(( من أفسد الآخر ؟ ))

من أفسد الآخر ؟
حين اقتحمت السياسة الدين فسد الإثنان معا‏..‏ وهذا ما نراه في مصر الأن تحول رجال الدين الي ساسة‏..‏ وركب الساسة جواد الدين وخسر المصريون الاثنين معا‏.

. قليلا ما تسمع الآن حديثا دينيا رصينا لأن السياسة تسللت الي كل شئ واصبح من الصعب ان تجد رجل دين يتحدث عن القرأن أو يفسر آياته أو يذكر مآثر الرسول عليه الصلاة والسلام أو يتحدث عن الصحابة رضوان الله عليهم.. كل شيء في مصر الآن يخضع لمعايير السياسة. وكنا في صلاة الجمعة نسمع خطبا دينية راقية وانقسم الدعاة والخطباء بسبب السياسة ان هناك خطبا تخضع لمقاييس ومطالب الإخوان المسلمين وخطبا اخري تنتقد سياساتهم وفي الحالتين انقسم الدعاة مع وضد وخسرنا الأحاديث الدينية الرفيعة.. وكما افسدت السياسة الدعوات الدينية التي تحولت الي خطب وشعارات حزبية, خسر الشارع المصر الفكر السياسي الرصين في مناهجه ودعواته وثوابته ولم يعد بيننا رمز سياسي يوضح للناس ما يجري في امور الدولة واحوالها وسياساتها لأن السياسة غلبت علي كل شئ إذا جاء الحديث عن علاقات مصر الخارجية اصبح الدين عاملا مشتركا فيها..وإذا جاء الحديث عن مواقف الدول الأجنبية مما يجري في مصر ظهر البعد الديني وموقف الإخوان المسلمين والعلاقة بين السنة والشيعة وهل العلاقات مع إيران افضل وهي مركز الشيعة ام مع تركيا السنية.. واين دول الخليج من هذا كله والجميع خائف من شبح الإخوان ومشروع الخلافة الإسلامية.. ولا اعتقد ان الأحوال يمكن ان تعود الي ما كانت عليه في وقت قريب لأن الأشياء تداخلت ولأن التخصصات ايضا تسللت الي بعضها البعض.. ان رجال الدين تحولوا الي مرجعيات سياسية ورجال السياسة وجدوا ان الدين هو الحصان الرابح في مجري الأحداث ووقف المصريون حائرين فصيل منهم يسأل اين رجال الدين والفصيل الآخر يسأل واين رموز السياسة والحل عندي ان يعود كل فصيل الي مجاله لأن هذا التداخل افسد اهم مقومات الدولة المصرية وهي انها كانت دولة مؤسسات رغم كل ما كان فيها من مظاهر الفساد