الإرهابى عشماوى والجيش الليبى

الإرهابى عشماوى والجيش الليبى

ربما شغلتنا أنباء إلقاء القبض على الإرهابى على عشماوى فى ليبيا، وتسليمه لمصر عن أمر يتعلق بأمن هذا القطر العربى الشقيق ومستقبله، إذ لم يك بإمكان أى قوة أن تمد يدها داخل أحد كهوف درنة الليبية لتقبض على ذلك الإرهابى إلا الجيش العربى الليبى الذى يثبت أنه القوة الوحيدة المؤهلة لحكم ليبيا، وهو القادر على تحريرها من عربدة الميليشيات وتوحيدها مرة أخرى بعدما مزقتها الحرب الظالمة التى تكالبت فيها قوى دولية شريرة جدا على أمن واستقرار الشعب الليبى وسيادته، وتركت بلده نهبا لعصابات السطو الجماعية والميليشيات وأمراء الحرب وأباطرتها، وتجار البشر ومهندسى الهجرة غير المشروعة وناهبى المال العام.. الجيش الليبى هو القوة الحقيقية التى تفرض تماسك ليبيا، وبصراحة لو أجريت انتخابات رئاسية فى ذلك البلد فإن الناس ستختار المرشح الذى ينتمى للجيش أو يرتبط به.. ربما قادت بعض الدول الغربية المجتمع الدولى كله لإقرار ما سمى باتفاق »الصخيرات« الذى ثبت فشله، أو لتأييد ما سُمى بحكومة الوفاق الوطنى والمجلس الرئاسى الذى تعمل أطراف عديدة منها قطر وتركيا على إدماج عناصر إخوانية وجهادية تكفيرية فيهما.. تلك المواءمات ليس لها منطق يساندها، فمن مزقوا ليبيا لن يندمجوا فى حكومة تقول إنها تسعى لبنائها، ومن حرضهم وأطلقهم الفرنسى برنارد ليفى فى ليبيا لن يكونوا هم بناة مستقبل ليبيا بعد هزيمة مشروعهم لهدمها.. ومهما تحدث البعض عن أن حكومة فائز السراج مؤيدة دوليا فإنها فى النهاية غير قادرة على لم الشمل الليبى مادامت تعانى من خلل بنيوى عماده محاولة دمج الإخوان المسلمين فيها، الإخوان لن يكونوا طرفا فى عملية ديمقراطية، هم على حد القول الشائع يأخذون الديمقراطية سلما للوصول إلى الحكم، ومهما حاول المبعوث الأممى المثقف غسان سلامة الكلام عن حكومة الوفاق الوطنى ومشاركتها فى الحل، فإنها غير مؤهلة وغير قادرة حتى على حماية نفسها أو حماية طرابلس من احتمالات سيناريو الفوضى وسيطرة الميليشيات والعصابات المسلحة.. الجيش الليبى هو القادر على صناعة مستقبل ليبيا، وهو الذى ساعد على تسليم مصر هشام على عشماوى المتهم بتخطيط وتنفيذ عمليات مصرع هشام بركات، ومحاولة اغتيال الوزير محمد إبراهيم وحادثى الفرافرة و مذبحة العريش الثالثة.