محمد منسى المشرف العام
عدد الرسائل : 20175 العمر : 45 الموقع : منتديات ابو ريوف تاريخ التسجيل : 26/03/2008
| موضوع: خير أيام الدنيا الأحد 27 أغسطس 2017 - 18:54 | |
| خير أيام الدنيا إن من رحمة الله, عز وجل, بعباده أن جعل لهم مواسم للخير يضاعف فيها الثواب للعبد, وها نحن قد وصلنا إلي آخر موسم من مواسم الخير في هذا العام وهي أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة فهي أيام شريفة فاضلة عالية القدر, جعل الله العمل الصالح فيها أكثر ثوابا وأعظم أجرا من العمل فيما سواها, فهي أفضل أيام العام علي الإطلاق, حيث يجتمع فيها حجاج بيت الله الحرام في أطهر بقعة من الأرض حول الكعبة المشرفة, يطوفون ويتسابقون إلي الطاعات, ويتنافسون في الخيرات, ولفضلها أقسم الله بها فقال: والفجر وليال العشر والشفع والوتر( الفجر آية1-3), قال ابن كثير: المراد بها عشر ذي الحجة, وقد أقسم الله بها لفضلها, فالله سبحانه لايقسم إلا بعظيم. والصحيح الذي عليه جمهور المفسرين أن الليالي العشر هي عشر ذي الحجة, وقد ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال في تفسير هذه الآيات: العشر عشر النحر, والوتر يوم عرفة, والشفع يوم النحر( رواه النسائي), فهذه العشر من أفضل أيام الدنيا, فعن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلي الله من هذه الأيام يعني العشر, قالوا: يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله, إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء( رواه البخاري), فالعامل في هذه العشر أفضل من المجاهد في سبيل الله الذي رجع بنفسه وماله, قال ابن حجر في الفتح والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة, لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها, وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج, ولايأتي ذلك في غيرها, فينبغي علينا أن نغتنمها ونشغلها بالعمل الصالح ونكثر فيها من الطاعات. ومن العبادات التي ينبغي أن نحرص عليها في هذه الأيام الصيام, ففي سنن أبي داود أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يصوم هذا العشر وهذا العشر مشتمل علي يوم عرفة, وقد سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة فقال: أحتسب علي الله أن يكفر السنة الماضية والآتية( رواه مسلم), ومن الأعمال التي ورد فيها النص علي وجهة الخصوص في هذه الأيام الإكثار من ذكر الله عموما, ومن التكبير خصوصا, فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم, قال: مامن أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر, فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد( رواه أحمد), فالسعيد من اغتنم هذه الأيام وتقرب فيها إلي ربه بالطاعات مشاركا لإخوانه الحجيج في أعمال البر والطاعة, قال ابن رجب في لطائف المعارف: لما كان الله, سبحانه, قد وضع في نفوس عباده المؤمنين حنينا إلي مشاهدة بيته الحرام, وليس كل أحد قادرا علي مشاهدته كل عام, فرض علي المستطيع الحج مرة واحدة في عمره, وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين. | |
|