كن مع الله يكن الله معك

ان العبد اذا احسن الظن بالله , وتوكل عليه حق توكله , كان فى معية الله فى حله وترحاله , فى نومه وفى يقظته , واذا بلغ رجاء العبد ان يكون الله سبحانه وكيلا له وشهيدا على كل تصرفاته واعماله , ما خيب الله له رجاء , ولما تركه لنفسه طرفة عين .
يحكى البخارى فى صحيحه :
أن رجلا من بنى اسرائيل طلب من رجل ان يقرضه الف دينار ,
فقال له الرجل : هل لك شاهد ؟
قال : ما معى شاهد الا الله .
قال له : كفى بالله شهيدا .
قال : هل معك وكيل ؟؟
قال : ما معى وكيل الا الله .
قال له : كفى بالله وكيلا ,
فاعطاه الالف دينار , وذهب الرجل , وكان بينهما موعد واجل مسمى ,وبينهما نهر فى تلك الديار .
فلما حان الموعد , اتى صاحب الدنانير ليعيدها لصاحبها الاول , فوقف على شاطىء النهر , يريد قاربا يركبه اليه , فما وجد شيئا , واتى الليل وبقى وقتا طويلا , فلم يجد من يحمله ,
فقال وقد توجه الى الله : اللهم انه سالنى شهيدا فما وجدت الا انت , وسالنى كفيلا فما وجدت الا انت , اللهم بلغه هذه الرسالة ثم اخذ خشبة فنقرها وادخل الدنانير فيها , وكتب فيها رسالة , ثم اخذ الخشبة ورماها فى النهر , وذهبت الخشبة تتهادى على صفحة النهر , باذن الله , وبلطف الله , وبعناية الله سبحانه وتعالى .
وخرج ذاك الرجل صاحب الدنانير الاول ينتظر موعد صاحبه , فوقف على شاطىء النهر وانتظر فما وجد احدا , فقال :
لم لا آخذ حطبا لأهل بيتى ؟
فعرضت له الخشبة بالدنانير فاخذها وذهب بها الى بيته , فلما كسرها ليشعل نارا فوجد الدنانير والرسالة .
لان الشهيد أعان , والوكيل أدى الوكالة , فتعالى الله فى علاه .
( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )