(( وشهد شاهد من الحكومة ))

مما لاشك فيه أن المشير عبدالفتاح السيسي يواجه العديد والعديد من التحديات المهمة والصعبة منذ اللحظات الأولي لدخوله القصر الجمهوري في بداية الاسبوع المقبل من أجل توفير حياة كريمة للشعب المصري وإعادة هيبة الدولة المصرية وتحقيق الأمن والآمان والاستقرار لشعب عاني طوال حكم نظام مبارك من الفساد ونهب ممتلكاته ومدخراته.. عاني من الظلم والقهر والقمع والتعذيب والتزوير والجوع والعطش والمرض والبطالة والقتل فوق الطرق السريعة والبطيئة وداخل القطارات وفي اعماق البحار وتحت انقاض العمارات المخالفة.. عاني طوال حكم المعزول وجماعته من الإرهاب والقمع وتكميم الأفواه والقتل والاستحواذ علي السلطة وفقدان الأمن والآمان والاستقرار.
اعتقد أن ظاهرة البطالة بين الشباب المصري تعد من أهم القضايا التي تحتاج الي حلول سريعة وعاجلة في الفترة المقبلة خاصة وانها كانت من الدوافع المهمة الرئيسية وراء اندلاع ثورة 25 يناير.
البطالة ظاهرة خطيرة يعاني منها كل بيت مصري وتؤدي إلي انتحار المئات من الشباب سنويا.. تؤدي إلي غرق العشرات من الشباب في البحر أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية ناهيك عن تعرض الآلاف لمهانة الاعتقال والترحيل سنويا.
اعتقد أن اعتراف المهندس ابراهيم محلب رئيس الحكومة أمس الأول بارتفاع نسبة البطالة إلي 4.13% بداية طيبة لمواجهة تلك الظاهرة الخطيرة التي تحولت إلي قنبلة موقوتة تهدد المجتمع بانتشار الانحراف الاجتماعي وارتفاع معدلات الجريمة خاصة وان الحكومات المتعاقبة كانت تلجأ دائماً الي تسطيح أو تهميش القضية فعندما كانت تأتي المنظمات الدولية ببيانات واحصائيات عن ارتفاع معدلات البطالة في مصر سرعان ما يتم تكذيبها من جانب الحكومة وتقدم لنا ارقاما واحصائيات مختلفة بالطبع تكون أقل بكثير وعندما كان يتعرض فوج من الشباب للغرق في اعماق البحر أثناء محاولتهم السفر بحثاً عن فرص عمل كانوا يتحدثون عن اخطاء الشباب في الهجرة غير الشرعية وينسون أو يتناسون الاسباب الحقيقية التي دفعتهم إلي ذلك.. وعندما كان ينتحر شاب بسبب فشله في الحصول علي فرصة عمل كانوا يتهمونه بالمرض النفسي!!
ويمكن القول أن الحكومات المتعاقبة خلال نظامي "المخلوع" و"المعزول" فشلت تماما في التعامل مع مشكلة البطالة بسبب السياسة التي اتبعتها في الاعتماد علي القطاع الخاص فقط لتوفير فرص عمل جديدة مما أدي إلي تفاقم المشكلة وبالتالي شهدت البلاد في السنوات الماضية العديد من كوارث غرق أفواج من الشباب في أعماق البحر أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية بحثا عن فرص عمل هربا من شبح البطالة الذي يطاردهم وتعود الينا جثثهم بعد غرق مراكبهم المتهالكة وتضيع أموالهم وتتلاشي احلامهم.
اسباب الظاهرة معروفة للجميع وهي زيادة اعداد الخريجين عاماً بعد عام وتخلي الحكومات السابقة عن مسئوليتها تجاه هؤلاء الشباب الذين يواجهون تراجع معدلات النمو الاقتصادي بسبب الخصخصة وانسحاب الدولة من المشروعات الانتاجية وضعف القطاع الخاص وعدم قدرته علي استيعاب العاطلين بتوفير فرص عمل لهم.
الخطورة ان البطالة في مصر هي بطالة متعلمة لان الغالبية العظمي منهم من خريجي الجامعات والمعاهد العليا والمتوسطة فبعد إلغاء تعيين الخريجين منذ عام 1984 تركت الحكومات المتعاقبة هؤلاء الشباب نهباً للبطالة لعدم قدرتها علي طرح حلول حقيقية وجذرية للمشكلة وهذا يعني إهدار طاقات وموارد استثمارية دون أن ينتج عنها عائد.
واعلم تماما ان مشكلة البطالة أو كارثة البطالة تحدثنا فيها كثيرا.. نعم ليست هذه المرة الأولي ولن تكون الأخيرة التي نتحدث فيها عن مشكلة من أهم المشكلات التي تؤرق الشعب المصري.. يكاد لا يمر عام إلا ونفاجأ بحادثة مروعة يتعرض لها فوج من الشباب الحالم بالسفر إلي شاطيء الثراء علي الجانب الآخر من البحر المتوسط.. يكاد لايمر أسبوع إلا ويصل الي مطار القاهرة العشرات بل المئات من الشباب وفي ايديهم القيود الحديدية عقب القبض عليهم أثناء محاولتهم السفر الي البلدان الأوروبية.. الشباب يلجأ الي الهجرة غير الشرعية هربا من شبح البطالة الذي يطاردهم وأملاً في تحسين أحوالهم المعيشية.. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه خاصة إذا اتت الرياح بما لا تشتهي سفنهم القديمة المتهالكة فيبتلعهم البحر ويعود من لقي حتفه جثة هامدة ويقبع من كتب له النجاة خلف القضبان وهو يندب حظه ويجتر احزانه.
لا يختلف اثنان علي أن مشكلة البطالة تحولت الي قنبلة موقوتة واصبحت تهدد المجتمع المصري بانتشار الانحراف الاجتماعي وارتفاع معدلات الجريمة.. يكاد لا يمر يوم واحد الا وتنشر الصحف العديد من الجرائم البشعة بسبب البطالة وغلاء المعيشة فنجد مثلا شاب يقتل والده أو والدته لعدم الانفاق عليه.. يكاد لا يمر يوم واحد إلا وتنشر الصحف حادث انتحار شاب أو اكثر بسبب فشلهم في الحصول علي فرصة عمل.
تحدثت من قبل عن قصة الشاب المتفوق.. "عبدالحميد شتا" خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الذي تقدم في مسابقة لمكتب التمثيل التجاري بوزارة التجارة الخارجية في عهد نظام مبارك وتم اختياره للوظيفة ضمن 35 متسابقاً من بين أكثر من ألف متقدم.. وكان عبدالحميد شاباً متفوقاً ويجيد عدة لغات أجنبية.. وظل المسئولون يرفضون اعلان النتائج النهائية فترة طويلة ثم فوجيء باستبعاده من الوظيفة بزعم أنه غير لائق اجتماعياً لأن والده فلاح بسيط ومن اسرة متواضعة فاتجه الي كوبري قصر النيل والقي بنفسه في نهر النيل.
ونهاية يمكن القول ان قضية البطالة تحتاج الي حلول سريعة وعاجلة لمواجهتها والتصدي لها.. تحتاج الي تحرك سريع لانقاذ شبابنا.. ظاهرة البطالة اكبر من أن ندفن رءوسنا في الرمال

» فيلم { ضد الحكومة } كامل
» تغيير الحكومة مطلب شعبي
» شاهد عظمة الخالق
» شاهد كيف نُصبت الجبال بالفيديو ...
» صورة ستحيرك قليلا للأذكياء فقط شاهد اللغز من هنا >