موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع ومنتدبات ابو ريوف

كل مساهمه في هذا المنتدى بشكل أو بآخر هي تعبر في الواقع عن رأي صاحبها
 
الرئيسيةبوابة METOأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا باصدقاء أبو ريوف بعد غياب اربع سنين اعود لمنتداكم الجميل لطالما علمت بأني هنا معكم استنشق عطراً يفوح من اقلامكم لكم مني كل الحب والتقدير أخوكم الصغير أبو ريوف

توقيت الرياض
المواضيع الأخيرة
» الإعلام بحدود قواعد الإسلام
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالأحد 23 أغسطس 2020 - 16:00 من طرف ملكة الحب

»  خلافة سيدنا الحسن
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:28 من طرف ملكة الحب

» جعدة بنت الأشعث
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:11 من طرف ملكة الحب

» رانـــــــــدا
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالثلاثاء 31 مارس 2020 - 18:06 من طرف ملكة الحب

» فضل لا إله إلا الله
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالجمعة 6 مارس 2020 - 10:39 من طرف ملكة الحب

» أهل الهـــــوي
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالجمعة 28 فبراير 2020 - 21:36 من طرف ملكة الحب

» "الحب في بئر الشك" : ملكة الحب
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالسبت 15 فبراير 2020 - 8:11 من طرف ملكة الحب

» القلـــــــــب
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالجمعة 31 يناير 2020 - 17:09 من طرف ملكة الحب

» النادي الأهلــــــي
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالخميس 30 يناير 2020 - 16:31 من طرف ملكة الحب

» أرزاق
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يناير 2020 - 12:51 من طرف ملكة الحب

» الإراده
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:22 من طرف ملكة الحب

» مؤامـــــــره
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:20 من طرف ملكة الحب

» الخـــــــــوف
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالجمعة 24 يناير 2020 - 15:45 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» معـــــانـــــــاه
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:41 من طرف ملكة الحب

» النهــــــايــه
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــــا
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:15 من طرف ملكة الحب

» مجنونــــــه
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــا
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:17 من طرف ملكة الحب

» القــطـــار
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:28 من طرف ملكة الحب

» مجنـــونـــه
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:23 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــــا
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:20 من طرف ملكة الحب

» القلب الغاشــــــق
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:19 من طرف ملكة الحب

» الدنيا بخيــــــر
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:16 من طرف ملكة الحب

» راعيني أراعيـــــك
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:36 من طرف ملكة الحب

» قاسيه جدا
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:33 من طرف ملكة الحب

» مــجرد إهمـــال
سجينة الرعب! I_icon_minitimeالخميس 2 يناير 2020 - 13:59 من طرف ملكة الحب

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد منسى - 20175
سجينة الرعب! Vote_rcapسجينة الرعب! Voting_barسجينة الرعب! Vote_lcap 
ملكة الحب - 1258
سجينة الرعب! Vote_rcapسجينة الرعب! Voting_barسجينة الرعب! Vote_lcap 
ابو ريوف METO - 324
سجينة الرعب! Vote_rcapسجينة الرعب! Voting_barسجينة الرعب! Vote_lcap 
جلالة الملكه - 180
سجينة الرعب! Vote_rcapسجينة الرعب! Voting_barسجينة الرعب! Vote_lcap 
باكى - 67
سجينة الرعب! Vote_rcapسجينة الرعب! Voting_barسجينة الرعب! Vote_lcap 
الحربي - 36
سجينة الرعب! Vote_rcapسجينة الرعب! Voting_barسجينة الرعب! Vote_lcap 
صلاح اليب2 - 35
سجينة الرعب! Vote_rcapسجينة الرعب! Voting_barسجينة الرعب! Vote_lcap 
زهرالورد - 30
سجينة الرعب! Vote_rcapسجينة الرعب! Voting_barسجينة الرعب! Vote_lcap 
رشيد سويدة - 29
سجينة الرعب! Vote_rcapسجينة الرعب! Voting_barسجينة الرعب! Vote_lcap 
اكينو ملوال - 29
سجينة الرعب! Vote_rcapسجينة الرعب! Voting_barسجينة الرعب! Vote_lcap 

 

 سجينة الرعب!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

سجينة الرعب! Empty
مُساهمةموضوع: سجينة الرعب!   سجينة الرعب! I_icon_minitimeالجمعة 7 أبريل 2017 - 3:21


سجينة الرعب!




