نظام الملالي....الي اين؟

في عام 1979 وصل الخميني الى ايران قادما من فرنسا، عاد الإمام إلى أرض الوطن بعد سنوات من النفي، فشهدت إيران أعظم استقبال في التاريخ وشكلت طوابير المستقبلين المليونية الممتدة من مطار طهران إلى جنّة الزهراء لوحة بشرية لن ينساها التاريخ، تعبيرا عن مدى حب الجماهير وتعلقهم بالامام كيف لا وهو من كان نصير المستضعفين واملهم في الحياة.
تخيلت المرأة الإيرانية أن الثورة ستكون بشرة خير لها، وستحصل على حقوقها كاملة، وستصبح مثل المرأة الغربية، لكن سرعان ما تحولت الثورة الإسلامية إلى ثورة ضد المرأة, حيث فقدت حريتها، وضاعت حقوقها، وتعرضت للتعذيب. وأصدر الخميني قرارات تعلّق العمل بقانون حماية الأسرة، وأوقف قرارات تعيين المرأة في القضاء، وجعل الطلاق حقًا للزوج فقط، وفرض زيا موحدًا معروف بـ«الشادور»، وهو عبارة عن قطعة واحدة تغطي الجسم من الرأس إلى القدمين عدا الوجه والكفين.
اما اليوم فيقف النظام الإيراني في مواجهة موجة احتجاجات داخلية غاضبة تطالب بالإصلاح الاقتصادي وتعبر عن الاستياء الشعبي من السياسات الحكومية في طهران. ووصلت الأحتجاجات الي عدة مدن ايرانية وتم رفع شعارات طالت رئيس الجمهورية والمرشد الأعلي لأيران مما يعكس الي اي مدي وصلت حالة الأحتقان الشعبي. وبالتالي فأن النظام الأيراني امامة ثلاثة خيارات وسيتحدد بعدها مصيرة, اول هذة الخيارات هو تفعيل ألة القمع عبر الأجهزة الأمنية, اما الخيار الثاني فيتمثل في تراجع الحكومة عن بعض القرارات الأقتصادية بأعتبارها الذريعة الرئيسية لحالة الأحتقان الموجودة.
اما الخيار الثالث فيتمثل في ان النظام الإيراني قد يتجه للتصعيد على جبهة من جبهات الصراع الخارجي التي تشارك فيها إيران؛ بغية تصدير مشكلات الداخل إلى الخارج.
اللافت أن المواقع التي انطلقت منها المظاهرات الغاضبة هذه المرة ليست من بين أوساط المهمّشين؛ مثل الأكراد بالشمال الغربي، أو سكان الأحواز بالجنوب الغربي، أو البلوش بالجنوب الشرقي، ولكنها انطلقت من بين أوساط السكان الأساسيين، في مدن من بينها "مشهد" معقل المحافظين السياسيين..ومدينة "قم" حيث تم ترديد شعار "لا نريد جمهورية اسلامية" و"الموت لروحاني".
وبالطبع في أول ليلة للتظاهرات، طالبت الولايات المتحدة الأمريكية المجتمع الدولي بدعم الشعب الإيراني في مطالبته بحقوقه الأساسية!!!!.
وبحسابات بسيطة سنجد حقائق تجعل من سقوط نظام الملالي مسألة وقت؛ فالانقسامات الداخلية العميقة الأخيرة بين أقطاب النظام، والأوضاع الاقتصادية المتردية باستمرار، والمشكلات الاجتماعية الناتجة عن مصادرة الحريات جراء القوانين التي تتحكم بالحريات الشخصية لمعظم فئات الشعب خصوصاً الشباب والنساء، بالإضافة إلى الفساد المستشري في أجهزة السلطة وقمع الشعوب الإيرانية غير الفارسية ومصادرة حقوقها بالكامل، تجعل النظام الإيراني يعوم وسط بحر من مشكلات، ليس فقط لا يستطيع أن يجد لنفسه مخرجاً منها؛ بل لم يعد مجدياً له أن يعالجها بالوصفات السريعة، كما كان يفعل سابقاً.
ومما لا شك فيه أن النظام المقبل في إيران سوف يكون علمانياً بامتياز؛ أي سيعمل على فصل الدين عن الدولة، فبعد المعاناة التي ذاقتها الشعوب الإيرانية، لم يبقَ مجال لطرح فكرة الإسلام السياسي مرة أخرى، خصوصاً على شاكلة أطروحة ولاية الفقيه.
وبأختصار لو سقط النظام الأيراني سيفقد الحوثيون فى اليمن قدرتهم على مواصلة تهديدهم لأمن المملكة العربية السعودية والملاحة البحرية فى مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وسيتوقف الدعم والتحريض والمخططات عن الأقليات الشيعية فى أكثر من دولة عربية، وسيفقد نظام تميم فى قطر واحدا من أكبر داعميه.
انا شخصيا ...أتمني التوفيق للشعب الإيراني والمرأة الإيرانية في محاولتهم التخلص من نظام الملالي القمعي.