موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع ومنتدبات ابو ريوف

كل مساهمه في هذا المنتدى بشكل أو بآخر هي تعبر في الواقع عن رأي صاحبها
 
الرئيسيةبوابة METOأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا باصدقاء أبو ريوف بعد غياب اربع سنين اعود لمنتداكم الجميل لطالما علمت بأني هنا معكم استنشق عطراً يفوح من اقلامكم لكم مني كل الحب والتقدير أخوكم الصغير أبو ريوف

توقيت الرياض
المواضيع الأخيرة
» الإعلام بحدود قواعد الإسلام
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالأحد 23 أغسطس 2020 - 16:00 من طرف ملكة الحب

»  خلافة سيدنا الحسن
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:28 من طرف ملكة الحب

» جعدة بنت الأشعث
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:11 من طرف ملكة الحب

» رانـــــــــدا
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالثلاثاء 31 مارس 2020 - 18:06 من طرف ملكة الحب

» فضل لا إله إلا الله
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالجمعة 6 مارس 2020 - 10:39 من طرف ملكة الحب

» أهل الهـــــوي
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالجمعة 28 فبراير 2020 - 21:36 من طرف ملكة الحب

» "الحب في بئر الشك" : ملكة الحب
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت 15 فبراير 2020 - 8:11 من طرف ملكة الحب

» القلـــــــــب
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالجمعة 31 يناير 2020 - 17:09 من طرف ملكة الحب

» النادي الأهلــــــي
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالخميس 30 يناير 2020 - 16:31 من طرف ملكة الحب

» أرزاق
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يناير 2020 - 12:51 من طرف ملكة الحب

» الإراده
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:22 من طرف ملكة الحب

» مؤامـــــــره
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:20 من طرف ملكة الحب

» الخـــــــــوف
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالجمعة 24 يناير 2020 - 15:45 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» معـــــانـــــــاه
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:41 من طرف ملكة الحب

» النهــــــايــه
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــــا
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:15 من طرف ملكة الحب

» مجنونــــــه
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــا
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:17 من طرف ملكة الحب

» القــطـــار
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:28 من طرف ملكة الحب

» مجنـــونـــه
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:23 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــــا
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:20 من طرف ملكة الحب

» القلب الغاشــــــق
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:19 من طرف ملكة الحب

» الدنيا بخيــــــر
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:16 من طرف ملكة الحب

» راعيني أراعيـــــك
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:36 من طرف ملكة الحب

» قاسيه جدا
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:33 من طرف ملكة الحب

» مــجرد إهمـــال
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالخميس 2 يناير 2020 - 13:59 من طرف ملكة الحب

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد منسى - 20175
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_rcapعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Voting_barعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_lcap 
ملكة الحب - 1258
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_rcapعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Voting_barعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_lcap 
ابو ريوف METO - 324
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_rcapعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Voting_barعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_lcap 
جلالة الملكه - 180
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_rcapعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Voting_barعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_lcap 
باكى - 67
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_rcapعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Voting_barعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_lcap 
الحربي - 36
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_rcapعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Voting_barعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_lcap 
صلاح اليب2 - 35
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_rcapعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Voting_barعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_lcap 
زهرالورد - 30
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_rcapعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Voting_barعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_lcap 
رشيد سويدة - 29
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_rcapعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Voting_barعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_lcap 
اكينو ملوال - 29
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_rcapعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Voting_barعفو الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_lcap 

 

 عفو الرسول صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

عفو الرسول صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: عفو الرسول صلى الله عليه وسلم   عفو الرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالأحد 13 أبريل 2014 - 7:20

مَنْ مِن البشر لا يخطئ؟!

إنَّ من طبيعة البشر التي لا مهرب منها أنهم يُخطئون.. صرَّح بذلك رسول الله عندما قال: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» [1]. ولا يُستثنَى من هذه القاعدة إلا الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.. وإذا كان الخطأ متوقعًا بهذه الصورة من كل إنسان فلا بد من وجود منهج ثابت في الشرع الحكيم لمواجهة أخطاء البشر. وجيل الصحابة هو أفضل أجيال الأرض.. لا نقول ذلك اجتهادًا منَّا، بل شهد لهم بذلك رسول الله حين قال: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» [2]. بل شهد لهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أكثر من موضع في كتابه الكريم، ويكفي أن نشير مثلاً إلى قوله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح:29].

ولكن ليس معنى ذلك أن الصحابة ليسوا بشرًا، أو أنه لا تجري عليهم أحكام البشر التي تجري على عامة الناس، ومنها وقوع الخطأ. نعم الخطأ في حقهم قليل، ونعم أخطاؤهم تذوب في بحار حسناتهم، إلا أنها في النهاية موجودة.. وكان للرسول منهج واضح ثابت في معالجتها.. وإن شئت أن تُلَخِّص هذا المبدأ في كلمة واحدة فستكون هذه الكلمة هي منهج (الرحمة)!

وقد يتعجب إنسان من أن يكون منهج علاج الخطأ هو منهج الرحمة؛ لأن الذي يقفز مباشرة إلى الذهن عند الحديث عن الأخطاء هو العقاب، وليس الأمر كذلك على الدوام.. بل كان الكثير من الأخطاء يُعَالَج عن طريق الابتسامة والتوجيه والنصح والتعليم قبل أن يأتي عقابٌ أو شدة. بل إن الرسول كان إذا اضطُرَّ أحيانًا للعقاب، كأن يكون الأمر إلى قتلٍ متعلقًا بالحدود، فإنه كان يطبق هذا الحَدَّ برحمة، وحتى إذا وصل الأمر إلى قتل أو رجم فإنك تلحظ فيه بوضوح مظاهر كثيرة للرحمة. كان محمد أذكى وأدين وأرحم إنسان عرفه التاريخ [3].

لقد تحول الزعيم الصيني ماوتسي تونج (1893م- 1976م) في نظر مواطنيه إلى ما يشبه الإله كلامه مقدس وأمره لا يرد [4]. فماذا كانت النتيجة؟ لقد كانت النتيجة أن ماوتسي أصبح واحدًا من أكبر القتلة في القرن العشرين، حيث إنه يتحمل مسئولية قتل من30 إلى 40 مليون من مواطنيه على مدار فترة حكمه بتهمة مخالفتهم لفكره وسياساته [5]. هذا حالهم ولكن الإسلام شيء آخر!!

لقد ظهرت رحمة النبي بالجاهلين بحكم من الأحكام الشرعية، وبالمذنبين حتى عند إقامة الحد عليهم. هذه رحمته بمن أخطأ في حق نفسه أو في حق المجتمع أو في حق الله.. فكيف برحمته بمن أخطأ في حقه هو شخصيًّا، أي في حق رسول الله؟! إن النفس عزيزة على الإنسان، وقد يتطوع الإنسان بنصح الناس جميعًا أن يتغافروا ويتسامحوا، ولكن إذا مَسَّ أحدٌ نفسَه هو تجده يثور ويغضب.. هذا مع عموم الناس. أما الرسول فلم يكن كذلك!! تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "وَاللَّهِ مَا انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ فِي شَيْءٍ يُؤْتَى إِلَيْهِ قَطُّ حَتَّى تُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمُ لِلَّهِ" [6]. وأمثلة ذلك في السيرة كثيرة جدًا..

والواقع أن المخطئين في حقه كانوا من المسلمين وغير المسلمين، ولا شك أن غير المسلمين كانوا أكثر، ولكن هذا سنفرد له بابًا خاصًّا إن شاء الله، أما في هذا المبحث فسنعرض لبعض مواقفه مع المخطئين في حقه من المسلمين. يقول عمر بن الخطاب: "كُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ؛ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى الأَنْصَارِ إِذَا هُمْ قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ؛ فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِنْ أَدَبِ نِسَاءِ الأَنْصَارِ؛ فَصِحْتُ عَلَى امْرَأَتِي فَرَاجَعَتْنِي فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي فَقَالَتْ: وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ ليُرَاجِعْنَهُ وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ فَأَفْزَعَنِي فَقُلْتُ: خَابَتْ مَنْ فَعَلَ مِنْهُنَّ بِعَظِيمٍ ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ: أَيْ حَفْصَةُ أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ رَسُولَ اللَّهَِ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ فَقُلْتُ: خَابَتْ وَخَسِرَتْ أَفَتَأْمَنُ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ فَتَهْلِكِينَ؟ لا تَسْتَكْثِرِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَلا تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ وَلا تَهْجُرِيهِ، وَاسْأَلِينِي مَا بَدَا لَكِ وَلا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكَ [7] هِيَ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ" [8].

كذلك كان رحيمًا مع أصحابه إذا أخطؤوا في حقه.. من ذلك ما حدث معه بعد صلح الحديبية، فقد كان الصحابة يشعرون بالغُبن والظلم لبنود الصلح المتفق عليها، وأصابتهم حالة من الغم والهم شديدة، ولكنَّ الرسول كان قد أنفذ الصلح لأن الله أمره بذلك، ولم يكن بيده شيء، فوق أن الصلح كانت فيه فوائد جمة للمسلمين لم يلحظها الصحابة لرؤيتهم للجوانب السلبية فقط.. وهذا جعلهم في حالة من الاكتئاب الشديد، وهم على هذه الحالة خرج لهم رسول الله، وطلب منهم أن يحلقوا رءوسهم وأن ينحروا الهَدْيَ؛ وذلك للتحلل من الإحرام الذي كانوا عليه، فحدثت مفاجأة غير متوقعة من هذا الجيل العظيم، وهو أنهم أجمعوا -بلا اتفاق- على عدم تنفيذ الأمر، مع أنه وجَّه إليهم الأمر ثلاث مرات كاملة!!

لعلها المرة الأولى في تاريخ الصحابة، ولعلها المرة الأخيرة أيضًا.. والحدث فعلاً فريد! لم يتحرك واحد من الصحابة -من شدة همهم وحزنهم- للنحر أو الحلق امتثالاً لأمر رسول الله! ودخل رسول الله على زوجته أم سلمة رضي الله عنها مهمومًا حزينًا، "فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنْ النَّاسِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتُحِبُّ ذَلِكَ؟ اخْرُجْ ثُمَّ لا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ؛ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا" [9].

إن اللافت للنظر جدًا في هذا الحدث أن رسول الله لم يُعلِّق البتة على الحدث، ولم يُشِرْ من قريب أو بعيد إلى تقصير الصحابة في طاعته، مع أنه ليس فقط القائد الأعلى، والزعيم الأوحد، بل هو فوق ذلك رسول رب العالمين، وطاعته أصل الدين، ومعصيته هلاك الدنيا والآخرة. إنه لم يُعلِّق على خطئهم لأنه يعذرهم ويرحمهم ويقدِّر أَلَمَهُم وهمَّهم وغمَّهم.. ثم هو يعلم أن هذا خطأ عابر، لم يحدث قبل ذلك، وغالبًا لن يحدث بعد ذلك.. ومَرَّتِ الأزمة العاصفة بهدوء عجيب، وسار القوم إلى المدينة، وقد حدثت منهم الطاعة بعد المعصية. ثم إن رسول الله أراد أن يثبت لعمر صدق رؤيته ودقة نظرته، وسلامة اتباعه لأوامر رب العزة سبحانه وتعالى، فأرسل إليه بمجرد نزول سورة الفتح، والتي تشير إلى عظمة هذا الصلح حتى سماه رب العالمين فتحًا مبينًا.

يقول عمر: فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ عَلَى عُمَرَ إِلَى آخِرِهَا فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَفَتْحٌ هُوَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» [10]. وقد أدرك عمر ما فعله من خطأ مع رسول الله، وأراد أن يكفِّر عن ذلك بكل طاقته.. يقول عمر: فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالاً [11]. ويقول أيضًا: "ما زلت أصوم وأتصدق وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذٍ مخافة كلامي الذي تكلمت به حتى رجوت أن يكون خيرًا" [12].

لقد كان موقفًا رائعًا حقًّا!! لقد بدت لنا في هذا الموقف رحمة رسول الله بصورة مبهرة، فهو لا ينظر أبدًا إلى الأذى الذي وقع عليه، إنما جُلُّ اهتمامه وتفكيره لا يكون إلا لشعبه وأمته، وذلك في كل حياته. وإذا كنَّا قد رأينا رحمته مع زوجاته وأصحابه، فإن أحدًا قد يقول إنما يفعل ذلك مع أحبابه، فلنشاهد بعض مواقفه مع بعض من لا يعرف، أو من يعرفه معرفة عابرة، أو أحيانًا مع بعض من يعاديه من المسلمين أو المنافقين.

يروي أنس بن مالك رضي الله عنه فيقول: "كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ قَدْ أَثَّرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَذْبَتِهِ ثُمَّ قَالَ: مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ؟ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ" [13]. ورحمة رسول الله بهذا الأعرابي عجيبة؛ فهذا الجفاء، وهذه الغلظة كانت تستوجب في أعرافنا رَدَّ فعلٍ غليظًا شديدًا ليردعه وأمثاله عن التعدي على الرسول الكريم، وخاصة أنه يُمثِّل الدولة الإسلامية بصفته قائدها وزعيمها. وكان مقتضى الرحمة عند الكثيرين هو مجرد العفو والصفح، أما أن يأمر له بعطاء -ودون عقاب- فهذا قمة الرحمة وذروتها. بل إن هناك رواية تفيد أن الرسول طلب منه أن يعتذر عن فعلته وأن يمكِّن رسولَ الله من رد الإيذاء إليه قودًا وقصاصًا، ولكن الأعرابي رفض، ومع ذلك أعطاه الرسول!!

يقول أبو هريرة رضي الله عنه: "كَانَ النَّبِيُّ يَجْلِسُ مَعَنَا فِي الْمَجْلِسِ يُحَدِّثُنَا فَإِذَا قَامَ قُمْنَا قِيَامًا حَتَّى نَرَاهُ قَدْ دَخَلَ بَعْضَ بُيُوتِ أَزْوَاجِهِ فَحَدَّثَنَا يَوْمًا فَقُمْنَا حِينَ قَامَ فَنَظَرْنَا إِلَى أَعْرَابِيٍّ قَدْ أَدْرَكَهُ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ فَحَمَّرَ رَقَبَتَهُ -قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَكَانَ رِدَاءً خَشِنًا- فَالْتَفَتَ فَقَالَ لَهُ الأَعْرَابِيُّ: احْمِلْ لِي عَلَى بَعِيرَيَّ هَذَيْنِ فَإِنَّكَ لا تَحْمِلُ لِي مِنْ مَالِكَ وَلا مِنْ مَالِ أَبِيكَ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ: «لا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لا أَحْمِلُ لَكَ حَتَّى تُقِيدَنِي مِنْ جَبْذَتِكَ الَّتِي جَبَذْتَنِي»، فَكُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُ الأَعْرَابِيُّ: وَاللَّهِ لا أُقِيدُكَهَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: ثُمَّ دَعَا رَجُلاً، فَقَالَ لَهُ: احْمِلْ لَهُ عَلَى بَعِيرَيْهِ هَذَيْنِ عَلَى بَعِيرٍ شَعِيرًا وَعَلَى الآخَرِ تَمْرًا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: انْصَرِفُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ تَعَالَى [14]. وليس خفيًا عن البيان أن الرسول كان قادرًا على إجبار الأعرابي على القَوَد منه، أو على الأقل منعه من العطاء، ولكنه غلَّب الرحمة على العدل، وأعطاه، بل وبكرم واضح.

ولعل من المناسب أن نختم هذا المبحث بموقف جليل رواه أبو هريرة رضي الله عنه حيث ذكر أن رجلاً تقاضى رسول الله فَأَغْلَظَ فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «دَعُوهُ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالاً»، ثُمَّ قَالَ: أَعْطُوهُ سِنًّا مِثْلَ سِنِّهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلا أَمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ فَقَالَ: «أَعْطُوهُ فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً» [15]. ورحمة الرسول بهذا الرجل الغليظ واسعة!! فالرجل يتطاول على الرسول متجاهلاً تمامًا مكانته وقيمته، والصحابة -مع اشتهار حلمهم وحسن أخلاقهم- رأوا أن يهمُّوا به ليضربوه أو يمنعوه لشدة غلظته، غير أن الرسول أظهر رحمة غير عادية، حيث إنه أولاً منعهم، وثانيًا مدح الرجل المعتدي، ووصفه أنه صاحب حق، وأن هذا الحق يعطيه قوة، ويبرر له غِلظته، ثم ثالثًا فهو يعوضه ببعير أفضل من بعيره، وكان مقتضى العدل أن يرد له دينه فقط، ولكنها الرحمة الواسعة التي شملت كل من تعامل معه. وأفضل ختام لمثل هذا القصص أن نذكر قول ربنا: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
 
عفو الرسول صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع ومنتدبات ابو ريوف  :: المنــتديــات العامه :: منتدى الركن الاســـــــلامي-
انتقل الى: