شارع الموت

شارع الموت

لم تكن الطفلة صاحبة الوجه الملائكي «ليلي» ذات الثماني سنوات تدرك انها ستغادر هذه الدنيا ضحية فوضي الاهمال الذي أودي بحياتها صعقا بالكهرباء بعد ملامستها أحد أعمدة الإنارة فى أثناء سيرها بالشارع بعد عودتها من مدرستها «قليشان» الابتدائية بمركز إيتاي البارود حيث جذبتها الكهرباء نتيجة وجود توصيلات غير شرعية بالعمود وتعالت صرخاتها وسط الأصوات المتصاخبة والناس يهرولون لتظل تصارع الموت لدقائق دون منقذ في مشهد مأساوي مروع رسم علي جبينها.

لم يتحمل جسدها النحيل ما أصابها فصعدت روح البريئة لخالقها وطفولتها الملائكية، وبمجرد وصولها إلي أهلها جثة هامدة تمادت بهم الأرض واهتزت أعماقهم غير مصدقين تلك الفجيعة التي ابتليت بها فلذة أكبادهم التي اختطفها الموت، ولم يبق من درة أعينهم سوي الحزن والقهر لتصبح ضحية سببا واحدا سرق الكثير من أحبابنا فكم غصة دامية اغتالها غياب القانون ولا نجد من الكبار إلا الصمت والخذلان.

ووسط نهر من الدموع الساخنة راحت أمها تنتحب بحسرات تحرق القلب وتهذي قائلة: «اصحي وكلميني أنا أمك حبيبتك» ثم فارقت الوعي لفترات طويلة، أما الأب فوقف وقلبه يعتصر ألما ويقول: كان حلمها أن تكبر وتصبح إنسانة مشهورة ونافعة لمجتمعها. وحمل مسئولية موت طفلته إلي شركة الكهرباء التي أهملت الأسلاك العارية. وتم إخطار اللواء علاء شوقي مدير أمن البحيرة بالحادث، وتشكيل فريق بحث بإشراف اللواء محمد خريصة والعميد حازم حسن.