(( وعاشت مصرنا الحبيبة )).

الشعب يريد تخليد ميدان التحرير..الشعب يريد تخليد الشهداء .. الشعب يريد تكريم الأبطال .. الشعب يريد مطاردة الفاسدين.. الشعب يدين ترزية القوانين.. الشعب يريد أمواله المنهوبة.. شعارات لم يخطها "هتـّيفه" من بتوع المأسوف علي شبابه المعروف بحزب الفساد .. الحزب الوطني سابقا .. الذي خرب مصر ونهب ثرواتها وخيراتها.. الحزب الوطني الذي دمر اقتصادها وأذل رجالها فجاء شباب الميدان لنفيق من غفوتنا .. أيقظونا من سباتنا بعد أن أوشكت بلدنا علي الاحتضار .. استيقظنا جميعا علي خراب ودمار إلا شبابنا حماهم الله.. وقبلها بأيام كان قلبي ينتفض بين جنبي حزنا علي أحوالنا .. عندما سمعت المواطن التونسي يصرخ في نشوة المنتصر .. يحيا الشعب التونسي .. المجد والحياة للتوانسة .. تحيا إرادة الشعب التونسي. وبعدها اقشعر بدني وإنهمرت دموعي عندما رأيت الرجل يتحدث بحرقة باكيا قائلا لقد هرمنا.. هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية.. رأيت نفسي وقد هرمت وغطي الشيب رأسي وثقلت خطواتي وأرانى مع أقرانى من الشباب نجري من القنابل المسيلة ونتفادي الرصاص المطاطي وربما نفتح صدورنا لرصاصات غادرة ويعلو صوتنا مطالبين بالحرية وكان السؤال الذي يطاردني هل يمكن للقهر أن يستمر حتي أهرم وأشيخ .. هل يمكن أن أنتظر حتي يذبل العمر وتختبئ الصحة خلف تجاعيد الزمن لكي أري مصر التي طالما حلمت بها ؟.. سؤالي لم يدم طويلا فكانت الإجابة واضحة وصريحة وجادة .. حادة وعميقة .. عبقرية وتاريخية.. فريدة من نوعها.. كانت الإجابة يوم 25 يناير من العام 2011 لأجد نفسي أهتف بصوت عال حمد الله علي سلامتك يا مصر .. حمد الله علي السلامة يا أم الدنيا.. بارك الله فيك ياشباب مصر .. هدفكم نبيل وثورتكم بيضاء.. وشهداؤكم مع الأبرار والصديقين.. لكم الفخر بعد أن حركتم ضمير العالم النائم وراء طغاته.. وشهد الجميع لكم وأرسلتم ابلغ الرسالات لكافة أنحاء المعمورة .. نحن أهل الحضارة والتاريخ والثورات البيضاء .. لتعيدوا صناعة التاريخ .. وتقفوا في وجوه الطغاة وترزية القوانين وأفاقين هذا الزمان .. أعلنتم عن بزوغ فجر جديد بإرادتكم الحديدية .. وحدكم دفعتم الثمن من أرواح الشهداء الأبرار ودماء الجرحي الطاهرة.. وفي اليوم التالي اتجهتم إلي طريق النهضة لجني الثمار دون ادعاء بطولة أو استعراض عبقرية زائفة. وأما عن رئيسنا السابق فله ما له وعليه ما عليه وأن قيمته واحترامه من قيمة واحترام الوطن. وليس في طبعنا روح الشماتة أو الانتقام. وان أردنا خيرا فيجب علينا تخليد هذه الدماء الطاهرة لشهداء الثورة والتي روت الأرض والنفوس العطشي للحرية. ومهدت لفجر مشرق وأمل ساطع لمصرنا الحبيبة. ونقف احتراما وإجلالا لشهدائنا الأبرار الذين دشنوا بدمائهم بداية صفحة ناصعة من تاريخ الأمة.. نقف لهم عند كل أذان من فوق مئذنة وجرس قداس أيام الأحاد.. ذهابا وإيابا وهذا لن يحدث إلا بإقامة نصب تذكاري لهم في الميدان ووضع لوحات معدنية نحاسية. تتضمن أسماء الشهداء بالشوارع أو بالميادين التي سقطوا فيها. تتضمن اسم الشهيد ونبذة مختصرة من حياته وتاريخ استشهاده وصورة له. وفي مناسبة عيد الثورة القادم. كما في جميع الأيام. نتجه جميعا ونضع الزهور والشموع أمام تلك اللوحات تحية حب وإجلال. وعقب عودة المدارس والجامعات يجب أن يذهب الجميع في مواكب إلي الميادين التي فجرت الثورة وتزرع في النفوس روح الانتماء والعطاء السخي من أجل الوطن وقراءة الفاتحة ووضع الزهور وأيضا وضع أسماء شهداء الثورة مكان أسماء شخصيات معينة تكررت بشكل مستفز علي معظم المؤسسات والمدارس والمستشفيات والمكتبات بطول البلاد وعرضها .. تخليدا لأبطال خرجوا لاستعادة كرامة وطن وكتابة التاريخ من أول وجديد.. ثورة وضعت الأقدام علي طريق تحقيق الأحلام والطموحات لنبني مصر سويا في ظل حكم مدني شريف وانتخابات حرة وتلبية مطالب شعبنا العظيم ولتكن ثورتنا عبرة أمام كل من يعتبر ليعرف العالم كله أن المارد قد خرج وأبدا ابدا لن يعود إلي القمقم.. وعاشت مصرنا الحبيبة حرة أبية.

هذه مقالة نشرتها لى مجلة المنصورة الإقليميه بتاريخ 3/2/2011

» (( يارب احفظ مصرنا ))
» حادثتني الحبيبة