( الرحمة )

كنتُ فى زيارة لصديقة وراقتنى لوحة بعنوان ( الرحمة ) فما كان من مضيفتى إلا أن نزعتها من على الحائط وأهدتنى إياها .. فكانت هذه القصيده

( 1 )

أهديتنيها

مقبولة هديتكْ

مشكورة عطيّتكْ

آنستى :

أقضيتى قضيّتـُكْ ..؟؟

( 2 )

تكهرب المكان

واهتزت الجدران

والرجفة سادت أنحاء الدار

من أجل الرحمة

والرحمة بين يديّ

جوف إطار ...

( 3 )

نزعتـِها من فوق جدار

غضب الجدار

وكالإعصار

هاج وماج وضجّ وثار

قـــــال :

إنى أتحمل يا أهل الدار

وخزة َ هذا المسمار

من أجل الرحمة

فالرحمة َ يا أهل الدار

الرحمة يا أهل الدار

ملعون هذا الزائر

بل كل الزوّار

( 4 )

خفت الضوء من المصباح

وكأن الرحمة آنستى

كانت زيتا ً للمصباح

وزجاجا ً ... وفتيلا َ

خرّ َ المصباحُ قتيلا َ

( 5 )

وجم المذياع

خرس المذياع

سكتت أغنية فيروزية

عُـز ِفـَــتْ موسيقي جنائزية

( 6 )

وتقلقل من تحتىَ المقعد

وبعينىّ َ رأيتُ المقعد

صدرَ المقعد

يهبط ... يصعد

( 7 )

ثارت كل الأشياء

عمّـتْ فوضي الأشياء

الستائر

علبة السجلئر

فنجان الشاى فى يدى

وفى يدكْ

كتابُـكِ المفتوح فوق مكتبكْ

كل شئ مرتبك

( 8 )

وامتثلتُ للرحيل

ووقفت ذاهلا ً لو تذكرين

قد كنتُ أسمعُ البكاء والعويل

حتى ببغاءكِ اللعين

قال فى صوت دامى :

أمسك حرامى

أمسك حرامى

وضحكتِ .. وضحكتُ

وتضاعفت آلامى

( 9 )

من أجل الرحمة ثار الكل

كل ُُ ُ يخشي بعد الرحمة

قهر الذل

( 10 )

ومددتُ يدى

يدَ المعتدى

شددتُ على يديْكِ بالوداع والوداد

حينها أبصرتُ

أنّ داركِ قد أعلن الحداد

( 11 )

آنستى

لم أ ُهْـدَ يوماً بهدية

لا أعرف كيف يكون تـَقبلها

لكن : من يرفضُ رمز الرحمة ..؟؟

إنى أقـْبلها ... و أ ُ قَــبّلها ....