ماذا أفعل ؟

إعذرونى .. فطبيعتى كأنثى تجعلنى أفكر بقلبى لا بعقلى
وعواطفى هى التى تحركنى .. ولهذا كانت سقطتى
أحكى لكم
فأنا الثالثة فى الترتيب العام لإخوتى .. الثانية فى ترتيب البنات
أختى الكبرى تسبقنى بأربع سنوات .. أما أخى الأكبر فقد إستقل بحياته وبزوجته بعيدا عنا
وإن كان يزورنا فى المناسبات
ومما رزقنى الله به من جملة ما رزقنى إياه .. قدا ممشوقا يلفت الأنظار
ووجها صبوحا .. تحسدنى عليه الكثيرات من زميلاتى
الوالد توفى وترك لنا معاشا معقولا .. لا يكفى .. ولكنه يسترنا
ولا أطيل عليكم .. فقد رأيته .كنت فى السنة النهائية من دراستى الجامعية
بتلك الجامعة الإقليمية .. وكان هو أحد المعيدين يالكلية
كنت قد رأيته من قبل .. ولكننى اليوم أنظر إليه وكأننى أراه لأول مرة
ألقيت عليه نظرة سريعة كأنها البرق أثناء شرحه للدرس
لاحظت من خلالها أنه ينظر ناحيتى .. وكأنه ينظر إلى وحدى
أعجبنى ذلك .. وأرضى غرورى بعض الشيئ
إنتهى الدرس .. وكنت قد إعتزمت أمرا .. تلكأت فى الخروج
إلى أن صرت الأخيرة فى حجرة الدرس .. تعللت بعدم فهمى لبعض النقاط أثناء الشرح
وعدنى أن يشرحها لى بمفردى فى الغد .. فى كا فتيريا الكلية
فى العاشرة صباحا .. ويبدو أن هذا ما كنت أريده تماما
كنت هناك بالطبع قبل العاشرة .. أتى فى الموعد .. جلسنا .. تكلمنا فى الدرس قليلا .. ثم تطرق الحديث إلى موضوعات شتى .. كان الجو شتاء ..به مطر قليل قد إنقطع منذ فترة
تظهر الشمس وتغيب .. ويبدو أحيانا قوس قزح .. بألوان جميلة .. يشبه
ما أسمعه.. كنت أميل إلى تصديقه .. أو قولوا إننى صدقته بسرعة
تععدت اللقاءات .. وأخذت منحى آخر .. فقد كنا نتقابل فى شقته التى يستأجرها
وعدنى بالزواج .. صدقته .. وأمنته .. ولا أدرى بعد ذلك ماذا حدث ..
أتذكر قبلها أننى كنت أطاول السماء .. وبعدها أحسست أننى لا شيئ
فقد فقدت عذريتى
طمأننى .. شرح لى أنه ليس هناك أى نوع من المشاكل .. كل ما هنالك أنه سوف يعجل
بمقتضيات الخطبة والزواج .. صدقته .ولم يؤثر ذلك على ما بيننا من علاقة
أو على مواعيد اللقاء
مرت ثلاثة شهور كاملة .. خفت .. أحسست بشيئ ما يتحرك فى داخلى
فزعت .. ذهبت إليه .. صارحته بمخاوفى .. رجوته .. توسلت إليه
ليفعل أى شيئ ينقذى به .
رأيت مخلوقا آخر . غير الذى عرفته .. تنكر لكل شيئ .. وأى شيئ
جثوت على ركبتى أمامه .. أستعطفه ..ذبحنى .. إذ قال .. أن كل شيئ
إنما تم برضاى وبرغبتى
خرجت .. أغلقت الباب ورائى بعنف .. تزامن ذلك مع صوت الرعد
وكانت لحظة الفراق المدوية
سرت فى الشارع على غير هدى .. تساقط المطر .. وتساقطت دموعى
ولا أدرى أكانت دموعى هى المطر ..أم أن المطر كان دموعى
ولو كان هذا المطر هو دموعى .. أهو الندم .. أم التوبة .. أم تأنيب الضمير
هل أرجع إلى البيت وأخبر أمى ؟ ..سيقتلها ذلك .. ولكنه سيخفف بعضا مما أنا فيه
هل أسكت وأنتظر الفضيحة تلاحقنى ؟
هل أقدم على الإنتحار ؟
هل .. وهل .. وهل ؟
أسئلة كثيرة تلاحقنى .. لا إجابة لدى
ولكن
ماذا أفعل ؟
----------------------