النقراشى وعبد الناصر والسادات.. و80 عاما مع الإرهاب!

النقراشى وعبد الناصر والسادات.. و80 عاما مع الإرهاب!

لست متحرجا فى إبداء استغرابى من انزلاق البعض عند التعاطى مع جرائم الإرهاب، وآخرها جريمة صحراء المنيا النكراء، إلى طرح اجتهادات وتفسيرات تحمل فى طياتها شبهة إيجاد الأعذار والمبررات لمن يتورطون – بوعى أو عن غير وعى – فى جرائم الإرهاب.

إن الإرهاب الأسود منذ أن أطل على مصر بالتزامن مع إنشاء الجهاز السرى للجماعة فى مطلع الأربعينيات من القرن الماضى واستهل نشاطه باغتيال رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى عام 1948، واغتيال القاضى الجليل المستشار الخازندار هو نتاج فكر عقيم لأناس لا يؤمنون بالحوار سبيلا ولا يعرفون غير الرصاص والبنادق والمتفجرات لغة يتصايحون بها ويسعون لإرغام الناس على القبول بها.

إن الإرهاب على مدى يقترب من 80 عاما لم يتخل عن إطاره الفكرى فى أى مرحلة من المراحل التى عاشتها مصر قبل وبعد ثورة يوليو 1952، وقد كشفت كل الجرائم الإرهابية أن المستهدف الحقيقى هو أمن مصر واستقرارها وسلامة شعبها، ولم تكن محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى المنشية عام 1954 سوى محاولة فاشلة لاغتيال الأحلام العريضة لثورة يوليو 1952، وكذلك كانت المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس مبارك فى أديس أبابا عام 1995.

إن الإرهاب لا يستهدف أشخاصا بعينهم حتى لو كان الرئيس السادات هو الضحية فى حادث المنصة عام 1981، وأيضا لم يكن المستهدف هو الإخوة الأقباط فى كل الجرائم التى استهدفت الكنائس والأديرة فى السنوات الأخيرة، وهى جرائم لا تختلف عن جريمة اغتيال أكثر من 300 مسلم فى مسجد الروضة بسيناء قبل أكثر من عامين!

وخلاصة القول: إن تبرير الإرهاب جريمة لا يصح معها تسويق أى أعذار أو مبررات لأن هؤلاء الإرهابيين ليسوا جماعات دينية – كما يزعمون – وإنما هم جماعات مسلطة علينا من خارج الحدود لهز الاستقرار وإعادة دوران عجلة الفوضى، ودفع مصر إلى الانكفاء على نفسها مرة أخرى بمثل ما فعلوا فى أحداث 25 يناير 2011.

خير الكلام:

<< أحلام اليقظة قد تصبح كوابيس مزعجة إذا عجز المرء عن تفسيرها!

» عبد الناصر والسادات فى الطريق إلى مصر
» حارب فى فلسطين وكرمه الملك فاروق وكان صديقا لجمال عبدالناصر والسادات.. 15 عاما على رحيل أحمد مظهر «فارس السينما»
» وصية نجل النقراشى باشا
» داعش وأمريكا.. إشكالية الإرهاب والإسلام
» لماذا لا تتكرر ظاهرة أم كلثوم وعبد الوهاب؟