موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع ومنتدبات ابو ريوف

كل مساهمه في هذا المنتدى بشكل أو بآخر هي تعبر في الواقع عن رأي صاحبها
 
الرئيسيةبوابة METOأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا باصدقاء أبو ريوف بعد غياب اربع سنين اعود لمنتداكم الجميل لطالما علمت بأني هنا معكم استنشق عطراً يفوح من اقلامكم لكم مني كل الحب والتقدير أخوكم الصغير أبو ريوف

توقيت الرياض
المواضيع الأخيرة
» الإعلام بحدود قواعد الإسلام
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالأحد 23 أغسطس 2020 - 16:00 من طرف ملكة الحب

»  خلافة سيدنا الحسن
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:28 من طرف ملكة الحب

» جعدة بنت الأشعث
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:11 من طرف ملكة الحب

» رانـــــــــدا
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالثلاثاء 31 مارس 2020 - 18:06 من طرف ملكة الحب

» فضل لا إله إلا الله
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالجمعة 6 مارس 2020 - 10:39 من طرف ملكة الحب

» أهل الهـــــوي
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالجمعة 28 فبراير 2020 - 21:36 من طرف ملكة الحب

» "الحب في بئر الشك" : ملكة الحب
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالسبت 15 فبراير 2020 - 8:11 من طرف ملكة الحب

» القلـــــــــب
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالجمعة 31 يناير 2020 - 17:09 من طرف ملكة الحب

» النادي الأهلــــــي
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالخميس 30 يناير 2020 - 16:31 من طرف ملكة الحب

» أرزاق
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يناير 2020 - 12:51 من طرف ملكة الحب

» الإراده
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:22 من طرف ملكة الحب

» مؤامـــــــره
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:20 من طرف ملكة الحب

» الخـــــــــوف
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالجمعة 24 يناير 2020 - 15:45 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» معـــــانـــــــاه
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:41 من طرف ملكة الحب

» النهــــــايــه
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــــا
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:15 من طرف ملكة الحب

» مجنونــــــه
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــا
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:17 من طرف ملكة الحب

» القــطـــار
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:28 من طرف ملكة الحب

» مجنـــونـــه
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:23 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــــا
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:20 من طرف ملكة الحب

» القلب الغاشــــــق
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:19 من طرف ملكة الحب

» الدنيا بخيــــــر
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:16 من طرف ملكة الحب

» راعيني أراعيـــــك
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:36 من طرف ملكة الحب

» قاسيه جدا
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:33 من طرف ملكة الحب

» مــجرد إهمـــال
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالخميس 2 يناير 2020 - 13:59 من طرف ملكة الحب

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد منسى - 20175
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_rcap((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Voting_bar((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_lcap 
ملكة الحب - 1258
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_rcap((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Voting_bar((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_lcap 
ابو ريوف METO - 324
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_rcap((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Voting_bar((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_lcap 
جلالة الملكه - 180
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_rcap((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Voting_bar((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_lcap 
باكى - 67
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_rcap((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Voting_bar((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_lcap 
الحربي - 36
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_rcap((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Voting_bar((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_lcap 
صلاح اليب2 - 35
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_rcap((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Voting_bar((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_lcap 
زهرالورد - 30
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_rcap((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Voting_bar((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_lcap 
رشيد سويدة - 29
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_rcap((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Voting_bar((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_lcap 
اكينو ملوال - 29
((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_rcap((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Voting_bar((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Vote_lcap 

 

 (( شهــر رمضـــــان المعظم ))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Empty
مُساهمةموضوع: (( شهــر رمضـــــان المعظم ))   ((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالخميس 19 يونيو 2014 - 12:22