سجينة الرعب! 2017-636271140115838608-583

أنا سيدة فى مقتبل العمر حاصلة على ليسانس آداب، وقد قاسيت أهوالا جعلتنى أحاول الهروب من الناس والبشر،
وكل شىء فى الحياة، ولم يعد لى أمل ولا مطمع سوى أن أحيا فى هدوء واطمئنان ما بقى لى من عمر فى هذه الدنيا، وأنا أصغر أشقائى حيث أن لى سبع شقيقات وشقيقا واحدا، وبعكس ما هو معروف بأن الأصغر يلقى دائما رعاية وحبا من جميع أفراد الأسرة، ويكون الأوفر حظا بينهم، فإننى لم أعش هذا التدليل، إذ ماتت أمى وأنا طفلة لم أدخل المدرسة بعد، وعوضنى الله بأختى الكبرى التى وجدت فى حضنها شيئا مما فقدته برحيل أعز الناس لى، أما أبى فكان موظفا بإحدى المصالح الحكومية، ثم جاءته فرصة سفر إلى دولة عربية، وتعاقد مع إحدى الجهات بها، وكان فى كل إجازة سنوية يأتينا محملا بالهدايا، وأقام عمارة سكنا فى أحد أدوارها، وأجّر الباقى، وسارت بنا الحياة فى يسر وسعادة، وظل أبى فى هذه الدولة لأكثر من عشرين سنة، وعلمنا فى الجامعة، وزوّج أخوتى جميعا، وعندما بلغ سن الستين ترك العمل ليستريح من عناء الغربة.

والحقيقة أنه برغم طول سنوات سفره، فإننا لم نشعر يوما بأنه بعيد، حيث عوّضنا فى كل إجازة عن العام كله، وحلت شقيقتنا الكبرى مكانه بما جمعته من حنان الأم ورعاية الأب، ولا أستطيع أن أصف مدى سعادتى بتوقفه عن السفر، واستقراره معنا، فلقد تملكنى الفرح والسعادة لأنه لن يتركنى مرة أخرى، وأحسست بالطمأنينة وأنا أجلس إلى جواره، ولمست خوفه علىّ، ورغبته فى أن يزوّجنى ويطمئن على مستقبلى كما فعل مع أشقائى جميعا، واستعجل ارتباطى وهو على قيد الحياة، وبرغم كثرة من طلبوا يدى منه وأنا طالبة، فإننى رفضتهم جميعا لسبب واحد ومهم هو رغبتى فى أن أحصل على شهادتى الجامعية أولا، ولكن عندما وصلت إلى السنة الأخيرة فى كليتى، تدهورت صحته فجأة، ولم يكن لديه أى دخل سوى إيجار المنزل، وهو إيجار قديم قدره اثنان وخمسون جنيها فقط فى الشهر.

وفى ليلة مازالت ماثلة فى ذهنى جلست إلى جواره، وبينما كنت أتبادل أطراف الحديث معه فى أمور شتى قال لى: «سامحينى يابنتى.. كان نفسى أديكى حقك زى اخواتك»، ولمحت الدموع فى عينيه لكنه لم يزرفها، وكأنها تأبى أن تجرح هذا الرجل الصبور المكافح، فاحتضنته وبكينا معا بصوت مسموع، وفى الصباح ذهبت إلى الكلية بعد أن قبلت يديه كعادتى، وما أن وصلت إليها حتى جاءنى اتصال من أختى الكبرى، وقد تحشرج صوتها وغلبها البكاء، وقالت لى بصعوبة بالغة: «بابا مات»، فسقطت على الأرض مغشيا علىّ، وساعدتنى زميلاتى فى العودة إلى المنزل، وأنا لا أصدق أن الدنيا خلت علىّ من أبى وأمى، لكن هذه هى الحقيقة التى لم يكن هناك مفر منها، وواجهت الحياة بمفردى، ومرارة اليتم تسيطر على كيانى، ووجدتنى وحيدة فى بيت كان يضج بالضحك والفرح، ومرح الأحفاد، وأحاديث الأشقاء، وتحولت جدرانه إلى أشباح، ومضت بى الأيام والليالى بين الخوف والذكريات، وكان أخوتى فى الأسابيع الأولى لرحيل أبى يزوروننى بصفة يومية، ثم بدأ مجيئهم إلىّ يقل تدريجيا حتى اقتصرت علاقتهم بى على الاتصال هاتفيا من حين إلى آخر!، وخرجت للبحث عن عمل يدر علىّ دخلا أواجه به متطلبات المعيشة، إذ أن دخل أخى الوحيد كان يكفى بالكاد متطلبات أسرته، ولم أرغب فى أن أطلب منه شيئا أو أحمّله ما لا يطيق، ورأيت أنه يكفينى سؤاله عنى، واستأجرت محلا لبيع الاكسسوارات، وواجهتنى صعوبات جمة فى البداية، وبمرور الوقت نجحت تجارتى، وصار لى دخل يكفينى لأن أعيش حياة مستريحة، وبعد حوالى عام تعرفت على شاب تردد على المحل، وتقرب منى، وبثنى حبه، وقال لى أنه يرغب فى الارتباط بى، ولاحقنى فى كل مكان، وعرفت أنه محام، ويكبرنى بأربع سنوات، فطلبت منه إمهالى بعض الوقت لاستطلاع رأى أخوتى، ونقلت إليهم ما دار بيننا، فسألوا عنه، وكانت النتيجة فى مصلحته، فهو ميسور الحال، ومتميز فى عمله، لكنى عندما فكرت فيه لم أشعر تجاهه بالراحة، وأحسست أن هناك شيئا غامضا يحول بيننا، ومع ذلك وجدتنى أنساق إلى هذه الزيجة أملا فى أن أجد من يؤنس وحدتى، ويكون لى سندا فى الحياة، والحق أنه أحسن التصرف معى خلال الخطبة، واستطاع أن يبدل عدم ارتياحى له إلى حب كبر بمرور الأيام، وخلال شهور أعددنا عش الزوجية ولما حان وقت الزفاف، أقمنا حفلا حضره الأهل والأصدقاء، وبرغم أن كل عروس تنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، فإننى لم أشعر بالفرحة وأنا جالسة فى «الكوشة» إذ لم أجد يد أبى فى يدى، وافتقدت لهفة أمى ومساندتها لى كما تفعل كل أم مع ابنتها، وما أصعبه ذلك الإحساس الذى شعرت به وأنا أفتقد والدىّ فى «ليلة العمر».

ومرت تلك الليلة بحلوها ومرها وتطلعت إلى حياة مستقرة تساعدنى على لملمة شتات نفسى، وتعيدنى إلى الحالة النفسية المستقرة التى طالما تمنيتها بعد رحيل أبى، ولكن لم تمر أسابيع معدودة حتى اكتشفت الوجه الخفى فى زوجى، فهو دائم السهر خارج البيت، وشممت منه كل ليلة رائحة غريبة عند عودته وتكرر المشهد اليومى حيث يلقى بجسده على أقرب أريكة، أو بصعوبة «يتطوح» إلى أن يصل إلى السرير، وهو لا يدرى ما حوله!، فأبكى فوق رأسه وهو يغط فى نوم عميق، وأتحسر على السند والعوض الذى تخيلته وأردته فإذا به سراب!

وأذكر فى أول ليلة كان فيها على هذه الحال، أنه اعتذر لى فى الصباح، وقال إن بعض أصدقائه جرّوه معهم إلى تعاطى المخدرات، وأنه لن يقربها بعد ذلك أبدا، ثم تجاهل وعده لى واستمر عاما كاملا غير مبال بما يفعله وما يرتكبه من معاص، وعندما تحدثت معه عن الإنجاب لم يعطنى اهتماما، وقال بكل لا مبالاة: «مش مهم.. احنا كده عايشين حلو»، فأدركت أنه لا يريد بيتا مثل كل البيوت ولا أولادا يملأون علينا الدنيا مثل كل الأزواج، فطلبت الطلاق وحمدت الله أننى لم أنجب منه، وبعد محاولات عديدة من الأهل والمعارف طلقنى، وذهب كل منا إلى حاله، ومرت شهور جاءنى بعدها عدد من الأهل والأقارب، وطلبوا منى أن أسامحه وأعود إلى عصمته قائلين أنه تغير تماما، وقابلنى أكثر من مرة فى الطريق، وألح علىّ أن أعود إليه، وأمام الضغوط المتتالية وافقت على إعطائه فرصة جديدة عسى الله أن يهديه، لكنه استمر بنفس منهجه فانفصلت عنه، ورأيت أن حياتى أفضل بدونه!

وهنا أيقن تماما أن عودتى إليه مستحيلة، فاستغل التوكيل الذى حررته له فى تزوير أوراق ضدى، ووجدتنى مطلوبة للعدالة فى عدة قضايا لأشخاص غير مصريين، وتعرضت للسجن لمدة شهر فى إحداها، وصرت «سجينة الرعب» وخائفة من كل طارق على باب بيتى، ثم يأتينى صوته عبر الهاتف من حين لآخر قائلا: «كل هذه القضايا ستسقط لو عدت لى»، فأغلق الخط وأنهار فى البكاء.

ومرت الأيام واتصلت بى سيدة، حدثتنى عن زوجى، وكم هى سعيدة معه، فانفجرت فيها غضبا وسألتها من أنت؟، فقالت انها زوجته!، ثم اتصل بى بعدها وقال لى فى حدة: «يا ترجعى لى.. يا أدخلك السجن»، فأسرعت إلى شقيقى وأبلغته بما حدث فتدخل لدى أقارب طليقى لإبعاده عن طريقى، وكاد شقيقى يضربه، وقد أبعده الموجودون عنه منعا للصدام بينهما، لكنه استغل هذه الواقعة وزوّر تقريرا طبيا بأن أخى أوقع به إصابات بالغة، ولولا الأهل والجيران لكان أخى الآن وراء القضبان.

إننى مع مطلع كل يوم أتعرض للمضايقات، وأسمع أخبارا سيئة وأفكر جديا فى البعد عن المكان الذى يعيش فيه حفاظا على نفسى وأخوتى، وأعيش مشردة، ولا أستطيع دخول بيتى أو النوم فيه ليلة واحدة آمنة من شره، إذ افتقد طليقى معنى الرحمة والإنسانية، وهو ليس رجلا بكل ما تحمله هذه العبارة من معنى، ولا أملك ما أنفقه على القضايا وأتعاب المحامين، ولكى لا يتم القبض علىّ أتنقل بين بيوت أخواتى، حيث أقضى عند كل واحدة منهن عدة ليال، وعندما يضيق صدرى أو أحس بأن طليقى يتحسس خطواتى أنتقل إلى مكان آخر، ويضيق الخناق علىّ بمرور الأيام، بعد أن قام بتوزيع القضايا المزورة التى حررها لى على عناوينهن، ولم يترك لى بابا إلا وأغلقه بألاعيبه الشيطانية، وقد فكرت فى اللجوء إلى مجلس حقوق الإنسان، والمجلس القومى للمرأة، لكنهما بعيدان عنى، ولا أستطيع أن أصل إليهما لأسباب كثيرة منها أن خروجى إلى الشارع مغامرة، وكأن هذا الرجل صنع لى سجنا من نوع خاص، فماذا أفعل؟.. وإلى أين أذهب؟.. وإلى متى سأظل هاربة من ذنب لم أرتكبه، ومصير مجهول أنتظره بخوف ولا أستطيع تغييره، وحياة تضج بالمشكلات بينما أستعطف الأيام أن ترحم عزيز قوم ذل؟!.

ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

لقد ارتكبت خطأ فادحا حينما وافقت على العودة إليه بعد طلاقك فى المرة الأولى، فما اكتشفتيه فيه منذ ليلة الزفاف، من إدمان وسلوك منحرف ومعاملة غليظة، كان كفيلا بأن يجعلك تطوين صفحته إلى الأبد، لكنك بتأثير أخوتك عدت إليه، وكان الواجب عليهم أن ينصحوك بأن مثله لا يتغير، وأن أمامك متسعا من الوقت للارتباط والسعادة مع من يقدرك، ففى مثل هذه المسائل يكون البتر هو العلاج الفعّال للخلاص من المرض خصوصا وأنك أدركت أن حالته تتفاقم بمرور الأيام، وأنه لن يحيد عن السلوك الذى اختاره لنفسه، لكنك أطلقت له الحبل على الغارب لكى يفعل ما يريد، ولم تتنبهى إلى أن التوكيل الذى حررتيه له سوف يستخدمه أسوأ استخدام، ولا أدرى لماذا لم تلغيه؟، ولم تطعنى على الأوراق التى زوّر توقيعك عليها؟، فالتوكيل فى هذه الحالة لن يكون بديلا عن توقيعك.

والحقيقة أن مطلقك نظر منذ البداية إلى الزواج بصفة عامة نظرة خاطئة، باعتبار أن دورك ينحصر فى إعداد الطعام وتنظيف البيت وإشباع رغباته، وتناسى أن الزواج فى مفهومه الصحيح هو المودة والرحمة والمشاركة بين اثنين متساويين فى الحقوق والواجبات والأدوار التى يؤديانها فى الحياة، وحتى فى حالة الطلاق، فإن سعيه للانتقام ممن كانت تشاركه حياته، يعكس شخصيته المضطربة نفسيا واجتماعيا، ويؤكد أنه لا يدرك ما أمرنا الله سبحانه وتعالى به فى قوله: «وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» (البقرة237)، بمعنى أن الخلاف الذى أوصلكما إلى الطلاق ينبغى ألا يفسد للود قضية، وأن يحفظ كل منكما حق الآخر بحكم ما كان بينكما من معروف، وليعلم أن الحياة الزوجية إذا لم تستقم لسبب ما، فهذا هو شأن البشر، أما أن ينقلب الأمر إلى مكيدة، فذلك شىء خطير، ويحرم الإسلام تتبع العورات والأذى والغيبة والتشهير بالناس، بل ويعتبرها من كبائر الذنوب، ومن هنا ينبغى على مطلقك أن يتوب عن أفعاله وأن يطلب العفو منك، إذا كان يرجو مغفرة الله له، وإلا كان محل مساءلة عنده عز وجل، فحقوق الناس أشد حرمة من حقوق الله، لأنها مبنية على استقصاء الحق، فضلا عما فيها من عدم الوفاء، ويجب ألا تحملكما الخصومة إلى نشر الفضائح وبث الشائعات، فكل منكما كان شريكا للآخر وتلحقه معرته وعيبه.

وإذا أصر مطلقك على الاستمرار فى خصومتك، فعليك معاملته بالمثل برفع دعاوى تزوير ضده، واختصامه أمام القضاء، فلك خصوصية ينبغى أن يحترمها.. صحيح أنه لا يوجد لدينا نص قانونى يخص الحريات الخاصة والعامة للمطلقين لكنى أحسب أن بإمكان شقيقك أن يساعدك فى إثبات الأضرار النفسية والمادية التى تنعكس عليك نتيجة ملاحقته لك، وأذكر فى هذا الصدد القوانين المعمول بها فى محاكم أوروبا، فهناك احترام لخصوصية الأفراد، ويوجد نص قانونى بعدم اقتراب المطلق من طليقته أو العكس سواء من بيتها أو مكان عملها، بل ويحدد القانون عندهم مسافة معينة يجب ألا يتعداها أى منهما، ولعل قانون الأحوال الشخصية لدينا يراعى ذلك عند تعديله.

ولتكن فى قصتك عبرة وعظة للأزواج والزوجات، فالحقيقة أن بعضهم يقترنون بالأجساد ويتنافرون بالروح، وفى أحيان كثيرة لا يكون لهم ذنب فى ذلك، وبالتالى فإننى لا أدينهم بل أشفق عليهم، ولا أكرههم بل أكره استسلامهم للرياء والكذب، إذ سوف تتكشف الحقيقة ذات يوم، ويصبح من المستحيل مواصلة رحلة الحياة على هذا النحو، ولذلك فإن إصرارك على الانفصال عنه كان هو عين الصواب، فلا تخوضى تجربة جديدة إلا بعد أن تتعافى تماما من هذه التجربة المؤلمة، ومن الضرورى أن تتحرى كل شىء عن زوج المستقبل، ولتكن هناك جلسات تعارف عديدة مع من يطرق بابك طلبا للزواج، فالتريث يتيح دائما للمرء أن يتخذ قرارات مدروسة، لا قرارات عشوائية نابعة من الانطباعات، وليست لها جذور وأسس راسخة.

ولقد أخطأ مطلقك فى حقك كثيرا ليس بعد انفصالكما فقط، وإنما أيضا عندما كنت فى عصمته بأفعاله وأقواله، فلم يذكر لك كلمة طيبة، مع أن للكلام اللين أثرا فى إمالة القلوب وكسب ودها، فقال تعالى «وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا» (الإسراء 53)، ويدعونا النبى صلى الله عليه وسلم إلى الالتزام بذلك التوجيه القرآنى، ويرغّبنا فى التمسك به فى قوله «الكلمة الطيبة صدقة»، وإذا كان هذا مطلوبا مع عموم الناس فإنه يكون بين الزوجين ألزم وأولى، فالكلمة الطيبة والمدح والثناء بينهما من الأمور التى تسعدهما، وتمنح الحياة الزوجية حيوية وتجددا، فكلما شكر الزوج زوجته على جهد بذلته، وكلما امتدحت الزوجة زوجها على عمل قام به، توثقت جذور المحبة بين قلبيهما.

وها هو على بن أبى طالب رضى الله عنه يعبر عن إعجابه بزوجته فاطمة رضى الله عنها عندما دخل عليها وهى تستاك فأنشد قائلا:

ظفرت ياعود الآراك بثغرها

أما خفت ياعود الآراك أراك

لو كنت من أهل القتال قتلتك

لم ينج منى يا سواك سواك

هذه العلاقة الجميلة والمعانى الرائعة غابت عن مطلقك الذى كان بإمكانه أن يحتويك، وسوف يدرك أنه بصنيعه معك فقد المعنى الحقيقى للحياة، وجلب الشقاء لنفسه، وخسر زوجة محبة مخلصة، فاهدئى بالا وسوف يعوضك الله خيرا منه، وخذى بالأسباب برفع دعوى قضائية ضده لتفنيد مزاعمه، وواجهيه بشجاعة، وسيكتب الله لك النصر فى النهاية لأنك صاحبة حق، ونقية السريرة، ولن يخزيك أبدا، فلا تقلقى وتطلعى إلى المستقبل بعين جديدة غير هذه العين اليائسة، وانطلقى فى الحياة بلا خوف ولا رعب، وأسأل الله أن يوفقك إلى الطريق الصحيح، وهو وحده المستعان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
 
سجينة الرعب!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع ومنتدبات ابو ريوف  :: المنــتديــات العامه :: منتدى همسات وخواطر-
انتقل الى: