لو كان الشعر مدادا
شعر - جيهان شعيب
(1)
حبك ينسابُ حنينًا فى نهرى
تتنسمُ كلُّ مسامِ الروحِ عبيرَ رياحينك
ينسابُ النهدُ المتحجرُ أنهارًا من فوحِ بساتينك
فيغارُ الماءُ الطالعُ من لجةِ عطرك يتبخر.
(2)
هذى أنا
أمَةٌ تقاتلُ فى سبيلِ الشعرِ ينزفها الوطن
وجهُ الصباحِ لغربتى
والروحُ تصعدُ
ثم تصعدُ بالأنين وبالوطن
قلبٌ لكلِّ العاشقينَ إذا نبض.
( 3 )
أوراقى البيضاءُ ستدعوك لفضِّ بكارتِهَا
بقليلٍ من حبرٍ أحمر ممزوجٍ بعبيرِ الأرض.
(4)
أنا وجهُ البلادِ الحزين المرصعِ بالقمحِ والحزنِ
بالأمنياتِ بعينِ الغياب
وأنت انتباهُ الربيع إذا اعشوشبَ الحلمُ
انت العبيرُ الملون بالشهدِ والورد والسنبلاتِ التى تتهجى السحاب.
سأرسم وجهكَ فى صفحةِ الكونِ
والصمتُ يقرؤنى مرةً فى عيونِ العصافير
وحيث يرانى الغريبُ أميرةَ نهرِ الجنون التى طرقت كلَّ باب.
(5)
ربما قد نكونُ ارتحلنا
ربما قد غدونا مواتًا بليلِ الشتاء
لكننا ستظلُ تطالعنا أوجهُ الحزنِ فينا
ويبقى الشقاء.
(6)
أماه سأقصُّ عليك القصصَ الحقَّ
أنا لستُ بعذراء
راوغنى زمنُ غباء واختلط الماء:
الشوقُ الجارفُ فى وقتِ الغفلةِ منى
لما كنتِ تصلينَ جوارى آخرَ ركعاتِ الحزن
وآخرَ ركعاتِ بكاء.
(7)
ليتك كنتَ نبيًا يأتى كى أؤمنَ بكْ واهاجرَ معكَ.
(
هل تعلم يا آدمُ
أنى كنتُ الحواءَ لقلبكِ قبلَ الحواءِ الأُولى؟
كنتُ العصفورَ الأخضرَ قبلَ الأشجار
وكنتُ الأشجارَ قبيلَ ظهورِ الغابات
وكنتُ الأجراسَ العذبةَ قبلَ الموسيقى
كنتُ الأنهارَ الحلوةَ قبلَ ظهورِ الماء.
(9)
آياتُنا نزلت بلا وحىِ
وفى صمتٍ سجدتُ انا وبكيتُ
واجتزنا فضاءاتٍ من الصمتِ المدوىّ
ثم أعلنا عن الدين الجديد.
(10)
لماذا العتابْ
لماذا البكاءْ؟
وحين سنشتاقُ سوف تلفُّ خطانا البريئةَ ريحُ اللقاء
يزفُ المواعيدَ شمعُ الغيابِ
وتسقط فينا سيولُ الحنينِ
وتهربُ كلُّ خيولِ الضبابِ
لماذا العتاب إذن يا حبيبى لماذا العذابْ؟