(( عمر بن الخطاب أستاذ نظرية التخاطر !!!!! ))

عندما يذكر الكتاب والباحثون قصة عمر رضي الله عنه في حادثة المعركه ونداءه لسارية يستأنسون بها كتدليل لعلوم التخاطر ويعلقون على هذه الحادثة بان عمر رضي الله عنه من الذين منحهم الله قدرات خاصة وقوى مميزة وفي الحقيقة انه ما من شك بان عمر رضي الله عنه هو كذلك بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال/ ان يكن من امتي محدثون فمنهم عمر!!)) فعمر رضي الله عنه رجل ملهم وذكي بل حاد الذكاء وصادق الفراسة والشواهد والدلائل على ذلك كثيرة جدا لا يتسع لها المقام

ولكن!!

كون عمر رضي الله عنه كذلك هل يعني بالضرورة ان بعض ما بدر منه وما حدث معه رضي الله عنه هو عين وذات ما نقصده نحن باطروحاتنا المعاصرة!!؟
حسنا ربما لا يزال استفهامي غامضا .......

دعونا الان نتأمل ما قاله احد الكتاب وهو من نقلت عنه هذه المشاركة يقول تحليلا لقصة يا سارية الجبل الجبل وكيف ان عمر رضي الله عنه قدر على ايصال صوته وكيف ان سارية توفرت له قدرة الاستماع رغم بعد البال عن ذلك وكونه مشغولا بالمعركه يقول:

((والحقيقة أن هذه الواقعة مثيرة في أكثر من جانب، وهي إن كانت فيها ملامح من ظاهرة التخاطر إلا أنها تعدتها بمراحل عديدة، فالتخاطر ـ كما أوضحنا ـ نوع من الاتصال العقلي وهي بهذه الحال يجب ألا يتعدى فيها علم المتخاطرين بأكثر مما يحويه عقل كل منهما، والواضح أن سارية لم يكن يعلم بشأن الأعداء شيئاً.
فكيف عَلِمَ عمر بوضع الأعداء ؟
ولتحليل هذه الواقعة ترى أن عمر بن الخطاب بتكوينه الجسماني والروحي كان ذا قدرات روحية وعقلية خاصة. فقد كان كثيراً ما ينزل الوحي من الله ـ سبحانه وتعالى ـ مؤيداً لرأيه))

اذن الكاتب وغيره من الكتاب (( يرى!!)) ان هذه الحادثة ليس فقط في كون ملامحها تدل على انها تخاطر بل انها تتجاوز ذلك ( بكثير)! وبمراحل! ويفسر ذلك بكون عمر ذو قدرات خاصه وقوى مميزة روحانية وجسمانية ....... فهل الكاتب فسر الحادثة بامر مسلم به لعمر؟؟ ام انه بنى على مسلمة ليوجد نتيجة مقصودة لذاتها؟؟

ولتوضيح ذلك اطرح عليكم هذا التساؤل.......!

الم يسأل احدكم نفسه مرة ترى هل من المعقول ان تمر مثل هذه الحادثة العظيمة والغربية دونما تفسير لها من قبل عمر نفسه؟؟؟؟ ! هل يعقل ان تمر هذه الحادثة دونما اي تعليق؟؟

حسنا سأجيبكم قائلا: لقد اجاب عمر نفسه عن هذه الحادثة....... وعلق عليها !
والان الا يتملكنا العجب جميعا ان نستمع الى تفسيرات معاصرة وندع تفسير صاحب الشأن الذي كان ينزل القران مصدقا لقوله وموافقا لرأيه فكيف بأمر دون ذلك بكثير!

يقول عمر رضي الله عنه كما حكى ذلك جماعة من العلماء كابن تيمية وابن القيم وغيرهم يقول:
(( ان لله جنودا يبلغون صوتي))!!!!!!

جنود؟؟! كيف؟؟!

نعم...... عمر يقول لنا ان هذه الحادثة حدثت لان هناك جنودا من عند الله سخرهم له لايصال صوته الى سارية ...... لكن من هم الجنود؟!

يجيب العلماء المتقدمون ان المراد بهم هنا
الملائكة..... صالحوا الجن!!!
ومما يدعم ذلك ان رجلا بلغ عمر رضي الله عنه انه مات..... فلما نظروا في أمره علموا انه في بلدة بعيدة عن المدينة تبعد مدة سبعة ايام والخبر بلغهم في نفس اليوم فهنا قال عمر/ هذا بريد الجن...... وسيأتي بريد الانس بعد اسبوع!!!

عمر يقول انهم جنود من الله سخرهم له ....... والباحثون يقولون انها تخاطر Smile

!!!!

وهنا تزداد الاسئلة كثافة ...... وتحتاج المسألة الى مزيد بحث ومزيد تنقيب!
كتب العلماء قديما طافحة بالاخبار التي تدل على القدرات التي تقدمها الجن للانس والتي من اهونها نقل الاخبار وتبليغهم المغيبات الجزئية التي تغيب عن البعض دون الاخر فهل ما نشاهده من قدرات خارقه في معرفة الاخر وقراءة افكاره هو كذلك ام انها اخبارات من قبل الجن؟!!!
وهل الجن الذي يقدر على التشكل بالانسي والوسوسة له والجثوم على صدره حتى يذكر العبد ربه والذي ربما آكله وشاربه يعجز عن ايصال الافكار؟ او عن مساعدة الانسي على معرفة ما لدى الاخر من خصوصيات والتي نسميها قراءة افكار؟ وما دور القرين في مثل هذه الامور.....؟ّ!!

لعلني احيلكم فقط الى كتب ابن تيميه رحمه الله لمن اراد التوسع في هذا الباب في الفتاوى في مجلد ( توحيد الربوبية- التصوف- علم السلوك- التفسير ) وكذلك كتاب الاستقامة ومنهاج السنة واقتضاء الصراط المستقيم وغيرها وكذلك كتاب ابن القيم ( الروح) ففيها ما هو كفيل بايصال ما اختصرته انا والذي سيثير الكثير من الاسئلة لدينا !!!