موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع ومنتدبات ابو ريوف

كل مساهمه في هذا المنتدى بشكل أو بآخر هي تعبر في الواقع عن رأي صاحبها
 
الرئيسيةبوابة METOأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا باصدقاء أبو ريوف بعد غياب اربع سنين اعود لمنتداكم الجميل لطالما علمت بأني هنا معكم استنشق عطراً يفوح من اقلامكم لكم مني كل الحب والتقدير أخوكم الصغير أبو ريوف

توقيت الرياض
المواضيع الأخيرة
» الإعلام بحدود قواعد الإسلام
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالأحد 23 أغسطس 2020 - 16:00 من طرف ملكة الحب

»  خلافة سيدنا الحسن
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:28 من طرف ملكة الحب

» جعدة بنت الأشعث
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:11 من طرف ملكة الحب

» رانـــــــــدا
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالثلاثاء 31 مارس 2020 - 18:06 من طرف ملكة الحب

» فضل لا إله إلا الله
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالجمعة 6 مارس 2020 - 10:39 من طرف ملكة الحب

» أهل الهـــــوي
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالجمعة 28 فبراير 2020 - 21:36 من طرف ملكة الحب

» "الحب في بئر الشك" : ملكة الحب
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالسبت 15 فبراير 2020 - 8:11 من طرف ملكة الحب

» القلـــــــــب
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالجمعة 31 يناير 2020 - 17:09 من طرف ملكة الحب

» النادي الأهلــــــي
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالخميس 30 يناير 2020 - 16:31 من طرف ملكة الحب

» أرزاق
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يناير 2020 - 12:51 من طرف ملكة الحب

» الإراده
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:22 من طرف ملكة الحب

» مؤامـــــــره
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:20 من طرف ملكة الحب

» الخـــــــــوف
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالجمعة 24 يناير 2020 - 15:45 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» معـــــانـــــــاه
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:41 من طرف ملكة الحب

» النهــــــايــه
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــــا
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:15 من طرف ملكة الحب

» مجنونــــــه
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــا
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:17 من طرف ملكة الحب

» القــطـــار
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:28 من طرف ملكة الحب

» مجنـــونـــه
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:23 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــــا
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:20 من طرف ملكة الحب

» القلب الغاشــــــق
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:19 من طرف ملكة الحب

» الدنيا بخيــــــر
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:16 من طرف ملكة الحب

» راعيني أراعيـــــك
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:36 من طرف ملكة الحب

» قاسيه جدا
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:33 من طرف ملكة الحب

» مــجرد إهمـــال
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالخميس 2 يناير 2020 - 13:59 من طرف ملكة الحب

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد منسى - 20175
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_rcap(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Voting_bar(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_lcap 
ملكة الحب - 1258
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_rcap(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Voting_bar(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_lcap 
ابو ريوف METO - 324
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_rcap(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Voting_bar(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_lcap 
جلالة الملكه - 180
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_rcap(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Voting_bar(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_lcap 
باكى - 67
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_rcap(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Voting_bar(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_lcap 
الحربي - 36
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_rcap(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Voting_bar(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_lcap 
صلاح اليب2 - 35
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_rcap(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Voting_bar(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_lcap 
زهرالورد - 30
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_rcap(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Voting_bar(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_lcap 
رشيد سويدة - 29
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_rcap(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Voting_bar(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_lcap 
اكينو ملوال - 29
(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_rcap(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Voting_bar(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Vote_lcap 

 

 (( القاتل ذو الشعر الأحمر ))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Empty
مُساهمةموضوع: (( القاتل ذو الشعر الأحمر ))   (( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالأحد 30 مارس 2014 - 14:13

خرجت من صدمة كبيرة سوف تخاف من كل شيء، خصوصا مع هذه اللهجة العميقة... وأنت جئت لي لكي أبحث لك في الموضوع، ولكن يا سيدتي ألا تعلمي أننا نبحث عن أبرة في كومة قش، ألا تعلمي بأن عالم النت عالم كبير جدا، ويمكن لأي شخص الدخول له والتسجيل بأي اسم شاءه لا أعلم، ولكني فكرت بأن شخصا ذكيا مثلك، لن تعوقه مثل هذه القضية وسوف يجد مخرجا الاحتمال الوحيد الذي يمكن أن نبني عليه هو أن الشخص يتحدث عن قضية قتل زوجك، ولكن كما اتفقنا بأن القاتل كان هو البستاني وليس هناك أي شيء يستحق التقييم لا أدري يا سيدي قد تستطيع الوصول لشيء أبعد من ذلك، أنت مشهور في هذه البلدة بأنك تستطيع كشف كل شيء، ساعدني وسوف أعطيك مبلغا سخيا من المال توقف لبرهة وفكر للحظة، الرسالتان لا يبدو عليهما آثار المزح أبدا، فالذي يمزح لن يكتب بهذه الثقة، كما أنه سوف يكتب أكثر من سطر كامل... كما أن خوف السيدة واصرارها يجعل الأمر مريبا بعض الشكل فقد تكون تخفي بعض الأمور، لكن لحظة: لو كانت خائفة لجائت من أول رسالة ولم تنتظر للرسالة الثانية، ولكن من يدري لعل هناك شيء يدار في الخفاء كل الاحتمامالات مفتوحة جدا حسنا يا سيدتي، سأحاول أن أمر عليك في المنزل كي أسألك عن بعض الأمور ونبدأ التحقيق في هذه القضية، هل لي بعنوان منزلك نعم يا أستاذ رامي، هذا هو عنوان المنزل، وهذا هو رقم جوالي، وأتمنى أن أراك في أسرع وقت حسنا يا سيدتي سأحاول أن أمر عليك اليوم بعد المغرب ممتاز، سأكون في انتظارك لا تتأخر أرجوك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( القاتل ذو الشعر الأحمر ))   (( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالأحد 30 مارس 2014 - 14:25

تحمل في عقلها الكثير من الأفكار، دخلت إلى منزلها.
كان منزلا ضخما تلفه حديقة من الجهات الأربع

كانت حديقة اعتيادية، مملوءة بالعشب الأخضر والورد المنوع، لم يكن وضع الحديقة بهذا الشكل يحتاج إلى بستاني كي يصففها، ولكن ترف زوجها وحبه للمظاهر جعله يستأجر ذلك البستاني
كان منظر الحديقة كئيبا يبدو عليها كمن فقدت شخصا عزيزا عليها.
عبرت مدخل المنزل حتى وصلت إلى المدخل الرئيسي، كان المدخل الرئيسي يطل على مدخل المنزل الضخم، وكانت هناك نافذتان في كل اتجاه من اتجاه المدخل، بينما كان السلم العادي يتوسطه وفي الطرف الآخر كان مصعدا يمتد من قبو البيت إلى أعلاه.
أما في الجهة الأخيرة فكانت تقع الصالة الكبيرة...
كانت الصالة كبيرة لدرجة أن الجالس في أولها يحتاج للنداء بأعلى صوته كي يصل الصوت إلى آخرها، وكانت مزينة بأثاث أخضر اللون وستائر زهرية اللون تمتد باتجاه المدخل...
نظرت بنظرة باهتة جدا إلى الصالة غير أنها لم تطق أن تجلس فيها، بل أرادت أن تصعد مرة أخرى إلى غرفتها في الطابق الثاني...
استقبلتها الخادمة دلال بابتسامتها الممزوجة بالغموض قائلة: أهلا وسهلا يا سيدتي
نظرت لها نظرة مستغربة حيث أنها تعرف مسبقا أن الخادمة دلال تحمل في قلبها حقدا كبير على كل الأشخاص
كانت الخادمة دلال في الخامسة والثلاثين من عمرها لها ولد وبنت لم يبلغا بعد العاشرة...
أما زوجها فقد طلقها لما ودت لها ابنتها وجدان، حيث أنه لم يكن ممن يتحمل المسؤولية...
أما هي فقد كانت من بيت تقليدي تماما، تخرجت من الثانوية ولم يرض والدها أن تكمل دراستها فاضطرت إلى الجلوس في البيت منتظرة قدوم الزوج المنتظر، مساعدة أمها في أمور المنزل...
ثم جاء نصيبها كما يقال، وتم الزواج لها من زوج عاطل لا يعرف طعم المسؤولية معتمد بالكامل على والده ولما ولدت له ولدها الأول نجيب هددها أنها لو أنجبت مرة أخرى فسوف يطلقها، وعندما حملت مرة أخرى حاول أن يجعلها تسقط جنينها غير أنها لما رفضت طلقها وأعادها إلى بيت أهلها
وفجأة وجدت نفسها دلال في بيت أهلها ولها طفلان لا تعرف كيف تطعمهما فاضطرت للعمل في منزل سعد العبد الله والذي كان يعطف عليها ويعاملها بلطف كبير...
غير أن ما لاقته في حياتها الزوجية جعلها تحقد بشكل كبير على المجتمع نظرا لما لاقته وهذا انطبع على تصرفاتها الخارجية غير أنه لا أحد كان يعلم أنها تحمل في داخلها قلبا كبيرا
كما أنه كانت لها الكثير من المشاكل مع الضيوف حيث أنها كانت لا تفضل الكثير منهم كما أنها لم تكن ممن يجيد المجاملات وهذا ما جعلها تواجه الكثير من المشاكل...
أما خادمتها الأخرى فكانت منال، خادمة طائشة جدا توفي أبوها وأمها وعاشت في بيت عمها الذي أرغمها على العمل كي تكسب قوت عيشها...
كانت صغيرة جدا لم تتجاوز العشرين ولم تكمل دراستها، كانت لا مبالية وتخطأ الخطأ نفسه عشر مرات ولا تحسن عمل شيء
غير أن طيبة قلبها وصغر سنها هي ما جعلت السيد والسيدة في البيت يسامحوها على كثرة أخطاءها إضافة إلى كونها نشيطة جدا في العمل وتنهي العمل الموكل لها في وقت قليل جدا...
كيف لا وهي تحوي نشاط المراهقة وقوتها وحماستها التي لا تنتهي
استقبلت منال سيدتها كريمة بابتسامة مضحكة، ضحكت كريمة من دون شعور، وثم دلفت إلى الطابق الأعلى
هل تودين مني أن أن أحضر لك طبق القهوة يا سيدتي... نادتها دلال فجاوبتها بملل: نعم وأحضريه لي في غرفة النوم في الأعلى ...
أما الخادمة منال فقد صرخت: هذا السائق لا يفقه شيئا في أحضار الأغراض، كلما طلبت منه أن يحضر لي شيئا أحضر لي عكسه، كذلك الطباحة مستاءة منه جدا!!
لم تعرها أي اهتمام وتابعت سيرها نحو غرفتها في الطابق الأعلى، فهي تعلم أن مسلسل الاتهامات بين السواق وربات المنزل لا ينتهي بل هو نكهة كل يوم...
كانت الطباخة أم لطفي من أنجح الطباخات، تعرف عليها زوجها في أحد المطاعم وعندما لاقى طبخها أعجابه عرض عليها العمل لديهم بمبلغ كبير من المال...
كانت كريمة تكره أم لطفي بشكل عجيب، وفكرت أكثر من مرة في طردها، حيث أنها كانت دائما تشك في أنها تسرق الطعام من البيت باستمرار، لكن زوجها كان يغض الطرف عنها باستمرار ويطالبها بالصفح عنها مرارا وتكرارا!!
كانت أم لطفي امرأة في الخمسينيات، ذاقت من الحياة الويلات المختلفة، لديها ابنان وهما لطفي وخالد، وكلاهما يعملان مضيفين في الطيران، ولا تراهما إلا يوما في الأسبوع بحكم عملهما!!
كانت أم لطفي امرأة نشيطة كما أنها كانت تملك قواما ممشوقا حتى أنه لم يكن أحد يصدق أنها في الخمسين من العمر وذلك لأن جسمها كان رتيبا في حالة ممتازة، كما أن ملامح بشرتها تقودك إلى أنها امرأة في الثلاثينات وليست في الخمسينات!!
أما سكنها فكان سكنا محدودا، حيث أن كلا ولديها يعزفان عن الزواج وهي تعيش بمفردها، ومع ذلك كانت تدخر راتبها ولا تصرفه رغم أنه كان راتبا سخيا جدا!!
فتحت باب غرفتها ببطء، كانت غرفتها كبيرة جدا، لكن زحمة الأثاث كانت تجعل الغرفة أصغر من القبو الصغير
كان السرير يغطي الجهة الشمالية من الغرفة ذو لون أخضر جذاب، بينما في الجهة الشرقية كان دولاب الملابس الرفيع يغطي الجزء بأكمله، وفي الجهة غربية كانت المرايا تقع في الجزء الغربي وبجانبها تلفاز غطى معظم جوانب الغرفة أما الجهة الأخيرة فكانت تحتلها أريكة قرمزية اللون، كانت تتمدد عليها وهي تتنقل بين قنوات التلفاز متى ما أحبت المشاهدة كما أنها تجلس عليها أحيانا لتتصفح بعض مواقع النت مستخدمة جهازها الحاسوبي المتنقل...
رمت بنفسها على السرير، تحاول بكل ما تستطيع أن تنسى ما حدث، غير أن شريط الأحداث ما زال يمر أمام عينيها
تذكرت حادثة القتل وكيف كانت أسيرة التحقيقات المتتالية وكيف أن أصابع الشكوك والأتهام كانت كثيرا ما تدور حولها باعتبارها الوريثة الوحيدة، وكيف أن محاميها كان دائما ما يطمئنها على أن الأمور سوف تسير على ما يرام وأنه ليس هناك من شك يدور حولها!!
ذلك المحامي الأحمق الذي كانت لا تدري دائما كيف كان زوجها يأتمنها على أسراره وعلى شركاته، ذلك كان محاميا أحمق لا تثق فيه وكانت دائما تتجنب نظراته الغبية وتعليقاته السخيفة!!
كان أمجد من أفشل المحاميين بل كانت شهادته في المحاماة من أدنى التقديرات، حيث حصل عليها بعد أن سقط لعدة سنوات في الكلية!!
غير أنه كان ابن خالة زوجها ولذلك كان يعطف عليه باستمرار كما أنه كان يتيم الأبوين فلذلك كان محط عطف زوجها باستمرار رغم أنها كانت تشعر أن زوجها لا يثق به غير أنه كان لديه مجلس كامل للشؤون القانونية في الشركة لذلك كان اعتماده عليه قليلا جدا!!
أما زوجته نادية فكانت متملقة كثيرا، تحاول دائما التقرب منها رغبة في أن تنال رضاها فتكسب بعض الأموال منها، غير أنها كانت لا تعيرها أي اهتمام أبدا
وكانت علاقتها معهما علاقة رسمية تماما حتى تمت حادثة القتل فجلسوا معها في بيتها عدة أيام بصفتهم الأقرباء الوحيدين لزوجها ومنها تعرفت عليهم أكثر وأكثر، وعرفت عاداتهم!!
دقت طرقات على الباب ببطء، استدارت ببطء قائلة: تفضل أدخل، كانت تلك الخادمة دلال: القهوة يا سيدتي، ردت عليها بتملل: تفضلي، أحضري القهوة...
دخلت الخادمة دلال تحمل أبريق القهوة في يديها على صينية فضية، وضعته أمامها واستدارت بلباقة قائلة: هل تريدين أي خدمة أخرى يا سيدتي
لا شكرا، سأناديك متى ما احتجت خدمة أخرى
أمسكت كوب القهوة بين يديها وبدأت تشربه ببطء...
كانت تحاول باستمرار أن تنسى شبخ الرسالة الألكترونية، لكنه كان يطاردها باستمرار، من هو هذا المرسل، وماذا لو كانت مزحة غبية
لا مانع من التأكد، قالت لنفسها وتابعت: على الأقل المحامي سوف يصل للحل فهو ذكي جدا وسمعته تملأ صيت البلاد تماما، لكن من يكون هذا الرجل، ولماذا سمى نفسه ذا الشعر الأحمر، أنه اسم مضحك ولكنه مريب في الوقت نفسه!!
استدارت وحاولت أمساك الجهاز مرة أخرى وفتحت بريدها من جديد علها تحصل على رسالة جديدة!!!
حاولت المرور مرة ثانية على الرسائل علها تجد رسالة جديدة غير أنها لم تجد أي رسالة جديدة!!
أغلقت الجهاز وحاولت النوم، بانتظار موعد المحامي، على أمل أن تصل لحل كامل لهذه الرسائل!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( القاتل ذو الشعر الأحمر ))   (( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالأحد 30 مارس 2014 - 14:28

اقتباس :
خرج من دورة المياه بعد أن تمتع بدش ساخن
يا له من موقف محرج ما حصل هذا الصباح مع هذه العميلة الجديدة ومع هذه القضية الجديدة
إنها أول مرة تراه فيها عميلة جديدة بهذا الشكل المخجل
ولكن من يهتم، الظاهر أن اضطرابها وفزعها سوف ينسيها شكله المضحك
كانت مضطربة بشكل كبير، وبحدسه يستطيع أن يعرف أنها تخبي الكثير وراء ابتسامتها وقلقها الدائم ولكن لا بأس، فهو سوف يجتمع بها الليلة وسوف يقوم بسرد جميع الأحداث
أكمل ارتداء ملابسه، ثم استدار لكي يأخذ معطفه الثقيل، عله يقيه من البرد الشديد الذي يغطي المدينة بشكل دائم
ارتدى نظارته، وترجل خارجا من مكتبه...
على باب المكتب رأى فاتورة الكهرباء، تذكر أنه لم يدفعها منذ فترة طويلة، حاول أن يقلب جيبه عله يجد قيمة الفاتورة فيتركها لسكرتيرته لتدفعها لكنه لم يجد أي في جيبه أي نقود فحمل الفاتورة في جيبه، عله يدفعها عندما يكون بقرب أي صراف...
نزل ووصل إلى الشارع، شاهد سيارته، يا لها من سيارة مضحكة، من يصدق أن أشهر محامي في البلاد لا يملك المال لشراء سيارة جميلة...
ولكن ماذا يفعل فكل المال الذي يكسبه ينفقه على تعليم ابنته وجزء بسيط يحتفظ به لها في حسابها البنكي الذي فتحه لها، وما يتبقى ينفقه على أموره الخاصة
دخل في السيارة، البرد شديد جدا، وحركة الغيوم تنذر بأن السماء سوف تمطر اليوم حيث أن شكل الغيوم كبير جدا، يوحي بأن مطرا شديدا قادم
أدار المفتاح كي يشغل محرك السيارة، اشتغلت ببطء، كأن السيارة تحاول أن تكمل نومها في هذا الجو البارد.
وضع العنوان أمام عينيه كي يشاهده بتأمل، كان في باله أن يحادث صديقه العزيز صالح، ويأخذ نصحه في هذا الموضوع، غير أنه كان يعتقد أن صديقه صالح سوف يضحك عليه لتصديقه هراءات أرملة متملقة.
بل إن صالح قد يضيف له بأنه تحاول التقرب منه لأنه أشهر محام في البلدة، إضافة إلى كونه مطلقا لا زوجة له.
آخ يا ياسمين، تذكر كيف تم الطلاق بينه وبين زوجته في جو كئيب جدا!!
كانت زوجته من النساء التي تحب التحكم في زوجها ومواعيده ولقاءاته، إلا أنه وبحسب عمله كان لا يستطيع التقيد بذلك.
كان في كل مرة يعدها بأن يذهب معها إلى السوق فيأتيه موعد مفاجئ، فيضطر لألغاء موعدها!!!
ثم ماذا؟ تنقلب حياته إلى جحيم، ويمضون الليل كله في عراك دائم
أنت لا تهتم لي ولا لبيتي ولا تستطيع أن تكون زوجا ناجحا... كلمات طالما داعبت أذنيه وطالما سمعها من طليقته
كانت دائما تحاول أن تثنيه عن عمله، وأن يجد له عملا روتينيا في شركة من الشركات، لا أن يكون طائرا يتنقل بين القضايا!!
غير أنه كان يرى في العمل الروتيني قتلا لموهبته في التحري، كما أنه كان يكره عمل المكاتب كما يسميه!!
أما ابنته الصغيرة وردة فكم يشتاق لها كل يوم، وكم يتمنى أنه يستطيع رعايتها في حضنه، غير أنه يعلم أنه لا وقت لديه ولذلك فهي في أمان أكثر مع أمها.
وقفت السيارة أمام بيت المنزل، منزل شاهق يدعو كل من يراه للأعجاب!!
دق الجرس، فتح الباب رجل ذو ملامح شاحبة، يبدو عليه أنه حارس المنزل
نعم يا سيدي، هل من خدمة؟
نحن، أنا المحامي رامي، أخبر السيدة فأنا لدي موعد معها!!
حسنا، أنتظرني للحضة يا سيدي
دلف الحارس إلى داخل المنزل، وعاد بعد أن لبث لبرهة قائلا: تفضل يا سيدي، سيدتي بانتظارك في الداخل!!
دخل رامي إلى المنزل، لكم دخل لمثل هذه المنازل، تسحر الزائر من الخارج لكن الله يعلم بما في داخلها!!
دخل إلى غرفة الضيوف، كانت غرفة رتيبة جدا، حيث أن أثاثها كان من النوع الراقي والفاخر!!
كان على جانب الغرفة الأثاث البنفسجي الفاقع اللون، المتناسب مع لون صبغ الغرفة، حيث أنه كان من اللون الأزرق، أما الأرضية، فكانت مغطاة تماما بالرخام المائل للون السماوي، وقطعة متوسطة من السجاد في وسط الغرفة...
كانت اللوحات الفنية تزين أماكن مختلفة من الغرفة، حيث أنه رأى في زاوية الغرفة اليمنى رسما للفنان رفاييل، وفي الزاوية الأخرى رسما للموناليزا، رسوم تؤكد أن من اعتنى بهذه الغرفة كان شخصا ذو ذوق رفيع...
أما قطع التحف، فكانت توحي بأن مالكها قد زار بلدان العالم بأكمله، فتحفة من مصر، وأخرى من الصين وهكذا...
كانت القطع الأثرية تزين المكان في كل زاوية، حتى أن الداخل للغرفة يظن أنه في متحف أثري لا في غرفة جلوس!!
جلس في زاوية الغرفة منتظرا قدوم سيدة المنزل
جاءته الخادمة منال: ماذا تود أن تشرب يا سيدي؟؟
لا شيء، أحضري لي كوبا من الماء البارد فقط
حسنا يا سيدي
جلس متأملا في جوانب الغرفة وزواياها، ليس ممن يعشق المظاهر، لأنه دائما يعلم أن المظاهر تخفي الكثير من الآلام خلفها!!
وصلت السيدة كريمة وجلست أمامه:
أهلا وسهلا بالأستاذ رامي، لماذا لا تشرب شيئا؟
لا يا سيدتي أنا من النوع الذي لا أحب شرب المنبهات بشكل عام، لا الشاي ولا القهوة...
غريب جدا، رغم أنكم أنتم المحققون تحتاجون لذلك بشكل كبير...
لكل شخص عاداته التي يحبها...
حسنا يا أستاذ رامي، هل من الممكن أن تبدأ تحقيقاتك...
حسنا يا سيدتي، في البداية علي أن أخبرك بصراحة بأن الموضوع أقرب إلى التعقيد منه إلى الواقع، لأني لا أجد أي طريقة لأجد طرف الخيط، وحقيقة أن فتح ملف قتل زوجك قد يكون بلا جدوى خصوصا أن القضية أغلقت وتم الحكم على المتهم وأتوقع أن ملفات وأدلة القضية قد حفظت في الأرشيف، وفتح كل هذه الأمور من جديد سيستغرق وقتا، كما أننا إذا وصلنا إلى نفس النتيجة، فسوف يكون تعبنا كله هباء...
حسنا، وماذا تقترح علي؟
إذا افترضنا أن الرسائل مقصودة، وأن الشخص الذي أرسلها لك يعرفك شخصيا، فعلينا أن نعرف من الذين يعرفون بريدك الألكتروني في البداية
سيد رامي، أنت تعرف أن هذه الأمور من الصعب الحصر فيها، خصوصا في هذه الأيام فالرسائل المتبادلة ومجموعات الرسائل تجعل من الصعب جدا عليك أن تحتفظ ببريدك سريا...
إذن عدنا لنقطة البداية، البحث في كومة كش من جديد...
هذا هو الواضح...
أو أن نفتح ملف القضية ونعيد سرد مجرى القضية من جديد...
حسنا تفضل اسأل أنت وأنا سأجاوبك كما تشاء...
أخرج رامي قلمه ودفتر ملاحظاته، فالظاهر أنه كان على حق، حيث أن أصرار السيدة غير معقول، وهذا يعني أنها تخفي شيئا مريبا، ولعل في فتح هذه القضية من جديد أنقاذ بريء من حبل المشنقة...
حسنا يا سيدتي: لنبدأ من الصفر، من كان المشتبه بهم الذين حصرهم مفتش المباحث في تحقيقاته؟
أوه يا أستاذ رامي، لا تذكرني بذلك المحقق المضحك، كان على استعداد أن يستجوب النملة ويدخلها في ضمن المشتبه بهم؟؟
ابتسم رامي ابتسامة خفيفة، فهو يعرف المحقق أنور، وأسلوبه التقليدي في التحقيق، حيث أنه ما ينفك يضع المتهم في قفص الاتهام ويكيل له الضغوط النفسية المتعددة، حتى يشعر الشخص أنه يرغب في الاعتراف، على البقاء تحت هذا الضغط النفسي الكبير...
حسنا أكملي يا سيدتي، من المشتبه بهم الذين حصرهم المحقق أنور؟
لقد حصر المشتبه بهم في منال ودلال، العاملتين في المنزل، وأم لطفي الطباخة، وأبو فؤاد حارس المنزل، وأبو عادل البستاني، وأبو فاضل السائق، إضافة إلى ثلاثة من أصدقاء زوجي المرحوم، ومحاميه وقريبه أمجد وزوجته نادية...
وأنت بالطبع، أم أنه لم يكن يشتبه بك
ابتسمت ابتسامة خفيفة، غير أنه أجابت أجابة غير مكترثة: بالطبع، لقد كال لي التهم بشكل فظيع...
حسنا: ولماذا اختار ثلاثة فقط من أصدقاء زوجك؟
لأن الجريمة وقعت في المنزل هنا، وهؤلاء الثلاثة بالذات هم من كانوا يترددون على المنزل باستمرار...
حسنا: أذا نستطيع حصر المشتبه بهم في اثني عشر شخصا...
ضحكت ضحكة خفيفة وقالت: إلا إذا كنت تود التحقيق مع كل من كان يعمل في شركات زوجي...
أجابها رامي بابتسامة ماكرة: قد نضطر إلى ذلك إذا لزم الأمر
سكتت لبرهة وهي مذهولة، هل هذا ممكن؟ إن من يعمل لدى زوجها أكثر من ألفي شخص في مختلف شركاته، فهل من المعقول أن يحقق معهم كلهم؟؟
سأل رامي السيدة كريمة: من هم أصدقاء زوجك الذين اشتبه بهم المحقق؟
أجابته: الأول كان أبو عبد الرحمن، صاحب شركات المقاولات الكبرى، صديق زوجي منذ الطفولة...
بالتأكيد، أعرفه أنه أشهر من نار على علم، حسنا أكملي، ومن كان الثاني؟
الثاني: كان خليل الغنام، مهندس لبناني، هو نائب زوجي في أدارة شركاته...
خليل الغنام، أحتاج للتعرف عليه أكثر، حسنا ومن كان الثالث؟
الثالث كان الأستاذ حكيم، رئيس قسم الشؤون القانونية في الشركة...
حسنا، ممتاز، ها قد حصرنا المشتبه بهم من وجهة نظر المحقق، ولكن نحتاج الآن لبعض المعلومات...
تفضل يا أستاذ رامي، اسأل وأنا سوف أجيبك...
حسنا، لنقل أننا سوف نأجل الكلام عن ملابسات الجريمة حتى وقت آخر، ولكن لنبدأ الحديث عن البستاني، أبو عادل، لماذا تم اتهامه بالذات في هذه الجريمة؟
كانت الجريمة قد حدثت ليلا، وهو الوحيد الذي كان في المنزل في ذلك الوقت...
عفوا يا سيدتي، هذا كان عذرا ليس مقبول، بإمكان أي أحد أن يدخل المنزل ويقتل زوجك ويخرج، كيف تأكدتم من ذلك؟
الحارس أبو فؤاد أكد أنه لم ير أي أحد يدخل المنزل في ذلك الوقت، رغم جلوسه الطويل أمام الباب...
حسنا، وماذا عن الحارس أبو فؤاد، لماذا لم يتهمه أحد؟
لأنه كان في الوقت نفسه جالسا مع أصدقائه حراس المنازل المجاورة، أنت تعلم أن الحراس يجتمعون ويتسامرون طوال الليل، وقد شهدوا جميعهم بأنه كان معهم طوال الليل...
حسنا، أليس للمنزل باب آخر يمكن للقاتل أن يدخل ويخرج منه؟
لا يا سيدي، فلمنزلنا باب واحد فقط لا أكثر، وهذا ما عزز الشبهات حول البستاني أبي عادل.
حسنا: هل من الممكن أن تتحدثي لي عنه قليلا؟
أجابته بعد تنهد طويل: للأسف لا أستطيع أن أقول شيئا عنه، فهو شخص في الخمسينيات، ماهر في عمله، ذو جسم متوازن، ولكنة شبيهة بأهل الريف أكثر من قربه من أهل المدن!!
حسنا: هل كان بينه وبين زوجك عداوة، أو بمعنى أصح: ماذا كان الدافع من وراء الجريمة؟
لقد كان الدافع من وراء الجريمة هو السرقة، لقد سرق من زوجي مبلغ مائة ألف دولار...
وكيف كشف المبلغ؟
لقد تم تفتيش بيته بعد أن تم اتهامه وعثر على ذلك المبلغ...
حسنا: وكيف عرفت أن المبلغ يخص زوجك؟
كان زوجي للتو قد سحب المبلغ من البنك في اليوم الذي سبقه، وكان المبلغ من الأموال الجدد، لذلك كان سهلا جدا التعرف على المبلغ من خلال الأرقام التسلسلية، وهذا ما حدث بالضبط...
وهل كان أبو عادل شخصا ذو شخصية مرتبكة كي يفعل ذلك؟
لا يا سيدي حقيقة أنه كان مثالا للرجل المخلص لعمله، ولم نشتك منه يوما، ولكن لا أدري لعل الشيطان أغواه!!
حسنا: ماذا عن حياته الشخصية؟
لا شيء مميز، متزوج وله ولدان يدرسان في الخارج، وزوجته صغيرة بعض الشيء، تصغره بحوالي عشرين عاما...
وكيف استطاع ولداه الدراسة في الخارج إذا كان فقيرا؟
أنهم يدرسون على حساب الدولة، ضمن برنامج الابتعاث المقرر...
حسنا: وما كان موقف زوجته من الاتهام؟
لقد صدمت كثيرا، وحاولت الوقوف معه، غير أن فقرهم لم يجعلهم يستأجروا محاميا كفؤا وقد تم البت في القضية بسرعة...
لقد جمعت ما يكفي من المعلومات حول هذه الشخصية، والآن حان وقت الحديث عن الجريمة بالتفصيل...
حسنا يا سيدي: لنطلب لنا القهوة كي نقوم بالتحدث عن تفاصيل الجريمة...
ولكني أصر على شرب الماء فقط...
ابتسمت السيدة كريمة ابتسامة خبيثة، فهي ما تزال تفكر لماذا لا يشرب أيا من المنبهات...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( القاتل ذو الشعر الأحمر ))   (( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالأحد 30 مارس 2014 - 14:32

سعد العبدالله...
ذلك التاجر الكبير، وصاحب النفوذ الكبير في البلاد

لديه الكثير الكثير من المحال التجارية، بل لديه الكثير من محطات الوقود في الشوارع...
بدأ سعد العبد الله حياته العملية منذ صغره، حيث نقل عنه أنه تخرج من الثانوية العامة ولم يكمل دراسته...
بل أنه بدأ في العمل منذ ذلك اليوم، ونظرا لذكائه الحادق ونظرته الحادة وجهده المتواصل، فقط استطاع تكوين ثروة كبيرة...
لم يهتم لملذات الحياة، ولم يعر الزواج أو السفر أو غيرها من الأمور أي اهتمام بل واصل بكل جد وجهد العمل دون توقف أو تعب...
لم يكن لديه أخوة أو أخوات، بل كان وحيد أبيه وأمه، وكان أبوه من أعضاء الشرطة المتقاعدين، لم يكن لديه مال أو أملاك، ولكن كان لديه بالكاد ما يكفي قوته...
أما أمه فقد كانت ربة منزل بحق، لم تكن من النساء العاملات، كما أن حيهم القديم لم يكن من الأحياء المأهولة بالسكان، بل كان حيا عاديا تماما...
كانت دائما تذكر كلامه معها أول مرة رآها فيه، وهي أنه ما كان ليتزوج لولا فقدانه لأبيه وأمه في حادث سيارة مروع...
كان حادثا مروعا تسبب فيه شاب طائش، كان يسوق بسرعة متهورة، واصطدم بالسيارة التي كان يقودها أبو سعد، التي سرعان ما انقلبت، معلنة مفارقة أبي سعد وأم سعد للحياة...
كان سعد في حالة منهارة تماما بعد الحادث، لكن قلبه الكبير جعله يسامح الشاب الطائش خصوصا وأن الحادث تسبب في شلله الكامل، ودعا له بالشفاء...
كان سعد العبد الله في ذلك الوقت في الأربعين من عمره، حكيما كبيرا قلمت الحياة كل آماله، وأحس أنه كالآلة لا يكل ولا يتعب من كثرة العمل...
كان يود أن يصنع لنفسه مجدا كبيرا واسما لامعا، لكنه لم يكن يشعر بالوحدة في يوم من الأيام بسبب قربه من والديه، أما يوم أن توفيا، فقد أحس بفراغ كبير في حياته...
تذكرت لقاءه لها أو لنقل: أول لقاء بينهما، كان يلبس نظارة شمية، يرتدي بنطلونا أبيضا وقميصا أسود، لم يكن بالطويل ولا القصير، أما جسمه فكان كجسم الرياضيين، جسما متوازنا يخلو من الوزن الزائد...
قليل من الشيب في شعره، أما شعر لحيته، فكان أبيض تماما، لكنه كان من الرتابة والنظام ما يعطيه وقارا وجمالا مميزا...
كانت صديقة سكرتيرته وفاء، في تلك الليلة كانت معها بينما كانت وفاء تقدم له ملفا مهما لأحد المشاريع، رآها وأعجب بها، تبسم في وجهها، شعرت بضيقة وارتباك، إلا أنه سارع ما أن رفع عينيه عنها...
سأل عنها وفاء، أخبرته عنها، زاد أعجابه بها، فتقدم لها وتزوجا، كانت في العشرينيات، قضت معه عشر سنوات حتى تم ذلك الحادث المروع...
كانت عشر سنوات رتيبة في نظامها، لم تشعر يوما بظلم، ولكن هل كانت زوجة بحق...
أكملي يا سيدتي، انتبهت كريمة من أحلام اليقظة، كانت تسرح في كل مرة في تفاصيل حياتها السابقة، كانت تسخر من حالتها، ففي كل مرة تحاول فيها النسيان تتفاجأ بأن كل موضوع تفكر فيه، يقودها دون أن تدري إلى التفكير في حياتها السابقة...
سيدتي، هل من الممكن أن تتحدثي لي عن تفاصيل وقوع الجريمة...
سأقول لك ما أذكره، لأن الموضوع مر عليه شهران تقريبا، ولست أذكر كل ما تم بالتفصيل
تفضلي يا سيدتي تكلمي، قد تعطيني طرف خيط نستطيع من خلاله أن نقنع القاضي بإعادة الترافع في القضية!!
حسنا: الحادث كما تعلم وقع قبل شهرين، وقد وقع في المنزل هنا...
كانت أحدى ليالي نهاية الأسبوع، في ليلة الجمعة تنصرف عادة الخادمتان منال ودلال عند غروب الشمس، كي تقوما بزيارة أهلمهما، ويعودان في اليوم التالي بعد عصر الجمعة، بعد أن يقضيا ليلة الجمعة كاملة خارج المنزل، حيث أننا نهبهما تلك الليلة التي تكون بمثابة أجازة لهما...
هذا ما يخص الخادمتان منال ودلال، فماذا عن الطباخة أم لطفي...
الطباخة أم لطفي لا تقضي أي أجازة لها خارج المنزل إلا ما ندر، فولداها يعملان في خطوط الطيران، صحيح أنهما يأتيان كل أسبوع لكنها تفضل قضاء ليلة الجمعة في المنزل، حيث أنها كانت وما زالت تدعي بأن زوجي لا يحب أن يأكل إلا من طبخ يديها، لكنها في بعض الأحيان كانت تذهب لبيتها لتلتقي ولديها عندما يعودان من السفر...
هل كانت في تلك الليلة في المنزل؟
كلا يا سيدي، لقد أخبرتك مسبقا أن البستاني كان لوحده في المنزل، ففي تلك الليلة كانت قد قررت الخروج لرؤية ولديها، فهل لم ترهم منذ حوالي شهر من ذلك اليوم، ولأنه صادف أنهما سيجلسان أجازة لمدة يومين، فقد اختارت الذهاب لرؤيتهما والجلوس معهما تلك الليلة...
ممتاز، إذا فهي لم تكن موجودة في المنزل أيضا...
وماذا عن أبو فاضل، السائق؟
أبو فاضل سائق المنزل، ذلك الرجل الذي لا تدري ماذا يريد من الحياة، كل يوم يمر تشاهده في تذمر غير طبيعي، وكل يوم في حال جديدة...
كل ما ركبت معه في السيارة واتصلت به زوجته أو أحدى بناته قام يصرخ فيهم صراخا عجيبا كأنه يتحدث مع أحد أعدائه وليس مع أحدى بناته...
كان أبو فاضل سائقا غريب الأطوار، وسر أعجاب زوجي به كان في سياقته الهادئة، كما أنه كان محافظا بشكل كبير على السيارة، فهل لم تتعطل مرة واحدة بسبب أهماله، كما أنه ينظفها ويهتم بها باستمرار، ولم يحدث أن اصطدم بالسيارة أبدا طوال فترة عمله معنا...
ممتاز، مواصفات جميلة، ولكن هل لك أن تقولي لي أين كان في تلك الليلة...
نعم يا سيدي، أردت فقط أن أوضح لك بعض الأمور، أبو فاضل كان في تلك الليلة معي، حيث أنني طلبت منه أيصالي إلى زفاف أحدى صديقاتي، وانتظرني حتى خرجت...
هذا ليس دليل كاف، يستطيع الرجوع للمنزل، ثم العودة مرة لك أخرى في قصر الأفراح
لا يا سيدي، فأنت تعرف أن السواقين يجلسون مع بعضهم يتسامرون مع حارس القصر، وقد شهد حارس القصر أن أبا فاضل لم يغادر القصر منذ أن أوصلني...
كذلك شهادة أبي فؤاد، الذي شهد بأنه لم يحضر أحد المنزل في تلك الليلة، أليس كذلك
نعم نعم، لقد قلت لك من قبل أن أبا فؤاد قد شهد أنه لم ير أي أحد يدخل المنزل في تلك الليلة، حسنا أكملي...
حسنا، في تلك الليلة كان هناك مطر خفيف كما أذكر، إلا أن البرد كان قارصا جدا، أذكر أني في تلك الليلة كنت ألبس معطفا من الصوف الثقيل، ومع ذلك كنت أشهر بالبرد...
مرت كثير من الليالي بتلك الحالة، عموما: كما يقال ليلة كهذه من الليالي المثالية لارتكاب الجرائم، حسنا أكملي...
لا أعرف التفاصيل بدقة كما يقال، لكن قد تجد ذلك موجودا بالتفصيل في ملف القضية، لكن ما أعرفه هو أن البستاني أطلق النار على زوجي وأرداه قتيلا، وثم سرق مائة ألف دولار من غرفة مكتبه...
ثم ماذا، ماذا حصل بعد ذلك؟
أول من اكتشف الجريمة كانت الطباخة أم منال، جاءت قبل شروق الشمس بقليل بعد أن ودعت أولادها، وعندما دخلت إلى غرفة المكتب رأت زوجي مدرجا بدمائه فصرخت، ثم جاء الحارس وأبلغوا الشرطة...
ابتسم رامي ابتسامة خفيفة، فهي يرى ثغرات كبيرة في هذا السرد، لكنه استنتج الكثير من ذلك، ولكن لا داعي للاستعجال، يجب عليه أن يكمل سماعه للقصة كاملة ثم يحكم عليها...
حسنا سيدتي: تقولين أن من اكتشف الجثة كانت أم لطفي، وأبلغت الشرطة، وماذا تم بعد ذلك؟
كنت عائدة من قصر الأفراح، فشاهدت سيارة الشرطة عند الباب فهرعت مسرعة لأني توقعت أن هناك سرقة في المنزل أو ما شابه، ولما سمعت عن خبر قتل زوجي انهرت تماما، وأغمي علي لفترة بسيطة...
من الذي كان في المنزل وقت حضورك؟
على ما أذكر كان البستاني والحارس وأم لطفي فقط في المنزل...
حسنا: وكيف تم التحقيق في القضية؟
كما قلت لك من قبل، كان أبو فؤاد مصرا أن أحدا لم يدخل أو يخرج من البيت ما عدا أبي عادل، هذا ما شهد به هو وغيره من أصدقائه الذين كانوا يتسامرون معه...
إذن لنقل أن أساس هذه القضية ومفصلها الأساسي هو شهادة أبي فؤاد وأصدقائه...
تسمرت قليلا وتفكرت في كلامه، لكنها استطردت قائلة: قد يكون كلامك صحيح، لكن هذا لا يضر الموضوع، قد يساورك الشك لو كان الشاهد هو أبو فؤاد فقط، ولكن كان هناك أصدقائه أيضا، فهذا يبعد احتمال تواطئ أبي فؤاد أو تعمده الكذب...
رمقها بابتسامة خبيثة، فهو كان يود جرها إلى هذا الاستنتاج: حسنا يا سيدتي أكملي...
ارتبكت للحظة، لكنها أكملت الكلام: تم التحقيق في القضية، وكان المتهم الوحيد هو أبو عادل، لذلك تم التحفظ عليه وحبسه على ذمة التحقيق، بعد ذلك استطاع وكيل النيابة الحصول على أذن من النيابة بتفتيش بيته، وهنا كانت الصاعقة...
تعنين موضوع المائة ألف...
أجل، المائة ألف دولار، لقد انهار أبو عادل بشكل كامل بعد أن شوهد المبلغ في شقته، ولم يملك أي مبرر لذلك...
حسنا، وكيف سارت الأمور بعدها، أي كيف عرفوا أن هذا المبلغ يخص زوجك؟
كما قلت لك من قبل يا أستاذ رامي، عن طريق أرقام التسلسل...
كيف: وهل كان زوجك يحتفظ بأرقام التسلسل لكل مبلغ يسحبه من البنك...
أبدا، لكن أبا عادل لم يملك المبرر لهذا المبلغ، بل أنه كان يدعي أنه لا يخصه ولا يعلم عنه شيئا...
ممتاز: تفاصيل متتالية، أكملي الحديث يا سيدتي...
قام المحقق بعدها بالتحري عن حسابات زوجي، فاتضح أنه سحب ذات المبلغ قوم يوم من الحادث...
وكيف تم التأكد أنه ذات المبلغ الذي سحبه زوجك؟
كما قلت: ساورت الشكوك المفتش، وعندما ذهب إلى البنك وعرض عليه المال أقر مدير البنك أن الرقم التسلسلي للمال مطابق للدفعة الأخيرة من الدولارات التي وصلت للبنك، فكما قلت لك: كانت الأوراق النقدية جديدة، وهذا ما سهل تتبع أرقام التسلسل
إذن بهذه الشهادات وبهذه الأدلة، تم القبض على أبي عادل أليس كذلك؟
نعم، بعد هذه الأدلة التي وجهت إليه، لم يكن أمامه أي مجال للأنكار، لكنه ظل يصيح بأنه بريء غير أن أحدا لم يصدقه...
وما كان سلاح الجريمة؟
كان سلاح الجريمة هو المسدس، حيث تم أطلاق طلقة على زوجي توفي بعدها...
ولكن كيف يمكن لشخص مثل أبي عادل أن يحصل على مسدس، وهل تم تتبع الرصاصة؟
تسمرت في مكانها، لم تستطيع الأجابة: عفوا سيدي ماذا تعني بتتبع الرصاصة؟
لا عليك، سنؤجل النقاش في ذلك لوقت لاحق، لكن أخبريني: هل عثروا على سلاح الجريمة؟
لا أذكر ذلك، أذكر أنهم بحثوا في كل مكان ولم يستطيعوا الوصول لأي دليل
تبسم ضاحكا كأنه توقع هذه الأجابة، وأردفها بسؤال آخر: لماذا كان زوجك يحتفظ بمبلغ كهذا في مكتبه، ألم يكن لديه خزانة يحتفظ بها بالأمور المهمة؟
بلى يا أستاذ رامي، لقد كان لديه خزانة، ولكن لعله أخرج المبلغ لأنه كان يود استخدامه على الفور...
لكن يا سيدتي: في نظرك كيف عرف أبو عادل بأمر المبلغ، وهو ما لم تعرفيه أنت؟
لا أدري صراحة، ولكن كان تبرير المحقق أنه لربما رآه وهو يحمل المال داخلا المنزل، وفي تلك اللحظة خطط لكل ذلك.
وأقفلت القضية، وتم توجيه الاتهام لأبي عادل، وهو الآن ينتظر حبل المشنقة، أليس كذلك؟
نعم هذا ما حصل بالضبط
أعتقد أني اكتفيت بهذا، علي أن أرتب بعض الأمور وبعدها سوف ألتقي بك مرة أخرى...
ولكن يا سيدي، هل توصلت لشيء من سردي، هل استطعت أن تمسك بطرف الخيط...
لا أستطيع أن أخبرك أي شيء حتى أراجع كل ما كتبته، عندها لنا لقاء آخر
حسنا ولكن لا تنس أمر القضية، أرجوك أن تعتني بها اعتناء كاملا
لا تقلقي يا سيدتي، فقط أمهليني بعض الوقت وسوف أتصل بك
سوف أنتظر اتصالك على أحر من الجمر
والآن أنا أستأذن وسوف نلتقي لاحقا، مع السلامة
مع السلامة...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

(( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( القاتل ذو الشعر الأحمر ))   (( القاتل ذو الشعر الأحمر  )) I_icon_minitimeالأحد 30 مارس 2014 - 14:38

ركب سيارته متوجها إلى المطعم،
في كل مرة يركب سيارته يتذكر طليقته ياسمين وابنته وردة...

مرة شهران على الأقل دون أن يراهما...
كان يريد السفر للقائهما ولكن هذه القضية جاءت وأجلت كل مواعيده...
قد يكون صحيحا ما كانت تقوله عنه زوجته ياسمين: بأنه لا يصلح كرب أسرة، فهو دائما شغوف بعمله...
لكن فضوله التحقيقي يجعله دائما لا يتوقف من التفكير في قضية جتى يصل لحلها...
لقد كان الكل يتوقع أن يدخل كلية الشرطة، نظرا لما يتمتع به من ذكاء خارق في التحقيقات، بينما هو فضل كلية المحاماة كي يتخرج ويكون محاميا له الصلاحية المطلقة في التحقيق والاستنتاج...
كان تذكر سنوات دراسته في الجامعة وكيف أنه تخرج بشق الأنفس، حيث أنه كان لا يطيق أن يحفظ الكتب القانونية...
ها قد وصل للمطعم، أنه المطعم المفضل لديه...
دخل إلى المطعم، كان المطعم مزدحما كالعادة فهي ساعة الغذاء، أما صديقه صالح فسوف يتأخر بالتأكيد، وسوف يبرر ذلك بأنه كان لديه اجتماع مهم وأنه لا بستطيع الخروج وقتما يشاء كما أستطيع أنا...
ولكن لا مانع، فهذه هي الفرصة المناسبة لي كي أختار الطاولة التي أحب الجلوس عليها، والتي لا يحبها هو...
كان المطعم ذو ساحة كبيرة مليئة بالطاولات، وعلى جوانبه نوافذ زجاجية تطل على الشارع، وأما في نهايته، فكان يجلس المدخنون عادة ومحبوا الشيشة كي يطلبوا لهم الشيشة بعد الأكل ولا يضايقوا الناس بدخانهم...
على عكس صديقه صالح، كان لا يحب الجلوس في وسط المطعم، بل كان يحب الجلوس بجانب النافذة المطلة على الشارع، كان يهوى مشاهدة الناس وهو قادمون، ويلعب مع صديقه صالح لعبة المتحري، ويقوم باستنتاج أمور خفية فقط بالنظر إلى وجه القادمين أو ملابسهم...
أهلا وسهلا بالأستاذ رامي: بالطبع طاولتك المفضلة أليس كذلك... خاطبه المسؤول في المطعم
بالتأكيد، وقبل أن يأتي صالح فيقوم بتغيير رأيي...
تبسم المسؤول وأخذه إلى الطاولة التي يهواها...
جلس على الطاولة، وفي الوقت نفسه دخل صديقه صالح، رقمه بعينيه معلنا انتصاره عليه، فقد جلس على الطاولة المحببة له، ولا ماجال للتغيير...
أهلا وسهلا يا صالح
أهلا وسهلا بأشهر محامي في البلاد، كالعادة تحب الجلوس على هذه الطاولة كي تلعب معي لعبة المحقق...
ابتسما وجلسا معا، جائهم المسؤول في المطعم حاملا قائمة الطعام:
بالنسبة لي لا أحتاج أن أرى القائمة، فقط أعطني شريحة من اللحم المشوي، قال ذلك المحامي رامي
أما أنا فطبق من الخضار فقط...
كالعادة لا تود أن تثقل في الغذاء فأنت تود أن تتغذى مع زوجتك في المنزل أليس كذلك...
نعم فلقد وعدتها بأن أخرج معها اليوم لكي نتغذى في الخارج...
موفق يا صديقي، أتمنى لك سعادة دائمة...
وأنت كذلك بعد أن تعيد زوجتك ياسمين...
ابتسم رامي: ولكن ليس هذا هو ما أود أن أناقشه معك بالطبع
بالتأكيد: فأنا منذ فترة أحاول أن أقنعك بمصالحة زوجتك، ولكن الأمر لك، فقط أخبرني ماذا تريد
قضية جديدة، شائكة جدا، لدرجة أني لا أستطيع أن أمسك أي طرف خيط في القضية...
حسنا أخبرني ما هي...
أخبره بما أخبرته به السيدة،
صالح: لا أدري صراحة ماذا أقول، لكن قل لي بالضبط أين تقع شكوكك في هذه القضية...
ابتسم ضاحكا: يا صالح، تقول لي أن تقع شكوكي، أن هذه القضية مليئة بالشكوك...
لا أدري ولكني أراها قضية عادية، ولا أجد أي ثغرات فيها...
حسنا، قبل أن أخبرك بما لدي، قل لي كيف من الممكن أن يدخل شخص إلى المنزل من أمام الحارس دون أن يشعر به؟
لا أدري، ولكن لماذا تسألني أنا؟
أود أن آخذ رأيك، قل لي كيف يمكن أن أمر أمامك دون أن تراني...
استغرب بشكل كبير، ورد عليه: للآن لم أفهمك!!
أريد أن أعرف كيف من الممكن أن يدخل القاتل أمام الحارس دون أن يشعر به...
تسمر في مكانه: قد يكون الحارس كاذبا، هل هذا ما تود قوله...
لا، ليس هذا ما أود قوله، أحتاج إلى تحقيق أكثر...
لم أفهم أي شيء، ماذا تعني بمرور القاتل أمام الحارس دون أن يشعر به...
ابتسم ضاحكا: يا سيدي كل الاستنتاجات في هذه القضية مبنية على أن أبي عادل لم يخرج من القصر، ألا تجد ذلك الأمر مريبا جدا...
لماذا: لماذا يكون الأمر مريبا؟
يا صاحبي القضية تتحدث عن نفسها، فلماذا يتم تسريح العاملات في المنزل وأعطائهما أجازة ولا يتم تسريح البستاني وهو الذي لن يموت الزرع لو أخذ أجازة ليوم واحد...
هذا إذا أخذنا في طبيعة الأمر أنه لا مكان له، كيف وهو متزوج وله أولاد ويريد أن يذهب ليراهم بالتأكيد...
تسمر صالح في مكانه: هل تعتقد أن هذا الأمر فات المحقق أنور؟
لا أدري ولذلك قلت له أني أود أن ألتقي معه...
وماذا تعتقد في رأيك؟
هناك من أجبر أبا عادل على عدم الخروج من المنزل...
أجبره، ولكن كيف ذلك...
هذا هو طرف الخيط...
لكن ألم تشر إلى أمل أن طرف الخيط هو المائة ألف دولار
تبسم ضاحكا: بالتأكيد فطرف الخيط هو المائة ألف دولار...
ولكن كيف: ألم تقل أن هناك من أجبر أبا عادل على عدم الخروج من المنزل
بالتأكيد، وهذا الشخص نفسه هو الذي ورطه في هذا المبلغ، أليس كذلك...
تعني أن من أجبر أبا عادل على عدم الخروج من المنزل هو من وضع له المبلغ في شقته...
قد يكون هو مباشرة أو قد يكون شريك له في الجريمة، ولكن هناك أمر محير: وهو لماذا لم يتكلم أبو عادل عن ذلك الشخص؟
هل تعتقد أن ذلك الشخص يهدد أبا عادل بشيء؟
لن يكون هناك أي تهديد أصعب من حبل المشنقة...
إذن كيف ذلك، ولماذا لم يتكلم حتى الآن...
قد يكون لذلك علاقة بصاحب الرسالة...
ها أنت عدت لنقطة البداية من جديد...
ألم أقل لك أن هذه القضية مليئة بالشكوك، ولكن المحقق أنور بالتأكيد أقفل القضية معلنا النصر فيها...
لكن كيف صار القاتل واضحا هكذا...
حسنا يا صالح، أسمح لي أن أشرح لك نظريتين قد تصل بعدها لهدفي من أعادة التحقيق...
تبسم ضاحكا: نظريتين للتحقيق، غريب جدا، حسنا أسمعنا نظريتيك يا أرسطو...
لم يكن رامي يغضب من أي من تعليقات صالح المضحكة، حيث أنه كان يعرف أنه لم يقصد أبدا الاستهزاء به، بل كان دائما يشعر بطيبة قلبه معه...
حسنا: النظرية الأولى: نظرية الدافع مقابل الدليل
تسمر صالح في مكانه، وفتح أذنيه كتلميذ يحاول أن يركز كي يفهم ما يقوله أستاذه، تابع رامي:
لو أردنا أن نرسم جدولا بين الدافع والدليل، فسوف نصل لجدول يتكون من أربع خانات:
دليل واضح ودافع واضح
دليل واضح ودافع خفي
دليل خفي ودافع واضح
ودليل خفي ودافع خفي
هذا هو الجدول الذي يحصل عندما نقوم بعملية الضرب بينهم، ولكل صف في هذا الجدول حالة معينة...
كيف: كيف يكون لكل صف حالة معينة...
سأخبرك: لو أخذنا الصف الأول، وهو الدليل الواضح والدافع الواضح، فنستطيع أن نسميها القضايا الأرتجالية، أي التي لا تكون مخطط لها أبدا، مثلا شخص هجم على شخص بداعي السرقة، ثم قام بقتله لأنه كاد أن يقبض عليه...
حسنا: بدأت أفهم قصدك، ولكن أكمل لتتضح الصورة
الصف الثاني في الجدول هو دليل واضح ودافع خفي، وهي ما تتم عادة عندما تستأجر شخصا لقتل شخص ما، ويتم القبض على القاتل، فها هنا يكون القاتل معروفا، لكن بما أنه قاتل مأجور، فيكون الدافع خفيا!!
أما النوع الثالث: وهو دليل خفي ودافع واضح، فهو عندما تحقق في قضية، يكون لكل مشتبه به دافع للجريمة، لكنك لا تعرف أيا منهم من ارتكب تلك الجريمة...
أما النوع الرابع: وهو عندما تكون أمام جريمة لا يكون لأي مشتبه منهم دافع واضح، ولا تجد أي دليل يدعم رأيك في القضية...
ممتاز: نظرية ممتازة، ولكن هل لك أن تخبرني ما علاقة هذه النظرية بقضيتنا؟
أنت أخبرني: في أي قسم من الممكن أن نضع قضيتنا هذه؟
هل من الممكن أن نضعها في القسم الثاني؟
ممتاز، هذا هو ما أريده منك...
أجابه صالح متفاخرا: هل رأيت أني بدأت أتعلم منك يا رامي؟
ضحك رامي: لا لم تتعلم، ولكني استطعت استدراجك، وهذا هو ما أصاب المحقق أنور
كيف، كيف استطعت استدراجي؟
كنت أود منك أن تخطأ الخطأ نفسه الذي أخطأه المحقق، فهذه الجريمة يا صديقي ليست من النوع الثاني بل من النوع الأول...
كيف، كيف تكون من النوع الأول؟
إن الدافع الخفي يكون شيئا غير واضح، أما أن أخبأ المال في بيتي، فهذا دافع واضح وضوح الشمس
إذن استدرجتني، شكرا لك يا أستاذ رامي، فأنت دائما تحب أن تظهرني أمامك بمظهر الأحمق
لا تغضب يا صديقي ولكني كنت أريد أن أختبر حدسك فأرى هل سوف تصل لنفس النتيجة التي وصل لها المحقق أم لا
وما النتيجة التي وصلت لها أنت؟
كما أخبرتك، فهذه الجريمة من النوع الأول، لذلك: لا بد أن تكون جريمة ارتجالية، والجريمة الأرتجالية لا تكون من شخص يعمل في المنزل، أليس كذلك يا صالح؟
إذن البستاني ليس هو المجرم، هذا ما تود قوله؟
ليس تماما، فكما قلت لك هي نظرية شخصية، وأنا شخصتها من النوع الأول، وأنت قد شخصتها من النوع الثاني، وأتوقع أن المحقق أيضا شخصها من النوع الثاني كذلك...
ظل صالح يفكر في ما قاله رامي: بالفعل لا أتوقع أن من سوف يسرق مائة ألف دولار سوف يضعها أمام العيان كي يجدوها...
ها قد بأدت تفكر في الطريق الصحيح، والآن اسمح لي أن أقدم لك النظرية الثانية...
تفضل، فنحن تلاميذ أمامك يا أستاذ رامي، قالها مبتسما...
لا يا سيدي، فهي أيضا نظرية قابلة للصواب و الخطا، وهي نظرية حبات المسباح...
تسمر صالح في مكانه: حبات المسباح، وما هذه النظرية أيضا؟
إنها تعتمد على تعريف الجريمة، هل الجريمة هي نظام متتابع أم هي كسر للنظام؟
الجريمة في نظر كل القوانين هي كسر للنظام...
ممتاز، وإذا رأيت جريمة تحقيقها يمر بنظام معين، دون أن يكون هناك أي كسر للنظام، فماذا يعني ذلك؟
كيف: ماذا تعني بكسر النظام، والنظام الكامل، حقيقة لم أفهم أي شيء...
لذلك: هذه النظرية تسمى نظرية حبات المسباح، حسنا: دعني أشرحها لك...
ختم كلامه ثم أخرج مسباحا من جيبه وأمسكه...
كان المسباح من النوع الطويل المحتوي على تسع وتسعين حبة، أمسه من المنتصف، أشار به إلى صالح: أنظر إلى هذه الحبات العشر...
حسنا: ماذا فيهم، هل لك أن تخبرني؟
حاول أن تمرر أصابعك عليهم بالترتيب...
ها قد مررت أصابعي عليهم، ثم ماذا: لم أفهم شيء
الآن سوف نقوم بتجربة أخرى، أمسك رامي المسباح من وسط الجزء الأول إلى وسط الجزء الثاني، وكان الفاصل بين الجزئين واضحا...
مرر أصبعك الآن، وقل لي مالفرق بين المرتين؟
إذا رأيت حبات المسباح تمر دون أي تعرج، فهذا يعني أن النظام مستقيم دون أي مشكلة، وهذا كان ما تحكيه السيدة، تتابع الأحداث الروتيني يجعل النظام مستقيما...
لم أفهم أي شيء من هذا الكلام...
الجريمة يجب أن تكون من الطريقة الثانية في مسكة المسباح وليست من الأولى...
الظاهر أن قطعة اللحم تحتاج لتسخين من جديد في المايكرويف، ما رأيك...
نظر إلى قطعة اللحم مبتسما، تذكر أنه لم يأكل، أمسك الشوكة والسكين كي يلتهم قطعة اللحم، بينما قام صالح بأكل السلطة...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
 
(( القاتل ذو الشعر الأحمر ))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» (( القاتل ذو الشعر الأحمر ))
» الغضب القاتل
» فيلم الرعب والاثارة السكوت القاتل
» القاتل الذى رفضت المشنقة إعدامه
» (( الحلم القاتل - الهام شاهين ويوسف شعبان ))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع ومنتدبات ابو ريوف  :: المنــتديــات العامه :: منتدى همسات وخواطر-
انتقل الى: