خلق الأسباب ومشيئة الله والفرد

خلق الأسباب ومشيئة الله والفرد


تجهد الأمم الراقية والمتقدمة في اتباع كل الأساليب للتقدم بشعوبها وتأمين رفاهيتها باختلاق الوظائف وفرص العمل وتحقيق كافة التأمينات الإجتماعية والضمانات الصحية بالتطبيب والإستشفاء المجاني والنقل الرخيص البدل مع دفع تعويضات مالية للعاطلين عن العمل ؛ كما مراكز الإيواء للأفراد المشردين وكبار السن ، وأخرى لإيواء النساء المضطهدات او المطلقات وتأمين العدالة لحماية الفرد . ويعتبر تأمين هذه الحاجات أو الحالات أمراً ضرورياً وممكناً في أي دولة مع وجود حكومة واعية ومقتدرة وفق نظام ضريبي ملائم وعادل .
ولكن إن تسرب الفساد إلى هذه الدول في الإدارة والحكم ، بالرشوة وسرقة أموال المواطنين فإن حكوماتها ستقع في عجز حتماً مع إختلال المداخيل بالنسبة للنفقات وتمرير القوانين لصالح الجشعين من الأثرياء والمسؤولين التي تتيح لها نهب اموال المواطنين ومدخراتهم بأساليب لاأخلاقية من خلال المؤسسات الحكومية والمالية ، بما يشبه ممارسات أسواق البورصة .
ومع تزايد عجز تلك الأنظمة في القيام بواجباتها تجاه مواطنيها بما دب فيها من فساد فإنها ستتطلع نحو الخارج لاحتلال بلد ما طمعاً في نهب ثرواته. وعندها تبدأ بإختلاق الذرائع وافتعال الأسباب لوضع اليد على هذه البلدان والسيطرة عليها كما فعل هتلر لاحتلال بلجيكا على أبواب الحرب العالمية الثانية إذ عمد إلى إرسال بعض السجناء الألمان المحكومين بالإعدام فألبسهم لباس الجنود ونسف مخفراُ ألمانياً وأعدمهم عند الحدود البلجيكية ليدعى أن جنوداً بلجيكيين اقتحموا بلاده وقتلوا جنود المخفر بعد أن نسفوه ليعلن الحرب على بلجيكا ويحتلها خلال ساعات في سعي منه لتكوين إمبراطورية المانية على سائر الأراضي الأوروبية باعتبار أن العرق الألماني هو المؤهل الوحيد لحكم العالم وتطويره ؟!
ورغم تخطيطاته في إختلاق الأسباب والذرائع لغزو البلدان الأخرى وسلب خيراتها ومواردها لتعزيز بلاده إلا أنه فشل في تحقيق أمانيه على غير مشيئته ومشيئة قواده رغم كل أعمال الغدر والقتل وقد إنتهى به الأمر إلى الفشل واليأس والإنتحار .

وقد تفتق ذهنهم عقب إنتخاب الرئيس جورج بوش الأبن عن إعلان جزء من تنبؤات نوستراداموس المكتشفة عن القرن الواحد والعشرين التي تضمنت بضعة آلآف من الخرافات الغريبة . إلا أن أكثرها غرابة وكذباً هي في الإدعاء بأنه في الحادي عشر من أيلول من العام 2001 سيتم تفجير صخرتين كبيرتين في مدينة نيويورك من حركة إرهابية حيث سيقتل أكثر من ثلاثة آلآف شخص . وبما أن الطبعة الجديدة من التنبؤات قد وزعت عقب تفجير برجي التجارة العالمي فإن مااعدوه واختلقوه من تلفيقات يصدرونها عند كل مناسبة ملائمة لمخططاتهم ، لم يكن سوى بهدف إحتلال أفغانستان والعراق لنهب مواردهما ، إلا أنهم قد دفعوا الثمن غالياً من القتلى ، كما اضطروا بعد سنوات إلى الإنسحاب من العراق ولم تفلح مشيئتهم في البقاء فيه كما خططوا لذلك .
كما وانهم في تفاوض بأفغانستان مع حكومة طالبان الشرعية في البحث عن مخرج ملائم مما تورطوا فيه وتسبب لهم بالمشاكل الداخلية مالياً واقصادياً ، عدا فشلهم وفشل الحكومة التي أقاموها في إحكام سيطرتهم على البلاد مع تزايد القتلى لديهم بحصاد مرتفع لم يكونوا يتوقعونه على مايبدو مع رفض الشعب لاحتلالهم .
في الأنظمة السياسية : وسنتناول الأنظمة الجمهورية الحزبية أو العسكرية التي جاءت إلى السلطة بالإنقلاب أو التوريث تحت شعارات وطنية وديمقراطية وعدالة وحرية ، إلا أن ممارساتها على الأرض مغايرة لهذه الشعارات الزائفة مع تعطليها القوانين والحريات العامة لصالح إحكام قبضتها على البلاد وتحويل الحكم إلى منفعة خاصة في الإستيلاء على الأموال العامة بمشاريع وهمية ،فاسدة في معظمها بسبل عدة مختلفة وممارسة التجارة والإحتكارات العائلية على حساب أعمال المواطنين وقمع المعارضة والحريات العامة وتعيين مجلس نواب من المقربين والإنتهازيين بالإنتخاب المزور من اجل التمديد وتوريث الحكم لصالح العائلة إلى مالانهاية وكأن الدنيا خالدة لهم .
إلا أن فساد الحكم في النهب والتجديد القسري والتوريث ينتج عنه الفقر والجوع للمواطنين مع غياب الضمانات الصحية والإجتماعية وتعويضات البطالة وقصر المراكز والمناصب على الأزلام والأقارب والمقربين الحزبيين مما ينعكس غضباً وانفجاراً في الشارع وتظاهرات تفشل معها كل أعمال القتل من قبل الحاكم للمواطنين وقد خرجوا من قمم القهر والخوف وفضلوا الموت على الحرمان والجوع والإذلال المستمر .

وقد تفتق ذهنهم عقب إنتخاب الرئيس جورج بوش الأبن عن إعلان جزء من تنبؤات نوستراداموس المكتشفة عن القرن الواحد والعشرين التي تضمنت بضعة آلآف من الخرافات الغريبة . إلا أن أكثرها غرابة وكذباً هي في الإدعاء بأنه في الحادي عشر من أيلول من العام 2001 سيتم تفجير صخرتين كبيرتين في مدينة نيويورك من حركة إرهابية حيث سيقتل أكثر من ثلاثة آلآف شخص . وبما أن الطبعة الجديدة من التنبؤات قد وزعت عقب تفجير برجي التجارة العالمي فإن مااعدوه واختلقوه من تلفيقات يصدرونها عند كل مناسبة ملائمة لمخططاتهم ، لم يكن سوى بهدف إحتلال أفغانستان والعراق لنهب مواردهما ، إلا أنهم قد دفعوا الثمن غالياً من القتلى ، كما اضطروا بعد سنوات إلى الإنسحاب من العراق ولم تفلح مشيئتهم في البقاء فيه كما خططوا لذلك .
كما وانهم في تفاوض بأفغانستان مع حكومة طالبان الشرعية في البحث عن مخرج ملائم مما تورطوا فيه وتسبب لهم بالمشاكل الداخلية مالياً واقصادياً ، عدا فشلهم وفشل الحكومة التي أقاموها في إحكام سيطرتهم على البلاد مع تزايد القتلى لديهم بحصاد مرتفع لم يكونوا يتوقعونه على مايبدو مع رفض الشعب لاحتلالهم .
في الأنظمة السياسية : وسنتناول الأنظمة الجمهورية الحزبية أو العسكرية التي جاءت إلى السلطة بالإنقلاب أو التوريث تحت شعارات وطنية وديمقراطية وعدالة وحرية ، إلا أن ممارساتها على الأرض مغايرة لهذه الشعارات الزائفة مع تعطليها القوانين والحريات العامة لصالح إحكام قبضتها على البلاد وتحويل الحكم إلى منفعة خاصة في الإستيلاء على الأموال العامة بمشاريع وهمية ،فاسدة في معظمها بسبل عدة مختلفة وممارسة التجارة والإحتكارات العائلية على حساب أعمال المواطنين وقمع المعارضة والحريات العامة وتعيين مجلس نواب من المقربين والإنتهازيين بالإنتخاب المزور من اجل التمديد وتوريث الحكم لصالح العائلة إلى مالانهاية وكأن الدنيا خالدة لهم .
إلا أن فساد الحكم في النهب والتجديد القسري والتوريث ينتج عنه الفقر والجوع للمواطنين مع غياب الضمانات الصحية والإجتماعية وتعويضات البطالة وقصر المراكز والمناصب على الأزلام والأقارب والمقربين الحزبيين مما ينعكس غضباً وانفجاراً في الشارع وتظاهرات تفشل معها كل أعمال القتل من قبل الحاكم للمواطنين وقد خرجوا من قمم القهر والخوف وفضلوا الموت على الحرمان والجوع والإذلال المستمر .

.
ج‌- الخطأ الرابع أنه وضع أحواض زهور ضخمة حول المحل تعيق الدخول للمطعم إلا من مكان محدد ضيق بما يحد من حرية الحركة للزبون في الدخول والخروج من وإلى المطعم . كما وأنه أثار حفيظة المارة والجوار ، الذين قاطعوه قصداً مع تضييق السير عليهم بالإستيلاء على معظم الرصيف . بينما المطعم الآخر لم يضع سوى خمسة كراسي طويلة داخل محله مع تجنب وضع أي أحواض على الرصيف . وبذلك ظل على مسيرته النشطة في البيع والإزدهار وقد أضحى بمفرده على الساحة بعد فشل وإغلاق المطعم المنافس لسؤ تدبيره وتصرفه .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : هل لو أن المطعم الجديد إنتهج نفس أسلوب المطعم الآخر ولم يُقدم على رفع أسعاره أو لم يعمد إلى زيادة أعداد الكراسي أو عرقلة الطريق بالأحواض الضخمة ، هل كان سينجح ؟!
الجواب وفق المعادلة الإقتصادية فيما يتعلق بممارسة التجارة ، نعم كان يجب أن ينجح أكثر من المحل الأول لأنه افتتح مطعمه على الشارع الرئيسي وقدم نفس الجودة والنكهة للطعام !
والسؤال التالي : إذا كان الأمر كذلك فلما أغلق ؟ ولما لم يتبع نفس الأسلوب لمحل جاره المزدهر ؟ والجواب هو أن مشيئة الله الرزاق هي غير مشيئته فلم يلهمه أن يتبع الطريق الصحيح لتنمية تجارته ربما لنية سؤ عنده في سعي للإضرار بجاره . وربما لو افتتح صنفاً آخر من المأكولات لكان سعيه أكثر إيجاباً ولربما كان الله الهمه ألا يضع الكراسي بما يزيد عن حاجة محله ، فالإلهام الصحيح هو جزء متمم للرزق ، كما ولم يلهمه بألا يضع أحواض الزراعة الضخمة المعرقلة للمرور التي أساءت اليه وأضرت به كثيراً لاستياء المارة التي أخذت موقف العداء من المطعم وصاحبه لسؤ تصرفه وهو الذي أعتقد لفترة أنه أنشأ حديقة على الرصيف لجذب الزبائن !؟ .
ومثل آخر مشابه زيادة في الإيضاح عن أحدهم وقد افتتح سوبر ماركت متوسط الحجم كان يتوقع له الإزدهار مع عدم وجود بقال بالقرب منه . إلا أنه بعد إنجاز المحل جلس صاحبه ينتظر الزبائن لأشهر عدة دون طائل رغم تنوع بضائعه من سلع غذائية وخضار ، كما وأهمية موقعه في منطقة سكنية كبيرة مزدحمة إلا انه لم يلق رواجاً إلى أن أضطر إلى الإغلاق بما يدعو للإستغراب والدهشة ؟! فما هي الأسباب التي أدت إلى امتناع الزبائن من الشراء من عنده رغم حاجتهم اليومية الملحة لأصنافه ؟!
الجواب من الناحية الإقتصادية والتجارية هو أن صاحب المحل هذا عشية الإفتتاح ارتكب أخطاءً عدة فادحة لقلة خبرته إذ عمد إلى وضع المعوقات والجنازير بشكل مزعج جداً على الطريق العام بجوار الرصيف أمام مخزنه منعاً لوقوف السيارات على حد زعمه إلا أنه في الواقع عرقل وصول الزبائن إليه !؟ ولم يكتف بذلك ، بل أنه أقدم على وضع أعمدة حديدية وجنازير على الرصيف حول مخزنه وحدد مدخل ضيق فيها لمن يريد أن يشتري من عنده معتقداً أن هذه القواطع المجنزرة المطلية باللون الأسود ستزيد من جمالية مخزنه في جذب الزبائن وقد عمي على قلبه بما عمل على تنفيرهم من حيث لايدري . إذ أصبح الوصول لمحله أو السير من أمامه متعذراً إلا بمشقة للمضطر. لذا إنتهى الأمر به إلى الإغلاق تماماً وعرض محله للبيع بعد أشهر عدة من الخسارة .
الدروس والعبر : أوجزها والخصها أن مشيئة الإنسان وخلقه الأسباب تعجز وتسقط أمام مشيئة اهمَ وخلقه الأسباب بما جاء في سورة التكوير (29) في قوله تعالى : ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين