(( الانوار المحمديه ))

لم تكن البعثه المحمديه امرا بسيطا او عاديا مرت عبر ابواب الزمن , ثم اختفت بين هرج الحياة ولغطها .... وحوادث التاريخ وحروبه ....وزحام المبادىء وصراخها ...
بل كانت امر جلللاً رن تحت قبة السماء ... وحدث مدويا فى سمع الزمان ...
فكأن الكون كله كان يولد من جديد ....ويتلبس بالوجود ثانيه ....ويظهر من ظلام العدم مره اخرى
ويفتح عينيه من اغماءة الفناء ...
كانت ميلادا معنويا رائعا شحنت فيه كل بسمه من بسمات الجمال .. وكل دفقه من دفقات الخير ...
وكل نبضه من نبضات الحق ...
لقد اصبحت الارض بعد هذه البعثه زهرة الكون .... ولؤلؤة صدفته المكنونه ....ونور جبينه ....
وبؤبؤ عينه وبسمة شفته .....
فان كان الكون المنظور كله صورة واحده فقط من صور الوجود ... وانعكاسا واحدا
من جوانب الحقيقه المطلقه ....وعالما واحدا من عوالم الخلق .
فان البعثه المحمديه التى حملت الحق المطلق لم تكن بهذا المقياس امرا عالميا فقط ... او ارضيا فقط
او كونيا فقط ...بل طوت بين جناحيها الارض والكون المنظور والعالم المشهود وغير المشهود .
ذلك لاننا ان ادركنا ان البعثه المحمديه كانت تعكس الحقيقه الالهيه الازليه وتنطق بها وتحملها
, وقلنا بان حقيقتها وشموليتها وسعتها تتجاوز الارض والارض فانا لا نقول شططا .

لذا :
اتعجب من المسلم الغافل الذى يترك عوالم الشموس والخلود هذه ليلهث وراء افكار ارضيه محدوده
المحتوى وقصيرة العمر ... محرومه من العمق والاصاله ...تسقط كاوراق الخريف فى اول مهبة ريح
غافله عن الحقيقه الالهيه العظمى ... مقطوعة الصله عن روح الانسان وقلبه ....عن اشواقه ووجده ....تنتهى مع الانسان على ابواب القبر ....ولا ترافقه فى رحليته الابديه ...
ثم تثقل كاهله يوم القيامه يوم الندامه .

وكان البشائر تترى الان ..لقد بدائت ايام الغفله بالانتهاء ...وبداء مخاض ميلاد جديد .. ميلاد المسلم مره اخرى ...شجرة الايمان بدائت تهتز ...اذن فالجذور حيه .
هذه الصحوه تحتاج ان يعرف العبد رسوله ونبيه ويتعلم منه ويجدد ايمانه ويلهب مشاعره
ويعرف بعضا من انوار البعثه المحمديه ومداها وشمولها وعمقها وعمقها والطريق التى اختطتها
وحكمة يد القدرة فيها .

مع انوار المصطفى محمد سيد المكان والزمان واله صل الله عليه واله وسلم
نلتقى بساط الانوار المحمديه .

مدخل :
سؤال: هل استطعنا ان نفهم الرسول محمد صل الله عليه واله وسلم سلطان الارواح المتربع على عرش الافئده والقلوب حق المعرفه وفهمناه حق الفهم وادركنا مبتغاه حق الادراك ؟!

كلا...,
فلو عرفته البشريه حق المعرفه , وفهمته حق الفهم لهامت به حبا ووجدا ,ولـو تغشت الارواح ذكراه العطره , لثارت اشواقها وفاضت عيونها بالدموع , ولاقشعر جلدها وهى تخطوا الى عالمه , عالم النبوه الطاهره ,ولالقت نفسها للريح كى تشتعل جذوة قلوبها المتقده بحبه بعدما صارت رمادا , فتذروها الرياح
نحوه صل الله عليه واله وسلم .
ولان الانسان يحب بمقياس ادراكه وفهمه , ولا نه عدو ما يجهل ..
فاننا نرى ان البؤره التى تتجمع حولها محاولات الاعداء ومؤامؤاتهم هى بذل قصارى الجهود لاقصائه عنه صل الله عليه واله وسلم عن القلوب واهمال ذكره ,وتنشئة الاطفال على عداوته .

لكن انظروا الى هذا التجلى الالهى .... فجميع العقبات والسدود التى منهجها عدونا للنيل منه فى افئدتنا
قد انهارت وتجاوزتها الانسانيه , وبداء الجموع يهرع بجموح ,
كفرح ظمآن فى صحراء موحشه وجد بالقرب منه ماءً سلسبيلا باردا .
ولا شك فى ان قلبا رحيما كقلبه عليه واله اطهر السلام واقدسه لا يرد ابدا من يقبل عليه بكل هذا الشوق وبكل هذا الوجد وبكل هذا العشق ,
بل يحتضنه بكل حنان وشفقه ويضمه الى صدره .
لا ادرى اذا كنتم قد لا حظتم شبابنا فى عز الشتاءوهم يلتجئون الى المساجد ويصطفون للوضوء فى البرد القارس
واسنانهم تصطك من شدة البروده رغم محاولات ارباب الضلاله والطغيان .
انا ساجيبكم : انها قوة الجاذبيه القدسيه للرسول محمد صل الله عليه واله وسلم .

لو وضع جميع خلق الله عز وجل فى كفه وهو فى كفة اخرى لرجحت كفته فهو صل الله عليه واله وسلم
علة الكون والكائنات , كما قال صل الله عليه واله وسلم فى حديث الخلق " لولاك ما خلقت الافلاك "

ان رسول الله صل الله عليه واله وسلم نبى ولكنه نبى البشرية كلها وبشر به جميع الانبياء السابقين
فقد اخذ الله ميثاق النبين جميعا ليؤمنن به " بسم الله الرحمن الرحيم (واذ اخذ الله ميثاق النبين لما اتيتكم من كتاب وحكمه ثم جائكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقرتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين ) .

وقد التزم جميع الانبياء بهذا العهد وكان عملهم منصبا فى هذا الاتجاه الشريف .
وعندما عرج بالرسول الاعظم الى السماء صلت جميع الانبياء وراءه
اجل .
فكانما كان النبين جميعا وعلى راسهم سيدنا ونبينا ابراهيم عليه السلام ونوح وموسى وعيسى
كانوا يريدون ان يكونوا ماذونين عنده .
يقول سيدنا عيسى عليه السلام وعلى نبينا واله اطهر الصلاة والسلام فى الانجيل ( انى ذاهب لكى ياتى سيد الزمان ).
اجلّ
فعندما عرج به صل الله عليه واله وسلم الى السماء امتلاءت حجور السموات باللآلىء والجواهر ,
وفرشت النجوم تحت قدميه واصطفت كاحجار الرصيف , وعندما وصل الى افق الشمس تمنت الشمس ان تكون جوهرة على تاجه , كل هذه الموجودات كانت تطوف حول نبوته بقدسية السجود الملائكى .
كان اكسير النبوه يتقطر منه قطره قطره ....

الايمان بالله عز وجل الذى هو نور السموات والاررض ، ان لم يحكم جميع القلوب ، سيطر الظلام على الارواح
واسودت القلوب ، فمثل هذه القلوب المظلمه تبتلى بقصر النظر عند مراقبة الاحداث ، وتكون رؤيتها معكره وغير واضحه ، يعيش صاحب هذا القلب كالخفافيش فى الظلام .

ففى هذا العهد الذى اهتزت فيه جميع اسس هذا الدين الحنيف من قواعدها ، وحرفت فيه الديانات السماويه من قبل اتباعها ، لم يبقى هناك سوى فئه قليله من الموحدين الذين كانوا يؤمنون بالله العظيم
ولكن دون ان يدركوا اسمائه وصفاته ، لذا لم يكونوا يعرفون كيف يوفون عبادتهم .

فى المقابل كان المشركون يعبدون الاوثان التى ملاؤ بها الكعبه المقدسه ويفخرون بهذه العباده ويجدون فيها السلوى ،
واللذين يملكون نصيبا من العلم كانوا يقولون نعبده لتقربنا الى الله زلفا .
بسم الله الرحمن الرحيم " ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى " .

وهكذا ،

فان شعور العبوديه الذى اودع فطره فى الانسان كامانه مهمه تعرض للخيانه وسوء الاستغلال
فكيف يمكن ان يعبد الشجر والحجر ؟!
يشير القران الى هذا الحال فيقول رب العزه جل وعلا بسم الله الرحمن الرحيم " ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعائنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم فى السموات والارض سبحانه وتعالى عما يشركون " .
" الا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ان الله يحكم
بينهم فى ما هم فيه يختلفون ان الله لا يهدى من هو كاذب كفار ".
ثم هاهم يبحثون عن عذر لهذا التفكير المنحرف , واكبر عذر يجدونه هو انهم وجدوا ابائهم لها عابدون
بسم الله الرحمن الرحيم " وإذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباؤنا اولو كانوا اباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ".

- لقد كان مجتمعا منحدرا الى عمق الظلام , تغيرت فيه جميع القيم الانسانيه وانقلبت رائسا على عقب
فاصبحت الفضيله عيبا ,والعيب والنقيصه فضيله وفخرا .. الوحشيه تمجد ...والرحمه والانسانيه تمتهن
قد وضعت الذئاب نفسها مكان الرعاة .
اما الاغنام التى لم يعد لها حول ولا قوة فتئن فى ايدى هؤلاء الظغاة وتتوجع ,
شاع الفحش والزنا والانحلال الخلقى ...ولم يكن شرب الخمر عيبا ولعب القمار ,ولم يكن الاحتكار شيئا غريبا ...بل امرا مالوفا .. اما طرق السلب والنهب ...وامتصاص دماء الناس فكان يعدا ذكاءً ومهاره
وحذقاً .

قيسوا حالنا الان ..!!!!!

لقد كانت الحاجه لشخص ساحر البيان ...مؤثر الكلام ..
ليقول لكل هذا : قف !
كانت الحاجه ملحه وشديده لدرجه اهتزت معها الرحمه الالهيه فاستجابت ...
فارسلت فخر الكائنات رسولاً .
وبمجيئه تغير وتبدل كل شيىء ..بعد ان كان الزمان والمكان غارقان فى الظلام
اذا بثغرهما يتبسمان بالنور الازلى الذى جاء به النبى الرسول محمد فخر الكائنات

ماعاش النبى صل الله عليه واله وسلم جاهلية قط كان عليه السلام امينا فى الودائع امينا فى الحديث امينا فى النظرة والايماءه امينا فى حياءه ومشاعره وعرفه الجميع بهذه الصفه وقد بلغنا ذلك من خلال الاثر " فذكر كيف كانت تودع القبائل اماناتها عنده وان الرجل اذا هم بالسفر لم يامن على بيته سوى نبينا محمد صل الله عليه واله
واذا خاف على ماله اودعه عنده واذا احتار فى علم هرع الى سيد العلم ليساله ويشاوره .
اتريدون دليلاً ؟!... حسناً : هاهو صل الله عليه واله وسلم يصعد الصفا وسال الناس من حوله:
ارئيام ان اخبرتكم ان خيلا تخرج من سفح هذا الجبل اكنتم مصدقى ؟!
قالوا : ماجربنا عليك كذباً ."
حتى كبار معاندى وكفار قريش عتبة ابن الربيعه وابو جهل والحكم وبن المغيره وغيرهم .
فالجميع دون استثناء يسلمون بصدقه واستقامته وامانته .
توفى عنه والده وهو فى بطن امه وتوفيت والدته فى السادسه من عمره وكفله جده وتوفى عنه
فى الثامنه ...
كأن القدر كان يجرده من كل احد الا الواحد الاحد ...ومن كل شيىء ليهيئه لتسليم امره كله لله عز وجل ...فكل من مد يده اليه سسرعان ما يرحل ... ويكان القدر يوميء بالعنايه الالهيه الفعليه والمباشره فى ظل نور التوحيد وتجلى سر الاحديه ...
كان عليه ان يحس بكلمة التوحيد ...و" بحسبى الله " فى وجدانه وكيانه ..كان من الضورى ان تفقد
كل الاسباب الظاهريه قيمتها عنده صل الله عليه واله وسلم .
جائ الى الدنيا من اب اسمه عبد الله وامٍ اسمها امنه وليس هذا صدفهٍ ولكنه تقدير ربانى تقدير الهى فامنه معنى الامن والامان والامانه واب يحمل معننى العبوديه لله تعالى " تهيئه وعنايه ربانيه ما اجلها واقدسها " لينشىء الامين قبل الرساله فى روح العبوديه والامانه .

لم يصف النور أحدا كما وصفه خالق النور..
وهو الاجدر بالوصف كيف لا؟ وهو الخالق المكون لا إله إلا هو نور السماوات والارض
وقد قال سبحانه:
" الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لاشرقية ولا غربية، يكاد زيتها يضيء ولم تمسسه نار، نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم "

ألا ترى أن الله عزوجل يقرب لنا مفهوم النور وهو العالم بعقولنا وقصور ادراكنا عن فهم حقيقته، فتراه يضع لنا هذا النور في مشكاة وهذه فيها مصباح والمصابح موضوع في زجاجة ثم يصف لنا ضياء هذه الزجاجة حتى تبدو لاعيننا وكأنها كوكب دري، ثم نراه يميز لنا بين النار والنور ليقرب كل ذلك لابصارنا ولينير بمعارفه اوهامنا وبصائرنا فندرك بعميق المعرفة الموهوبة لنا حقيقة الانوار.

لقد أخرج الحق لنا سبحانه معنى النور من عالم التكوين إلى عالم الوجود
ليصبح النور مدركا ومعقولا تتلقاه العقول بالقبول؟؟؟
ولما كان النور غير ملموسا ولا محسوسا لنا حسا ماديا فقد جعله الله في هذه الاية في وعاء مادي (مشكاة ومصباح وزجاجة) لنكون عنه فهما ماديا مدركا بالابصار ومحسوسا بالعقل.

وكذلك أخرج لنا محمدا صلوات الله عليه وآله من عالم الملكوت والتكوين إلى عالم الوجود الملموس لتراه الاعين و الابصار وتسمعه الاسماع وتحسه الحواس، وما ذاك إلا لطفا منه بنا ورحمة بعباده، وتفضلا علينا بجميل عطاءه، عسى أن ندرك كنه خلقه، فالابصار عن رؤيته قاصرة والعقول عن أدراكه مقصره، ألا من رحمهم تعالى برحمته وشملهم بعطاء الحكمة وتجليات العقول وروحانية النفوس.

هناك في عالم الملكوت عالم التكوين كان محمدا وآله صلوات الله عليهم أجمعين أنوارا ويذكرهم ايضا أشباحا على ساق العرش، بهم استغفر آدم عليه السلام ربه بعد الخطيئة وبهم توسلت نوح عليه السلام حين ركب السفينة وبهم خلص الله أبراهيم الخليل من نار النمرود، وبهم توسل موسى الكليم حين (القى عصاه وأوجس من نفسه خيفة)، وبهم دعاه الكليم ايضا حين عبر البحر، ولما اراد اليهود قتل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام دعا ربه بحق هذه الاسماء فرفعه الله اليه وخلصه من مكر اليهود وظلمهم..

ألم تر أن الله عز وجل يصف رسالة محمد صلوات الله عليه وأله بانها خروج من الظلمات إلى النور حتى قال تعالى شأنه:
" الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات اؤلئك اصحاب النار هم فيها خالدون ".

فمحمد وآله صلوات الله عليه وعليهم ( أنوارا ومشاكي ومصابيح) بها يهتدى، وبها يخرج الناس من الظلمات إلى النور الالهي، فالناس في ظلمة وجاهلية حتى يدركواأنوار الرسالة المحمدية، حتى قال سبحانه:
" أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها، ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور ".

من هنا فلم يكن أحدا يعرف حقيقة هذا السر الالهي والتكوين الرباني الرسول والنبي الخاتم والذي سماه خالقه محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وآله إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام، من هنا كان النبي يقول لعلي: " ياعلي لايعرف الله إلا أنا وأنت ولا يعرفني ألا الله وأنت ولآ يعرفك إلا الله وأنا "
من هنا ايضا قال كعب بن زهير بن أبي سلمى في بردته:
" أن النبي لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول "./البردة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم " الله يبدء الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون ".

هو خروج الخلق من عوالم التكوين إلى عوالم الوجود ثم أعادتهم لعالم التكوين بعد الموت وفي يوم الحساب....
فخروج الرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله بولادته من عالم التكوين إلى عالم الوجود ما هو إلا حالة تواصل بين عالمين .

وهو تواصل نوراني.. وكما قلنا سابقا:
أنه كان محمدا صلوات الله عليه وآله نوارا في عالم التكوين ولما ارد الله عزوجل ان يقربه الينا في عالم الوجود كي نراه ونعرفه ونهتدي به جعل هذا النور يتجلى في عالم الوحود بولادته المباركة في عام الفيل من ابوين مباركين في الاصل لم تلامس سلالتهما الخطيئة ولم يرتكب آبائهما إثما فكانا خالصين مخلصين، طاهرين مطهرين هما:
(عبد الله بن عبد المطلب)، والسيدة الجليلية (آمنة بنت وهب)
وما ولد هذا النور في عالم الوجود إلا لتراه الاعين وتسمعه الابصار وتدركه الاوهام التي هي غير قادرة على إدراكه لو بقي نورا في عالم الملكوت.

فمحمد ورسالته وآله كان لهم وجود في عالم التكوين...
وهم لم يأتوا من فراغ، ولكن الله جعل لولادته زمنا ومكانا يتفق وحاجة الوجود إليه..
وجعل لرسالته السماوية زمنا تبدء به بين الناس ووجودها سابق لهذا الزمن...
وجعل لها مكانا شمل التكوين كله وإلا لم تكن رسالته مهيمنة على ما قبلها، ولا مبشرة بالقادم من التاريخ.

فسلام عليك يارسول الله يوم كنت نورا قبل الانوار، سلام عليك في عوالم التكوين وسلام عليك يوم ولدت في عالم الوجود، وسلام عليك يوم ارسلت رحمة للعالمين، وسلام عليك يوم توفيت ويوم تبعث حيا. عليك مني السلام ما بقيت وبقي الليل ونهار ورحمة الله وبركاته