مصر والسعودية

مصر والسعودية


لا يختلف اثنان على أن القاهرة والرياض هما فى الوقت الراهن القوتان العربيتان الأكثر قدرة على الحفاظ على الأمن القومى العربي، وأن تعاونهما والتنسيق بينهما باتا ضرورة ملحة لمواجهة التحديات المشتركة التى تهدد أمتنا العربية كلها. ولهذا فإن القمة التى سوف تشهدها الرياض اليوم بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سوف تترتب عليها بالتأكيد نتائج فى منتهى الأهمية تصب فى مصلحة العرب جميعا.

السيسى وخادم الحرمين سيبحثان بالتأكيد الملف الأهم المطروح على رأس اهتمامات الدولتين الآن، وهو ملف مكافحة الإرهاب، حيث أصبح من الضرورى التوصل إلى استراتيجية عربية شاملة للمواجهة، والتى لا تقتصر على الحل الأمنى وحده، بل تشمل المواجهة الفكرية لتفنيد الأفكار الظلامية التى تعشش فى عقول هؤلاء الإرهابيين.ومعلوم للجميع مدى أهمية الدور الذى يجب أن تقوم به المؤسسات الدينية فى كلتا الدولتين، باعتبارهما الدولتين الأهم فى العالم الإسلامى من هذه الناحية.

أيضا سيناقش الزعيمان الكبيران ما يجرى فى اليمن، حيث تجمع بين مصر والسعودية نقطة التقاء أساسية، هى ضرورة الحفاظ على الحكومة الشرعية هناك، وكذلك السعى نحو المحافظة على وحدة اليمن وايقاف المعاناة الناتجة عن الصراع بين الفرقاء اليمنيين، بما يحقق الأمن لكل أبناء الشعب اليمني.

الموضوع الليبى سيكون على مائدة محادثات الزعيمين، وهنا فإن القاهرة والرياض بينهما اتفاق كامل على أن الحل السياسي، وعدم اللجوء إلى السلاح، هما السبيل الوحيدة للتوصل إلى تسوية يرضى عنها كل أبناء الشعب الليبي.

العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية لا تحتاج إلى مزيد من الشرح أو التوضيح، إذ إن ما بين الشعبين الشقيقين من ود ومحبة وتقدير يفوق أى محاولة للوقيعة أو احداث الشقاق بينهما.. وهل يمكن لأحد أن يتصور مصر دون السعودية، أو السعودية دون مصر؟

يبقى أن الملف الاقتصادى سوف يكون هو الآخر حاضرا فى محادثات الزعيمين، حيث إن السعودية كانت وسوف تظل من أكبر المساهمين فى الاقتصاد المصري، ويتطلع أبناء الشعبين إلى المزيد من هذا التعاون المشترك.