(( الصراع علي مصر.. أسرار وحقائق ))

الصراع علي مصر.. أسرار وحقائق
خطة التصفية الهادئة لثورة 25 يناير!
كيف تحول التحرير من ميدان إلي سجن كبير لملايين الثوار؟!

(( الصراع علي مصر.. أسرار وحقائق )) G-36-500-E

لم ينته الصراع في مصر بعد.. أو لم ينته الصراع علي مصر بعد.. رغم مرور أكثر من عامين علي ثورة 25 يناير وقد بلغ الصراع علي مصر ذروته في أيام الثورة الأولي.. حتي تم إسقاط النظام السابق.. الذي فشل في الدفاع عن نفسه ووجوده في مواجهة شباب وثوار فرضوا إرادتهم علي الجميع.. خاصة حين قدمت لهم القوات المسلحة الدعم والتأييد والحماية.
وتؤكد كل الشواهد والأدلة أن الصراع علي مصر أكبر من أن ينتهي في جولة واحدة.. حتي لو كانت ثورة كبري.. فمازال الصراع مفتوحا علي مصر.. باعتبارها الجائزة الكبري التي تسعي مختلف القوي الوطنية للفوز والانفراد بها.. ويبدو واضحا أن القوة الأعظم في هذا العصر.. أمريكا.. ليست بعيدة عن الصراع علي مصر.. بل إنها تتواجد بقوة في هذا الصراع بشتي الوسائل الخفية والظاهرية.
ويعترف الأمريكيون بأن مصر هي الجائزة الكبري للصراع العالمي للسيطرة والنفوذ في الشرق الأوسط.
لم يتم حسم مصير الثورة في مصر بعد.. لم يستسلم صناع الثورة بعد لوجودهم خارج السلطة.. ومازالت الأعراض التراجيدية للثورة قائمة في مصر.. مازال الصراع مفتوحا علي الثورة وعلي مصر.. ولا يمكننا التنبؤ بنتيجة هذا الصراع القائم والقادم.. مازالت للثورة قصة أخري في وادي النيل. فمازالت أعراض الدولة الفاشلة تطارد مصر والمصريين فقد تغيرت الوجوه في السلطة العليا للدولة.. وذهبت وجوه قديمة.. وجاءت وجوه جديدة.. وقيادات جديدة.. ومازال النظام كما هو لم يتغير. وفي الحلقة الثانية من كتاب "الجنود والجواسيس ورجال الدولة للبروفيسور حازم قنديل "والذي صدر مؤخراً يستعرض قصة مصر الطويلة علي طريق الثورة .. منذ ليلة الثالث والعشرين من يوليو 1952 حتي ثورة 25يناير انها قصة 60 عاماً من الثورة والتمرد علي ضفاف النيل
تعيش مصر حاليا في نظام ال10% الذين يملكون كل الثروة وكل أسباب الحياة والرفاهية.. الذين يذهب أطفالهم إلي المدارس الخاصة ذات المصروفات المبالغ فيها.. والذين يتلقون العلاج في الخارج أو المستشفيات الراقية.. ويحصلون علي احتياجاتهم اليومية من أكبر مراكز التسوق في الشرق الأوسط.
في المقابل تحولت الملايين والأغلبية الساحقة من المصريين إلي جيوش هائلة من الفقراء الذين لم يعد لهم دور في الحياة سوي دور المتفرجين الذين يرون حياة الرفاهية ولا يعرفونها هكذا تحولت مصر إلي دولة فاشلة في نظر الشعب وحتي القوانين مازالت تصدر لصالح الأغنياء.. أو هي تصدر ليكسرها الأغنياء ويدوسونها بأقدامهم.. وأموالهم.
فالضرائب.. لا يدفعها إلا الفقراء ومحدودو الدخل.. ويتهرب منها الأغنياء وأصحاب الملايين.
