موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع ومنتدبات ابو ريوف

كل مساهمه في هذا المنتدى بشكل أو بآخر هي تعبر في الواقع عن رأي صاحبها
 
الرئيسيةبوابة METOأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا باصدقاء أبو ريوف بعد غياب اربع سنين اعود لمنتداكم الجميل لطالما علمت بأني هنا معكم استنشق عطراً يفوح من اقلامكم لكم مني كل الحب والتقدير أخوكم الصغير أبو ريوف

توقيت الرياض
المواضيع الأخيرة
» الإعلام بحدود قواعد الإسلام
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالأحد 23 أغسطس 2020 - 16:00 من طرف ملكة الحب

»  خلافة سيدنا الحسن
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:28 من طرف ملكة الحب

» جعدة بنت الأشعث
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:11 من طرف ملكة الحب

» رانـــــــــدا
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالثلاثاء 31 مارس 2020 - 18:06 من طرف ملكة الحب

» فضل لا إله إلا الله
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالجمعة 6 مارس 2020 - 10:39 من طرف ملكة الحب

» أهل الهـــــوي
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالجمعة 28 فبراير 2020 - 21:36 من طرف ملكة الحب

» "الحب في بئر الشك" : ملكة الحب
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالسبت 15 فبراير 2020 - 8:11 من طرف ملكة الحب

» القلـــــــــب
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالجمعة 31 يناير 2020 - 17:09 من طرف ملكة الحب

» النادي الأهلــــــي
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالخميس 30 يناير 2020 - 16:31 من طرف ملكة الحب

» أرزاق
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يناير 2020 - 12:51 من طرف ملكة الحب

» الإراده
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:22 من طرف ملكة الحب

» مؤامـــــــره
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:20 من طرف ملكة الحب

» الخـــــــــوف
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالجمعة 24 يناير 2020 - 15:45 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» معـــــانـــــــاه
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:41 من طرف ملكة الحب

» النهــــــايــه
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــــا
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:15 من طرف ملكة الحب

» مجنونــــــه
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــا
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:17 من طرف ملكة الحب

» القــطـــار
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:28 من طرف ملكة الحب

» مجنـــونـــه
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:23 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــــا
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:20 من طرف ملكة الحب

» القلب الغاشــــــق
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:19 من طرف ملكة الحب

» الدنيا بخيــــــر
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:16 من طرف ملكة الحب

» راعيني أراعيـــــك
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:36 من طرف ملكة الحب

» قاسيه جدا
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:33 من طرف ملكة الحب

» مــجرد إهمـــال
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالخميس 2 يناير 2020 - 13:59 من طرف ملكة الحب

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد منسى - 20175
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_rcap ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Voting_bar ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_lcap 
ملكة الحب - 1258
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_rcap ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Voting_bar ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_lcap 
ابو ريوف METO - 324
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_rcap ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Voting_bar ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_lcap 
جلالة الملكه - 180
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_rcap ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Voting_bar ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_lcap 
باكى - 67
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_rcap ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Voting_bar ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_lcap 
الحربي - 36
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_rcap ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Voting_bar ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_lcap 
صلاح اليب2 - 35
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_rcap ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Voting_bar ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_lcap 
زهرالورد - 30
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_rcap ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Voting_bar ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_lcap 
رشيد سويدة - 29
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_rcap ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Voting_bar ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_lcap 
اكينو ملوال - 29
 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_rcap ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Voting_bar ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Vote_lcap 

 

  ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Empty
مُساهمةموضوع: ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا    ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالسبت 2 أبريل 2016 - 12:17



أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا،وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَناحَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ،حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُناأُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْابِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدهر آمينَا
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا،فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم،هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْرَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍبِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه،وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَاشَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا،يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْسُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ًقِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَماكُنْتُمْ لأروَاحِنَ‍ا إلاّ رَياحينَ‍ا
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاًمِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ بهمَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُناإلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟
وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَامَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ًمِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا
رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُمِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُمِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً،تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا
كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته،بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا
كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ،زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً،وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟
يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَاوَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا
ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا،مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا
ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ،في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا
لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً؛وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ،فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا
يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِهاوالكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا
كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا،وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا
إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْفي مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا،حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْعنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاًمَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ تلقينا
أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِشُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُسالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا
وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ،لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا
نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً،فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا
لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَاسِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً،فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا
فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُناوَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا
وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه،بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا
أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً،فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِبيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا
إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْصَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا    ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالسبت 2 أبريل 2016 - 12:22

