العلاقات مع السعودية والمطلوب الآن

العلاقات مع السعودية والمطلوب الآن

محمد سلماوى

السؤال الذى ألح على طوال حضورى المهرجان الوطنى للتراث والثقافة (الجنادرية) فى الرياض، والذى استضاف مصر كضيف شرف دورته الـ31 التى انتهت منذ أيام هو: ما الذى ألم بالعلاقات المصرية السعودية من خلاف أوصلها الى ذلك التوتر المكتوم الذى نشهده الآن؟ وهل يسمح لنا الوضع المتردي الذى تعيشه الأمة العربية الآن بمثل هذا الخلاف بين أكبر دولتين باقيتين على الساحة العربية بعد سقوط كل من العراق وسوريا؟

إن اختيار مصر كضيف شرف المهرجان، الذى يعتبر مع معرض الرياض للكتاب أهم حدث ثقافى سنوى فى المملكة العربية السعودية، جاء بعد سلسلة من التطورات التى عكرت صفو العلاقة الوثيقة بين البلدين بعد أن كانت قد وصلت الى ذروتها بعد ثورة 30 يونيو، وتولى الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث ساند الملك عبد الله رحمه الله النظام الجديد الذى أتت به الثورة ماديا ومعنويا، وامتدت المساعدة الى بذل المساعى لدى بعض الدول الغربية التى ظلت تساند الإخوان بعد سقوطهم بحجة ضرورة التمسك بنتائج الانتخابات الديمقراطية، وهو ما يدعو للدهشة فى ضوء تلك المظاهرات المتزايدة التى تشهدها الولايات المتحدة فى الوقت الحالى والرافضة للرئيس دونالد ترامب الذى لا يشك أحد فى أن الانتخابات التى أتت به كانت انتخابات ديمقراطية لا جدال فيها. ولقد استمر الدعم السعودى لمصر بعد رحيل الملك عبد الله باعتباره سياسة حتمية يفرضها الظرف العربى الراهن الذى يدفع كل عاقل فى البلدين الى ضرورة السعى لمزيد من التقارب بين الدولتين، خشية أنه لو حدث انشقاق بينهما انهار النظام العربى الراهن، أو ما تبقى منه بعد أن عمت الفوضى جميع البلاد العربية الأخرى الفاعلة. وقد انطلقت الزيارة التى قام بها الملك سلمان بن عبد العزيز الى مصر فى ابريل من هذا المفهوم حيث أسست للعلاقة الاستراتيجية بين البلدين وعكست حرص القيادتين على التضامن والتكاتف في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية في المرحلة الراهنة، والتي تشمل مواجهة الإرهاب والتطرف ومحاولة هدم الدولة الوطنية، وما لذلك من تداعيات وخيمة على كيانات ومؤسسات دول المنطقة بأكملها.

لكن ما أن انتهت الزيارة حتى بدأت تتوالى العثرات، وكأن البعض لم يرضه استمرار علاقات التعاون الوثيق بين البلدين فى تلك المرحلة الخطيرة من التاريخ العربى، فأراد البحث عن موضوعات تفرق بينهما ولا تجمعهما، وإذا كانت السعودية تأخذ على مصر التباطؤ فى تسليم جزيرتي تيران وصنافير، والتشكيك فى ملكية السعودية لهما، وتلك قضية خرجت عن إطار القرار السياسى لتصبح قضية رأى عام لا تتحكم فيها الحكومة المصرية، كما تأخذ السعودية على مصر أيضا موقفها فيما يتعلق بكل من سوريا واليمن، وتصويتها فى الأمم المتحدة الى جانب القرار الروسى الخاص بسوريا، فإن مصر فى المقابل تأخذ على السعودية إحجامها عن تسليم شحنات الغاز المتفق عليها، كما يأخذ كل جانب على الآخر تجاوزات كثيرة تتسم بالسوقية والفجاجة صدرت عن أجهزة الإعلام فى كل من البلدين.

وربما كانت العلة الرئيسية التى أحدثت الخلاف بين الجانبين هى عدم التشاور الدقيق والتنسيق المستمر بين الدولتين، رغم التوافق شبه الكامل بينهما على مستوى القيادة العليا، فقد فوجئت مصر بسحب السفن السعودية المحملة بالغاز بعد دخولها ميناء السويس، كما فوجئت السعودية بالتصويت المصرى الى جانب القرار الروسى الذى يناقض موقف السعودية من سوريا، وإذا استمر هذا المسلك الإنفرادى فى اتخاذ القرارات التى تتعلق بمصلحة الطرف الآخر فإن التوتر المكتوم القائم الآن قد يزداد ليصل الى مراحل لا تحمد عقباها، وقد تكون هناك الآن أزمة أخرى فى الطريق تتمثل فيما يتردد حول ذلك السد الذى قررت السودان إقامته على نهر النيل والذى وافقت السعودية على المشاركة فى تمويله، فمثل هذا السد سيشكل تهديدا غير مقبول للأمن القومى المصرى باحتجازه كميات هائلة من مياه النيل، ولن تستطيع مصر وقتها الوقوف مكتوفة الأيدى، ولقد حاولت استطلاع رأى الجانب المصرى حيال هذا الموضوع فوجدت أن أحدا لا علم له به، وهو ما يعنى أن السعودية اتخذت قرارها بتمويل سد السودان دون التنسيق مع مصر، أو التشاور معها مما لا يدل على حرص الجانب السعودى على الشراكة الاستراتيجية التى قيل إن زيارة الملك سلمان لمصر أسست لها.

إن توالى القضايا الخلافية بين مصر والسعودية انما يضع علامات استفهام كثيرة قد تشير الى وجود أطراف فى كل من البلدين لا تريد لهذه العلاقة الاستراتيجية أن تستمر لتصبح حائط الأمان فى مسلسل الانهيار الحالى فى النظام العربى أو ما تبقى منه، فهل كان هناك قصد وراء هذه التطورات التى وتّرت العلاقة بين الجانبين؟ لماذا لم يتم التنسيق مع مصر بالنسبة لوقف الإمدادات السعودية من الوقود الذى تحتاجه مصر بشدة؟ ولماذا لم يتم التنسيق مع السعودية بشأن القرار الروسى الخاص بسوريا والذى تقول الرياض إنه يضرب موقفها من سوريا بقوة؟ هل هو مجرد غياب التنسيق الذى تفرضه طبيعة العلاقة المطلوبة فى هذا الوقت بين البلدين؟ إذا كان كذلك فإننا فى حاجة بلا شك لآلية مؤسسية للتشاور والتنسيق بين البلدين، وأنا أعلم أن هناك ما يسمى المجلس التنسيقي المصرى السعودى والذى يضم عددا من وزراء البلدين، لكنى لا أعلم ما يفعله ذلك المجلس.

إذا كنا حريصين على دعم العلاقات المصرية السعودية التى تفرضها احوال الوطن العربى فى الوقت الحالى حتى لا ينهار النظام العربى تماما، فإن المطلوب الآن هو اجتماع قمة على وجه السرعة بين الرئيس السيسى والملك سلمان يعيد الأمور الى نصابها، ويعتمد آلية فاعلة لاستمرار التشاور بين الجانبين تفاديا لمزيد من التدهور فى العلاقات. لقد كانت استضافة مصر كضيف شرف أكبر المهرجانات الثقافية السعودية بادرة جيدة من الجانب السعودى أكدت ثبات العلاقات الثقافية والوجدانية بين الشعبين بما يسمح بالبناء عليها على الجانب السياسى والاقتصادى، والسعودية تستعد لحدث ثقافى كبير بعد أسابيع قليلة هو افتتاح مكتبة الملك فهد بعد اعمال التطوير الكبرى التى شهدتها، وهى مكتبة تحتوى على الكثير من الأعمال التراثية التى تؤكد وحدة التاريخ العربى، وثبات العلاقات المصرية السعودية على مر التاريخ، فهل تقص شريط افتتاحها القيادتان المصرية والسعودية يدا بيد فتكون تلك مناسبة مواتية تهيىء لتجاوز الأزمة الحالية

سيبهم ال2
حد فاضي لهم
فخار يكسر بعضه
تعبنا من السياسة
هات لنا افلام ونكت وحاجات تفتح النفس
بدل الهم اللي احنا فيه

لو فيه افلام مصرية كويسه نزلهالنا
بس تكون قصص لها قيمة مش الضحك والهجس في الافلام الجديدة التافهه