14 عاما على رحيله أحمد زكى: السادات تشرد وناضل وانتصر

14 عاما على رحيله أحمد زكى: السادات تشرد وناضل وانتصر




اليوم يوافق الذكرى الرابعة عشرة لرحيل النجم أحمد زكى الذى توفى يوم 27 مارس 2005 بعد أن ملأ حياتنا بهجة بجواهر سينمائية، مازال تأثيرها ممتدا بقوة ما حملته من إنسانيات وإبداع. واليوم أتذكر بعض الحكايات التى لها قيمتها الفكرية والإنسانية وتكشف عن قيمة النجوم الذين أحبوا وطنهم ورموز وطننا.



قبل 18 عاما وعقب الانتهاء من تصوير فيلم «أيام السادات» أجريت حوارا صحفيا مع صديقى الراحل الذى كنت أقابله بشكل يومى ولكن ما أكتبه اليوم أجزاء من حوار طويل. وعقب الحوار توجهت الى مكتبى وكانت بيدى مجموعة من الصور ويومها لمحها سائق التاكسى فى يدى وقال بصوت مسموع: «الله يرحمه، كان رئيساً عظيماً»، يومها لم أعلق، ولم أقل له إنها مشاهد من فيلم «أيام السادات»، وهى للفنان أحمد زكى وليست للرئيس الراحل أنور السادات. واعتبرت تعليق السائق الرد الأمثل على كل ما أثير من محاولات البعض تعطيل وتشويه الفيلم قبل وأثناء عرضه من أشخاص لا هدف لهم سوى التشويه وتصدير الطاقات السلبية المعطلة لكل ما هو وطنى وجميل.



ويومها تحدث عن حماسته لتقديم فيلم عن حياة السادات، وقال : كما تعلم، أنا قدمت قبلاً فيلماً عن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عنوانه «ناصر 56»، تناول مرحلة مهمة من مراحل حكمه. وبالنسبة إلى «أيام السادات»، تحمست لهذا المشروع الفنى منذ سنوات طويلة، وكان يفترض بى أن أؤديه قبل «ناصر 56».



أما اهتمامى بتقديم شخصيات الزعماء فيهدف الى تخليد إنجازاتهم سينمائياً، بالعدل والموضوعية، وبعيداً عن المهاترات والخلافات السياسية، لأن السينما تنحاز إلى الحق والصدق والجمال. إننا نقدم فيلماً الى الأجيال المصرية والعربية بكل موضوعية، الفن عندى يعنى مسئولية وموضوعية وحياداً تاماً.



ونحن فى هذا الفيلم نقدم حياة السادات منذ كان شاباً إلى أن أصبح رئيس مروراً بكل القرارات التى اتخذها إيجابية أم سلبية، لأن الموضوعية تحتم علينا أن نطرح كل شىء. وأذكر عندما التقيت السيدة الفاضلة جيهان السادات، قلت لها: إن الفيلم ستكون فيه إيجابيات وسلبيات. والحقيقة اننى يومها فوجئت بردها عليَّ، إذ قالت: « إذا لم يكن كذلك، لا يكون فيلماً»، فرد السيدة جيهان أسعدني.



وعن الإغراء الفنى فى شخصية الزعيم الراحل أنور السادات قال :فى شخصيته نقاط إغراء كثيرة فنياً، ومن الصعب أن يكون له شبيه مرة أخري. فهو عرف فى حياته كل أنواع الشقاء والرخاء: تشرد وهرب وناضل وكافح وانتصر و«عمل السلام» وقُتل.. إنها حياة مليئة وحافلة بالمواقف الدرامية. ثم إن فى الشخصية نفسها عوامل جذب أخرى خاصة بي، منها اننى أردت أن أقدم فيلماً عن السادات من أجل الأجيال التى لم تعاصر إنجازاته.



وبكل موضوعية فهذا تاريخ لا يقبل وجهات النظر وإنما الطرح بكل موضوعية، خصوصاً أن هناك من لا يحب السادات ولا يكتب الا السلبى عنه، وهناك من يحبه ولا يكتب إلا الإيجابيات. ونحن فى «أيام السادات» نقدم الإيجابيات والسلبيات، وما له وما عليه.. وهذا يعنى اننى واحد من الشعب، لا أتحيز إلى مرحلة على حساب أخري، لأن هدف كل الزعماء سعادة المواطن البسيط والعمل على تخفيف الأعباء عنه.



وأنا شخصياً قلت مائة مرة وأقول اليوم: إننى ابن الثورة التى سعدت كثيراً لانتصاراتها، وتجرعت مرارة هزائمها، وعندما قدمت فيلماً عن عبد الناصر هاجمنى البعض.. المهم أنا أشعر بأننى أقدم «وحدة وطنية» من خلال أعمالى الفنية التى تهدف إلى تخليد إنجازات الزعماء بعيداً عن المهاترات والخلافات السياسية.



وعن سبب إهداء الفيلم إلى الرئيس الأسبق حسنى مبارك؟ قال «لولا اهتمام الرئيس مبارك شخصياً بإنتاج «أيام السادات» لما كان أُنجز.



وقد كتبت هذا على عناوين الفيلم، هذه الجملة والحقيقة أن دعم الرئيس مبارك كان كبيراً جداً حتى رأى الفيلم النور ولا تنسى أننا فى عصر مبارك، تمكنا من تقديم فيلمين عن زعيمين راحلين هما: جمال عبد الناصر وأنور السادات فى زمن يختفى الرؤساء السابقون من حياة الأمم المجاورة كلياً.



وهذا يؤكد أن مبارك يقدر قيمة الزعيمين، وقد كان يشيد بهما فى كل مناسبة.