د



الشرح والتحليل
الفكرة العامة: وفاء الشاعر في حبه لولادة.
يكاد الشاعر في هذه الأبيات، يذوب أسى وألما على فراق محمبوبته ولادة بن المستكفي، ويتحرق شوقا إليها وإلى الأوقات الصافية الماتعة التي أتيحت له معها. وفي ظلال هذه العاطفة المتأججة الملتهبة، أنشأ هذه القصيدة النابضة بالحياة المترجمة عما في صدره من مكنون الحب والوفاء العجيبين.
الفكرة الأولى: وصف للحاضر الأليم، وتألم على الماضي الجميل، ويعبر عن كل ذلك من خلال أبيات تقطر وفاء وحبًا وتجلدًا.
1- أضحى التنائي بديلاً من َتدانينا *** ونابَ عن طيبِ ُلقيانا تجافينا
وهنا يستهل الشاعر قصيدته بالتوجع والتحسر على ما صارت إليه حاله فقد تغيرت من قرب بينه وبين محبوبته إلى بعد ونأي يتزايد مع الأيام. لقد تحول القرب بعدا وصار اللقاء جفاء وهو أمر يشقيه ويعذبه كما نجد الشاعر قد استخدم ألفاظا جزلة في التعبير عن مدى وطول البعد وقوة الشوق حيث استخدم ألفاظ ذات حروف ممدودة يمتد فيها النَفَسُ ليعبر عن ألمه ونجد ذلك في جميع ألفاظ البيت الأول. فهو يقول إن التباعد المؤلم بينه وبين محبوبه أضحى هو السائد بعد القرب الذي كان وحل مكان اللقاء والوصل الجفاء والهجر.
الصورة البيانية: الطباق بين(التنائي والتداني"تدانينا") وبين(لقيانا وتجافينا)
2- ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا*** حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
متابعة للفكرة التي تسيطر على هذه المجموعة من الأبيات، والتي يتحدث الشاعر من خلالها عن مدى الحرقة، والألم اللذين أصاباه في مقتل، حتى أوشك على الهلاك. ولعل الشاعر قد وفق في توظبف الألفاظ الدالة والمعبرة عن تجربته الحزينة، حيتما استخدم ألفاظًا تعضد تلك التجربة الصادقة مثل: البين، والحين، ولعل مما ساعد على تأجيج تلك العاطفة، توظيفه للغة توظيفا غير مباشر، وغير حقيقي، عندما اضاف الصبح للبين، مع ما بين المفردتين من مفارقات، فالصبح رمز التفاؤل، والأمل، تحول عند شاعرنا إلى معادل للفناء، والموت.
الصور البيانية: الجناس المستوفي بين (اسم وفعل)، صبح: صبحنا، والجناس اللاحق(يكون فيه حرفان مختلفان) بين، البَيْن: الحَين
3- مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ*** حُزْنـاً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
4- أن الزمان الذي ما زال يضحكنا*** أنــسا بقربهـم قـد عـاد يبكينا.
لا شك أن التعبير غير المباشر عن التجربة الشعرية يزيدها بريقًا، والقًا، لذا نرى الشاعر في البيت السابق يوظف الاستفهام لغير ما وضع له في الحقيقة، وذلك إظهار بغرض التوجع والتحسر والألم الذي حل به، ومما يدل على شدة معاناته انه راح يطلب من أي أحد أن يبلغ أولئك الذين ألبسوه هذا الثوب؛ ثوب الحزن الدائم، المتجدد وابتعدوا عنه(ويقصد هنا الواشين الذين فرقوا بينه وبين محبوبته) أن هذا الحزن ملازم له لا يفارقه حتى يهلك، وأن ضحكه قد تحول إلى بكاء دائم، و أن الزمان الجميل السابق والذي ملأ حياتنا أنسا، وحبورا، وسرورًا.. قد تحول، وتبدل.. فهو اليوم يبكينا، ويحزننا، وكأننا به وقد وصل به الضعف درجة يستعطف أولئك الشانئين أن يرقوا لحاله، وحال محبوبته وأن يتركوهما وشأنهما.
والصورة البيانية: هو تشبيه الشاعر سيطرة الحزن على نفسه باللباس، أو بثوب يلبسه ويكسو جسمه، لا يقدَمُ ولا يَبْلَى، بل هو يُبْلِيهِم هُمْ، ويكون سببا في فنائهم، وموتهم. أما الغرض من الاستفهام في البيت فهو إظهار الحزن والتوجع.
كما شبه الشاعر الزمان بإنسان مرح يضحك، ويسلي، وهو على سبيل الاستعارة المكنية، كما يوجد بين (يضحكنا ويبكينا) مقابلة.
5- غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا***بأن نغص فقال الدهر: آمينا
ويستمر الشاعر في إرسال رسائله إلى محبوبته وإلى مستمعيه.. فيقول: بأن عذاله قد حنقوا عليه وعلى محبوبته لما بينهما من صفاء، وود، ومحبة، وأن الدهر قد استجاب لدعائهم وحقق لهم ما أرادوا من وقيعة بينهما فأصابهما الحزن والألم.
الصور البيانية: كناية عن الود، وصفاء العيش، وذكر البعض تشخيص الدهر، وتشبيهه بالإنسان على سبيل الاستعارة المكنية، وهذا تشخيص في غير محله، لأن الدهر هو الله.
6- فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا*** وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
7- وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا*** فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
من الواضح أن هناك ترابطًا بين البيت السادس، وبين البيت الخامس، بحيث صار البيت السادس نتيجة طبيعية لكيد العدا، والعذال الذين ساءهم ما كان عليه الحبيبان من وفاق، وصفاء، ومودة..، فكان نتيجة ذلك كله أن تفرقنا، وتباعدنا، وانفرط عقد محبتنا، وما كان بيننا من وئام، واتفاق، حيث لم يكن يخطر ببال أحد منا أن يأتي هذا اليوم الحزين، الذي نفترق فيه فراقًا لا يرجى من ورائه لقاء، أو وصال.
الصور البيانية: الكناية عما كان من حميمية الارتباط بينهما في قوله: (مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا)، كما يوجد ترادف بين معقود: موصول. كذلك يوجد بين طباق بين (تفرقنا وتلاقينا ).
8- يـا ليتَ شعرِي ولم نُعتِبْ أعاديَكم***هَـلْ نَـالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
9- لـم نعتقدْ بعدكـمْ إلاّ الوفـاء لكُـمْ*** رَأيـاً، ولَـمْ نَـتَـقـلّدْ غَيـرَهُ دِينَا
وفي لهجة المحب المنكسر.. والعاشق الواله، الذي يكتم الحسرات غصصا في قلبه يخاطب الشاعر، بل يعاتب، مستخدمًا أسلوب النداء وحذف المنادى، لأنه علم ومعروف، وليس بحاجة إلى تعريف.. فهل نال العدا من الرضا، مثلما نلنا من الهجران؟!، فكيف يتم ذلك؟!! ونحن الأوفياء، ونحن المخلصون على الرغم من هذا النأي، فليس لأحد أن يملأ هذا الفراغ الحاصل في قلبي سواكم.
الصور البيانية: استخدم الشاعر أسلوب النداء، المقرون بالتمني للدلالة على مدى إخلاصه، وحبه، كما وظف الشاعر لغته توظيفا مجازيا، وغير حقيقي للتعبير عما يعتلج داخل قلبه، حين استخدم أسلوب الاستفهام بهل لإفادة النفي، كما شبه الشاعر الوفاء بالحبل (المعقود) على سبيل الاستعارة المكنية، كما شبه الوفاء بالسيف وحذف السيف وأبقى على صفة من صفاته (التقلد).
10- مـا حـقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ*** بِـنـا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحا فِينَا
11- كُـنّـا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه*** وَقَـدْ يَـئِـسْـنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
ولايزال شاعرنا يعيش تحت تأثير العتاب العفيف، الخفيف، فأنى لشاعر مثل ابن زيدون أن يكون قاسيًا على محبوبه، فعلى الرغم من الصد ومن الهجران.. فلم يشعر يومًا بأنه ارتكب جرمًا يستحق كل هذا العذاب، وهذا النأي، فَيُقَرَّبُ الحسود وتقر عينه، ويسر الشانئ المبغض، ويشمت بهما!! وقد وصل به الأمر حدا صار اليأس سلواه التي يسري به عن نفسه، حتى استحكم اليأس من قلبه.
الصور البيانية: أول مظاهر البيان التي تطل علينا هو ذلك المجاز المرسل(عين ذي حسد) وعلاقته الجزئية، والتشبيه، حيث شبه الشاعر اليأس بالشيء الجميل، فحذفه وأبقى صفته وهي الإغراء.
12- بنْتُمْ وبنّا فما ابتلّتْ جوانحُنا *** شوقاً إليكمْ ولا جفّتْ مآقينا
وهنا يفصح الشاعر عما يكنه من وفاء، وإخلاص لولادة ويبثها آلآمه ولوعته فقد ابتعدتم عنا وابتعدنا عنكم، ونتيجة هذا البعد فقد جفت ضلوعنا وما تحوى من قلب وغيره، واحترقت قلوبنا بنار البعد في الوقت الذي ظلت فيه (مآقينا: جمع مؤق وهو مجرى العين من الدمع، وجانبها من جهة الأنف) عيوننا تذرف الدمع من تواصل البكاء لأنه مشتاق محروم فلا أقل من أن يخفف همه بالبكاء ويسلي نفسه بالدموع.
الصور البيانية: طباق: (ابتلت وجفت)، والكناية في قوله: فما ابتلت جوانحنا، كناية عن شوق الشاعر، وهو مجاز مرسل ايضًا، علاقته المحليه أراد به القلب. وفي قوله: ولا جفت مآقينا كناية عن حزن الشاعر، واستمرار بكائه المتواصل، وفيه تشبيه حيث شبه المآقي بالنبع، على سبيل الاستعارة المكنية. ومثل ذلك في (ابتلت جوانحنا).
13- نَكادُ حينَ تُناجيكمْ ضمائرُنا *** يَقْضي علينا الأسى لولا تأسّينا
ويستمر الشاعر في وصف الصورة الحزينة القاتمة فيقول: يكاد الشوق إليكم يودي بحياتنا لولا التصبر والتسلي، والأمل في اللقاء، حينما تعود به الذكرى على الأيام الخوالي، فيتصور الجمال والفتنة والحب والبهجة والأمل والسعادة، ويهتف ضميره باسمها، ويناجيها على البعد، لأنها قرينة روحه، وصنو نفسه، حينما يعيش أبعاد التجربة العذبة المؤلمة، ويوازن بين ما كان عليه وما صار إليه تقرب روحه أن تفارق جسده بسبب الحزن المفرط الذي يملأ جوانحه، لولا أنه يمني نفسه بالأمل، ويعزي روحه عن المحنة بالتصبر.
الصور البيانية:يجسد ويشخَّص الضمائر والأسى ويجعل للضمائر لسانًا يناجي، وللأسى قدرة على القضاء، والقتل، وذلك عن طريق (الاستعارة المكنية). التي تصور الضمائر بالناس الذين يتناجون.
ومما يزيد الصورة جمالا، وبهاء، استخدامه للنجوي فيما يتعلق بالضمائر، (تناجيكم ضمائرنا) وما بينهما من همس، ورحمة، ومودة.
14- حالتْ لفقدِكمُ أيامُنا فغدتْ*** سوداً وكانت بكم بيضاً ليالينا
وإمعانا في تجسيد معاناة الشاعر يقول: لقد تبدلت الحياة الوادعة الهانئة الجميلة، وأظلمت الدنيا المشرقة الباسمة المضيئة، فجللها السواد وعمها الظلام ببعد ولادة.
الصور البيانية المقابلة من خلال الكلمات ( أيامنا فغدت سوادا - وكانت بكم بيضا ليالينا)، والطباق بين سودا: بيضًا.
15- إذْ جانبُ العيشِ َطلْقٌ من تألّفنا**** ومربعُ اللّهوِ صافٍ منْ تصافينا
ويبدو الترابط بين الأبيات واضحًا، وما ذاك إلا لأن بعضها قد ترتب على بعض، وصار بعضها يكمل بعضها الآخر ويترتب عليه في المعنى، ففي هذا البيت يتذكر أيامه الهانئة مع محبوبته حيث كانت الحياة صافية متفتحة، وحيث كانا يجنيان ثمار الحب ما يشاءان، ومتى يشاءان، فهو يقول أن عيشنا الماضي كان طلقًا (مشرقًا) من شدة الألفة بيننا، وقوة الترابط، حيث اللهو، والسمر فيما بينهما، لا يعكر هذه الأجواء الوادعة حزن، ولا هم، ولا شقاق، ولا خلاف، ولهذا فهو صاف مثل المورد العذب الجميل، من شدة التتصافي، وخلو المودة مما يكدرها.
الصور البيانية: (العيش طلق) كناية عن الهناء ورغد العيش، كما شبه اللهو بالمورد العذب من باب الاستعارة المكنية، الجناس بين: (صاف - وتصافينا(.
16- وَإذْ هَـصَـرْنَـا فُنُونَ الوَصْلِ دانية*** قِـطَـافُـهـا، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
واستكمالا للوحة الذكريات الجميلة الفاتنة، يستحضر الشاعر تلك المشاهد الرائعة التي عاشها مع ولادة: فقد كنا نستميل أصناف الوداد، والحب، والوصال المتنوعة، فنقطف منها ما نشاء.
الصور البيانية: ولعل هذا البيت قد اشتمل على صورة من أجمل صور الوداد حين شبه لنا الشاعر أصناف الوصل، والحب، والوداد بالأعناب الدانية القطاف، أو الثمار الدانية القطاف والتي في متناول اليد، والتي يتناول منها المرء ما يشاء، ومتى شاء، ولا إخالها إلا صورة جميلة مستوحاة من جمال الطبيعة الأندلسية الفاتنة
17- ليُسقَ عهدُكم عهدُ السرورِ فما*** كنتمْ لأرواحِنا إلاّ ريحانا
ويحلق الشاعر في عالم من الخيال، ويطوف به طائف من الذكرى الحلوة، فيدعو لعهد الوفاء بينهما بالحياة، والتجدد، والنماء... لأنه عاش فيه وصفت روحه به، وتلقى من محبوبته مشاعل الأمل وحب الحياة.. وهو دعاء يكشف عن الحنين إلى العهد الماضي، وعن جمال الذكرى، وإذا كان الفراق يغير المحبين، ويجعلهم ينسون حبات قلوبهم فلن يستطيع أن ينسى الشاعر هواه، بل يزيده البعد وفاء وإخلاصا، فما زالت أمانيه متعلقة بولادة وهواه مقصورا عليها فقد كانت الرياحين لروحه وما زالت كذلك.
الصور البيانية: ومن جماليات البيت السابق، خروج الخبر عن مقتضى ظاهره وهو جملة فعلية (يسقى عهدكم) إلى الإنشاء، أو الدعاء، حيث استخدام الفعل المضارع الذي تحول مع لام الأمر (ليسق) وقصد به الدعاء، والغرض منه الحنين، وشبه محبوبته ولادة بالرياحين وهذا من باب التشبيه البليغ الذي حذف طرفاه، ويوجد بين أرواحنا ورياحينا: جناس ناقص، كما يوجد إستعارة مكنية في قوله: (ليسق عهدكم): حيث صور العهد، والزمان بالبستان الذي يسقى.
18- لا تَـحْـسَـبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا*** أنْ طـالَـمـا غَـيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
وفي محاولة من الشاعر لاسترضاء محبوبته، واستدرار عطفها، يرسم لنفسه صورة مثالية، ووضيئة، فهو من طينة ليست كطينة باقي المحبين، الذين يغيرهم البعد، فعلى الرغم مما حصل بينهما إلا أنه ما يزال نحافظًا على حبال الود، والوصل.
الصور البيانية: وعلى الرغم من عدم وجود المحسنات، أو الصور البيانية التي تعتمد التشبيه أساسَا لها، إلا أن الشاعر استطاع ومن خلال توظيفه اللغوي، أو عملية النظم، والتأليف، استطاع أن يرسم لنفسه تلك الصورة المثالية، والمغايرة لباقي العشاق، والمحبين.
19- واللهِ ما طلبت أرواحُنا بدلاً**** منكمْ ولا انصرفتْ عنكمْ أمانينا
وزيادة في حب الوصال، راح الشاعر يرسل رسائل الطمأنة لمحبوبته، فهو يقسم لها بالله بأن قلبه لن يتعلق بغيرها ولم تتحول أمانيه عن حبها، ولقد كان اختيار الشاعر لكلمة (أرواحنا) موفقا إلى حد كبير، حيث ذكرت إحدى الروايات كلمة (أهواؤنا) بدل (أرواحنا)، على ما بينهما من فوارق بين الأرواح، والأهواء.
الصور البيانية: الاستعارة المكنية في قوله: (انصرفت عنكم أمانينا): حيث صور الأماني بإنسان ينصرف فحذف المشبه به وأبقى شيء من لوازمه.
20- يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به *** مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
21- وَيَـا نسيــمَ الصَّبَـا بلّغْ تحيّتَنَا*** مَـنْ لَـوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
ولا شك أن الشاعر هنا يريد أن يشرك عناصر البيئة، أو الطبيعة في الوساطة بينه وبين ولادة من جهة، ومن جهة أخرى حيث راح يستعين بها لتحمل معه ثقيل أعبائه، فلعلها تقف بجانبه، وتخفف عنه من آلامه في وحدته، وغربته التي يعاني منها، والوقوف بجانبه، وفي مظهر حقيقي من مظاهر الود، والوفاء، والإخلاص راح الشاعر يستسقي المطر في ترفق ورجاء، ويطلب منه أن يبكر في إرواء قصر محبوبته بماء المطر العذب الصافي، لأنها كثيرا ما سقته الهوى خالصا نقيا
من الخداع والزيف، ولا يكتفي الشاعر بالمطر.. بل راح يقصد نسيم الصبا لينقل تحياته إلى محبوبته التي لو ردت عليه التحية فإنها ستمنحه الحياة، وتبعث فيه الأمل.
الصور البيانية: لقد أجاد الشاعر في مناجاته وتشخيصه للطبيعة، حيث راح يأنس إليها، ويبثها شكواه، ورقيق مشاعره: ( يا ساري البرق) ( يا نسيم الصبا)، والكناية عن ولادة في قوله (من كان صرف الهوى والود يسقينا)، والاستعارة المكنية في بلغ ( بلغ تحيتنا)، والتي جسد من خلالها الشاعر المعنوي، وأسلوب النداء (يا سارِيَ البَرْقِ) والغرض منه اظهار الشوق والحنين/ والغرض من النداء في البيت الثاني (وَيَا نسيمَ الصَّبَا) للرجاء والتمني.
22- وَاسألْ هُنالِكَ:هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا*** إلفاً ، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا
واستكمالاً لمشهد الشوق والحنين، يحمل الشاعر مظاهر الطبيعة (نسيم الصبا) أمانة السؤال، والتقصي داخل القصر، أن كان بعده عنهم قد ترك أي أثر على محبوبته أم لا؟! ثم يبادر معبرًا عن مكنون صدره، وعن مرهف مشاعره، ورقيق إحساسه..الذي راح تذكره لها يسبب له الأرق، والمعاناة، والألم. ولعل اتكاء الشاعر على الاستعانة بمظاهر الطبيعة يوحي بانعدام، أو عدم جدوى المساطات بينه وبينها، مما اضطره للجوء لوساطات أخرى، يفرغ من خلالها شحنات عواطفه الجياشة، لعلها تهدئ من روعه، وتسكن من لظى حبه.
الصور البيانية: لازال الشاعر يتكئ وبكثرة على عنصر التشخيص حينما كلف نسيم الصبا باختلاس بعض الخبار من القصر، ولعل هذا يؤكد ما ذهبنا إليه من استخدامه، وتوظيفه لعناصر، ومكونات البيئة، والطبيعة كمعادل موضوعي، تعويضي عن عدم جدوى أية وساطات بينه وبين ولادة، ولعل توظيفه للفعل (أمسى) له إسقاطات، وأبعاد نفسية واضحة، بكل ما يعنيه المساء من سكون يشير على سكون وهدوء، وركود في العلاقات، وبما يعنيه المساء –أيضًا- من حزن، وألم، يخالطان نفس الشجي المكلوم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا    ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالسبت 2 أبريل 2016 - 12:26

نظرات نقدية
أولاً: اللغة: الشاعر الجيد هو الذي يستطيع أن يتجاوز من خلال ألفاظه، وتراكيبه الإيحائية، وغير المباشرة.. قصور اللغة، وجمودها في تراكيبها العادية، والمعجمية، وذلك من خلال استغلال الطاقات الكامنة فيها، وأن يشحن لغته بالصور، والموسيقى، حيث أن دور اللغة لا يقتصر على كونها وسيلة من وسائل التعبير فقط، بل إنها تحتوي على خاصية جمالية فريدة، وقدرة فائقة في إثارة أحاسيس، ومشاعر القراء، ونقلهم إلى أجواء وعوالم نفسية جديدة.. وذلك فيما يعرف بالموسيقى الناتجة عن تآلف، وتآزر الألفاظ، والتراكيب ومن خلال قدرة الشاعر وتمكنه من تقنيات التقديم، والتأخير، والذكر، والحذف، وتوظيف الأساليب المختلفة من استفهام، وتعجب، وتمنٍ، وأمر...وغير ذلك من الأساليب التي يخرجها الشاعر عن حالتها الحقيقية المباشرة، إلى معان أخرى مجازية تزيد اللغة تألقًا، وإشعاعًا، وإيحائية، وقد وقفنا على جانب كبير من خلال تلك الصور البيانية، والأساليب المختلفة التي سلَّطنا عليها بعض الضوء في هذه الدراسة.
ثانيًا: الألفاظ
تعتبر الألفاظ المقوم الأساس الذي يقوم عليه الشعر قديمًا وحديثًا، فإن كانت المعاني هي روح الشعر، وموضوعه، فإن الألفاظ بمثابة الجسد للروح، وكما يقول الجاحظ فإن المعاني مطروحة في الطريق، فالموضوع لم يكن في يوم من الأيام هو الشعرية، إنما كيف تنتج الموضوع؟ وكيف تقول ما تقول؟ (أي بالألفاظ) فهذا هو الشعر، لذا فإن أهم عنصر في العمل هو القدرة على التشكيل.. أي صب المادة الخام (المعاني) في قالب (الشكل، أو اللفظ)، وذلك ما يعنيه الجاحظ بقوله: "إن المعاني مطروحة في الطريق"، ولكن المهم الصياغة الفنية، من خلال التشكيل اللفظي لتلك المعاني.
بالنظر إلى ألفاظ الشاعر في هذه القصيدة، نرى أنها تتسم بالرقة، والعذوبة، والوضوح، ولعل الموضوع الذي عالجه الشاعر (الغزل) يقتضي مثل هذه الألفاظ الشاعرية، التي يذوب الشاعر من خلالها في محبوبه، الشيء، الذي لا يعطي له مساحة كبيرة من الخيارات اللغوية، أو ليس عنده الوقت الكافي الذي يسمح له بانتقاء ألفاظه، بحيث تبدو غليظة، جافة، أو تحتاج لمعرفتها إلى اللجوء إلى المعاجم، والقواميس، ولهذا وجدنا الألفاظ قد فُصِّلت على قد المعاني دون كد للعقل، أو إجهاد للفكر.
ومن هذه الألفاظ: التنائي، والتداني، لقيانا، تجافينا وهي ألفاظ تتطابق وتتناسب مع موضوع الغزل الذي لا يخلو من نأي أحيانا، وتقارب أحيانا أخرى، لقاءات السحر والجمال تارة، ثم قد يتبعها الجفاء..وهكذا هي حال المحبين، والعشاق.
ومن الألفاظ التي يكثر تداولها بين العشاق، والمحبين: (الحساد، الكاشحون)، إذ لا يمكن أن تمر حياتهم هكذا هادئة وادعة دون أن يمسها شيء من الحسد، والوشاية.
كما استخدم الشاعر ألفاظا تتناسب مع الجو العام للنص: (الوفاء، الصبر، التأسي، الهوى، نعيما، جنة الخلد، يروينا، العهد، أبكي...)
وهكذا..يستطيع القارئ أن يضع يده على الكثير من اللفاظ التي وفق الشاعر في التقاطها للتعبير تجربته الشعرية الخاصة.
ثالثًا:العاطفة هذا ولا يمكن لدارس الأدب أن يغفل هذا العنصر أثناء تحليله لأي نص أدبي؛ شعرًا كان أم نثرًا، لما لهذا العنصر من سحر يلامس شغاف قلب القارئ، ويمسه مسه شفيفًا، لطيفًا، يستطيع من خلاله أن يكتشف مدى تأثر الشاعر بحقيقة تجربته قوة، وضعفًا، وبالتالي.. فإن الأعمال العظيمة الذي ندين لها بالفضل، هي التي تقول ما كنت تود قوله، وهي التي تجعلنا نرى أشياء لم نرها من قبل أبدًا، أو رأيناه بعين مضطربة عاشية، ولن يتم ذلك إلا من خلال العاطفة الصادقة، والتي هي عبارة عن تضافر، وتفاعل مجموعة من مقومات النص التي لا يمكن لنا أن نفصل بعضها عن بعضها الآخر، ومنها: اللغة بألفاظها، وتراكيبها، وأساليبها، وصورها، وما ينتج عن ذلك كله من صور وخيال، والتي يستطيع الشاعر من خلالها أن يشرك القارئ في تجربته الخاصة، وأن يتفاعل معها وكأنه يعيش التجربة ذاتها، فإن استطاع الشاعر أن يصل بالقارئ إلى هذا المستوى من التأثير، والتأثر فقد نجح في تقديم نفسه وتقديم تجربته للآخرين، لأنه في هذه الحال يقدم تجربة إنسانية عامة، ولكن انطلاقًا من تجربته الخاصة.
ولعلنا نأخذ بعض النماذج نسترشد من خلالها على مدى صدق عاطفته في تجربته التي يقدمها لنا:
يقول الشاعر بعد أن فقد المل في الوصال، وقد اسنفد كل الحيل، وكل الوساطات..
إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ*** في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
فلقد وصل الشاعر إلى مرحلة كبيرة من اليأس، حتى لنكاد نرى دموعه تسكب على وجنتيه من شدة الحزن، والألم، ولم يكن للشاعر أن يجعلنا نشاركه همه، وحزنه إلا من خلال هذه الصورة الإنسانية العظيمة، أو اللوحة الملونة التي ضمت مجموعة من الألوان القاتمة الحزينة..والتي لم يكن لها أن ترى النور إلا بتآزر اللفظ بدلالاته، وظلاله، ومن ثم التراكيب، والأساليب التي أنتجت صورة، وموسيقى شجية كان لها كبير الأثر في جعل القارئ يتعاطف معه على الرغم من بعد الزمان، والمكان.
ولنا أن نأخذ نموذجًا آخر، لنرى مدى توفيق الشاعر في التعبير عن تجربته من خلاله:
يقول الشاعر في تصور محبوبته ولادة:
رَبيبُ مُلكٍ ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ*** مِسكاً ، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً وَتَوجهُ*** مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
فقد استهل الشاعر مدحه، وثناءه على محبوبته فكنَّها عن رفاهيتها، ورغد عيشها..بأنها ربيبة الملك، وهذا شيء جميل حتى اللحظة، أما أن يبالغ الشاعر في ذلك فيخرج بها عن طبيعة البشر جميعًا، فهذه مبالغة في غير محلها، بل لعلها تثير في النفس النفور، والاشمئزاز، فعلى الرغم من طيب رائحة المسك إلا أنه ليس مادة للخلق، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن لون المسك هو اللون الأسود، ولننظر إلى حال محبوبته حينما تتفرد بهذا المسك بين البشر الطينيين، فلا شك أنها ستكون منبوذة، ولن تلقى القبول، فكان من الأفضل لو عدل الشاعر عن هذه المبالغة، وفي سياق الاعتراض على إرسال الأنبياء من جنس البشر، يقول الحق تبارك وتعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ }الأنعام9، فجمال الشيء يكمن في مطابقته للحقيقة وللواقع، مع بعض الخروج عن المألوف لضرورة بلاغية معينة.
أما البيت الثاني، فإن الشاعر يرى أن محبوبته من شدة جمالها وكأنها قد خلقت من الفضة المحضة، ثم توجها بتاج من الذهب الخالص!! وفي الحقيقة أنها مبالغة ممقوتة، وتشبيه في غير موضعه، وكأني بها تمثال جامد ليس فيه روح، ولا تدب فيه الحياة.
فهذه نماذج تمثيلية، يستطيع الطالب أن يبني أراءه النقدية، وأحكامه على ضوئها، وأن يسير بهداها، ولكن قبل هذا يجب على الطالب أن يثق في قدراته، وفي ذكائه، كي يستطيع مواجهة عالم النص بكل شجاعة، واقتدار.
رابعًا: الأساليب لاشك أن البيان، والتعبير يأخذ أشكالا كثيرة، ومتعددة، فقد يمكن أن يعبر الإنسان من خلال الإشارة، أو الإيماءة، أو الحركة، أو الكلمة، أو الصورة، أو التمثال (النحت) وغير ذلك من صور التعبير، فقد يظهر الرسام عواطفه من خلال اللوحة, وقد يظهر النحات عواطفه من خلال نحته، أما الأديب، الفنان فهو رسام يرسم بالكلمات، والكلمة هي المداد الذي يجسد من خلاله مشاعره، وأحاسيسه، و وجداناته، وعواطفه، واللغة هي مجموع المفردات، والتراكيب .. وينبغي أن تكون لغة الأدب مأنوسة أليفة, على علوها وشرفها بأن تكون لغته وسطاً بين لغة المتقعرين من الخاصة، ولغة العامة الركيكة. يقول أبو هلال العسكري " وأما المختار من الكلام فهو الذي تعرفه العامة إذا سمعته ولا تستعمله في محاوراتها"، "فخَيْر الكلام ما كان معناه إلى قلبك أسبق من لفظه إلى سمعك" ولا يكون الكلام كذلك حتى يكون الأديب على قدر كبير من التمكن من أساليب العرب، من خبر، وإنشاء، وتقديم وتأخير، وذكر وحذف، وفصل ووصل..فإن تشر الأديب جميع هذه الفنون خرج كلامه مطبوعًا، بلا تكلف، وبلا عناء، ينساب من قلمه انسياب الماء من في السقاء، فمن فرط ثقته بنفسه، وامتلاكه لنواصي الكلام الجيد، لم يعد بحاجة للتعقيد، أو الإبهام، والتعمية، والأسلوب مفتاح شخصية الكاتب، ويدل مدى انسجامه مع ذاته، ومع بيئته، يقول الناقد الفرنسي (بوفون): الأسلوب الرجل، فالكاتب الموهوب هو الذى يملك الأسلوب المختلف، المتميز، هو الذى يمكنك أن تتعرف عليه من خلال مقالته أو قصته أو قصيدته، هو الذى يشعرك كلما قرأت له أن هناك كيانًا مستقلا يحاورك، فهو ذو طابع خاص، ونكهة، وبصمة مميزة.
ولعل أول ما يطالعنا من قصيدة ابن زيدون هو ذلك النفس الحزين، والانكسار الواضح الذي جلل حياته، حتى كاد يكون الحزن هو البصمة العامة التي غطت مساحة النص كاملاً، وقد استخدم الشاعر بعد ذلك عددًا كبيرًا من الأدوات المعبرة، والتي جسدت تلك الفكرة، نذكر من ذلك على سبيل المثال: كثرة المقابلات، والطباقات الموجودة في النص، وقد أشرنا إليها في مواضع مختلفة أثناء الشرح، ونحن هنا نحاول عدم تكرار ما سبق أن قلناه، ولكننا نريد نؤكد على الفكرة الرئيسة للفقرة موضوع الدرس ألا وهي الأسلوب (البصمة)، ولعل كثرة تلك المقابلات، والطباقات قد أخذت بعدًا نفسيًّا لدى الشاعر، وخصوصًا أن النص يعالج فترة من فترات البعد، والانقطاع بين محبوبين لطالما تجاذبا حبال الود، والوصال..فكان من الطبيعي في مثل هذه الأجواء أن يكثر الشاعر من المقارنات بين عهدين من خلال الإكثار من المقابلات، والطباقات.
كما لاحظنا على الشاعر توظيفه لأسلوب النداء بشكل واضح أيضًا، وكان فيه المنادى واحدًا من مظاهر الطبيعة، مثل: يا نسيم الصبا، يا روضة..، يا جنة الخلد..، يا حياة تملينا..، يا نعيمًا..، يا ساري البرق، ولعل الشاعر قد استنفد كل الوسائل المتاحة، والوساطات من أجل إرجاع الأمور إلى نصابها، ولكن دون جدوى، فراح يناجي تلك الطبيعة كمعادل موضوعي للتوسط بينه وبين ولادة.
كما زاوج الشاعر بين الأساليب الخبرية، والأساليب الإنشائية، والتي تخرج عن مقتضى الظاهر لأغراض بلاغية أخرى، ومن ذلك: أضحى التنائي بديلا... أسلوب خبري لم يقصد الشاعر من ورائه مجرد الإخبار عن مضمون الخبر، بقدر ما أراد إظهار التحسر على ما مضى، ومن الخبر الذي يفيد إظهار الحزن الشديد: إنا قرأنا الأسى سورًا..، أخذنا الصبر تلقينا. ومنه الخبر للاستعطاف: أبكي وفاء وإن لم تبذلي صلة. ومن الخبر الذي يفيد المدح: ربيب ملك كأن الله انشأه مسكًا..، ومن أجل الحث على الوفاء للماضي الجميل: فالحر من دان إنصافا كما دينا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا    ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالسبت 2 أبريل 2016 - 12:28

ومن الأسلوب الخبري إلى الأسلوب الإنشائي، ومنه قول الشاعر: هل نال حظا من العتبى أعادينا: استفهام خرج عن معناه الحقيقي ليدل على النفي، ومنه أيضا الأمر الذي أفاد الدعاء في قوله: ليسق عهدكم عهد السرور..، ومن الإنشاء كذلك، الأمر الذي يفيد إظهار الشوق: ..بلغ تحيتنا من لو على البعد حيا ...، ومنه -أيضا- الأمر الذي يفيد الاستعطاف: دومي على العهد ما دمنا محافظة. والأمر الذي يفيد التمني: واسأل هنالك هل عنى..، والتمني الذي يفيد التحسر قول الشاعر: يا ليت شعري ولم نعتب أعاديكم، والنداء الذي يفيد الاستعطاف قوله: يا جنة الخلد.. .
ومن الأساليب التي وظفها الشاعر في سبيل التعبير عن تجربته الشعرية، القسم وهو قليل الاستخدام، في مثل قوله: والله ما طلبت أرواحنا بدلا، ولا يخفى أن الغرض من القسم هنا هو إظهار الوفاء، ولعل الإقلال من القسم يوحي بعزة نفس الشاعر، لأن اللجوء إلى القسم يكون في آخر المطاف دائمًا، والذي يبدو من النص أن الشاعر لم يقطع حبل الوصال، ومازال يأمل أن تعود إليه محبوبته ولادة.
خامسًا: الصور البيانية أما عن الصور البيانية فهي كثيرة ومبثوثة في أرجاء النص ما بين استعارات، وكنايات، وتشبيهات، ومجازات..وقد نوع الشاعر في ذلك كله تنويعًا كبيرًا، مستخدمًا أجمل ما في البيئة الأندلسية من عناصر، وقد ذكرنا بعضها أثناء تعليقنا المباشر على الأبيات، ويستطيع الطالب أن يستكشف هذا عالم الجمال، والبهاء بمفرده، وببساطة.
سادسًا: الوحدة الموضوعية لم يكن بدعا على نونية ابن زيدون أنها تقتفي أثر الشعر العربي الأصيل، ويكفي أن نشير هنا إلى كثرة ما هاجر من كتب إلى الأندلس، فيها من الدواوين عدد جم وبخاصة دواوين الجاهليين والأمويين والمجموعات الشعرية الهامة كالمفضليات وشعر الهذليين والنقائض..، ولهذا نجد ابن زيدون لم يكن له أن يخرج عما سار عليه الأولون من الشعراء، والذين كان شعرهم عبارة عن بستان جميل فيه أصناف من الأزاهير المتنوعة، والمختلفة، ولا ضير في ذلك أن يتميز الشعر الغنائي العربي بهذه الميزة، لأنها طبيعة هذا النوع من الشعر الذي لم يكن له ليتميز بهذه الخصيصة لولا أنه غنائي، لأنه بوح الوجدان، والمشاعر والأحاسيس، ولهذا نجد الشاعر يتنقل من فكرة إلى فكرة حسب الدفق العاطفي الذي يسيطر عليه لحظة انفعاله، ويأتي تبعًا لذلك ألا يشمل القصيدة الغنائية وحدة عضوية متكاملة، بالمفهوم المتعارف عليه في النقد الغربي، ولكننا في الوقت نفسه نستطيع أن نلمس وحدة نفسية شفيفة تغطي النص الغنائي كله، ويجدر القول هنا أن هذا النوع من الوحدة (العضوية) يجب توفرها في الشعر المسرحي، والقصصي، لأن طبيعته تقتضي التسلسل، والترتيب.
2- الموشحات
نشأة الموشحـات
امتاز الأندلسيون على المشارقة باختراع الموشحات، وإن كانت قد انتشرت بعد ذلك في المشرق أيضاً.
والموشح مأخوذ من الوشاح، وهو: عقد من لؤلؤ وجوهر منظومين، مخالَفٌ بينهما، معطوف أحدهما على الآخر، تتوشح المرأة به، وثوب موشح: أي مطرز مزين، والموشح هو أول ثورة حققها الشعر العربي في إيثار الإيقاع الخفيف الذي يقرب الشقة بين الشعر والنثر.
والموشح في الاصطلاح الأدبي له تعريفات كثيرة، لعل أدقها ما ذكره ابن سناء الملك في كتابه (دار الطراز)، حيث يقول: "الموشح: كلام منظوم على وزن مخصوص بقواف مختلفة.."
ظهر فن التواشيح في الأندلس أوائل القرن الثالث الهجري على يد مقدم بن معافى القبري من شعراء الأمير عبد الله المرواني، ثم تبعه أحمد بن عبد ربه صاحب العقد الفريد، ثم تطورت على يد يوسف بن هارون الرمادي الشاعر القرطبي، واكتملت صورتها على يد عُبادة بن ماءِ السماء؛ إمام الوشاحين الذي استطاع أن ينشر الموشحات في الأندلس، ثم جاء بعده مجموعة من الوشاحين الأندلسيين، من أشهرهم: يحيى بن بقي، والأعمى التطيلى، وأبو بكر بن زهر، وأبو بكر بن باجة، وابن سهل، ولسان الدين بن الخطيب.
وجاء اختراع الموشحات الأندلسية نتيجة لحياة الترف والطرب واللهو، لأن الموشح يلائم ذلك، وهو تجديد في شكل الشعر العربي لا في مضمونه، وقد أدى اهتمام الأندلسيين بالموشح وكثرة الوشاحين إلى إغراقهم في ذلك الفن، وإلى كثرة أنماط الموشح حتى تحول إلى صناعة لفظية، كما أن العامية دخلت الموشح، حتى أن ابن سناء الملك يرى أن الخرجة يجب أن تكون عامية، فإن كانت معربة الألفاظ خرج الموشح من أن يكون موشحاً، اللهم إلا إذا كان موشح مدح..
وقد تناول الوشاحون في موشحاتهم أغراض الشعر العربي المشهورة، من مدح ووصف وغزل وهجاء ورثاء وزهد... ولكن أشهر الموشحات في الغزل واللهو ووصف الطبيعة.
ويعد الموشح فنًا من فنون الشعر الرائعة التي توسع فيها شعراء الأندلس، إطلاقا لبنات أفكارهم في سماء الخيال، فأجادوا ما شاءت بلاغتهم وعنايتهم في إظهار المنظومات في قالب جديد مطبوعة على غرار جميل مطرزة بوشي لطيف، فتناولها الشعراء بمنتهى الإقبال والتكريم وتباروا في الإجادة في فنونها هائمين في سهولها وضروبها، راشفين من صافي معينها، واصفين مظاهر الطبيعة والعالم على اختلاف شؤونها. فالأندلس أم الموشحات، ولا صحة لما قيل من أن ابن المعتز العباسي هو مخترع الموشح، وإنما ذلك محاولة لسلب الأندلسيين هذا الاختراع الذي أكد المؤرخون سبقهم إليه، حتى قال ابن سناء الملك. "وبعد، فإن الموشحات مما ترك الأول للآخر، وسبق بها المتأخر المتقدم، وأجلب بها أهل المغرب على أهل المشرق، وصار المغرب بها مُشرِقاً لشروقها في أفقه، وإشراقها في جوه ". وقال الزبيدي في معجم تاج العروس: "التوشيح اسم لنوع من الشعر استحدثه الأندلسيون"().
كما قال ابن خلدون في الموشح: " وأما أهل الاندلس فلما كثر الشعر في قطرهم وتهذبت مناحيه وفنونه وبلغ التنميق فيه الغاية استحدث المتأخرون منهم فنا منه سموه بالموشح"(). ووصفه ابن دحية الأندلسي بقوله: "الموشحات هي زبدة الشعر ونسبته، وخلاصة جوهره وصفوته. وهي من الفنون التي أغرب بها أهل المغرب على أهل المشرق، وظهروا فيها ظهور الشمس الطالعة والضياء المشرق..." (). وقال ابن معصوم في سلافة العصر: "ولأهل اليمن أيضا نظم يسمونه الموشح غير موشح أهل المغرب؛ والفرق بينهما أن موشح أهل المغرب يراعى فيه الإعراب، وإن وقع اللحن في بعض الموشحات التي هي على طريقتهم لكون ناظمه جاهلا بالعربية فلا عبرة به، بخلاف موشح أهل اليمن فإنه لا يراعي فيه شيء من الإعراب، بل اللحن فيه أعذب، وحكمه في ذلك حكم الزجل"()
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا    ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالسبت 2 أبريل 2016 - 12:30

تأثير الموشح على الشعر الأوروبي:
لقد كان للموشح أثر عظيم في الشعر الأوربي، فحاكى شعراؤهم هذه الأوزان والأشكال كما نرى في منظوماتهم، ولاسيما قصائد فكتور هوجو شاعر فرنسا في ديوانه المسمى بالشرقيات، وكذلك قصائد غوته الشاعر الألماني وغيرهما من شعراء بقية الأمم الأوربية التي وقفت على أشعار عرب الأندلس وموشحاتهم الخالدة، فكانت القافية عندهم لا تلتزم في أكثر من بيتين كالأراجيز عندنا، أو أنها تلتزم في أبيات وتتغير وتعود إلى اللازمة كما في الموشحات؛ ومنها نوع من الشعر يسمونه الأبيض وهو ما كان غير مقفى كشعر شكسبير شاعر الإنكليز وغيره().
أجزاء الموشح ومصطلحاته
يتكون الموشح من أجزاء معينة، اصطلح عليها الوشاحون، والتزموها في صنع الموشحات. وهذه الأجزاء هي:
1- مطلع يتكون من شطرين، أو أربعة أشطر، يسمى كل منهما بالغصن.
2- ثم الدور، ويتكون من ثلاثة أشطار شعرية على الأقل وكل شطر من مقطع واحد على الأقل، وهذا يسمى بالموشح التام. فإن اشتمل الموشح على الدور مباشرة، ولم يكن له مطلع فيقال له الموشح الناقص (الأقرع). ويشترط في الدور أن يكون على وزن وقافية مخالفين للمطلع، أو القفل، أما الأدوار فيجب أن تتحد فيما بينها في الوزن وعدد الأجزاء.
3- القفل، وهو يماثل المطلع فى عدد الأغصان ونظام القافية.
مثال ذلك ما قاله ابن اللبانة():
أولا: المطلع
1 - شاهدى فى الحب من حرقى (غصن) 2 - أدمع كالجمر تنذرفُ (غصن)
ثانيا: الدور
1 - تعجز الأوصاف عن قمر (سمط)
2 - خده يدمى من النظر (سمط)
3 - بشر يسمو على البشر (سمط)
ثالثا: القفل
1 - قد براه الله من علق. (غصن) 2 - ما عسى فى حسنه أصفُ (غصن)
رابعًا: البيت
ومفهوم البيت في الموشحة غير مفهومه في القصيدة التقليدية، فالبيت في الموشح يتكون من الدور ومن القفل الذي يليه مجتمعين.
خامسًا: الخرجة
آخر قفل في الموشح، وهي تماثل المطلع والأقفال في الوزن والقافية وعدد الأجزاء. وهى إما أن تكون عربية فصيحة أو عامية أو أعجمية.
نموذج آخر من موشحة (جادك الغيث)

المطلع
جادك الغيث إذا الغيث همى
لـــــــــــــــــم يكـــــــــن وصـلـك إلا حـلمــــــــــــا
الدور
إذ يقود الدهر أشتات المنى
زمراً بين فرادى وثنا
والحـيا قـــــــــد جــلــــــــــل الروض سنـــــــــا
القفـل
وروى النعمان عن ماء السما
فكساه الحسن ثوباً معلما
الدور
فــــــــــــي ليـــــالٍ كتمـت ســــــــــر الـهـوى
مـــــــــــال نجــــم الكـأس فيهـا وهــــوى
وطـــــــرٌ مـــــا فيـــــه مــن عـيب ســـوى
الخرجة
حـيـن لـــــــــذ النـــــوم شيئاً أو كمـــــــا
غـــــارت الشـهـــــــــب بـنـا أو ربمــــا
غصن
غصن
سمط
سمط
سمط
غصن
غصن
سمط
سمط
سمط
غصن
غصن المطلع
يا زمان الوصل بالأندلس
فـي الكـــــــــرى أو خـلســـــــــة المختلـــــــس
الدور
نـنقل الخطـو علـى مـا تـرسم
مثلمـا يـدعـو الحجيج الموسـم
فـثغـور الـزهـر فيـه تـبسـم
القفل
كيف يروي مالك عن أنس
يزدهــــــــــــــي منـــــــه بـأبهـــــى ملبــــــــس
الدور
بـالدجـــــــــــــى لـولا شـمـــــــــــوس الغـــــــرر
مستـقــــــــــيـم الـسيـــــــــــر سعـــــــــــد الأثـر
أنــــــــــــه مـــــــــــر كـلمــــــــــــــح البـصــر
الخرجة
هجــــــم الصبــــح هـجـــــوم الحـــــــــرس
أثـــــــــرت فـينــــــا عيــــون النـرجــــــــس
نص الموشحة
جادك الغيـــــــــث إذا الغيـــــــــــــــــــث همــــــــــى لـم يكـن وصـلـك إلا حلـمـا
إذ يقـود الدهـر أشتـات المنى
زمـرا بـيـن فُــرادى وثـنـا
والحيا قد جلـل الـروض سنـا
وروى النعمان عن مـاء السمـاء
فكسـاه الحسـن ثوبـاً مُعلـمـا
في ليـال كتمـت سـر الهـوى
مال نجـم الكـأس فيهـا وهـوى
وطــــــــــــــــــــــرٌ مــــــــــا فيــــــــــــه من عيـب سـوى
حيـن لـذّ النـوم شيئـاً أو كمـا
غـارت الشهـب بنـا أو ربمـا
أيٌّ شـئ لامـرئ قـد خلـصـا
تنهـب الأزهـار فيـه الفُرصـا
فــــــــــــــاذا المـــــــــــــــاء تـناجــــــــــــــــــــــــى والحـصــــــــــــا
تُبصـر الـورد غيـوراً بَـرمـا
وتــرى الآس لبِيـبـا فهـمـا
يا أهَيلَ الحي مـن وادي الغضـا
ضـاق عن وجدي بكــــــــم رحـــــــــــــــــب الفـضا
فـأعــــــــــــــــــيـدوا عهــــــــــــــــد أنــــــــــــــس قــــــــد مضـى
واتـقـــــــــــــــــــــوا الله ، وأحيـــــــــــــــــــــــــــوا مـــــــــــغـرمــــــــا
حـبـــــــــــــــــس القـلـــــــــــــــــــــب عليكـــــــــــــــم كـرمـــــــــا
وبـــــــقـلـبــــــــــــــــــــــــــــي منـكـــــــــــــــــــــــــــم مـقـتــــــــــــــــــــــرب
قمــــــــــــــــــــــــر أطلــــــــــــــــــــع مـنــــــــــــــــــــه الـمـغـــــــــــــــرب
قـــــــــــــــــــد تـســـــــــــــــــــــاوى محســــــــــــــنٌ أو مـذنــــــــبٌ
أحـــــــــــــــــــــــــــــــور المقـلــــــــــــــــــة معســول اللـمــــى
ســــــــــــــدد السـهـــــــــــــــــــم فـأصمـــــى إذ رمـــــــى
إن يـكـــــــــــــــن جـــــــــــــار وخـــــــــــاب الأمــــــــــــــل

يـــــــــــا زمـــــــــــــــــــــــــان الوصـــــــــــــــل بالأنــــــــدلـــــــس
فـــــــــــــــي الكــــــــــــرى أو خلســـــــة المختـلـس
نــــــنقـــــــــــــــــــــل الخطــــــــــــــــــو علــــــــــــى مـــا تـرســم
مثلــــــــــــــمـا يدعـــــــــــــــــو الحـجيـــــــــــــــجَ الموســــــمُ
فــــــــــــــــثغـور الزهــــــــــــــــــــــــــــــــــر فـيــــــــــــــــــه تبـســـــــم
كــــــــــــــــيف يــــــــــــــــــروي مالـــــــــــــكٌ عـــــــن أنــــس
يزدهـي منـه بأبهـى ملبـس
بالدجـى لـولا شمـوس الغُـرر
مستقيـم السيـر سعـد الأثــر
أنـه مــرَّ كلـمـح البـصـر
هجـم الصبـح هجـوم الحـرس
أثـرت فينـا عيـون النـرجـس
فيكون الـروض قـد مكـن فيـه
أمِنـت مـن مـكـر ما تتقـيـه
وخــــــــلا كـــــــــــــــــل ٌّ خلـيـــــــــــــــــــــــــــــــــــل بأخـيـــــــــــــــــــه
يكتسي مـن غيظـه مـا يكتسـى
يسـرق السمـع بأذنـي فــرس
وبقلبـي مسـكـنٌ أنـتـم بــه
لا أبالــــــــــــــــي شـرقــــــــــــــــــــــه مــــــــــــــــن غـربــــــــــــــه
تعتـقــــــــــــــــــــــــوا عـبـــدكــــــــــــــــــــــــــــم مـــــــــن كـربــــــــــــــه
يـتـلاشــــــــــــــــــــــى نفـســـــــــــــــــــــــــاً فــــــــــــــــــي نـفـــــــــــــــس
أفـترضــــــــــــــــــــــــــون َ عـفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء الحُـبــــــُـس
بــــأحـــــــاديــــــــــــــــــــــث الـمنــــــــــــــــى وهـــــــــــو بعـيـــــــــــد
شـقــــــــــــــــــــــوة المضنـــــــــــــــــــي بـــــــه وهـــــو سعيـــد
فـــــــــــــــي هــــــــــــــــــواه بـيـــــــــــــــــن وعــــــــــــــــــــدٍ ووعـيـــــد
جـــــــــــــــــــال فـــــــــــــي الـنـَّفْــــــــــــس مجـــــــــالَ النَّفَـــــس
بـفـــــــــــــــــــؤادي نـــــــــــبـلـــــــــــــــــــــــــــــــه الــــــــمــفـتــــــــــــــــــرس
فـفـــــــــــــــــــــؤاد الصَّـــــــــــــــبِّ بــــالـشـــــــــــــــوق يــــــــذوب

فـهـــــــــــــــــــــو للـنـفـــــــــــــــــــس حبـيـــــــــــــــــــــــــــــب أول
أمـــــــــــــــــــــــــــــــــره معـتـمـــــــــــــــــل ممـــــــــتـثــــــــــــــــــــــــل
حكـــــــــــــــــــــــــــــــــم اللـحـــــــــــــــــــــــــظ بــــــــــــه فاحـتكـمــــا
يـنـصــــــــــــــــــــــــــــــف المظلـــــــــــــــــــــوم ممـن ظلمـــــا
مــــــــــــــا لـقلبــــــــــــــــــي كـلمــــــــــــــــــا هبــــــــــــــت صبـا
جلــــــــــــــــــــــــــــــب الهــــــــــــــــــــــــــــــم لــــــــــــــه و الـوصـبـا
كـان فـي اللـوح لـه مكتتـبـا
لاعـــــــــــــــجٌ فـي أضلعـــــــــــــــــي قــــــــد أضرمــــــــــــا
لــــــــــــــــــــــــم يـــــــــــدع فـي مهجتـي إلا ذِممـا
سلمــــــــــــــي يـــــــــــــــا نفـــــــــــــس فـي حكـــــم القضـــا ودعـي ذكــر زمـان قـد مضـى عارضـــــــــــــــت لفـظـــــــــــــــــــــاً ومعنــــــــــــى وحــــلـى
هل درى ظبـي الحـمى أن قــــــــد حمـــــــــــــــى
فهـو فـي حــر و خفـق مثـلمـا
واصرفي القول الى مولى الرضى
الكريــــــــــــــــــــــــــــــم المنـــــــــــــــتـهــــــــــــــي والمنتـمـــــــــــي
ينــــــــــــــــــــزل الـنـصــــــــــــــــــــر علـيـــــــــــــــــه مثلـمـــــــــــــا
مصــــــطفــــــــــــــــى اللـــــــــــه سَـمِــــــــــيٌّ المصـطفـى
مـــــــــــــــن إذا مــــــــــــــا عَـقـــــــــــد العـهــــــد وفــى
مــــــــن بني قـيس بـن ســــــــــــعـد وكـــــــــــفــــــــــى حيـــــــــــــــــث بيـــــــــــــــــت النصـر محمًّي الحمـى
والهـوى ظـل ظلـيـلٌ خيـمـا
هاكهــــــــــــــــــــــا يــــــــــــــا سِبــطَ أنـصـار العُلـى
غـــــــــــــــادةً ألـبــــــــــــــــــــــــسهـا الحـســــــــــــــــــن مُـــــــــــــلا
عارضــــــت لفظـــــــاً ومعــــــــنـــى وحـــلــــــــــــــــــى
هـــــــــــــل درى ظــــــــبي الحـــــــــــمى أن قد حمى
فهــــــــــــو فــــــــــــي حــــــــــــــــــــر وخفـــــــــــــــقٍ مثلمــــــــــــــا ليـــــــــــــــــــــس في الحب لمحــــــــــــــبـوب ذنـــــــــوب
فــــــــــــــــــي ضلـــــــــــــــــــــــوع قـــــــــــــد بـــــــــراهـا وقلـوب
لـــــــــــــــــــم يــــــــــــراقـــــــــــــــب فـي ضعــــــــاف الأنفـس
ويجـــــــــــــــــــــازي البَــــــــــــــرَّ مــــــــــــــــــــــنهـا والمُسِـي
عـــــــــــــــــاده عـيــــــــــــــــــــــدٌ مــــــــــــن الشــــــــوق جديــد
فهــــــــــــــــــو للأشجــــــــــــــــــان فـي جهــــــــــــــــدٍ جهيـد
قـــــــولــــــــــــــــــــــه : إن عــــــــــــــــــــــــذابـــــــــــي لشــــــــــديـــــد
فهــــــــــــــــــي نـــــــــــــــــــارٌ فـــــــــــــــــي الهشـيـــــــــم اليبـــس
كــــــبقــــــــــــــــــاء الصبــــــــــــــــــــح بـعــــــــــــــد الغـــــلـــــــس
واعمـــــــــــــــــــــــري الوقـــــــــــــت برجـعـــــــــــي ومتـــــاب
بيــــــــــــــــن عُتـبـــــــــــــى قـــــــــــــد تقضـــــت و عتـاب
بقــــــــــــــول مـــــــــــن أنـطقـــــــــــه الحــــــــــب فـقـــــــــــال:
قـلـــــــــــــــــــب صــــــــــــــــــب حَلَّـــــــــــه عـــــــن مكنـــــس
لـعـبـــــــــــت ريــــــــــــح الصبــــــــــــــــــــــــا بالقـبـــــــــــــــــس
ملهـــــــــــــــــم التـوفيـــــــــــــــــــق فـــــــــــي أم الكتــــــــاب
أســـــــــــــــــد الســــــــــــرج وبــــــــــدر المجـلــــــــــــــس
ينــــــــــــــــــــزل الـوحــــــــــــــــــي بروح الـقُــــــــــــــــــــــدس
الغنـــــــــــــــي بالله عــــــــــــــــــــــن كــــــــــــــل أحـــــــــــــــد
وإذا مـــــــــــــــــــا فـتــــــــــــــــــح الخطــــــــــــــــــــب عـقـــــــــــــد
حـيــــــــــــــث بـيــــــــــت النصــــــــــر مرفــــــــوع العَـمَــــد
وجَنــــــــــــــى الفضــــــــــــــل زكــــــــــــي المغـــــــــــــــــرس
والنـــــــــــــــــــــــــــدى هــــــــــــــبَّ إلــــــــــى المغتــــــــــــرس
والــــــــــــــــــــذي إن عـثــــــــــــــــــــــــر الـدهـــــــــــــر أقــــــــــال
تبـــــــــــــــــــــــهــر العيـــــــــــــــن جـــــــــــلاءً وصـقــــــــــال
قــــــــــــــــــول مــــــــــــــــن أنطقـــــــــــــه الحــــــــــب فقــــــال:
قلـــــــــــــــــب صــــــــــــــــــــــــب حَلَّـــــــــــــــه عــــن مكنــــــس
لعبــــــــــــــــت ريـــــــــــــــــــــــح الصبــــــــــــــــــــا بالقـبـــــــــــــــس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

 ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا    ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا I_icon_minitimeالسبت 2 أبريل 2016 - 12:33

موشح جادك الغيث
أولا: حياة الشاعر
لسان الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد بن الخطيب شاعر وكاتب ومؤرخ وفيلسوف وطبيب وسياسي من الأندلس. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة - درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بفاس. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط بني نصر وعرف بذي الوزارتين: الأدب والسيف.
انتقلت أسرته من قرطبة إلى طليطلة بعد وقعة الربض أيام الحكم الأول، ثم رجعت إلى مدينة لوشة واستقرت بها، وبعد ولادة لسان الدين في رجب سنة 713 هـ انتقلت العائلة إلى غرناطة، حيث دخل والده في خدمة السلطان أبي الحجاج يوسف، وفي غرناطة درس لسان الدين الطب والفلسفة والشريعة والأدب، ولما قتل والده سنة 741 هـ في معركة طريف، كان مترجماً في الثامنة والعشرين، فحل مكان أبيه في أمانة السر للوزير أبي الحسن بن الجيّاب، ثم توفي هذا الأخير بالطاعون الجارف، فتولى لسان الدين منصب الوزارة، ولما قتل أبو الحجاج يوسف سنة 755 هـ وانتقل الملك إلى ولده؛ الغني بالله محمد استمر الحاجب رضوان في رئاسة الوزارة، وبقي ابن الخطيب وزيراً.
ثم وقعت الفتنة في رمضان من سنة 760 هـ، فقتل الحاجب رضوان وأقصي الغني بالله، الذي انتقل إلى المغرب، وتبعه ابن الخطيب وبعد عامين استعاد الغني بالله الملك وأعاد ابن الخطيب إلى منصبه، ولكن الحسّاد، وفي طليعتهم ابن زمرك، أوقعوا بين الملك وابن الخطيب، الذي نفي إلى المغرب حيث مات قتلاً سنة 776 هـ.
ثانيا: مناسبة النص:
لقد فطر الإنسان على تقديس الماضي مهما كان ذلك الماضي أليمًا، ومهما كانت الشكوى منه قاسية حينما كان حاضرًا، ولعل عشق الإنسان للماضي ما هو إلا عشق لذلك الفردوس الجميل الذي فقده ولن يعود إليه أبدً وهو العمر، وقد يشوب الماضي كثير من شوائب الفقر، والألم.. إلا أنه يظل شيئًا من الذكرى التي يحن إليها الإنسان على كل الأحوال، هذا بشكل عام، فما بالنا إن كان الماضي وضيئًا جميلا، مؤنسًا؟، لاشك أن المرء في مثل هذه الحال يكون أكثر ارتباطًا به، وحبا له، وعشقا لأيامه الخوالي، وكيف بنا إن كان ذلك العشق، وذلك الحب صادرا عن إنسان مرهف الحس، شاعر؟! لا شك أن التأثر يكون في هذه الحال أكثر صدقًا، وأبهى جمالا. ولهذا يجد الشعراء في ذكريات الماضي السعيد مجالا لشعرهم حيث يتذكرون ما اغتنموا من سعادة، وما نعموا به من متعة بين الأحبة وجمال الطبيعة فتهيج عواطفهم بهذه الذكرى و يعرضون علينا صورة لها، جعلنا نشاركهم سرورهم بها وألمهم لذهاب عهدها، ولسان الدين بن الخطيب في هذه الموشحة يحدثنا عن أيام، جميلة سعيدة قضاها في غرناطة ويتحسر على أنها مرت سريع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
 
ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ابن زيدون
» (( قصيدة ابن زيدون الشهيرة (( النونية ))
» (( "الرسالة الجدية )) لإبن زيدون
» دقصيده لإبن زيدون الأندلسي
» قصيدة اضحى التنائي لابن زيدون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع ومنتدبات ابو ريوف  :: المنــتديــات العامه :: منتدى همسات وخواطر-
انتقل الى: