل أطنان القمامة التي تطوف كأشباح الموتى حولها، وتبني بدلاً منها قصراً شاهقاً تقضي فيه حياتها برفقة أمير أحلامها!.
أحلام!..لا شك في ذلك، فلم تنجح في تغيير المعادلة المستقرة منذ آلاف السنين سوى فتيات قلائل، كان جمالهن غالباً هو السلاح الوحيد الذي صنع فارقاً، جعل المعادلة تهتز بعض الوقت، لكنها سرعان ماعادت إلى أصلها بقوتها وجبروتها..تقول لنفسها في أسى:"الشرق شرق..والغرب غرب..ولن يلتقيا أبداً"!..فإذا كان الأمر كذلك، فإنها إذاً لاتملك هذا الجمال الخارق الذي يقتحم القلاع الحصينة، رغم أنها جميلة بالفعل، إلا أن جمالها هادىء، كنهر يجري في اتزان بين ضفتين من القطيفة الناعمة، بلا أمواج هادرة تدفعها رياح هوجاء..ربما هذا مايميزها دون أن تدري، ولعله ماجذب "أشرف" إليها من البداية، نعم..هو انجذاب..استلطاف..إعجاب..قد لايعدو أكثر من ذلك، أما الحب الحقيقي الذي تتطلع إليه، فهل يملك شيئاً منه تجاهها..لاتعلم..وطوال عام كامل لم تعلم، قلبها لم يصل إلى مرحلة اليقين بعد، رغم أن "أشرف" لم يُقصر، قد لا يكون ممن ينثرون كلمات الحب في كل اتجاه، لكن "حاسة الأنثى" تدلها في أحيان كثيرة على أن قلبه يفيض بحبها، فلماذا الشك إذاً الذي يقرض قلبها بين حين وآخر، هل يكون توترها بلا مبرر بالفعل، أم تكون قد وضعت يدها دون قصد على الحقيقة التي تخشى أن تجدها فجأة ماثلة أمام عينيها!..فإن كان "أشرف" يقضي وقتاً مسلياً معها لا أكثر، فلماذا احتفظ بعلاقته بها هذه الفترة كلها، ولماذا لم ينصرف عنها بعد أسابيع أو أشهر قليلة إلى غيرها..إنه يحادثها كل يوم على جوالها كي يطمئن عليها، ويلتقيها مرة واحدة على الأقل في الأسبوع..فهل هذا من فِعل "المُعجبين" أم العشاق..يااااه..رأسها يكاد أن ينفجر و...
_ إيه..إنتي فين؟!
انتبهت على صوته، فردّت عليه بسرعة :
_ أنا هنا
_ هنا فين بس..أنا بقالي يجي خمس دقايق بكلم نفسي!
ألقت إليه نظرة متسائلة:
_ كنت بتقول إيه؟
_ خلاص بقى..ولا يهمك
_ معلش..حقك عليا..قل لي
_ كنت بكلمك عن البطولة اللي هنلعبها الشهر الجاي..بطولة إفريقيا..هتكون في تونس
_ وطبعاً هتكون مشغول في التدريبات على طول
_ أكيد..بس برضه هنعرف نتقابل لغاية ما يبدأ المعسكر..هيكون قبل البطولة بأسبوع
_ كويس..ربنا يوفقكم وتكسبوها
نظر إليها ملياً، ثم سألها:
_ إنتي مالك..فيه حاجة..عندك مشاكل في الشغل؟
_ لا
_ ولا في البيت؟
_ لا برضه
_يبقى مالك بقى..شكلك متغيرة شوية
قررت "سلوى" أن تهجم حتى تريح قلبها، لكنها ماكادت تفتح فمها حتى جاءته مكالمة على جواله، فاندمج فيها وراح يشرح لأحد الشخاص عنواناً ما، ثم عاد بانتباهه إليها:
_هاه..كنا بنقول إيه؟
مرة أخرى، تهيأت لأن تقول شيئاً، لكنها لاحظت عيناه تتطلعان نحو نقطة ما خلفها، أدارت رأسها بحركة عفوية فوجدت فتاة جميلة تجلس برفقة شاب، وقد استغرقا في حوار هامس..عادت تُدير وجهها إليه وهي تسأله بحدة:
_ عاجباك أوي البنت دي؟!!
_ بنت مين؟!..إيه ده..إنتي فاكره إيه؟
رفع ذراعه مُحيياً، وهو يستطرد:
_ بُصي كويس على الشاب اللي معاها وأنتي تفهمي
أعادت نظرها إليهما من جديد، فاكتشفت أن الشاب هو أحد أصدقائه وكانت تعرفه..قال لها "أشرف" بلهجة لائمة:
_ ارحمي نفسك شوية!
فألقت عليه سؤالها فجأة كأنها تقذفه به:
_ إنت هتخطبني إمتى؟
_ مين قال إني هخطبك أصلاً؟!!
قامت منطورة من مقعدها واختطفت حقيبة يدها، لكنه أسرع يقول لها وهو يُمسك بها من معصمها:
_ استني بس يامجنونة..كنت بهزر معاكي!
" لماذا يمزح في أمر مهم كهذا..قد تتوقف حياتها عليه؟"..نظرت إليه معاتبة وهي تمسح عبرة فرّت من عينها، ثم لم تنطق بشيء، فيما أردف هو قائلاً:
_ طبعاً هخطبك..إنتي عندك شك؟!
_ أيوه..عندي شك..في إنك بتحبني أساساً!
صمت بضع لحظات كأنه يستوعب ماقالته، سأل نفسه في جزء من الثانية : " ما الذي يجعلها تشك في حبي لها هكذا؟"..ثم قرر أن يطرح سؤاله عليها هي:
_ إزاي تقولي كده..أنا عملت حاجة تخليكي تشكي في حبي ليكي؟
_ لا معملتش..وهي دي المشكلة!
_ مش فاهم
_ معملتش حاجة تخليني أشك في حبك..ومعملتش برضه حاجة تأكد بيها حبك..والنتيجة إني واقفة في النص..مش عارفه إنت مشاعرك ناحيتي هي إيه بالظبط!
_ مش محتاجة كلام..بصي في عينيا كويس وانتي تشوفي جواب سؤالك..مش هتلاقي غير صورتك إنتي بس!
ثم أردف قائلاً:
_ على فكرة..أنا كمان كنت بشك في جدية حبك ليا..بس خلاص اتأكدت!
_ اتأكدت إزاي؟
_ فاكرة عيد ميلادي اللي فات..لما جبتيلي تورتة واحتفلنا بيه هنا في الكافيه ده..وكمان عزمتي كل أصحابنا من ورايا..حقيقي كانت حفلة ماتتنسيش..ده كان أحلى عيد ميلاد في حياتي..ساعتها قلت لنفسي إن اللي تعمل كده..أكيد واحدة بتحب بجد
_ مش يمكن أكون بضحك عليك..علشان ليا مصلحة معاك؟
_لا..إنتي مش كده..وأنا كمان مش سهل واحدة تضحك عليا!
_ طب ليه ماكلمتش والدك ووالدتك عني لغاية دلوقتي؟
_ طبعاً كلمتهم..يمكن بعد ماعرفتك بشهرين تقريباً
_ همه مش موافقين..مش كده؟!
ارتسمت ابتسامة مُطمئنة على وجهه، ثم أمسك بيديها وأبحر في عينيها، وهو يقول لها:
_ شوفي..همه موافقتهم حاجة شكلية مش أكتر..أنا مستقل بنفسي تماماً..لكن برضه أحب إنهم يعرفوكي كويس..بس هما مشغولين على طول..وأنا كمان عندي شغلي وتدريباتي وبطولات النادي والمنتخب..يعني الحكاية كلها مسألة وقت..بس أكيد هتيجي فرصة مناسبة..قريب جداً!
ألقى نظرة خاطفة خلال نافذة الكافيه التي يجلسان بجوارها، ثم قال لها بسرعة:
- بقولك إيه..قلبك جامد..عندي ليكي مفاجاة سارة!
لم تفهم معنى حديثه، إلا حين قام من مقعده، ثم مد يده يصافح رجلاً وقوراً يبدو في نهاية الخمسينيات من عمره، ترافقه سيدة أنيقة تصغره بنحو عامين..أدركت على الفور أنهما والداه!.
مضت بها خمس دقائق بوجه يتضرج بحمرة الخجل، أنفاسها تتلاحق ودقات قلبها تتزايد، تتحدث باقتضاب، فتخرج كلماتها مرتعشة كارتعاشة جسدها الذي لم تزايله هزّة المفاجأة بعد..لكنها سرعان ما تجاوزت خجلها واستدعت شخصيتها التلقائية، فراحت تتحدث برباطة جأش ممزوجة بخفة ظلها غير المفتعلة..بدا لها والده رجلاً دمث الخُلق، منفتح الأفق، واسع المعرفة، من النوع الذي تألفه بعد لحظات من لقائه، يحكي بفخر عن رحلة كفاحه التي بدأها من الصفر، حتى صار علماً من أعلام المجتمع العلمي في مصر..أما والدته فسيدة متحفظة، لكنها ودودة، تتحدث بلكنة أجنبية طوال الوقت، وتتخلل حديثها كلمات فرنسية لم تفهم منها شيئاً!..وبين عبارة وأخرى تؤكد لها أن "أشرف" ابنها الوحيد، هو "جوهرتها" التي لا تريد أن تمنحها لمن لا تستحق!..فيثور حماس "سلوى" وتشرع في الدفاع عن حبها، مؤكدة بدورها أن "أشرف" سوف يكون بين رمشيّ عينيها، فليس في حياتها من يشاركه في قلبها!.
ولم تعرف "سلوى" كيف تسنّى لوالديه أن يأتيا للقائها في الكافيه رغم انشغالهما طوال الوقت، لكنه أوضح لها بعد ذلك أنهما أرادا تبادل الحديث معها وهي "على طبيعتها" دون تكلّف..فهذه فكرة "خارج الصندوق" لا تنتجها إلا عقول متفتحة كعقليّ والديه..إلا أنها ظلت بضع لحظات تفرك يديها في توتر، لأنها لا تدري نتيجة هذا "الامتحان" الذي وجدت نفسها تخوض غماره دون مقدمات، وراحت ترقب ملامح وجهيّ والديه وهو يوّدعهما لدى باب الكافيه، فلما لمحت ابتسامتين واسعتين ترتسمان على وجهيهما، بدأ الاطمئنان يسري في قلبها فهدأت نفسها، وشقّت ابتسامة متطلعة إلى المستقبل طريقها إلى وجهها!.
وحينما أطلقت والدتها "زغرودة" عفوية – بعد ذلك اللقاء بشهر واحد – في حفل خطبتها لأشرف..كانت الترجمة الحرفية لزغرودتها الصاخبة تلك، أن عهداً جديداً من الحب الرائق، الذي زالت عنه شوائب الشك..قد بدأ!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"الحب في بئر الشك" : ملكة الحب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع ومنتدبات ابو ريوف  :: المنــتديــات العامه :: منتدى همسات وخواطر-
انتقل الى: