فلنذهب لأهل الخليج.. ولنؤجل "العمرة" ونشتغل..!

فلنذهب لأهل الخليج.. ولنؤجل "العمرة" ونشتغل..!


لا أمل لنا في تحسين الأوضاع وتدفق العملات الصعبة وإحداث رواج في الأسواق وتنشيط كل القطاعات والمجالات إلا بعودة السياحة بقوة إلي مصر.
والسياحة لن تعود بحملات وزارة السياحة الدعائية في أوروبا والتي ننفق عليها الملايين لتدر علينا الملاليم.. ولن تقنع السائح الغربي بالعودة حالياً حتي لو ذهبنا إلي كل المعارض السياحية العالمية التي تقام في أوروبا.. وحتي لو قمنا بتعيين مستشار سياحي لنا في كل عواصم أوروبا وحتي لو وزعنا علي كل سائح سيأتي من أوروبا ميدالية تقدير..!
فالسياحة التي يجب التركيز عليها لأنها الأمل والإنقاذ هي السياحة الخليجية خاصة مع إجازات الصيف وحرارة الجو الهائلة في دول الخليج الآن.
وحملاتنا السياحية يجب أن يتم توجيهها وتكثيفها إلي دول الخليج. فعلينا أن نذهب إليهم. وأن نعرض عليهم ما الذي يمكن أن نقدمه لهم من سياحة عائلية وترفيهية وعلاجية.
علينا إقناعهم بأن مصر في انتظارهم واحتضانهم وتدليلهم أيضاً. فهم الأشقاء الذين وقفوا معنا وساندونا وشاركونا الأوقات الصعبة. وهم الذين يجب أن يتمتعوا بالأولوية في المعاملة والخدمات والامتيازات.
والسائح الخليجي لا يبحث عن تخفيضات في الأسعار بقدر ما يبحث عن الإحساس بالدفء والأمان وعدم الاستغلال في المطاعم والأسواق والمتنزهات.
ولنذهب إليهم نقدم لهم عروضنا ومميزات السياحة إلينا في كل المواقع السياحية لتي تلبي رغبات كل الأطياف والطبقات.
ولدينا الكثير مما يمكن أن نقدمه لهم ونعرضه عليهم.. وبعروض لا مثيل لها وخارج المنافسة أيضاً.
علينا أن نذهب إليهم لأن هناك الكثير من المعلومات الخاطئة والمغلوطة التي تراكمت لديهم في الآونة الأخيرة ولابد من الشرح والتوضيح والإقناع..!
ولكن قبل أن نذهب إليهم.. فإن علينا أن نختار بعناية من يتحدثون معهم.. وكيف سيتحدثون.. وماذا سيقولون بعيداً عن "الفهلوة" ولغة "الاستجداء" و"الشحاذة"..!
***
وننسي أو نتناسي أن هناك فئة أخري لا تقل في تأثيرها السياحي عن السائحين الخليجيين أو الأوروبيين.
فهناك الجاليات المصرية في دول الخليج أو المصريون الخليجيون كما يطلق عليهم. فهؤلاء الذين استبدلوا القاهرة في إجازاتهم بتايلاند وتركيا ودولاً أخري ينبغي التوجه إليهم وحثهم علي أن تكون القاهرة هي المقصد والغاية وأن يساندوا الوطن الأم بقدومهم إليه وربط أبنائهم به.
وهؤلاء أيضاً علينا أن نتعامل معهم بشكل مختلف وبخطاب سياحي جديد يأخذ في الاعتبار أنهم لا يبحثون الآن إلا عن الأفضل وأنهم يعقدون المقارنات وأن كل الخيارات مفتوحة أمامهم بعد أن توافرت لديهم المقدرة المالية وحرية التنقل والحركة.
***
ونسمع أحاديث مخيفة. ومقلقة عن ارتفاع آخر متوقع في قيمة الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري. وهي أحاديث يدعمها ارتفاع مفاجيء في سعر الدولار بالسوق السوداء في اليومين الآخرين.
ونحن لذلك نؤكد أن السياحة يجب أن تعود. وأن عودتها مرهونة بإرادتنا في التغيير. وأن نستيقظ من غفوتنا وأن نعود للعمل.. واتقان العمل..!
اننا نتعامل مع كل أزماتنا بالتمنيات وبالدعاء أيضاً.. ولكن الحقيقة هي اننا لا نفعل الكثير ولا نقوم بالواجب المطلوب منا.. وأدمنا الإجازات والتنبلة" وحياة المقاهي..!
لقد منحنا الله سبحانه وتعالي كل إمكانات ومقومات النجاح ولكننا بأيدينا نهدم كل شيء ولا ندرك مقدار ما لدينا من نعم إلا بعد أن نفقد ما لدينا ونبكي علي اللبن المسكوب..!
***
واللواء أبوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء خرج عن صمته وهدوئه ليقول للناس إن عليهم الحفاظ علي العملة الصعبة ومراعاة ظروف بلدهم. وأن رحلات العمرة قد زادت بشكل كبير وتستنزف جزءاً كبيراً من العملات الأجنبية قائلاً في ذلك "الناس لازم يقدروا الطلب علي الدولار ويعملوا حاجة يتقربوا بها إلي ربنا في مصر وتكون زي العمرة وأكثر"..!
"ولأن اللي يعوذه البيت يحرم علي الجامع". فإننا نؤيد اللواء الجندي في حديثه تماماً ونزيد عليه بأن نتمني أن الناس التي ذهبت للعمرة تلتزم علي الأقل بها وأن تكون نموذجاً للصدق والأمانة والاحترام وحسن المعاملة. وهي مكاسب تفوق قيمة ما أنفقوه من دولارات لأنها ستكون كنوزاً مستديمة..!
***
والكنوز لدينا كثيرة. ومحمد البنا من الإسكندرية بعث يقول إن الميناء الشرقي في الإسكندرية الذي كان من أجمل وأقدم الموانيء في البحر المتوسط قد تدهورت حالته مع أنه من الممكن أن يكون مزاراً عالمياً ومنتجعاً سياحياً جديداً لو عرفنا كيف نستثمر سواحله وأن نقيم به مرسي للمطاعم العائمة واليخوت وتطوير "الكافتيريات" العشوائية المقامة هناك بجانب القلعة.
وما يقوله البنا يحتاج إلي وجود محافظ ذي رؤية وقدرة علي توظيف واستغلال موارد وإمكانيات المحافظة.. الإسكندرية في حاجة إلي محافظ وإلي عودة "محجوب" مرة أخري..!
***
أما عزيز البحيري من أهالي حي البستان من مدينة الجمالية بمحافظة الدقهلية فيقول نيابة عن أهالي الحي إن التلوث البيئي قد وصل مداه وأن حظائر الماشية تقام وسط التجمعات السكنية.. وقد ذهبوا إلي كل المسئولين دون فائدة..!
وما يشكو منه البحيري موجود في كل مدن الوجه البحري ولا يعتبرون ذلك من "ملوثات" البيئة.. وعادي ده كله عادي..!
***
وأخيراً.. فإن جماهير النادي المصري تقوم بحملة لجمع التبرعات لدفع الغرامة التي تم توقيعها علي حسام حسن المدير الفني للفريق بعد أن اعتدي علي مصور صحفي في مباراة الفريق الأخيرة مع غزل المحلة وحطم الكاميرا الخاصة به.
وما يقوم به الجمهور قد يكون نوعاً من المساندة والوقوف إلي جوار المدرب الذي حصل علي مركز متقدم للنادي المصري. ولكنه في حقيقة الأمر يمثل تحريضاً علي الخطأ والتجاوز وتشجيعاً علي التمادي فيه وارتكاب المزيد منه والهروب بعد ذلك من الجريمة.
حسام حسن مدرب كفء ومجتهد.. ولكن الرياضة أخلاق وأدب والتزام وليست عنفاً وضرباً واستهتاراً..!