عجائب في بر مصر

عجائب في بر مصر

المحروسة ليست فقيرة ولا شبه دوله لأن الله حباها بمواردها البشرية والمادية والطبيعية وقد تفوق دول غنية في انفاقها

فالدولة التي يكتشف فيها قضايا فساد بالمليارات ليست فقيرة و التي تصرف اكثر من 128 مليار جنيه علي مزاج شعبها واقصد التدخين بكافة أنواعه بما فيه المخدرات 15 مليار جنيه سنويا ليست دولة فقيرة والدولة التي يتقاضي فيها ممثل ناشيء 50 مليون جنيه من عمل واحد لاقيمة له إلا خراب جيل بأكمله ليست دولة فقيرة والتي ينفق شعبها 13 مليارا علي الدروس الخصوصية٬ و3 مليارات علي الكتب الخارجية٬ و20 مليون جنيه على "الآيس كريم" المستورد مؤكد ليست دولة فقيرة.

الدولة التي يكسب فيها لاعب كرة 10 مليون جنيه في السنة و تصرف 4 مليارات جنيه شهريا علي مكالمات المحمول ليست فقيرة الدولة التي جمعت 65 مليار جنيه في اسبوع لتمويل حفر القناة ليست فقيرة الدولة التي يشتري مواطنيها بيوتا في دبي عام 2015 بـ3 مليار دولار مؤكد ليست فقيرة .
مصر تعاني فقرا وفسادا بالأخلاق والذمم والضمائر نعاني فقرا بالكفاءات وهدم كل ماهو مؤسسي وحكومي اين ذهبت الشركات المصرية الوطنية ؟! لقد تم بيعها جميعا واهدار ثروات مصر من مصانع وشركات منتجة لصالح فئات رجال الأعمال الذين امتلأت كروشهم من جيوب ودماء الشعب المصري بل أين ذهب انتاج مصر اين ذهب عمال مصر ؟ الذين كانت تلتف اياديهم بالحرير كل ذلك توقف بعد ان تم خصخصتة وتخسيره وبيع كل ما هو حكومي تابع للدولة في الحقبة السابقة واليوم نحن ندفع الثمن اصبح لايوجد رؤية واضحة للاستفادة من ثرواتها ومصانعها ومواردها البشرية وبدلا من ان نكون مصنعين اصبحنا من أكبر الأسواق في المنطقة لبضائع الصين وكوريا وتركيا وماليزيا وغيرهم نعاني من الاقطاع ، وسيطرة رأس المال ، و البيروقراطية المتعفنة علي كل مفاصل وأوصال الدولة نعاني عشوائية الادارة ، والفوضي ، والتسيب والاهمال ، وانعدام المثل الاعلي ، وغياب القيم بما فيها قيمة العمل ،نعاني من انصاف الموهوبين والمنافقين المتصدرين للمشهد في كل المجالات ،نعاني من غياب الأولويات ، وسوء التخطيط والتنفيذ ، ومن غياب رؤية لتشغيل الشباب ، والاستفادة من طاقتهم ،نعاني من غياب ثقافة الانتاج ، والاكتفاء فقط بثقافة الرفاهية والاستهلاك ، من غياب التنسيق بين وزاراتها ، مصر غنية جدا لكنها تحتاج الي ادارة ناجحة وقائد ذكي في كل مجال حتي نستطيع ان نجتاز مرحلة الفقر التي نمر بها حاليا ومصر ولادة بخيرة الرجال.
اذا اردنا الخروج من عنق الزجاجة فلابد من عودة مصانع الدولة وشركاتها لابد ان تعود الي حضن الدولة الأم مرة اخري نحتاج ان نأكل ونغزل وننتج ونصنع ونزرع بأيدي المصريين وقتها فقط لن يتحكم فينا حاقد او مستبد بقوت شعبنا