عندما قتل سيدنا موسي لماذا لم يحميه فرعون ؟

رأى فرعون في منامه كأن نارا قد أقبلت من نحو بيت المقدس فأحرقت دور مصر وجميع القبط ولم تضر بني إسرائيل. فلما استيقظ هاله ذلك فجمع الكهنة والسحرة وسألهم عن ذلك؟ فقالوا: هذا غلام يولد من هؤلاء أي قوم بني إسرائيل يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه فلهذا أمر بقتل الغلمان وترك البنات، ولكن عندما وجد حراسه نبي الله موسي تغيرت الأمور فوقعت محبته بقلب فرعون ـ كما ذكر الشيخ الشعراوي رحمه الله ـ وقالت زوجة فرعون "عسي أن ينفعنا أو نتخذه ولدا" فكان بمثابة ابنهما وتربي وعاش داخل القصر، وعندما تورط نبي الله موسي في قتل أحد الإعداء و جاءه رجل يطلب منه أن يغادر المدينة وفورا فقوم المقتول يأتمرون عليه ليقتلوه .
كان من الطبيعي أن يلجأ للقصر ولفرعون ليحميه من هؤلاء القوم فهو بمثابة إبن الفرعون ولكن فرعون لم يحمي سيدنا موسي ولم يدافع عنه بل تركه فكان علي سيدنا موسي أن يغادر تنفيذا لنصيحة الرجل الذي جاءه من أقصا المدينة يسعي .

هذه القصة دارت أحداثها في مصر ولكن بعد الآف السنين تغير الحال فظلم الشعب لم يعد يقع من الحاكم بل من فئات معينة من الشعب علي فئات أخري من نفس الشعب .

فهناك فئة تنتمي لجهات أمنية أو سيادية أو برلمانية أو رياضية تفرض سطوتها علي بقية الشعب فيكفي أن تكون لاعبا أو مدربا شهيرا أو عضو مجلس النواب لتمارس سطوتك وجبروتك علي بعض فئات الشعب حتي لو كان ضابط أو أمين شرطة وعلي عينك يا تاجر.

وهناك فئة تجدها في المصالح الحكومية وصالات تجديد الرخصة أو البطاقة أو استخراج ورقة رسمية ستدفع فيها الكثير من حر مالك ولكن هذه الفئة تتلذذ في تعذيبك وهد حيلك باللف والدوران من شباك لشباك ومن باب لباب ومن موظف لأخر لتجد نفسك تبحث عن موظف في أجازة وزميله والذي يجلس علي المكتب المجاور ويستطيع أن يخلص مصلحتك ولكنه يرفض وببرود قائلا : ماينفعش.

وهناك فئة قررت أن تستخدم منطق الإسطورة محمد رمضان وتأخذ حقها بدراعها وعندما يحدث المحظور وتتطور الأمور تلجأ للفئة الأولي فمعرفتك لشخص مهم ولو أمين شرطة تحل كل مشاكلك بشرط الأ يكون هذا الأمين من عينة ضحية حسام حسن.

فرعون برغم جبروته وقوته وحبه لسيدنا موسي لم يحميه من جبروت أهل القتيل ولم يحيطه بمجموعة من البودي جاردات أو يضمن أمنه وسلامته داخل مستشفي خمس نجوم أو سجن به جميع الكماليات ووسائل الترفيه أو قام بتسفيره ليلا في طائرة خاصة خارج مصر إلي جهة غير معلومة ولكنه تركه ليلاقي مصيره جزاء مافعله .

ظلم فرعون وطغيانه علي شعبه كان سببا في نهايته السوداء وموته غرقا في اليم وخروجه من الجنات والعيون والأنهار التي كانت تجري من تحته ، فهل يفيق أبناء البطة البيضاء قبل أن تكون نهايتهم مثل فرعون أو أسوأ منها .