سارقو الآثار الكبار

سارقو الآثار الكبار


هل تعلم أن 95% من التراث الثقافى والأثرى فى إفريقيا مسروق ومنهوب أو جرى شراؤه بالإكراه من جانب المستعمرين الذين احتلوا القارة وسلبوا ثرواتها ويرفضون إعادة ما سرقوه.هذه الاحصائية المفزعة، خلاصة دراسة أعدتها لجنة شكلها الرئيس الفرنسى ماكرون عقب خطاب له عام 2017،قال فيه إنه لا يقبل أن تحتفظ فرنسا بحصة كبيرة من الآثار المسروقة من إفريقيا معلنا أنه خلال 5 سنوات، سيتم إعادة المسروق، سواء بشكل مؤقت أو دائم.

ماذا حدث لوعد ماكرون منذ إطلاقه؟لاشيء. وكما تقول مجلة الايكونوميست، فإن المتاحف الفرنسية ردت رافضة كلامه ومتعللة بأسباب واهية, بعضها يقول إن ما لديه ملك للدولة ولا يمكن إعادته, أما المتحف البريطانى الذى يضم مجموعات من آندر الآثار بالعالم، وفى مقدمتها حجر رشيد، فيدعى أن ما لديه تديره لجنة أوصياء نيابة عن البرلمان، جازما بأنه لا نية لإعادة ما يستحوذ عليه.

هذه الكنوز المنهوبة تدر على الغرب مئات مليارات الدولارات، وهو ليس من الوارد إعادتها، لأن معنى ذلك كما قال وزير ثقافة فرنسى سابق أن تصبح المتاحف الشهيرة كاللوفر وغيرها خاوية على عروشها.

لماذا إذن تقمص ماكرون دور المدافع عن القارة المنهوبة؟ ببساطة لأنه كان فى زيارة لبوركينا فاسو وتحدث أمام طلبة الجامعات، فأراد أن يظهر كم هو مختلف عن أسلافه المستعمرين، فأطلق وعده، وهو يعرف أن تنفيذه مستحيل بالنظر إلى لوبى المصالح المستفيد من بقاء الآثار المنهوبة بالغرب، وأيضا اختلال ميزان القوى لمصلحة السارقين وليس المنهوبين.

ومن عجب أن هناك صمتا غير مفهوم من الدول المنهوبة، كما أن وزارات الثقافة بهذه الدول لم تعد تتحدث عن القضية معتبرة، على ما يبدو، أنها محسومة لمصلحة السارقين. والأغرب أن النخبة الموسرة فيها تفتخر بأنها كلما ذهبت لعاصمة غربية كانت زيارة متاحفها على جدول اهتماماتها، بل إن البعض يقول: اتركوها(أى الآثار) تعيش معززة مكرمة هناك بدلا من إهانتها فى بلادها.!