تصفية هادئة
وتوافد علي القاهرة كبار رجال المخابرات المركزية الأمريكية وكبار جنرالات الجيش الأمريكي.. حيث طالبوا دائما بضرورة عودة الحياة إلي طبيعتها في مصر بأسرع مما يمكن وعلي مدي شهور طويلة بعد الإطاحة بمبارك.. تحول ميدان التحرير إلي ما يشبه السجن الكبير.. لكن في الهواء الطلق.. سجن كبير للثوار الذين ينتشرون في كل شبر من الميدان.. بدون أن يهتم بهم أحد وكان المطلوب أن تعود الحياة لطبيعتها في مصر خارج الميدان.. كان المطلوب أن يتلاشي ويتبدد بخار الثورة من الميدان.. وكان من المحتم أن يحدث ذلك.. حتي يبقي النظام قائما بدون تغيير .ويتوقف البروفيسور حازم قنديل أمام تفاصيل قصة الثورة في مصر منذ 23 يوليو 1952 وحتي 25 يناير 2011 ويقول إنها قصة واحدة لمصر علي طريق الثورة الطويل والمرهق.
وقد لا تكون هناك مفاجأة في أن نكتشف من أوراق ووثائق المخابرات المركزية الأمريكية أن مصر احتلت مكانا بارزا في استراتيجية الولايات المتحدة منذ أواخر الحرب العالمية الثانية وحتي اليوم.
البحث عن أتاتورك
فقد توجه كيرميت روزفيلت رئيس عمليات المخابرات المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط إلي القاهرة في فبراير 1952 بعد شهر واحد من حريق القاهرة وقبل خمسة أشهر فقط من ثورة يوليو 1952 في محاولة أمريكية للبحث عن أتاتورك مصر.. يقود ثورة التحديث والتقدم في مصر.. ويبتعد بها عن شبح الشيوعية..وتعددت زيارات روزفيلت لمصر منذ 1944 وحتي 1950 حين قدم خبراته لوزارة الداخلية في مصر في مجالات مكافحة الشيوعية.
وخلال هذه الزيارات تمكن كيرميت روزفيلت من الاتصال بعدد من ضباط الجيش في مصر.. وأقام برنامجا لتدريب صغار الضباط المصريين في أمريكا تحت قيادة المخابرات المركزية..ومن المثير للدهشة أن ستة من الضباط الأحرار ال15 الذين قاموا بثورة 23 يوليو كان من الضباط الفائزين بمنح التدريب العسكري في الولايات المتحدة.
وكان من بين هؤلاء ضابط الطيران علي صبري.. الذي كان ضابط الاتصال بين تنظيم الضباط الأحرار بقيادة جمال عبدالناصر والسفارة الأمريكية بالقاهرة.
منع تكرار المأساة
وجري الاتفاق خلال هذه الاجتماعات علي ضرورة إقناع القوات البريطانية في مصر بعدم التدخل ومنع تكرار مأساة 1882 حين جري مع ثورة عرابي واحتلال مصر في المقابل تعهد الضباط المصريون بتحديث اقتصاد بلادهم والتصدي للحركة الشيوعية وقبل ثورة 23 يوليو بثلاثة أيام فقط طلب عبدالناصر من علي صبري إبلاغ الملحق العسكري الأمريكي بالقاهرة ديفيد ايفانز بأن الانقلاب علي الملك علي وشك الحدوث وأنه لن يتم المساس بالمصالح الأمريكية.
الصفقة الأمريكية
وبالفعل قامت الولايات المتحدة بتنفيذ الجزء الخاص بها من الصفقة وطالبت الملك السابق فاروق بالاستسلام لمطالب الضباط الأحرار ورحب الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفيلت بالانقلاب في القاهرة وحذر بريطانيا من التدخل ضد قادة الانقلاب وبالغ السفير الأمريكي في القاهرة في الترحيب بالثوار الجدد في القاهرة وقال إنهم "أولادي"!!
وحرص جمال عبدالناصر علي التأمين الكامل للثورة ولذلك توسع في اتصالاته بالأمريكيين.. وطلب من المخابرات الأمريكية تقديم المعاونة في تحديث وزارة الداخلية وتزامنت رسالة عبدالناصر مع تقارير وردت للمخابرات الأمريكية تحذر من احتمالات قيام القوات الإنجليزية في منطقة قناة السويس بإعادة احتلال القاهرة والإسكندرية.. وذكر التقرير أن مثل هذه العملية يمكن أن تؤدي إلي مواجهات عنيفة قد تنتهي بسيطرة الشيوعيين علي السلطة في مصر هكذا استجابت المخابرات المركزية بسرعة لطلب عبدالناصر وقام كيرميت روزفيلت بوضع الخطوط العريضة للتعاون بين أمريكا وقادة النظام الجديد في القاهرة.
الإصلاح الزراعي
وتوازي مع هذا الخط الأمني اجتماعات أخري انعقدت بين جمال عبدالناصر وكبار المسئولين الأمريكيين لمناقشة خطط الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي في مصر.
وذكر خالد محيي الدين صديق جمال عبدالناصر في تنظيم الضباط الأحرار.. أن الأمريكيين كانوا يطالبون في هذه الاجتماعات بسرعة إصدار وتطبيق قانون الإصلاح الزراعي وتحديد الملكية الزراعية علي اعتبار أن توزيع الأرض علي الفلاحين المعدمين هو حائط الصد الوحيد المضاد للشيوعية وبالفعل صدر قانون الإصلاح الزراعي خلال الأسابيع الأولي للثورة.. وتغيرت موازين القوي الاجتماعية والاقتصادية في مصر خلال الأيام الأولي لثورة يوليو .1952
وفي المقابل طلب جمال عبدالناصر من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفيلت إقناع الإنجليز بجلاء قواتهم من مصر وإخلاء قاعدة قناة السويس.
وبعد إعلان الجمهورية في مصر في يونيو 1953 قام جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكي بزيارة مصر.. وخلال الزيارة أدرك دالاس بسرعة مدي سيطرة عبدالناصر علي النظام الجديد وكان الأمريكيون يثقون في عبدالناصر.. رغم أنه لم يكن عميلا لهم.. فقد اقتنع الأمريكيون بأن عبدالناصر يرفض الاحتلال البريطاني لبلاده.. وأمريكا أيضا لا تؤيد بقاء الإنجليز في مصر.. لأنها ببساطة كانت تحلم بأن تحل محل الإنجليز في مصر.. ولكن بدون احتلال!! وهو ما لم يتحقق لأمريكا إلا بعد رحيل عبدالناصر!!
مع عبدالناصر ضد نجيب
كان واضحا أمام الأمريكيين من البداية أن اللواء محمد نجيب ليس إلا رجلا في واجهة الثورة.. ويبدو أنه كانت لدي المخابرات الأمريكية أسباب أخري لدعم وتأييد جمال عبدالناصر ففي بدايات الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق اقتنعت الولايات المتحدة بأن الاعتماد علي العسكريين أفضل من الاعتماد علي المدنيين وكانت واشنطن تشعر بالقلق البالغ من تعهد محمد نجيب بإقامة نظام ديمقراطي في مصر.. خاصة بعد أن تحالف سرا مع تنظيم الإخوان المسلمين.
ذكر المؤرخ الأمريكي أن إعطاء السلطة للمدنيين من شأنه أن يؤدي لارتفاع الأسعار وزيادة التضخم وهروب رءوس الأموال وانتشار الفوضي الاجتماعية وكل ذلك يمكن أن يستغله الشيوعيون ولذلك كان من الضروري في مصر أن يتم الحفاظ علي الأمن والنظام وإبعاد شبح الفوضي لأن هذه هي القضية الأساسية وهنا لا يهم ما إذا كانت الحكومة القائمة في مصر ديكتاتورية أم نيابية أو حتي دستورية؟! فالحكومات المدنية في العالم الثالث تكون عادة غير مستقرة وضعيفة في حين أن حكومة العسكريين تكون مستقرة وقادرة علي توفير الأمن اللازم لتحقيق التنمية الاقتصادية من هنا جاء تأييد الولايات المتحدة لجمال عبدالناصر ورفاقه في تنظيم الضباط الأحرار.
نظام عبدالناصر
في النهاية تمكن عبدالناصر من إقامة نظام سياسي جديد يؤيده الشعب ويحرسه الجيش.. إنه النظام الشعبي الجديد الذي أتاح لعبدالناصر الفرصة للحكم باسم الشعب ومصالح الشعب.
ويفرض السؤال نفسه.. كيف تحولت سياسة الولايات المتحدة من تأييد عبدالناصر إلي عداء عبدالناصر.. والسعي للإطاحة به والتخلص منه بشتي الوسائل؟!
لقد بدأت قصة العداء الأمريكي لعبد الناصر بالحكاية المعروفة لرغبة عبدالناصر في الحصول علي أسلحة أمريكية حديثة لإعادة بناء القوات المسلحة المصرية بعد الثورة..وبالفعل تقول وثائق المخابرات الأمريكية إن جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر حضرا لقاء مهما مع رجل المخابرات الأمريكي الشهير مايلز كويلاند واثنين من كبار جنرالات الجيش الأمريكي في شقة حسن التهامي أحد الضباط الأحرار وفي هذا اللقاء جري الاتفاق علي تزويد مصر بصفقة من الأسلحة الأمريكية قيمتها 20 مليون دولار بتسهيلات أمريكية..لكن أمريكا أعلنت في الشهر التالي عن صفقة مساعدات اقتصادية لمصر قيمتها 40 مليون دولار.. كما حصل عبدالناصر علي مبلغ 3 ملايين دولار من تحت المنضدة.. كانت هي الرشوة الشهيرة التي أقام بها عبدالناصر برج الجزيرة وسط القاهرة ليكون شاهداً علي حماقة السياسة الأمريكية تجاه مصر..ولم يتردد عبدالناصر في تحذير كيرميت روزفيلت في منتصف سبتمبر 1955 بأنه إذا لم تتم صفقة الأسلحة الأمريكية لمصر فإن مصر يمكن أن تحصل علي ما تريد من سلاح من روسيا السوفيتية.. ولم يصدق الأمريكيون ذلك.
الحلف مقابل السلاح
وقال إن الاتحاد السوفيتي يرفض تزويد النظم الوطنية في العالم الثالث بالسلاح لأن النظام الستاليني في موسكو ينظر لقادة العالم الثالث بالكثير من الشك الذي يصل إلي حد الاحتقار ولذلك استبعدت أمريكا أن توقف روسيا علي تزويد مصر- عبدالناصر بالسلاح ومارست الولايات المتحدة ضغوطا هائلة علي عبدالناصر لإقناعه بالدخول بمصر عضواً في حلف بغداد مقابل الحصول علي السلاح الأمريكي وكانت اتفاقية الحلف تقضي بضرورة السماح للقوات الأمريكية والبريطانية باستخدام أراضي وقواعد الدول العربية أعضاء الحلف لمواجهة خطر التغلغل الشيوعي في الشرق الأوسط! وحين رفض عبدالناصر الانضام لحلف بغداد ردت أمريكا علي ذلك بتشجيع إسرائيل علي توجيه ضربات عسكرية مفاجئة للقوات المصرية في غزة التي تعرضت لخسائر جسيمة في الأرواح.
وهنا لم يتردد عبدالناصر في التوقيع علي صفقة الأسلحة التشيكية الشهيرة التي بمقتضاها وافق الاتحاد السوفيتي السابق علي تزويد مصر ب200 طائرة مقاتلة وقاذفة قنابل و230 دبابة و500 قطعة مدفعية و750 عربة مدرعة وقوة بحرية كبري تتكون من ثلاث غواصات وحفنة من المدمرات وكاسحات الألغام وقال عبدالناصر إن علي الغرب أيلوم إلا نفسه لأننا طلبنا السلاح من الإنجليز والفرنسيين والأمريكيين ورفضوا جميعا تزويد مصر بالسلاح بدون شروط تهدم استقلال مصر وكبرياءها الوطني بعد الثورة وبالطبع كانت الصدمة رهيبة في واشنطن ولندن وإسرائيل.
التحدي والعداء
وردت واشنطن علي ذلك بإلغاء خطة تزويد مصر بالسلاح وسحبت عرضها الشهير بتمويل بناء السد العالي الذي كان يعتمد عليه عبدالناصر كثيرا في تحقيق قفزة تنموية كبري في مصر. هكذا.. تصاعدت لعبة التحدي الكبري بين عبدالناصر والولايات المتحدة وفي يوم 26 يوليو 1956 ألقي عبدالناصر خطابه الشهير في ميدان المنشية بالإسكندرية حيث أعلن تأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية.
وأحدث قرار التأميم صدمة كبري في لندن وباريس.. ومن قبل شعرت إسرائيل بقلق بالغ بسبب صفقة الأسلحة التشيكية التي هددت توازن القوي بين مصر وإسرائيل.
وبسرعة جري التخطيط للعدوان الثلاثي علي مصر باتفاق بريطانيا وفرنسا وإسرائيل .
الهجوم علي مصر بألف طائرة
ورغم أن إسرائيل هي التي بدأت الحرب وتوغلت بقواتها في سيناء إلا أن بريطانيا وفرنسا قامتا بحشد قوات هائلة ضد مصر التي تعرضت لهجوم وحشي من ألف طائرة بريطانية وفرنسية و130 سفينة حربية من الاسطولين الفرنسي والبريطاني وكانت عملية الانزال البحري لقوات العدوان في بورسعيد رهيبة وليس لها مثيل إلا عملية نورماندي علي الشواطيء الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية.
اهتزت القيادة المصرية بعنف وارتفعت أصوات من الضباط الأحرار رفاق عبدالناصر تطالبه بالاستسلام وتسليم نفسه للإنجليز لكن عبدالناصر انفرد برفض الاستسلام وذهب إلي الأزهر حيث ألقي خطابه الشهير وقال سنقاتل ولن نستسلم ولن يوجد من يفرض علينا الاستسلام ونجح عبدالناصر في تنظيم المقاومة الشعبية في بورسعيد.. وفي النهاية توقفت قوات العدوان وفشل الهجوم البريطاني الفرنسي في 22 ديسمبر 1956 بدون أن يحقق أهدافه في السيطرة علي القناة ومدن القناة واحتلال القاهرة وإسقاط عبدالناصر.
ونجحت خطة عبدالناصر في الصمود في إثارة تعاطف الرأي العام العالمي في أمريكا وروسيا ضد العدوان الثلاثي فمن جانبها رفضت الولايات المتحدة عودة بريطانيا وفرنسا للشرق الأوسط من جديد.. ومن جانبه اعتبر الاتحاد السوفيتي العدوان علي مصر إهانة لا تغتفر خاصة مع بدء التعاون العسكري مع مصر.
وانتهت المعركة بانتصار سياسي كبير لمصر التي استعادت القناة وفرضت سيادتها الكاملة عليها.
عبدالناصر يرفض رد الجميل
ولكن خابت توقعات الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور الذي تصور أن مصر تشعر بالجميل الذي صنعته أمريكا حين وقفت ضد العدوان البريطاني - الفرنسي علي مصر وتصور ايزنهاور أن عبدالناصر سوف يرحب بخطة واشنطن لتقديم الدعم الأمريكي للدولة المهددة بالشيوعية.
ولكن عبدالناصر رفض الخطة بعنف واعتبرها خديعة استعمارية تبرر التدخل العسكري الأمريكي في دول الشرق الأوسط المستقلة حديثا.
واضطر ايزنهاور في النهاية إلي عقد اجتماع سري في 22 مارس 1957 مع آلن دالاس رئيس المخابرات المركزية الأمريكية في ذلك الوقت حضره كيرميت روزفيلت صديق عبدالناصر القديم وجري خلال هذا الاجتماع ضرورة التخطيط للتخلص من عبدالناصر والإطاحة به بأية وسيلة وهي الخطة التي تم تنفيذها بجدارة خلال العدوان الإسرائيلي علي مصر في يونيو 1967 حيث تعرضت مصر لهزيمة هزت نظام عبدالناصر إلي الأعماق.. ومن 1952 إلي 2011 مازالت قصة مصر مع الثورة طويلة.. وإن كانت قصة أمريكا مع ثورات مصر خفية نري أعراضها.. ولا نعرف من حقائقها إلا القليل.. والقليل جدا

» الصراع الإسرائيلي العربي
» أسرار جديدة حول فض الاعتصامين
» أسرار المخلوقات
» أسرار المخلوقات
» من أسرار القرآن‏