دلالات قرآنية
الحكمة في تقديم "الأرض" علي "السماوات" في سورة "طه".
جاء في بدائع الفوائد لابن القيم تعليل جميل لهذا التقديم قال: وأما تقديم السماء علي الأرض: ففيه معني. وهو أن السماوات والأرض تذكر غالبا في سياق آيات الرب الدالة علي وحدانيته. وربوبيته. ومعلوم أن الآيات في السماوات أعظم منها في الأرض؛ لسعتها. وعظمها. وما فيها من كواكبها. وشمسها. وقمرها. وبروجها. وعلوها. واستغنائها عن عمد تقلها. أو علاقة ترفعها. إلي غير ذلك من عجائبها. وما فيها كقطرة في سعتها؛ ولهذا أمر سبحانه بأن يرجع الناظر فيها البصر كرة بعد كرة. ويتأمل استواءها. واتساقها. وبراءتها من الخلل. والفطور. فالآية فيها أعظم من الأرض. وفي كل شيء له آية سبحانه وبحمده.
وأما تقديم الأرض عليها في قوله: "وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةي فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ" وتأخيرها عنها في سبأ. فتأمل كيف وقع هذا الترتيب في سبأ في ضمن قول الكفار: "لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَي وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةي فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي اْلأَرْضِ". كيف قدم السماوات هنا؛ لأن الساعة إنما تأتي من قبلها. وهي غيب فيها. ومن جهتها تبتدئ. وتنشأ؛ ولهذا قدم صعق أهل السماوات علي أهل الأرض عندها. فقال تعالي: "وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ".
وأما تقديم الأرض علي السماء في سورة يونس: فإنه لما كان السياق سياق تحذير. وتهديد للبشر. وإعلامهم أنه سبحانه عالم بأعمالهم دقيقها وجليلها. وأنه لا يغيب عنه منها شيء. اقتضي ذلك ذكر محلهم وهو الأرض قبل ذكر السماء. فتبارك من أودع كلامه من الحكم. والأسرار. والعلوم ما يشهد أنه كلام الله تعالي. وأن مخلوقا لا يمكن أن يصدر منه مثل هذا الحكم أبدا.
وفي خصوص موضع طه. فلعل التقديم فيه لمراعاة الفواصل كما قال الكناني في كتابه: "كشف المعاني في المتشابه من المثاني".
لطائف العرب-
قال الأصمعي: بينما أنا في بعض البوادي إذا بصبي معه قربةى قد غلبته. فيها ماء. وهو ينادي: يا أبت. أدرك فاها. غلبني فوها. لا طاقة لي بفيها. قال: فوالله قد جمع العربية في ثلاث.
- عن الرشيد أنه كان في داره حزمة خيزران. فقال لوزيره الفضل بن الربيع: ما هذه؟ فقال: عروق الرماح يا أمير المؤمنين. ولم يُرِدْ أن يقول الخيزران. لموافقته اسم أُمِّ الرشيد.
- قال أبو بكر بن عيَّاش: كان بالكوفة رجلى قد ضاق معاشه. فسافر وكسب ثلاثمائة درهم. فاشتري بها ناقةً فارهةً وكانت زعرةً. فأضجرته واغتاظ منها. فحلف بالطلاق ليبيعنَّها يوم يدخل الكوفة بدرهم. ثمَّ ندم. فأخبر زوجته بالحال. فعمدت إلي سنَّور فعلَّقتها في عنق النَّاقة. وقالت: نادِ عليها مَنْ يشتري هذا السنور بثلاثمائة درهم والنَّاقة بدرهم. ولا أفرق بينهما. ففعل. فجاء أعرابيّى فقال: ما أحسنكِ!! لولا هذا البتيارك الذي في عنقك.
أخطاء شائعة
قل :" لن أذهب" ولا تقل "سوف لن أذهب"
السين وسوف لا تدخلان إلا علي جملة مُثْبَتة "لا تدخلان علي المنفية" ثم إن "لن" هي لنَفْي المستقبل. فلا حاجة إلي "السين" و"سوف" اللتين هما أيضاً تدلان علي المستقبل.
قل إذن: لن أذهب.
ولا تقل: "سوف لن أذهب!". ولا: "سوف لا أذهب"
لا تقل: تَواجَدَ فلانى: أري من نفْسه الوجْدَ "أي: تظاهر أو أَوْهَمَكَ بالوجد". والوجْد: هو الحُب الشديد أو الحزن "علي وَفْقِ السياق".
قل إذن: علي الطلاب الحضور إلي المُدرَّج الأول في الساعة كذا..ولا تقل "علي الطلاب التواجد" وقل: يوجد الحديد في الطبيعة بكثرة ولا تقل "يتواجد الحديد في الطبيعة".
فائدة نحوية
الفرق بين لام التعليل ولام الجحود ولام الأمر
- لام التعليل : تتصل بالفعل المضارع .وتنصبه ويكون ما قبلها سببًا. وعلة لما بعدها نحو: قوله تعالي : "إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا ليغفرَ لك الله".
- لام الجحود : تتصل بالفعل المضارع . وتنصبه ولابد أن يسبقها ."ما كان" أو "لم يكن".
نفي الكينونة . مثل قوله تعالي : "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم" . "لم يكن الله ليغفر لهم".
- لام الأمر : تتصل بالفعل المضارع . وتجزمه . وتقلب زمنه إلي زمن الأمر "يشبه الأمر" وهي لام مكسورة وتكون ساكنة إذا سبقت بـ "الواو . أو الفاء. أو ثم نحو : قوله تعالي "وليعفوا وليصفحوا" . و"لتعملوا واجبكم".
لام التعليل ولام الجحود لا تأتيان أول الكلام بل يجب أن يسبقهما كلام. أما لام الأمر فقد تأتي أول الكلام. .دلالات قرآنية
الحكمة في تقديم "الأرض" علي "السماوات" في سورة "طه".
جاء في بدائع الفوائد لابن القيم تعليل جميل لهذا التقديم قال: وأما تقديم السماء علي الأرض: ففيه معني. وهو أن السماوات والأرض تذكر غالبا في سياق آيات الرب الدالة علي وحدانيته. وربوبيته. ومعلوم أن الآيات في السماوات أعظم منها في الأرض؛ لسعتها. وعظمها. وما فيها من كواكبها. وشمسها. وقمرها. وبروجها. وعلوها. واستغنائها عن عمد تقلها. أو علاقة ترفعها. إلي غير ذلك من عجائبها. وما فيها كقطرة في سعتها؛ ولهذا أمر سبحانه بأن يرجع الناظر فيها البصر كرة بعد كرة. ويتأمل استواءها. واتساقها. وبراءتها من الخلل. والفطور. فالآية فيها أعظم من الأرض. وفي كل شيء له آية سبحانه وبحمده.
وأما تقديم الأرض عليها في قوله: "وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةي فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ" وتأخيرها عنها في سبأ. فتأمل كيف وقع هذا الترتيب في سبأ في ضمن قول الكفار: "لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَي وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةي فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي اْلأَرْضِ". كيف قدم السماوات هنا؛ لأن الساعة إنما تأتي من قبلها. وهي غيب فيها. ومن جهتها تبتدئ. وتنشأ؛ ولهذا قدم صعق أهل السماوات علي أهل الأرض عندها. فقال تعالي: "وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ".
وأما تقديم الأرض علي السماء في سورة يونس: فإنه لما كان السياق سياق تحذير. وتهديد للبشر. وإعلامهم أنه سبحانه عالم بأعمالهم دقيقها وجليلها. وأنه لا يغيب عنه منها شيء. اقتضي ذلك ذكر محلهم وهو الأرض قبل ذكر السماء. فتبارك من أودع كلامه من الحكم. والأسرار. والعلوم ما يشهد أنه كلام الله تعالي. وأن مخلوقا لا يمكن أن يصدر منه مثل هذا الحكم أبدا.
وفي خصوص موضع طه. فلعل التقديم فيه لمراعاة الفواصل كما قال الكناني في كتابه: "كشف المعاني في المتشابه من المثاني".
لطائف العرب-
قال الأصمعي: بينما أنا في بعض البوادي إذا بصبي معه قربةى قد غلبته. فيها ماء. وهو ينادي: يا أبت. أدرك فاها. غلبني فوها. لا طاقة لي بفيها. قال: فوالله قد جمع العربية في ثلاث.
- عن الرشيد أنه كان في داره حزمة خيزران. فقال لوزيره الفضل بن الربيع: ما هذه؟ فقال: عروق الرماح يا أمير المؤمنين. ولم يُرِدْ أن يقول الخيزران. لموافقته اسم أُمِّ الرشيد.
- قال أبو بكر بن عيَّاش: كان بالكوفة رجلى قد ضاق معاشه. فسافر وكسب ثلاثمائة درهم. فاشتري بها ناقةً فارهةً وكانت زعرةً. فأضجرته واغتاظ منها. فحلف بالطلاق ليبيعنَّها يوم يدخل الكوفة بدرهم. ثمَّ ندم. فأخبر زوجته بالحال. فعمدت إلي سنَّور فعلَّقتها في عنق النَّاقة. وقالت: نادِ عليها مَنْ يشتري هذا السنور بثلاثمائة درهم والنَّاقة بدرهم. ولا أفرق بينهما. ففعل. فجاء أعرابيّى فقال: ما أحسنكِ!! لولا هذا البتيارك الذي في عنقك.
أخطاء شائعة
قل :" لن أذهب" ولا تقل "سوف لن أذهب"
السين وسوف لا تدخلان إلا علي جملة مُثْبَتة "لا تدخلان علي المنفية" ثم إن "لن" هي لنَفْي المستقبل. فلا حاجة إلي "السين" و"سوف" اللتين هما أيضاً تدلان علي المستقبل.
قل إذن: لن أذهب.
ولا تقل: "سوف لن أذهب!". ولا: "سوف لا أذهب"
لا تقل: تَواجَدَ فلانى: أري من نفْسه الوجْدَ "أي: تظاهر أو أَوْهَمَكَ بالوجد". والوجْد: هو الحُب الشديد أو الحزن "علي وَفْقِ السياق".
قل إذن: علي الطلاب الحضور إلي المُدرَّج الأول في الساعة كذا..ولا تقل "علي الطلاب التواجد" وقل: يوجد الحديد في الطبيعة بكثرة ولا تقل "يتواجد الحديد في الطبيعة".
فائدة نحوية
الفرق بين لام التعليل ولام الجحود ولام الأمر
- لام التعليل : تتصل بالفعل المضارع .وتنصبه ويكون ما قبلها سببًا. وعلة لما بعدها نحو: قوله تعالي : "إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا ليغفرَ لك الله".
- لام الجحود : تتصل بالفعل المضارع . وتنصبه ولابد أن يسبقها ."ما كان" أو "لم يكن".
نفي الكينونة . مثل قوله تعالي : "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم" . "لم يكن الله ليغفر لهم".
- لام الأمر : تتصل بالفعل المضارع . وتجزمه . وتقلب زمنه إلي زمن الأمر "يشبه الأمر" وهي لام مكسورة وتكون ساكنة إذا سبقت بـ "الواو . أو الفاء. أو ثم نحو : قوله تعالي "وليعفوا وليصفحوا" . و"لتعملوا واجبكم".
لام التعليل ولام الجحود لا تأتيان أول الكلام بل يجب أن يسبقهما كلام. أما لام الأمر فقد تأتي أول الكلام. .