(( اوزن دينك عند «برهامى»! ))

تصريحات منسوبة للدكتور ياسر برهامى يقول فيها: «السيسى متدين أكثر من منافسه صباحى». وهى تصريحات -لو صحت- تحمل الكثير من الدلالات على الحال التى وصلنا إليها والتى دفعت البعض إلى تنصيب أنفسهم «آلهة» قادرة على التفتيش فى نوايا البشر والبحث فى قلوبهم والحكم على مدى تدينهم، والتمييز بين الأقرب والأبعد عن خالق البشر. عموماً ليس ذلك هو الموضوع لأن هناك موضوعاً أخطر لا بد أن نناقشه، يرتبط بمدى استفادة «السيسى» من مثل هذه التصريحات العجيبة.

يظن «برهامى» أنه يفيد «السيسى» بذلك ويدعم شعبيته، تماماً كما ظن -من قبل- ذلك الشيخ الذى خرج علينا ذات يوم يتحدث عن تلك الرؤيا التى رأى فيها النبى صلى الله عليه وسلم فى جمع من الناس بينهم الرئيس المعزول «محمد مرسى»، وحان وقت صلاة العصر فبادر الجمع إلى دعوة النبى لإمامتهم فى الصلاة فإذا بالنبى يقول: بل يؤمنا الرئيس الأستاذ الدكتور محمد مرسى! عقل «برهامى» وأسلوب تفكيره لا يختلف كثيراً عن عقل ومسلك تفكير هذا الشيخ «المخرف». «برهامى» يريد أن يدعم شعبية «السيسى» وأن يطعن فى «صباحى»، انطلاقاً من نظرته «الدونية» إلى الشعب المصرى على أن بالإمكان الضحك عليه بالدين. ولو كان هذا الشعب ينخدع بمثل هذه الأضاليل لظل الإخوان حكاماً حتى اليوم، ولكان «برهامى» يشيد فى هذه اللحظة بتدين «مرسى» حافظ القرآن وحامل كتاب الله فى صدره! إسقاط هذا الشعب للإخوان أكبر دليل على أن ألاعيب «الدقون» لا تنطلى عليه، لأنه يعتبر أن العلاقة بين الإنسان وربه مسألة فردية، لا يعلمها إلا الله وسوف يحاسب الإنسان عليها يوم القيامة.

مدح «برهامى» لـ«السيسى» بـ«التدين» لن يفيد الأخير، ووصف «حمدين» بأن تدينه أقل لن يضيره. المضار فى الحالتين هو الدكتور «برهامى» وأمثاله ممن لا تعلمهم التجربة. تجربة السنوات الثلاث الماضية تشهد أن هذا الشعب أصبح يبحث فى حاكمه عن صفتين: أولاهما العدل وثانيتهما الكفاءة. والناس تفهم أن الصلة بين العدل والتدين ليست أساسية، وهم يرون حكاماً من ملل ونحل مختلفة كانوا وما زالوا أكثر عدلاً من حكامهم الفسدة الذين يصلون ويصومون ويحلفون بالله «بلزمة أو بدون لزمة». أما «الكفاءة»، وهى كلمة لا أدرى هل لها معنى عند «برهامى» أم لا!، فتعنى القدرة على إدارة أمور البلاد بطريقة تقلل من معاناة الشعب، وتساهم فى حل مشاكله، وهو أمر لا يستوعبه الكثير من أبناء الجماعات لأن همهم الآخرة إما بالعمليات الانتحارية أو بنحر الآخرين ظلماً وعدواناً!

هناك سؤال أخير أود طرحه على الدكتور «برهامى»: هل كان يقصد حين تحدث عن التدين: التدين السلفى أم التدين الإخوانى أم التدين الصوفى أم التدين الشعبى؟ الأرجح أنه كان يقصد التدين «السلفى» انطلاقاً من اتهام البعض لحمدين صباحى بمغازلة جماعة الإخوان! «التسلفن» هو ميزان التدين عند «برهامى».. ولو مش عاجبك اوزن بره!

» (( اوزن دينك عند «برهامى»! ))
» (( برهامى.. عاشق التحريم ))