استقبال شهر رمضان
إنَّ الأمة الإسلامية جمعاء في الأيام القليلة القادمة تستقبل ضيفاً عزيزا ووافداً كريما تتشوّف القلوب إلى مجيئه وتتطلع النفوس إلى قدومه ؛ إنه ضيفٌ حبيبٌ على قلوب المؤمنين عزيزٌ على نفوسهم ، يتباشرون بمجيئه ويهنئ بعضهم بعضا بقدومه ، وكلهم يرجو أن يبلُغَ هذا الضيف وأن يُحَصِّل ما فيه من خير وبركة؛ ألا وهو شهر رمضان المبارك شهر الخيرات والبركات ، شهر الطاعات والقربات ، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن ، شهر الذكر والاستغفار والدعاء والمناجاة ، شهر الجود والسخاء والبذل والعطاء والإحسان ، شهرٌ تعددت خيراته وتنوعت بركاته وعظمت مجالات الربح فيه ، ذلكم الشهر العظيم المبارك الذي خصه الله جلّ وعلا بميزات كريمة وخصائص عظيمة ومناقب جمّة تميزه عن سائر الشهور .
وقد كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بمقدم هذا الشهر الكريم ويبين لهم خصائصه وفضائله ومناقبه ويَسْتَحثَّهم على الجد والاجتهاد فيه بطاعة الله والتقرب إلى الله جلّ وعلا فيه بما يرضيه ، ثبت في المسند للإمام أحمد بإسناد جيد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « هذا شهر رمضان قد جاءكم فيه تفتّح أبواب الجنة وتغلَّق أبواب النار وتصفّد الشياطين » ، وثبت في سنن الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَة » .
والأحاديث الدالةُ على فضل هذا الشهر وعظيم شأنه وكريم منزلته عند الله كثيرةٌ لا تحصى عديدةٌ لا تستقصى ، فالواجب أن نفرح غاية الفرح وأن نسعد غاية السعادة بإقبال هذا الشهر الكريم بخيراته الوافرة وميّزاته العظيمة { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } [يونس:58]، وأن نعرف له قدره ، وأن نرعى له مكانته ، وأن نقوم بحُسن وفادته وضيافته.
إن الفرح بقدوم هذا الشهر ومعرفة فضله ومكانته لمن أعظم الأمور المعِينة على الجد والاجتهاد فيه ، ولم يضيِّع كثير من الناس الطاعة في هذا الشهر الكريم والإقبال على الله جلّ وعلا إلا من جهلٍ منهم بقيمته ومكانته ، وإلا لو عرف المسلم هذا الشهر حقَّ معرفته وعرف قدره ومكانته لتهيَّأ له أحسن التهيُّؤ واستعد له أطيب الاستعداد، ولبذل قصارى وسعه وجهده واجتهاده في سبيل تحصيل طاعة الله والقيام بعبادة الله على الوجه الذي يرضي الرب تبارك وتعالى.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الأيام ؛ كيف نستقبل هذا الشهر الكريم ؟ كيف نتهيّأ لهذا الموسم العظيم ؟ كيف نستعد لهذا الشهر المبارك ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شهــر رمضـــــان المعظم ))   ((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالخميس 19 يونيو 2014 - 12:24

وليس استقبال هذا الشهر بتبادل باقات الورد والزهور ، ولا بإلقاء الأناشيد والأراجيز ، ولا بتهيئة الملاعب والصالات ، ولا بجمْع صنوف أنواع المطاعم والمشروبات والمأكولات ؛ إن التهيّؤ لهذا الشهر الكريم تهيّؤٌ للطاعة ، واستعدادٌ للعبادة ، وإقبالٌ صادق على الله جلّ وعلا ، وتوبة نصوح من كل ذنب وخطيئة .
إن موسم رمضان فرصةٌ للإقبال على الله والتوبة من الذنوب ، إن من يتأمل حاله - وهذا شأن كل واحد منا - يجد أن تقصيره عظيم وتفريطه في جنب الله كبير ، يقول صلى الله عليه وسلم : «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ » ؛ فالذنوب كثيرة والتقصير حاصل وأمامنا موسمٌ عظيم للتوبة إلى الله جلّ وعلا .
وإذا لم تتحرك النفوس في هذا الموسم الكريم المبارك للتوبة إلى الله والندم على فعل الذنوب فمتى تتحرك !! ولهذا صحَّ في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ» رواه الترمذي وأحمد ، وذلك لأنه موسم عظيم للتوبة ؛ تتحرك القلوب فيه للتوبة إلى الله والإنابة إليه والإقبال على طاعته جلّ وعلا .
وإن مما يُستقبل به هذا الشّهر الكريم الدعاء الصادق ، والصلة الحسنة بالله ، والالتجاء التام إليه سبحانه بأن يعين العبد على طاعة الله في هذا الشهر الفَضِيل ، فالعبد لا قدرة له على القيام بالطاعة وتحقيق العبادة والإتيان بها على وجهها إلا إذا أعانه الله ، فـ « لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا وَلَا صُمْنَا وَلَا صَلَّيْنَا » ؛ ولهذا على المؤمنين أن يُقْبِلوا على الله جلّ وعلا داعين ومؤمِّلين وراجين ومخبتين يرجون رحمته ويطلبون مدده وعونه بأن ييسر لهم صيام رمضان وأن يعينهم على قيامه وأن يكتب لهم الخير والبركة فيه وأن يجعلهم من عتقائه من النار ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .
وإن مما يُستقبل به شهر رمضان أن يتأمل المسلم في خصائص هذا الشهر وميّزاته وفضائله وبركاته ليعرف قدر هذا الشهر ومكانته وليتعلّم أيضا ما ينبغي أن يكون عليه في هذا الشهر من صيامٍ وقيام ويستذكر ما يختص به من أحكام؛ ويتأمل في فوائد الصيام ومنافعه وما فيه من عبرٍ ودروسٍ وعظاتٍ بالغة ، ويتأمّل في فضل قيام رمضان وما أعده الله جلّ وعلا للقائمين فيه من أجورٍ عظيمة وفضائلَ جمة ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » .
وإن مما يستقبل به شهر رمضان المبارك أن يجاهد الإنسان نفسه بإصلاح قلبه وطرح ما فيه من غلٍّ أو حقدٍ أو حسدٍ أو ضغينةٍ أو غير ذلك ، يقول النبي صلى اله عليه وسلم: «صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ » ؛ إن في الصدر سخائم وضغائن وأحقاد فإذا جاءت هذه المواسم المباركة فإنها تكون فرصةٌ سانحة ومناسبةٌ كريمة لطرد ما في القلب من غل أو حقد أو حسد ، يقول عليه الصلاة والسلام : « لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا » ، إن دخول رمضان فرصةٌ مباركة لتصفية النفوس وتنقية القلوب واجتماع الكلمة على طاعة الله جلّ وعلا بأن يقبِل المسلمون جميعهم مطيعين لله مقبلين على عبادته وطاعته مبتعدين عن كل ما يسخطه ويأباه سبحانه .
أسأل الله جلّ وعلا أن يبلِّغنا أجمعين شهر رمضان ، وأن يعيننا فيه على الصيام والقيام ، وأن يصلح ذات بيننا ، وأن يؤلف بين قلوبنا ، وأن يهدينا سبل السلام ، وأن يخرجنا من الظلمات إلى النور ، وأن يجعلنا من عباده المتقين وأوليائه المقربين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شهــر رمضـــــان المعظم ))   ((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالخميس 19 يونيو 2014 - 12:32

رَمَضَانُ شَهْرُ التَّوْبَةِ وَالْغُفْرَانِ

إن هذا الموسم العظيم والشهر الكريم موسم رحمةٍ مهداة من رب العالمين للعباد لإقالة العثرات ومغفرة الزلات والتوبة عن الخطيئات والسيئات، فما أرحمه سبحانه وأحلمه هيّأ لعباده كل ما يقربهم منه ويردهم إليه ؛ فأمر عباده المؤمنين أمراً مطلقاً بالتوبة النصوح في كل حين وزمان ومكان ليحصل لهم تكفير السيئات وإقالة العثرات ورفع الدرجات والفوز بالجنات، فقال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } [التحريم:8] ، وقال سبحانه: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور:31] ، وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ)) وفي رواية له ((إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ )) (1)

بل الله يشتد فرحه بتوبة عبده إليه ، روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ : اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ))(2).

والواجب على المسلم أن يدرك أهمية التوبة وشدّة احتياجه إليها وأن يدرك كذلك خطر الذنوب وشدّة ضررها على أهلها في الدنيا والآخرة ؛ فهي سبب لنزول المصائب والعقوبات والقوارع ، قال تعالى: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } [الشورى:30] ، وقال سبحانه: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [النور: 63] ، وقال سبحانه: { وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } [الرعد:31] .

وهل في الدنيا والآخرة شر وداء إلا وسببه الذنوب والمعاصي ؟! فما الذي أغرق أهل الأرض جميعاً حتى علا الماء رؤوس الجبال ؟ وما الذي سلط الريح على قوم هود حتى ألقتهم موتى كأنهم أعجاز نخل خاوية ؟ وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم ؟ وما الذي قلب قرية قوم لوط فجعل عاليها سافلها ثم أتبعهم حجارة فأبادتهم ؟ وما الذي أغرق فرعون وقومه ؟ وما الذي خسف بقارون وماله وأهله ؟ وما الذي بعث على بني إسرائيل قوماً أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار ثم بعثهم عليهم مرة ثانية فأهلكوا ما قدروا عليه وتبروا ما علوا تتبيراً ؟ ؛ إن السبب لهذا كله إنما هو الذنوب والمعاصي ، قال تعالى: { فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [العنكبوت:40] ، وقال سبحانه: { مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا } [نوح: 25].

قال ابن القيم رحمه الله في كلام عظيم له يوضح فيه شيئاً من آثار الذنوب الخطيرة وأضرارها العظيمة وعواقبها الوخيمة : (( اقشعرّت الأرض وأظلمت السماء وظهر الفساد في البر والبحر من ظلم الفجرة , وذهبت البركات وقلّت الخيرات وهزلت الوحوش وتكدرت الحياة من فسق الظلمة , بكى ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والأفعال الفظيعة , وشكا الكرام الكاتبون والمعقبات إلى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والقبائح . وهذا والله منذرٌ بسيل عذاب قد انعقد غمامه , ومؤذِنٌ بليلِ بلاءٍ قد ادلهمّ ظلامه ، فاعزلوا عن طريق هذا السبيل بتوبة نصوح ما دامت التوبة ممكنة وبابها مفتوح ، وكأنكم بالباب وقد أغلق وبالرهن وقد غَلِق وبالجناح وقد عَلِق {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] . اشترِ نفسك اليوم فإن السوق قائمةٌ والثمن موجودٌ والبضائعَ رخيصةٌ , وسيأتي على تلك السوق والبضايع يومٌ لا تصل فيها إلى قليل ولا كثير { ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ}[التغابن:9] , {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْه}[الفرقان:27] ))(3) اهـ.

هذا وإن كثيراً من الناس غلبته الشواغل والمغريات والملهيات وأصبحت عائقاً وحجر عثرة له عن التوبة والرجوع إلى الله ؛ يصبح ويمسي وهو في ترفٍ وبذخ ، وإسرافٍ وتبذير، ولعبٍ وسهر، ونومٍ وكسل، وظلمٍ وفجورٍ وطغيان ؛ فشهر رمضان فرصة لأمثال هؤلاء الغافلين للتوبة النصوح والإقبال على الله ، وإذا لم تتحرك النفس في هذا الموسم العظيم للتوبة فمتى تتحرك !! وإذا لم يقبِل العبد على الله في هذا الشهر المبارك فمتى يقبل!! . والله عز وجل قد فتح باب التوبة لعباده ووعد بالقبول ، قال تعالى: { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ} [الشورى: 25] ، وقال صلى الله عليه وسلم : ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا)) (4)، فليغنم المفرطون المقصرون شهر الغفران بالتوبة النصوح مستوفين شروطها ، وهي ثلاثة شروط إن فُقِد أحدها لم تصح التوبة:

أولها : أن يقلع عن المعصية إقلاعاً تاماً ، وعلامته مفارقة الذنب فوراً .

الثاني: الندم على فعلها ، وعلامته طول الحزن على ما فات .

الثالث: العزم أن لا يعود إلى المعصية أبداً ، وعلامته التدارك لما فات وإصلاح ما هو آت.

فإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي زاد شرط رابع وهو : أن يبرأ إلى الله من هذا الحق وذلك بِرَدِّه إلى صاحبه أو استحلاله منه .

اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا مغفرة من عندك وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم .

*****

----------------

(1) رواه مسلم (2702).

(2) صحيح مسلم (2747).

(3) الفوائد (ص 65-66).

(4) صحيح مسلم (2759).



..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

((   شهــر رمضـــــان المعظم )) Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( شهــر رمضـــــان المعظم ))   ((   شهــر رمضـــــان المعظم )) I_icon_minitimeالخميس 19 يونيو 2014 - 12:38

الصيام وتعظيم الله

أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَسْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ )) (1) ، وفي رواية لمسلم (( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ ؛ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي ))(2).

إن الله تفضلاً منه وإكراماً لعباده يضاعف لهم الحسنات أضعافاً مضاعفة ؛ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف على ما يفعلونه ويقومون به من الطاعات من أداء للواجبات وترك للمحرمات وترفُّع عن المكروهات ومنافسة ومسابقة في النوافل والمستحبات ، أما الصوم فإن الله قد نسبه إليه تشريفاً لشأنه ورفعاً لقدره ومنزلته عنده ولم يخبر بثوابه وأجره واكتفى بقوله : (( وَأَنَا أَجْزِي بِهِ )) فما ظنك بجزاء الله وعظيم تفضله لعباده الصائمين !! وليس أحدٌ من الناس يمكنه أن يحدِّد هذا الجزاء ولكن إذا عرفوا هذا الإله المتفضل والرب المكرم عرفوا عظم أجره وثوابه الذي يفرح بسببه العبد فرحتين ، فالله سبحانه هو الحي القيوم ، الكبير المتعال ، ذو الكبرياء والعظمة ، وهو القوي العزيز ، الغني الحميد ، ذو الجلال والإكرام ، لا يعجزه شيء ، ولا شيء يثقله أو يكرثه ، ولا يحتاج لأحدٍ ليرفعه أو يزيده ، ولا يخشى أحداً يضره أو ينقصه ، له القوة جميعاً وله الغنى المطلق ، لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين ، ولا ينقص خزائنه نفقاته التي أعطاها ويعطيها السائلين وغير السائلين منذ خلق السموات والأرض وإلى يوم لقائه ، الكل فقير إليه إنسهم وجنَّهم ، حيوانهم ونباتهم ، حجرهم ومدرهم ، حيّهم وميتهم ، من في الأرض ومن في السماء وما بينهما : { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ [49] يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [النحل: 49-50] وقال تعالى: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } [الحج: 18] .

