المطارح ( المُدينه )

المطارح ( المُدينه )










أورد في هذا اليوم بعض مما أعرفه عن حال بني مالك مع بداية توحيد المملكه حيث كان النزعات بين بني مالك والقبائل المجاوره وحيث كان شيخ بني مالك عبدالله بن فاضل تخشاه جميع القبائل المجاوره إلا أن ما حصل منه من تعدي على عمال ورسل الملك عبدالعزيز جعل القبائل المجاوره تصطف إلى جانب جيش الملك عبدالعزيز لمحاربة بن فاضل حث هو كان صاحب القوه والمنعه والمال والسلاح وقبيلتة بني حرب بالذات هم فرسان بني مالك وحاذقين في فنون الحرب وخاصة الرماية مما جعل حتى بعض قبائل بني مالك الذين كانو يهابونه أن تتحد ضد بني حرب على أثر الاحداث التي حصلت وتمرد بن فاضل على الملك عبدالعزيز مما إضطر الملك عبدالعزيز أن يرسل له جيش وما يسمون لدينا ( بالمطارح أو المُدينه ) بقيادة كلاً من فهد بن زعير إلى تهامه الجائزه وأضم وإبراهيم النشمي إلى سراة بني مالك حداد والقريع وبالذات إلى مهور حيث معقل و حصون بن فاضل وكان يضم بين صفوف هذا الجيش نخبة مقاتلي الملك عبدالعزيز أو ما يسمون ( بالاخوان و كذلك الغطط ) , وإتحد مع جيش الملك عبالعزيز القبائل التي إنضوت تحت رايته من قبائل البقوم وبالحارث وغامد وزهران ممن يعرفون مداخل ومخارج ديار بني مالك
وقام جيش الملك عبد العزيز بغزو بني مالك وقتل بن فاضل في السراه وتدمير حصونه في مهور والتوجه إلى الجائزه وأضم لملاقة جيش فهد بن زعير حيث واجهو مقاومة شرسة في الجائزه وخاصة في غنمى وكذلك واجهو صعوبه في النزول إلى قراض من جهت صلب حيث وعورة الجبال ومسالك الطرق والمقاومه القويه التي حصلت من قبيلة البقله في ما يسمى حاليا صلب مما حدا بجيش الملك عبد العزيز بإستخدام المدافع التي كانت يملكونها حيث سيطر جيش الملك عبدالعزيز سيطرة تامة على بني مالك ودخلو تحت نفوذه وحكمه وكان ذلك كله أواخر عام 1346هـ وبداية عام 1347 هـ

الشيخ الذي هو (عبدالله بن فاضل الحربي المالكي لايخفى على احد سواء في بني مالك او ماجاورها او حتى الكثير من قبايل الجزيرة العربية بأن بن فاضل في تلك الايام كان يقاسي مرارة فراق ابنه الذي قُتل أماما ناظريه بالقرب من امارة حداد بني مالك وبدون علم بالمتسبب فاتجهت انظاره الى خصمين احدهما الى منسوبي الامارة والثاني الى القبيلة التي تقيم هناك وهي من قبايل بني مالك ومرت الايام ربما الاسابيع والشيخ عبدالله بن فاضل يريد معرفة قاتل ابنه فالجميع ينفون علاقتهم بالامر فاعتصر الالم قلبه حتى اصبح فلذة كبده مستحوذا على كل خطوة يخطوها .
وللمعلومية فإن بن فاضل قبل ان يقتل ابنه كان في الامارة فما ان خرج بمسافة قليلة حتى فوجئ بابنه قتيلا امام ناطريه!! وقيل بانه حصل بينه وبين الامير هناك مشادة كلامية حيث اصر الامير على احضار جباية الزكاة وابن فاضل يقول صبرك علينا فالناس في وضع مزري ماديا ويعانون من قلة الامطار الا ان ذاك الامير لم يتعاون بالشكل المطلوب وهو لايعلم بانه في حدود قبيلة لم تتعود على هكذا اوامر . و ماكان من جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله الا ان يرسل المناديب الى بن فاضل لشرح الوضع وهناك في ضيافة بن فاضل دار النقاش القوي بين الطرفين فابن فاضل يريد القصاص (الدم بالدم) ولكن المناديب يقولون لم نقتله ووصل بأحدهم – اسمه( العايد ) كما يذكر أجدادنا الى ان اصبح يتحدث مع بن فاضل بلهجة قوية حتى قال (الخير والشر كلها تحت ذا الراس يابن فاضل) فلم يجد بن فاضل بدا من الاطاحة بهم .
و هناك اسباب كثيرة فابن فاضل يطالب بدم ابنه في ظل تهاون ونكران للقتل من كل الاطراف مهما كان موقف كل الاطراف بمعنى سواء كانوا ضالعين في الامر ام بريئين فكان المفترض مراعاة مشاعر ذلك الوالد الذي فقد فلذة كبده بطريقة بشعه وامام ناظريه حيث سددت اليه طلقة طائشة لم تصبه الا في مقتل مباشرة!!

وتحصن إبن فاضل في احد الجبال مع أتباعه ومع عبيده حيث كان يملك عدد كبير من العبيد و رغم اننا والى يومنا هذا لم نكن نتمنى أن يحدث ما حدث في تلك الايام ورغم حزننا على كل الاطراف سواء بن فاضل وقبيلته او الجيش المقابل الذي أرسله الملك عبدالعزيز ومن جميع القبايل ومن اي الاتجاهات الا انه وللامانة التاريخية أردت إيضاح ذلك
وحدث قتال معروف لدى الجميع وقتل فيه الكثير من الطرفين بل ان هناك اناس لم يتم القضاء عليهم الا بالحيلة الحربية وذلك لايعيب
ولاننسى انه في نهاية المطاف اقتيد بن فاضل فعلا ولكن لم يكن ذلك ليحدث بالسهولة؟ بل بعد قتال مرير ذهب فيه من ذهب من الطرفين والله المستعان ونظرا للفارق الكبير في العدد والعدة بين الطرفين وبعدما لم يبق من قبيلة بن فاضل سوى القليل من الاحياء تم القبض على الشيخ بن فاضل وتم قتله رحم الله كل من مات في تلك الموقعه من الطرفين والحديث حول هذه الحرب يطول ويطول و بعد إنتها المعركه أهدى عبدالرحمن ال تويم أمير حداد الملك فيصل عبدا يدعى (عيد الفاضل المالكي) وسمي بالفاضل نسبة لسيده الشيخ عبدالله بن فاضل وكان عيد يتميز ببساطة الجسم والقوة والشجاعه وعندما أسر واهدي الى الملك فيصل رحمه الله كان يصر على تسميته بعيد الفاضل ومن ثم اطلق عليه عيد الفيصل واشتغل انذاك قصاصا للرقاب في سبيل الحق وتطبيق شريعة الله .

وفي مثل هذا اليوم من أول برج الميزان من عام 1351هـ تم توحيد المملكة العربيه السعوديه على يد المؤسس الملك / عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه وجمع شمل قبائل الجزيرة العربيه بعد فرقه وشتات وحروب ونزاعات كان فيها القوي يأكل الضعيف وساد الأمن بعد الخوف و العلم بدل الجهل والخير بعد الفقر فالله الحمد والمنه نسأل الله أن يتغمد الملك عبدالعزيز بالرحمه والمغفره وأن يغفر لمن سار من بعده على أثره من أبناءه البرره سعود وفيصل وخالد وفهد و يمد لخادم الحرمين الشريف عبدالله بن عبدالعزيز في عمره وأن يجعله ذخرا للإسلام والمسلمين آمين آمين آمين

ملاحظه كل ما ذكرته سمعته من بعض كبار السن ممن كنت أجالسهم وكذلك مما قرأته في بعض الكتب والرويات والمنتديات فأحببت أطلعكم عليه