كتاب الأرض
كتاب الأرض في مقبرة 9 في وادي الملوك
كتاب الأرض عبارة عن نص جنائزي مصري قديم كان يطلق عليه العديد من الأسماء مثل "خلق قرص الشمس" و "كتاب أقر[1]" ، يظهر الكتاب في المقام الأول على مقابر مرنبتاح و توسرت و رعمسيس الثالث و رمسيس السادس و رمسيس السابع ، و هو وبمثابة النظير لكتاب المغارات.[2]
الشخصيات الرئيسية في القصة هي أوزوريس، رع و الروح با ، في حين أن الحبكة الرئيسية هي الرحلة التي تستغرقها الشمس خلال إله الأرض أقر.
المصادر الأصليةتم العثور على مشاهد الكتاب على كل من جدران مقابر رمسيس السادس ورمسيس السابع ، كما كان هناك بعض المشاهد الإضافية وجدت على جدران المقابر الملكية الأخرى التي تمتد في الفترة من عصر الدولة الحديثة إلى العصر المتأخر، ولكن نظراً لتناثر العديد من المشاهد في مقابر مختلفة، فإن ترتيبها أصبح مشوشاً.[1]
كان جان فرانسوا شامبليون أول من نشر المشاهد و النصوص من قبر رمسيس السادس في كتابه Monuments de l'Egypte أو آثار مصر ، حيث فك رموز الكتابات الهيروغليفية المرسومة في القبور ، وكان الكسندر بيانكوف أول من درس فعلياً تكوين الصور والكتابات وبحث عن معانٍ وراء الرسوم المبينة على الجدران ، و قد طوّر برونو هـ. سترايكر تفسيرا للكتاب باعتبارها علم الأجنة الإلهي في عام 1963.
بنية الكتاب
على الرغم من كون هذا غير مؤكد، إلا أنه يعتقد أن اللوحات الباقية من التكوين الأصلي تم تقسيم كل منها إلى ثلاثة سجلات. مما يجعل من غير الواضح ما إذا كانت المشاهد من المقابر الأخرى هي في الواقع جزء من قصة كتاب الأرض فعلا أو أنها منفصلة عنه.
ويعتقد العلماء أن الكتاب يتكون من نصفين أحدهما يحتوي على مشاهد من العقاب ، و يستخدم كتاب الأرض قرص الشمس كنمط مكرر في سرد القصة ، و المشاهد موجهة بحيث تواجه اليمين، والتعليقات النصية عليها يمكن قراءتها من اليمين إلى اليسار، كما هو الحال في مقبرة رمسيس السادس [2] ، و هذا عكس التكوين النموذجي وفقا لالكسندر بيانكوف.[3]
المحتويات
و ينقسم الكتاب إلى خمسة مكونات رئيسية؛ جزء (هـ)، جزء (د) ، جزء (ج)، جزء (ب)، وجزء (أ) ، و هذه المكونات تشكل مواضيع خلق «قرص الشمس» و «رحلة رع إله الشمس في العالم السفلي وخروجه للنور» ، و معظم محتويات الكتاب تتواجد داخل القسمين (أ) و (ب).
الجزء (هـ)
في هذا الجزء هناك ستة آلهة مرسومة تصلي إلى قرص الشمس في تلال الدفن ، و هذا هو أصغر جزء معروف من الكتاب ، و على الأرجع هذا الجزء ليس أصلا من كتاب الأرض.
الجزء (د)
على الأرجح الجزء (د) هو بداية التاليف الأصلي ، حيث يتم عرض التعريفات الرئيسية بالكتاب ، و يقع كذلك قسم كبير من محتويات كتاب الأرض ضمن هذا الجزء ، و هو يصور عالم الموتى ، مع أوزوريس (كشخصية رئيسية) داخل القبر الذي تحرسه الأفاعي ، و تحت أوزوريس يوجد أنوبيس و إله آخر و قد امتدت أياديهما لتوفير الحماية لجثة أوزوريس ، و هذا المشهد يمثل تجديداً، في حين أن المشاهد على الجوانب المجاورة تصور العقاب ، ففي مشاهد من عقاب نرى آلهة العقاب ممثلة و هي تمسك بمراجل[1].
و تالية تأتي مومياء إله الشمس واقفة على قرص شمس كبير المحتوى من قبل زوجين من الأذرع ترتفع من أعماق نون. و يحيط بهذا المشهد سلسلة من اثني عشر نجماً و اثني عشر قرصا صغيرا للشمس تشير إلى مسار الساعات في الليل و النهار ، و تمسك أيادي إلهين بنهايات هذه اللوحة الجدارية.
المشهد الأخير في هذا الجزء يظهر الإله أقر ، الذي يمثل ناووس إله الشمس في صورة أبو الهول مزدوج ، و يعتمد الناووس على اثنين من أفاعي الصل ، وداخل الناووس خبري و تحوت الذان يصليان لإله للشمس ، و تحت الناووس نوعان من الشخصيات الملكية مع إيزيس و نفتيس التان تحملان جعراناً مجنحاً وقرص شمس[2].
و في الوسط نشاهد حورس يرتفع في شكل إلهي يسمى "الغربي" [2]، و جواره هناك سبعة تلال يحتوي كل منها على إله ، و في المشهد التالي، يتم تكرار نشر حورس (حورس الآن برأس صقر) ، ويرتفع من جسد أوزوريس المحمي بواسطة أجساد إيزيس و نفتيس.
في المشهد التالي، تمسك أذرع نون قرص الشمس، و أذرع أخرى و ثعبانا صلّ تمسك بقرص شمس آخر ، و يقبع ثعبان أعلى قرص الشمس هذا ، و هذا قد يدل على إعادة ولادة الشمس.
و مثل العديد من النصوص المصرية القديمة، يظهر الجزء السفلي معاقبة الأعداء في مكان الابادة لأنهم تحت الآلهة ، و حيث أن الآلهة هي الشخصيات الأكثر أهمية ، فقد رسمت فوق الآخرين ، و يظهر إله الشمس فوق مع العديد من التوابيت وأربعة أعداء تحته.
وأخيرا، نجد جثة مسجاة في تابوت كبير يقع في مكان الابادة يدعوها رغ "جثة شتيت" ، و هذا هو عالم الموتى حيث الآلهة والإلهات فوق المشهد مشبكي أيديهم في صلاة ، و في المشهد الأخيرنجد الثعبان أبوفيس تم القبض عليه من قبل آلهة برؤوس كباش[1].
الجزء (ج)
يضم الجزء (جـ) ثلاثة مناظر قد تكون مرتبطة بالجزء (د) ، ولكن تسلسل الأحداث غير واضح ، فالمناظر العليا و المتوسطة على حد سواء تبدأ مع صور لإله الشمس في شكل له رأس كبش ، و اثنين من طيور (با) يصلون إليه في حين أن إلهاً مجهولاً يحييه في المنظر الأوسط ، و وراء الإله غير المعروف يوجد نوعان إضافيان من الآلهة ، واحد برأس كبش والآخر برأس ثعبان ، و هذه الآلهة أيديهم ممدودة أمامهم، نحو قرص الشمس، في وضعية الحماية ، من هذه الوضعية تظهر رأس صقر هو رأس الإله حورس العالم السفلي[1].
الجزء (ب)
مناظر هذا الجزء أقل وضوحا، ويمكن اعتبارها أجزاء كثيرة تنتمي إلى الجزء (أ) ، و تتكون المشاهد الأولى في هذا القسم من أربعة أشكال بيضاوية مع المومياوات في الداخل، والتي هي قادرة على التنفس من أشعة إله الشمس. وهناك أيضا أربعة تلال دفن التي تم تسليمها و محمية من قبل الأفاعي ، الجزء الرئيسي من هذا الجزء يصور المومياء الواقفة التي تدعى "جثة الإله"[1] ، والتي هي أيضا قرص الشمس بذاته ، و أمامها يرتفع ثعبانان من زوج من الأذرع حاملين إلهاً و إلهة في وضع التقديس ، و وراء المومياء هناك صف آخر من الأذرع ، و تدعى الأذرع خلفه "أذرع الظلام"،و التي يدعمها التمساح (بنونتي)[1].
و بعد ذلك هناك أربعة أشكال بيضاوية أخرى تحتوي على المومياوات مع أربعة من طيور (با) ، بواقع طائر لكل مومياء ، هذا جنبا إلى جنب مع اثنين من الرموز الهيروغليفيو الأخرى التي تمثل الظلال ، و تحت هذه اللوحة الجدارية ناووس يحتوي مومياوات أوزوريس وحورس برأس الصقر[1].
و في نهاية هذا الجزء من كتاب الأرض يُظهر الجزء العلوي تصوير من تل الدفن الكبير، التي يحتوي على قرص الشمس مع إله مجهول يصلي إليها ، مع اثنين من الرؤوس واثنتين من الإلهات التي تقع على جانبي التلة الدفن الكبيرة كذلك تقدس له ، و مباشرة تحت هذا، في المنظر السفلي، أربعة آلهة و طيور با يصلون أيضا.
الجزء (أ)
في بداية هذا الجزء ، يتم وضع إله الشمس بواسطة المومياوات في تل الدفن المسمى تل الظلام[1] ، و فوق هذا التل، تظهر السفينة الشمسية ، بعد هذا المشهد يصور أقر في هيئة أبو الهول مزدوج ، و تقع السفينة الشمسية بين مدخل ومخرج عالم الأموات و جانبها القاسي يواجه الخروج ، و يظهر تحته بعث جثة الشمس، وهو المشهد الذي يصور عادة في غرف التابوت الملكي ، كائن برأس الصقر يخرج من قرص الشمس، وضوء يظهر ساقطا على "جثة غامضة" مستلقية[1] ، و في المشهد التالي تم رسم اثنتا عشر إلهة يمثلن ساعات الليل ، كل آلهة لديها رمز للنجمة و رمز للظل و قرص شمس بأشعة فوق رأسها ، و في بداية المشهد الرابع ، تم رسم عدد قليل من المومياوات في أربعة دوائر كبيرة ، و في المشهد الخامس يظهر الإله المركزي، الذي يعتقد أن أوزوريس، وتحيط بها جثث شو ، تفنوت، خبري و نون ، وفي المشهد السادس ويظهر زوج من الأذرع ترتفع من الأعماق ، و إلهة تسمى المدمرة تقف و ذراعيها مفرودتان لاحتضان قرص شمس ، و تدعم الأذرع اثنين من الآلهة يسميان غرب و شرق في اتجاهين متعاكسين ، ويعتقد أن المنظر العلوي من هذا الجزء ينتهي السطر الذي يحتوي على عنوان هذا العمل، على الرغم من أنه لا يزال غير معروف.
سجل الأوسط يبدأ مع السفينة الشمسية مرة أخرى ، التي تم سحبها من قبل أربعة عشر إلهاً برأس كبش مع طيور با الخاصة بهم ، بعد ذلك يظهر إلهاً يقف في كهفه، وتحيط به اثني عشر إلهة مع نجوم اللاتي تقدم إليه أقراص الشمس.
المشهد التالي، والذي ينتشر في جميع أنحاء قبر رمسيس السادس، يظهر خمسة تلال دفن مع رؤوس و اذرع خارجة منها ترتفع في وضع التقديس ، في المشهد الثالث، الذي يمثل ولادة الشمس. و قد رسم هذا المشهد أيضا على تابوت رمسيس الرابع، ولكن هناك المزيد من التفاصيل والمزيد من القصة على هذا التابوت من هذا المشهد.