والله ذو المنّ والعطاء والهبات العظيمة { الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } [طه: 50] تفضل على عباده بالهداية إلى هذا الدين وأكرمهم ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم وشرفهم بإنزال القرآن في شهر رمضان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ليخرجهم من الظلمات إلى النور ، وكتب لهم الأجور العظيمة جزاءً لما يقومون به من واجبات ويجتنبونه من منهيات ومحرمات ، وأفعالهم التي يقومون بها لا تعدل شيئاً إذا قوبلت بنعمه على خلقه ؛ ولكنه محض تفضله سبحانه وإكرامه لعباده ؛ فهو الذي خلق وهو الذي هدى ووفَّق وهو الذي يعين ويكلأ ، وهو الذي يثيب ويكرم بأفضل الجزاء وأكمله ، فما أعظمه وما أجله وأكرمه وما أرحمه وأحلمه ، يأمر بالقليل ويجازي بالكثير ، والصائم تقرب إلى الله بطاعةٍ عظيمة عنده محبوبة إليه السر فيها بينه وبين عبده أكثر من العلن ، يظهر فيها كمال الإخلاص والخشية والمراقبة وجمالها ، فالصائم جمَعَ بين جمال الظاهر والباطن فسكنت جميع جوارحه لله والتزمت أمره وامتلأ قلبه حباً لله وإخلاصاً ، والله جميل يحب الجمال؛ فيحب من عبده أن يجمِّل لسانه بالصدق ، وقلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل ، وجوارحه بالطاعة ، وبدنه بإظهار نعمه عليه في لباسه وتطهيره له من الأنجاس والأحداث والأوساخ والشعور المكروهة والختان وتقليم الأظافر ، فيعرفه بصفات الجمال ، ويتعرف إليه بالأفعال والأقوال والأخلاق الجميلة فيعرفه بالجمال الذي هو وصفه ويعبده بالجمال الذي هو شرعه ودينه(3).

والعبد كلما عظمت معرفته بالله وعلمه به في نفسه ازداد تعلقه بربه وشوقه إليه وامتلأ قلبه طمعاً ورغبة ورجاء في رضاه وثوابه وجنته ، وخشيةً وخوفاً من غضبه وعقابه ، والناس يتفاوتون في هذه المعرفة وهذا العلم ، قال ابن القيم رحمه الله : " من الناس من يعرف الله بالجود والإفضال والإحسان ، ومنهم من يعرفه بالعفو والحلم والتجاوز ، ومنهم من يعرفه بالبطش والانتقام ، ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة، ومنهم من يعرفه بالعزة والكبرياء ، ومنهم من يعرفه بالرحمة والبِرِّ واللطف ، ومنهم من يعرفه بالقهر والملك، ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته وإغاثة لهفته وقضاء حاجته. وأعمّ هؤلاء معرفة: مَن عرفه من كلامه ؛ فإنه يعرف رباً قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال ، منزه عن المثال ، بريء من النقائص والعيوب ، له كل اسم حسن وكل وصف كمال ، فعال لما يريد، فوق كل شيء ، ومع كل شيء ، وقادر على كل شيء ، ومقيم لكل شيء ، آمرٌ ناهٍ متكلمٌ بكلماته الدينية والكونية ، أكبر من كل شيء ، وأجمل من كل شيء ، أرحم الراحمين ، وأقدر القادرين، وأحكم الحاكمين. فالقرآن أنزل لتعريف عباده به، وبصراطه الموصل إليه، وبحال السالكين بعد الوصول إليه " (4) اهـ.

والصائمون هم أحق الناس بمعرفة الله وتوقيره لينالوا وافر العطاء وعظيم الجزاء يوم القيامة ، والصائم كلما ازداد معرفةً بالله ازداد قرباً منه وعظم الله أجره لما اجتمع له من فضل الصيام الذي يجزي الله به ، وهذه المعرفة التي جعلته يتقن صيامه ويحسن أعماله ويعبد الله كأنه يراه فيراقبه في سره وخلوته كمراقبته له في علانيته ؛ فاستوى سره وعلنه لكمال علمه واعتقاده برؤية الله له ، وهذا يثمر له تعظيماً لربه ، وحياءً منه ، وصلاحاً في جميع أعماله ، وتوبة وخشوعاً لله في كل أوقاته .

اللهم تقبل صيامنا واجعله خالصاً لوجهك ، ووفِّقنا للإخلاص في جميع أعمالنا ، وجنِّبنا الرياء والنفاق وسيئ الأخلاق .

***
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
 
(( شهــر رمضـــــان المعظم ))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع ومنتدبات ابو ريوف  :: المنــتديــات العامه :: (( رمضـــانيـــات ))-
انتقل الى: