موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع ومنتدبات ابو ريوف

كل مساهمه في هذا المنتدى بشكل أو بآخر هي تعبر في الواقع عن رأي صاحبها
 
الرئيسيةبوابة METOأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا باصدقاء أبو ريوف بعد غياب اربع سنين اعود لمنتداكم الجميل لطالما علمت بأني هنا معكم استنشق عطراً يفوح من اقلامكم لكم مني كل الحب والتقدير أخوكم الصغير أبو ريوف

توقيت الرياض
المواضيع الأخيرة
» الإعلام بحدود قواعد الإسلام
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالأحد 23 أغسطس 2020 - 16:00 من طرف ملكة الحب

»  خلافة سيدنا الحسن
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:28 من طرف ملكة الحب

» جعدة بنت الأشعث
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:11 من طرف ملكة الحب

» رانـــــــــدا
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالثلاثاء 31 مارس 2020 - 18:06 من طرف ملكة الحب

» فضل لا إله إلا الله
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالجمعة 6 مارس 2020 - 10:39 من طرف ملكة الحب

» أهل الهـــــوي
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالجمعة 28 فبراير 2020 - 21:36 من طرف ملكة الحب

» "الحب في بئر الشك" : ملكة الحب
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالسبت 15 فبراير 2020 - 8:11 من طرف ملكة الحب

» القلـــــــــب
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالجمعة 31 يناير 2020 - 17:09 من طرف ملكة الحب

» النادي الأهلــــــي
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالخميس 30 يناير 2020 - 16:31 من طرف ملكة الحب

» أرزاق
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يناير 2020 - 12:51 من طرف ملكة الحب

» الإراده
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:22 من طرف ملكة الحب

» مؤامـــــــره
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:20 من طرف ملكة الحب

» الخـــــــــوف
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالجمعة 24 يناير 2020 - 15:45 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» معـــــانـــــــاه
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:41 من طرف ملكة الحب

» النهــــــايــه
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــــا
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:15 من طرف ملكة الحب

» مجنونــــــه
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــا
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:17 من طرف ملكة الحب

» القــطـــار
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:28 من طرف ملكة الحب

» مجنـــونـــه
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:23 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــــا
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:20 من طرف ملكة الحب

» القلب الغاشــــــق
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:19 من طرف ملكة الحب

» الدنيا بخيــــــر
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:16 من طرف ملكة الحب

» راعيني أراعيـــــك
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:36 من طرف ملكة الحب

» قاسيه جدا
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:33 من طرف ملكة الحب

» مــجرد إهمـــال
فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالخميس 2 يناير 2020 - 13:59 من طرف ملكة الحب

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد منسى - 20175
فانتازيا فرقة المزيكة Vote_rcapفانتازيا فرقة المزيكة Voting_barفانتازيا فرقة المزيكة Vote_lcap 
ملكة الحب - 1258
فانتازيا فرقة المزيكة Vote_rcapفانتازيا فرقة المزيكة Voting_barفانتازيا فرقة المزيكة Vote_lcap 
ابو ريوف METO - 324
فانتازيا فرقة المزيكة Vote_rcapفانتازيا فرقة المزيكة Voting_barفانتازيا فرقة المزيكة Vote_lcap 
جلالة الملكه - 180
فانتازيا فرقة المزيكة Vote_rcapفانتازيا فرقة المزيكة Voting_barفانتازيا فرقة المزيكة Vote_lcap 
باكى - 67
فانتازيا فرقة المزيكة Vote_rcapفانتازيا فرقة المزيكة Voting_barفانتازيا فرقة المزيكة Vote_lcap 
الحربي - 36
فانتازيا فرقة المزيكة Vote_rcapفانتازيا فرقة المزيكة Voting_barفانتازيا فرقة المزيكة Vote_lcap 
صلاح اليب2 - 35
فانتازيا فرقة المزيكة Vote_rcapفانتازيا فرقة المزيكة Voting_barفانتازيا فرقة المزيكة Vote_lcap 
زهرالورد - 30
فانتازيا فرقة المزيكة Vote_rcapفانتازيا فرقة المزيكة Voting_barفانتازيا فرقة المزيكة Vote_lcap 
رشيد سويدة - 29
فانتازيا فرقة المزيكة Vote_rcapفانتازيا فرقة المزيكة Voting_barفانتازيا فرقة المزيكة Vote_lcap 
اكينو ملوال - 29
فانتازيا فرقة المزيكة Vote_rcapفانتازيا فرقة المزيكة Voting_barفانتازيا فرقة المزيكة Vote_lcap 

 

 فانتازيا فرقة المزيكة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

فانتازيا فرقة المزيكة Empty
مُساهمةموضوع: فانتازيا فرقة المزيكة   فانتازيا فرقة المزيكة I_icon_minitimeالجمعة 19 أبريل 2019 - 10:49


فانتازيا فرقة المزيكة


فلما سطعت الشمس، وامتلأت الشوارع بالناس، جاء التكليف فى محل الفرقة، من أحد أغنياء العصر والأوان لحضور حفل ختان طفله، البالغ من العمر ثلاث سنوات، نُبه على ريس الفرقة باصطحاب الفرقة بكامل أفرادها، عليهم أن يركبوا لنشا لقطع البحر، ثم النزول لركوب أحصنة تحضرهم إلى قصر الثرى، ساكسفون، ترومبيت، كلارنيت، طبلة كبيرة، طبلة صغيرة، مع دف ورق، مع من يقرع الكوسات، وربابتين، وثلاثة من نافخى المزمار، ومغن وحيد صييت للفرقة.. فى البقعة العتماء من المحل اطمأن ريس الفرقة على وجود الأفراد، وهم يغيرون ملابسهم العادية إلى لبس خاص بالفرقة، وسمع نفير حافلة تستدعيهم، صاح: «كلكم إلى الخارج فى نظام.. طابور.. المهم المظهر يا فنان منك له».. نافخ الساكسفون تقيأ وسط البحر، قالوا إن معدته ضعيفة، رغم أنه قوى الرئتين! قبل أن يصلوا إلى اليابسة رأوا كثافة الأشجار، أدلى قارع الطبلة الكبيرة بملاحظة: «وصل إلى سمعى أن الأشجار فى هذا البلد تتكلم» سخروا منه قائلين: «ووصل إلى أسماعنا أنك تستطيع الكلام مثلك مثل البشر» ضجوا بالضحك، حتى إن ريسهم اضطر أن يرفع صوته، منبها عليهم أن حركتهم زائدة مما يخل بتوازن القارب الذى يحملهم، وأنهم ما زالوا فى البحر، صمم الرجل على أن ما يقوله عن هذه الغابة، حديث أكده زميل فى المهنة سبق أن مر بها التى عندما ولج إليها قبل الوصول إلى قصر الثرى: «أنت كرنبة متكلمة» صاح بها ريس الفرقة فى وجه الرجل، عندها نظر البقية إليه، وجدوه قصيرا أكرش، فأكملوا: «سوف يكون مصيره فى النهاية حلة بها ماء يغلى لعمل المحشى» بين ضحكاتهم أعاد الرجل من البداية الجملة التى أثارتهم، فاستمعوا إليه هذه المرة بانتباه حائر، لم ينفرج فم أحدهم عن تعليق ساخر، مثلما فعلوا فى المرة الأولى، قال الرجل، دائرا بنظره بينهم، وهم يقفون على اليابسة، فى انتظار الخطوة التالية فى رحلتهم: «وصل إلى سمعى أن الأشجار تتكلم فى هذه الغابة!!» لم يخفوا شكهم فى قواه العقلية، قال بعضهم إن عقل ضارب الطبلة الكبيرة أصابته رجة لكثرة تعرضه لصدى ضرباته على وجه الطبلة، نادى رئيس الفرقة أن يلتزم الجميع بالأدب فقد وصلوا إلى حافة تلك الغابة، وعليهم اجتيازها. وجدوا على بداية الغابة كما قيل لهم من قبل - ناسا تؤجر الأحصنة، ومن باب الترف، وشوق لممارسة بعض الأبهة، استأجروا أحصنة بعددهم، وتنازلوا عن حصان أبيض طويل شعر العرف، رشيق وتبدو قوته الجسدية ظاهرة لريس الفرقة.. تصايح الجميع عندما رأوه فوق الحصان، جميلا ولائقا، وله حضور يفخرون به، وبأنهم تحت قيادة مثله، تبعوه فى طريق بشكل يبدو أن الأحصنة مدربة عليه، إذا تراصت وحدها فى صفوف أربعة أربعة، والحقيقة أن الطريق كان بالفعل يتسع لأربعة أحصنة، تحاذى بعضها البعض، نظروا إلى الدليل من أهل البلد، كانوا قد رضوا بفرض نفسه عليهم عند تأجير الأحصنة، صاح ألا يشغلوا بالهم فالأحصنة تعرف طريقها، بعد أن ساروا نحو الكيلو مترات فجأة أطبقت الأشجار من كل ناحية عليهم، وبدا على الأحصنة الارتباك والذعر، هنا طلب منهم الرجل الدليل الترجل من فوق الأحصنة وسحبها من مقودها.. تصاعد صهيل غاضب، وقاومت الأحصنة محاولة سحبها، وظلت تقاوم حتى تحررت، ثم انطلقت تعدو، مخلفة الريس وفرقته على أرضية الغابة، قال الرجل الدليل إن هذا يحدث وسوف يجدون الأحصنة على حافة الغابة، عند الخروج من بين أشجارها، عادوا يصطفون بانتظام صارم خلف ريس الفرقة، بدأوا بعدها السير، حتى إنه قال لهم لا تفعلوا، نحن فى فسحة، ولكنهم ظلوا خلفه، محافظين على التشكيل الثنائى لطابورهم، قال ضاحكا، ملتفتا إليهم: «كأنكم تورطوننى فى شيء لا أعرف طبيعته يا أبالسة؟!» عندما اقترب ريس الفرقة من الأشجار، مد يده تقبض على غصن، صاح بدهشة ممزوجة بشىء من الفزع: أرأيتم ما رأيت؟! «وماذا رأيت يا ريسنا؟!» «الفرع جاء نحوى، يلبى كأن أمه الشجرة قرأت ما كنت أنوى فعله!!» «يا رجل لا تتوهم أشياء!!» بعدها مباشرة أشاروا إليه، كانت إشارتهم تحمل شيئا من الإغراء، لفعل ما يطلبونه منه، بلا تلكؤ: «ادخل.. ادخل بين الشجر.. هناك ثمار حلوة.. نرى رحيقها تشف قشرتها عنه» التفت خلفه صارخا: «أين أنتم يا فرقة المزيكة؟!» «نحن خلفك.. لماذا تصرخ؟!» رآهم هناك بعيدا، هز رأسه، مد يده، يريد الإشارة لهم بأن يقتربوا، أمسك بوجه رجل من رجال المزمار، انتفض عندما صرخ، وهو ينتر يده: «ماذا تفعل يا ريس؟!.. إصبعك دخل فى عينى» «ولكنكم بعيدون عنى!!» «أتسخر منا؟! نحن خلفك تماما.» أراد أن يثبت لهم حسن إدراكه، فطلب من رجل الدف أن يحاذيه كتفا بكتف، شعر بأن كتف رجل الدف تدفع كتفه بالفعل، فلما نظر لم يجده، صرخ مرة أخرى آمرا، فجاءه صوت رجل الدف واضحا قرب أذنه: «أقسم لك أننى ملتصقة كتفى بكتفك.. أنت الذى يتصور أشياء!!» تساءل: «هل يمكننا قطف هذه الثمار؟» هل أراد أن ينفى عن نفسه دخوله فى نوبة مرض غريب، ربما أثار سخرية أفراد الفرقة؟! قال لهم الرجل الدليل إن هذه العناقيد حلوة المذاق، ويمكن لريس الفرقة قطف ما يحب منها، رفع يده، جاءه العنقود مستسلما، لراحة يده المتكورة على حباته، سحب يده بسرعة، عشرون أو أكثر من العيون تنظر نحوه فى دعة: «ثمار هذه الأشجار على شكل عيون ترى وتتحرك.. هل ترون ما أرى؟!» نظر للخلف فوجد أفراد الفرقة يضعون أذرعهم ترتاح على أعلى بطونهم، ولا يتقدمون من الأشجار، قال فى نفسه: لماذا لا يتقدمون مثلي؟ هل هناك مكيدة؟! صاح فى اتجاه الرجل الدليل: هل تأكلون تلك الثمار العيون؟! جاءته الإجابة أن عليه نزع العنقود، جاعلا حدقات العيون عكس مسكته، فلا يجعل العيون تنظر إليه، وبعدها يأكل كل حبة وحدها، تأكد لديه أن الجميع يمارس لؤمه، وأنهم يوقعونه فى شر أعماله، وبعدها تنطلق ضحكاتهم وسخرياتهم، قال وهو فى نيته يريد اكتشاف نواياهم: كأنى آكل عيونا إنسانية حية؟! جاءه صوت أفراد الفرقة: ولماذا تراها هكذا؟! عليك التخلص منها بأكلها مادمت مددت يدك إليها، ولماذا لا تمدون أنتم أيديكم وتأكلون؟! أشتم تغييرا فى لهجتهم، ولم يصدق أن يخرج من أفواههم مثل هذا القول: «توغلت العيون جواك وأمسكت بأسرارك الخفية، وسوف تفضحك.. اطحنها بين أسنانك قبل أن تفعل» لم يصدق أن الرجل الدليل يؤمن على صحة كلامهم: « هذا صحيح يا رجل سوف تعلن هذه الثمار أسرارك، وتصبح مفضوحا.. «صاح غير مصدق: «الثمار؟!» تزاحم أفراد الفرقة خلفه يحثونه بطريقة عكسية، حتى أن بعضهم كان يدفعه من ظهره، بشكل خرج عن حدود اللياقة والانضباط، الذى يوجد عادة بينه وبينهم، كانت أصواتهم تحيط به كالسوار، بعضهم يصيح:: «لا تأكلها.. ابتعد» والبعض الآخر يصيح: « دعنا نعرف شيئا من المخبوء جواك.. ربما عثرنا على طرفة.. « انقسموا لفريقين، فريق يطلب منه أن يقدم على تجربة أكل الثمار العيون، والفريق الثانى يرجوه ألا يفعل، ليواصلوا سعيهم نحو قصر ذلك الثرى لتقديم التهنئة، ثم فقراتهم المتتابعة، التى تحركوا من محلهم وبلدهم لأجلها.. كل الأشجار كأنها تحسست وشمت، ولمست قلبه المتسارع الدقات، ونبضه الحثيث داخل عروقه، فشرعت عناقيدها نحوه، رأى العيون تحاصره، تغيرت نظرتها الآن من دعة سابقة، إلى لون رصاصى كامد، التفت للخلف، فتح فمه ولم يجد لسانه، لأنه لم يجد أفراد الفرقة فى المكان، رجع لسانه إليه، فهو ينادى عليهم الآن، وزاد ترهيبا لهم بأنه سوف يوقع عليهم عقوبة الخصم من أجرهم، عند عودتهم، قوة أخرى أرجعته ينظر إلى الأشجار، متناسيا أفراد الفرقة وتهديده قبل ثانية من الزمن، قوة مباغتة تدفعه لفعل ما يفعل مع الأشجار، أحاطت به عيون الأشجار، وثمارها القريبة منه تحدق فيه بثبات ثاقب، تخلعه من ملابسه، تشبث بها وهو ذاهل عن التركيز، إلا أن العرى ماثل فى ذهنه، عارٌ ومحنةٌ تتبدل إلى دعة ورغبة، سمع صدح مزيكا بلحن مميز آت بين جذوع تلك الأشجار البعيدة عنه، ظلت المزيكا تأتى من شجرة تسلم لشجرة، كانت المزيكا هامسة، مع نقيض يحدث له، إذ تسلل رعب وداخله دخولا عصيبا، مع أن هذه النغمات يعرفها من سنوات مضت، ونسى إيقاعها مع مرور الأيام والسنوات، هل تنشط ذاكرته؟! كانت العيون تمتلئ بطيبة بادية، فمن أين يقتحمه الرعب؟! هل لأن العيون تلونت بلون أحمر دموى؟ وهو مسلوب الإرادة يبادلها التحديق، هل فكر فى أفراد الفرقة، وموقفهم الغريب مرة أخرى؟ بعد زوال بعض الذهول؟ هل وقع فى نفسه الانتقام منهم عند العودة حقيقة؟ كانت أغصان الأشجار تطبق عليه، إذا نظر لأعلى، فلا يرى السماء!! فجأة تحولت العيون إلى حناجر تخرج سبابا، فى نهايته زجر ومشاكسة: «أنت وحدك ولا أحد معك، حتى لو كنت محاطا بمليون نفس.. تحرك إن كنت قادرا» ما هذا التحول؟! وما أسبابه؟! فى الحياة يحدث ذلك الخلط بين الطيب والشرير من الأمور، وهل أنا خارج الحياة؟! أنا فى الحياة، أنا حى، وإلا ما آلمنى هذا الصراخ!! ثمار أولا، ثم عيون ثانيا، ثم حناجر ثالثا، نفخت الحناجر رياحا شديدة الصقيع، تخابطت أسنانه، احتضن جذع شجرة، مالت الشجرة مع الرياح أولا، ثم انخلعت جذورها من تربتها، وارتمت على الأرض تصدر منها أنّات معذبة، وسط دمدمة عاصفة الرياح، كان يطير، ويعلو فى طيرانه، ذاهبا بعيدا مارا على قباب ومبانى البلد، وقد رأى القصر والثرى يمارس مهامه، ولا شيء يجعل الناس أو الثرى يحول وجهه نحوه، وهو يطير على مقربة منه.. هدأت الرياح فجأة، وكان يسقط من علو على خطر مغشيا عليه، بعد ثانيتين استيقظ على سقوطه من فوق أريكته المعهودة فى محل الفرقة، مبديا دهشة وعجبا!!



كان أفراد الفرقة يبحثون عنه، عندما رجعوا يحملون معهم حمولة عناقيد ذات ثمار تشبه العيون، حوصر الجميع فى سؤال كبير ومخادع: هل كان ريس الفرقة يحلم، على هدهدة مشية حصانه؟! كانوا على حافة الغابة من الجهة الأخرى حيث يشاهد قصر الثرى على بعد قريب!! إذن فأفراد الفرقة كاذبون فى تأكيد أنه كان معهم، وهذه العناقيد ذات الثمار التى تشبه العيون، لا تعنى شيئا مما ذكر عنها، وعن الأشجار المنزوعة من فروعها، انتهت الحوارات التى داخلها الكثير من الحلف والقسم، إلى أن الغموض يظل غموضا، وأن راحة البال فى تركه على ما هو عليه، وها هم يتناولون الثمار، وجدوها رائعة المذاق إذا لاكوها بسرعة، أما لو حاول أحدهم إطالة فترة المضغ واستحلاب رحيقها على مهل، تحولت إلى طعم مر يثير المعدة ويقلبها.. كانت فصول الرحلة تهاجمهم بكل دقائقها، ولا استطاعة يملكونها، ليرشوا ذاكرتهم، فتتخطى الوقائع التى حدثت مع ريس الفرقة، ولا يعرفون تحديد موقعهم منها أو مكانهم بالنسبة إليها، ولكنهم ما كانوا يعيشونه هو سعيهم على أقدامهم، مع هندمة، وصب بعض العطر، الذى تفوح منهم روائحه، وهم الآن على مشارف أبواب قصر الثرى سيقدمون فيه فقراتهم، مرورا بزينات ملونة معلقة فى الشوارع، وسماع طلقات متتابعة تطلقها المدافع ألعابا نارية كأنها نيازك صغيرة، تتشكل بأشكال تهطل ببريق لماع على خلفية سوداء للسماء الليلية، تعمد أفراد الفرقة حينئذ السير خلف ريسهم متأدبين، وهم يمنحون بعض أفراد من البلد كلمات مهذبة، حاولوا جاهدين معها، عثروا عليها صدئة، راكدة فى قيعان جماجمهم، فأخرجوها هيابين ألا تكون مصيبة الغرض، وهم يحنون الرءوس يمينا ويسارا!!



استقبلهم رئيس التشريفات بالقصر كما قدم نفسه،، فظنوا أنفسهم أصحاب سيادة، نفخوا صدورهم، وأرجعوا رءوسهم للخلف، تنظر عيونهم لأعلى!! وهم يتبعون رئيس التشريفات أشار إلى عطفة فى رواق طويل، ثم ساروا فى رواق آخر كانت تنبعث منه رائحة طيبة، غلبت أنوف أفراد الفرقة فكانوا يعبون الهواء، ويضنون بخروجه فى الزفير، انعطف من هذا الرواق إلى طريق طويل، على جانبيه زرعت ورود حمراء وصفراء وسوداء، جذبت انتباههم لندرتها، هل قطف واحد أو اثنان منهم من هذه الزهور الغريبة بعضا منها؟ واشتعل غضب ريس الفرقة الذى أطفأته يد رئيس التشريفات، حال اشتعاله براحة يده التى مررها على صدره، ارتبك ريس الفرقة شاعرا بالخجل لثورته، وغمغم معتذرا شاكرا فى الوقت نفسه، بينما لم يستمر تأدب أفراد الفرقة على حاله، ازدحم القصر عند نهاية الطريق الطويل بالصخب والقهقهات، وهم يدلفون إلى قاعة واسعة لم تستطع عيونهم، وقوة أبصارهم أن تحيط بوسعها المهول، مكتظة بالرجال والنساء، حاول ريس الفرقة تغطية عرى رئيس التشريفات بسرعة، ولام نفسه علنا، معتذرا عن فعلته غير المقصودة، كانت العباءة بين يديه، حاول أن يضعها على الجسد العارى، بعد أن داس على ذيلها فظلت تنسحب عن الكتفين حتى سقطت على بلاط قاعة الضيوف الفارهة على وسعها، إلا أن رئيس التشريفات أقسم أنها لن ترد إليه، وأنها أصبحت حقا لريس الفرقة، توقف الجميع عن صخبهم: «أنت عار يا رجل؟!» فرقع رئيس التشريفات بإصبعيه، فجاء على الأثر أحدهم، وهو يحمل على ذراعيه عباءة أكثر فخامة، ألبسها له، نظر مبتسما نحو أفراد الفرقة وريسهم قبل أن يقول: «أنتم خبثاء رجال فرقة المزيكا تستعجلون موعد العرى» لا أحد منهم توقف عند هذه الملاحظة، الخاصة بالعرى، رأوا النساء يزحمن القاعة الفسيحة المهولة الوسع، لعن بعضهم ما فعلته الحياة ليكون على ما هو عليه، بعضهم لام نفسه ومحيط أفقه الضيق رغم وسع الفضاء من حوله، بعضهم شعر بضآلة قِلَّتِهِ وَضَعْفهِ، أراد مغنى الفرقة الصيت أن يصدح بموال فى نفس المعنى، إلا أن ريس الفرقة لحق به قبل أن يفتح فمه، زاجرا له، منبها عليه أن يدخر جهده لغناء هذه الليلة، وطلب من الجميع تقديم أفضل ما عنده، لأن الرياح تأخذهم لوفرة أجر، وحسن ضيافة، لم يكونوا إليه منتبهين، أمسكوا بكمه، فلما نظر إليهم تتبع عيونهم وأين تنظر، كانت النساء من حولهم كثيفات الشعر، سود العيون لامعة لا أثر لحمرة أو اصفرار، مبسوطات الأنوف، مدورات الخدود، لهن شفاه حمراء شهية، حين تكلمن ظهرت أسنانهن جواهر بيضاء غير عالق بها صفرة أو سواد، تنبت من لثة حمراء صحية، بعضهن طويل الرقبة ولا تظهر رمانة البلعوم بها، مسلوبات الجيوب مع ذلك، فى استواء مع البطن، فإذا التفتن وقعت عيونهم على خلفيات كاملة الاستدارة ممتلئة بغير شذوذ مع أوراك تستطيع اليد المسح عليها، فتنزلق دون إعاقة من لحم زائد أو دهن متراكم، عند التجربة التى انساقوا إليها طائعين من غير إجبار، بل كانوا طالبين لها راغبين فيها، وهم يبعدون آلاتهم كأنها شىء لا لزوم له، أو شيء مكروه، وجدوا أرجلهن ممتلئة فى رقة، رأت عيونهم أيضا الكثير من سلال وأطباق واسعة الدائرة ممتلئة بالفواكه الحلوة، شمام مقطع على هيئة أهلة، معه بطيخ شديد الاحمرار بلا بذور، وموز أصفر مكتنز طويل، وكاكا ناضجة دون سوء، وتين مشقوق، وعنب أسود وأصفر رقيق الغشاء ممتلئ بالسائل العذب، وتمر بلح، وحمضيات من برتقال ويوسفى، وكيوى، وأناناس، وفراولة، ثم بقية من فاكهة نصف حامضية، خوخ، ومشمش وكمثرى ومانجو ورمان، فى غير موعدها أو فى موعدها، ولحوم طيور ولحوم أبقار وغزلان وخراف، مشوية فى التو تحتفظ بسخونتها، يتصاعد منها بخر رائحتها الطيبة، وأسماك من كل صنف ونوع مطبوخة ومشوية مسلوقة ومقلية، أما المحار فكان فى أطباق شوربة، أو فى أطباق على حوافها سكاكين وآلة يعرفونها لزوم فتح المحارة وشفط ما بها فورا، دخل كل واحد منهم إلى غرفة يصطحب امرأتين إذا كان قنوعا، أما من كانت نفسه أمارة فاصطحب أكثر، هذا حدث فى البداية ثم دق على كل باب، وظهر رئيس التشريفات يقول لكل واحد من البحارة: «أراك وقعت فى فخ المتعة، ولست قنوعا أو شكورا!!» فيجيبه فرد الفرقة: «أى فخ تتحدث عنه أيها الشيخ، لا قناعة فى المتعة، اتركنى وأغلق الباب» يتراجع رئيس التشريفات بظهره نحو الباب صامتا، ويغلقه.



خمسة عشر رجلا وريسهم معهم، هم قوام فرقة المزيكا، ظلوا على دهشة غائرة لا تذهب من وعيهم، ولا تغادر محياهم، رسمت حفرا بأزميل ودُجنت فى نفوسهم، غمرتهم شمس الصبح فى إحدى حدائق البلد عرايا، اضطروا لسرقة ما يستر أبدانهم، كانت ذاكرتهم تبحث وتُجد، ليس فى سبيل معرفة ما حدث، وهم يقفون مرتعشين أمام البحر، كأنهم لأول مرة يرونه، لماذا تتسارع أمواج البحر خلف بعضها البعض، هل تتحدث الموجة قبل تلاشيها عند اصطدامها برمال الشاطئ؟ وهل يجر البحر موتاها ليصنع منهم موجا جديدا؟ لم يتحدثوا مع أحد، ذاكرتهم التى تجد وتبحث فى ذلك، ترفض فى الوقت نفسه هذه الأسئلة معتبرة إياها من ألاعيب ذاكرة الطفل، الذى ودعوه فى أنفسهم من سنوات، ما كان يثير فيهم الغيظ أنها تعود مرة أخرى ولا تموت، ما شاهده واقتنع به الناس المزدحمون عند موقف المراكب والقوارب، فى شط البحر، عندما يلتقون هؤلاء وريسهم، هو أنهم فقدوا بوصلتهم، الذين قالوا بها أكدوا مع قولهم أنهم بالطبع لا يقصدون البوصلة الآلة، بل يقصدون بوصلة النفس والروح.. انتظر الجميع منهم أن يصعدوا إلى أى قارب من تلك القوارب التى تذهب وتجيء، ليحملهم أحدها إلى بلدهم، كانوا يتسكعون فى الشوارع هائمين، عندما طلب منهم مرة أن يعزفوا فى لمة بحديقة من الحدائق: «ألم يئن الأوان لتعزفوا من أجل عملكم، ومهنتكم؟» «أى عزف، و أى عمل تقصد، وأى مهنة؟» «ألا تعملون فى فرقة مزيكا؟ إذا لم تمرنوا أصابعكم وعقولكم، سوف يكون صعبا عليكم العزف». باستنكار يصيح أفراد الفرقة وريسهم: «لم نعزف من قبل أبدا، بل نكره المزيكا أصلا» «ماذا بكم؟! ما الذى أصابكم بهذا العطب؟! عن أى شيء تبحثون فى هيَامكم؟!» كانت الكلمة التى أجابوا السائلين بها تخرج من رئاتهم، حارة ومتلهفة قبل وبعد أن تتحقق على ألسنتهم: «الجنة..» تتبدل الفصول، وتهدم مبان، يعاد هندسة وتنظيم الشوارع، يبدو البلد مغايرا لما كان عليه حينما بدأوا بحثهم، يموت منهم صحاب، يختلف الزمن باختلاف ناسه، يجىء ناس يجعلون الزمن يشبههم، الغريب أنهم رغم ظهورهم بمظهر من شرب مخدرا، إلا أنهم مازالوا يتذكرون ضارب الطبلة الكبيرة، وحكايته عن تلك الأشجار، التى تنبت ثمارا تشبه العيون، ويمكنها أن تتكلم، يطلبون منه أن يقصها عليهم، كلما أصابهم تعب السعى والبحث.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
 
فانتازيا فرقة المزيكة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  فانتازيا فرقة المزيكة
» (( مسلسل فرقة ناجي عطا الله ))
» فرقة أثير السعوديه((اوبريت بسمه ورديه))
» استقبال فرقة الكويت الشعبيه للملك سلمان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع ومنتدبات ابو ريوف  :: المنــتديــات العامه :: منتدى همسات وخواطر-
انتقل الى: