موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع ومنتدبات ابو ريوف

كل مساهمه في هذا المنتدى بشكل أو بآخر هي تعبر في الواقع عن رأي صاحبها
 
الرئيسيةبوابة METOأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا باصدقاء أبو ريوف بعد غياب اربع سنين اعود لمنتداكم الجميل لطالما علمت بأني هنا معكم استنشق عطراً يفوح من اقلامكم لكم مني كل الحب والتقدير أخوكم الصغير أبو ريوف

توقيت الرياض
المواضيع الأخيرة
» الإعلام بحدود قواعد الإسلام
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالأحد 23 أغسطس 2020 - 16:00 من طرف ملكة الحب

»  خلافة سيدنا الحسن
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:28 من طرف ملكة الحب

» جعدة بنت الأشعث
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:11 من طرف ملكة الحب

» رانـــــــــدا
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالثلاثاء 31 مارس 2020 - 18:06 من طرف ملكة الحب

» فضل لا إله إلا الله
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالجمعة 6 مارس 2020 - 10:39 من طرف ملكة الحب

» أهل الهـــــوي
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالجمعة 28 فبراير 2020 - 21:36 من طرف ملكة الحب

» "الحب في بئر الشك" : ملكة الحب
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالسبت 15 فبراير 2020 - 8:11 من طرف ملكة الحب

» القلـــــــــب
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالجمعة 31 يناير 2020 - 17:09 من طرف ملكة الحب

» النادي الأهلــــــي
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالخميس 30 يناير 2020 - 16:31 من طرف ملكة الحب

» أرزاق
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يناير 2020 - 12:51 من طرف ملكة الحب

» الإراده
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:22 من طرف ملكة الحب

» مؤامـــــــره
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:20 من طرف ملكة الحب

» الخـــــــــوف
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالجمعة 24 يناير 2020 - 15:45 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» معـــــانـــــــاه
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:41 من طرف ملكة الحب

» النهــــــايــه
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــــا
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:15 من طرف ملكة الحب

» مجنونــــــه
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــا
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:17 من طرف ملكة الحب

» القــطـــار
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:28 من طرف ملكة الحب

» مجنـــونـــه
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:23 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــــا
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:20 من طرف ملكة الحب

» القلب الغاشــــــق
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:19 من طرف ملكة الحب

» الدنيا بخيــــــر
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:16 من طرف ملكة الحب

» راعيني أراعيـــــك
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:36 من طرف ملكة الحب

» قاسيه جدا
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:33 من طرف ملكة الحب

» مــجرد إهمـــال
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالخميس 2 يناير 2020 - 13:59 من طرف ملكة الحب

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد منسى - 20175
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_rcapمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Voting_barمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_lcap 
ملكة الحب - 1258
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_rcapمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Voting_barمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_lcap 
ابو ريوف METO - 324
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_rcapمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Voting_barمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_lcap 
جلالة الملكه - 180
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_rcapمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Voting_barمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_lcap 
باكى - 67
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_rcapمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Voting_barمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_lcap 
الحربي - 36
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_rcapمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Voting_barمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_lcap 
صلاح اليب2 - 35
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_rcapمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Voting_barمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_lcap 
زهرالورد - 30
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_rcapمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Voting_barمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_lcap 
رشيد سويدة - 29
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_rcapمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Voting_barمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_lcap 
اكينو ملوال - 29
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_rcapمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Voting_barمقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Vote_lcap 

 

 مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ملكة الحب
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى



عدد الرسائل : 1258
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 19/06/2009

مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله Empty
مُساهمةموضوع: مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله   مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله I_icon_minitimeالثلاثاء 7 فبراير 2017 - 1:56

مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله 148642889807991


القراء : 585183

د سلمان بن فهد العودة
لم تكوني داعيةً بالمعنى الوعظي، سلوكك هو ما وعظني ودلّني على الطريق دون كلام أو عتاب ..

وها أنتِ ترحلين بثناء الناس وحبهم، وتتركينني للوعة والحنين.

بعض عزائي أني حاولت تدارك أخطائي في حياتك وقدمت لك كلمات الحب قبل فقدك.

ذهبتِ بلا توديع كما فعل حبيبك ذات صباح!

في حياتك وهبتيني الحب صافيًا نقيًا وبعد رحيلك وهبتيني حب الناس وقربهم.. كريمة العطا في الحياة والموت..

عطشك لمن اخترتيه واختارك دلّك على طريق الوصول، وعطشي هو الذي يسوقني إليك ويجعلني احتفظ بك في داخلي!

عدت للذاكرة للأشياء الجميلة فوجدت حروفًا دوّنتها عنك سابقًا وعن غيبة صغرى بيننا..

-السجين رقم (276/1) ؟ عندك زيارة.

شعور يشبه المغص ألَمّ بقلبه .. مَنْ زائري يا ترى ؟ أهو صاحب سلطة على جسده؟ أم صاحب سلطة على قلبه؟ أم عليهما معا؟

لا بد أنها عروسه التي غادرها دون أن يستكمل معها ستة أشهر منذ التقيا ، وتركها خائفة قلقة على مستقبلها ، دون أن يتمكن من منحها لحظة وداع تناسب الموقف؟

وبدأ شلال الحب يتدفق بقوة؛ ليغذّي ويُنمي ما تركه زمناً بلا سقاية, أو رعاية في داخله .

يناديه المنطق أن لكل يوم عطاياه ، فليتئد ؛ ولكن الحنين أقوى والشوق أعتى .

كان حريصاً على النوم مبكراً استعداداً لغده, إلا أن القلق والتساؤل أحاط به ، واستولى عليه واقتطع جزءاً كبيراً من ليله ، نام نوماً تقطعه الرؤى, واستيقظ باكراً لهفاً ، بالغ في الاستحمام والعناية بالهندام ، وظل يقطع المسافة القصيرة جيئة وذهاباً , وينظر في ساعته التي بقيت برفقته؛ ليعرف بها أوقات الصلوات ، حتى سمع الخطوات التي تقترب من باب زنزانته ، سار مع رقيبه في صمت بعد أن أعياه السؤال الذي لم يظفر له بجواب سوى عبارة " لا أدري " لا يمل صاحبه تكرارها!

سار مع طريق يعرفه إلى آخر يجهله مروراً بوجوه جديدة ,لم يرها من قبل, وركب سيارة مكشوفة صغيرة, أشبه بسيارات (الغولف)؛ تسير في سرداب طويل صامت ، وبدأ يرى ما لم يكن يراه من قبل ، أو لعله رآه بشكل آخر مختلف ، ومع كل خطوة تزيد خفقات قلبه رجفة , ويتردد السؤال؛ مَن زائري ؟!

وبدأ العد التنازلي؛ لمعرفة الزائر , اللغز يقترب ويقترب حتى أصبح نبض قلبه رجفاً يعلو على كل صوت آخر .

الحراس يقلون, والساحات تتسع, والأبواب تتغير, والوعد يقترب, ولم يعد يفصله عن زائره سوى جدار؛ يمتد لثلاثة أمتار, بنهايتها باب ...

بدأ صبره في النفاد ، وتركزت عيناه على الباب .

لم يتوقع -قطّ- أن يجرب مشاعر كهذه ، لقد تنامت بشكل مفرط لتكون عملاقاً لا يُقاوم ، حينما أصبح بمحاذاة الباب استدار ليلج الغرفة؛ فكان أول ما رآه ذاك الموظف بلباسه المدني , يجلس وحده إلى مكتبه الرمادي في طرف الغرفة ، وفي مواجهة الباب ، بحيث تراه قبل كل شيء .

ما لبث أن نهض بمجرد رؤيته مصافحاً ، ورغماً عنه أحسّ صاحبنا أن قلبه زجاج سقط وتحطم بشدة .

تمالك نفسه ومد يده هو الآخر ، ودارى إحساساً داخلياً بخيبة الأمل .

وقبل أن يقرأ إحداثيات ذاك الهبوط المفاجئ لأمله ، ناداه مُرحّباً من آخر الغرفة صوت مألوف، يختلف قليلاً في لكنته عن لهجته القصيمية ، يصيح بابتسام مرحباً، إذاً هذا هو زائره !

التفت بسرعة نحو الصوت, ومن حيث لا يعلم أصبح معانقاً لذاك الشاب كيف ومتى حملته قدماه ؟ أم طار به الشوق ؟ وهل ذابت المسافة الزمانية والمكانية ما بين الصوت والعناق ؟

بآمال الحب العريضة بحث عن زائر آخر ، بل زائرة أخرى إنها فتاته التي ودعها وهي تحمل جنينه ذا الأربعة أشهر آنذاك, وبمجرد رؤيته لدموعها ,كانت دموعه هي الأخرى تبلل عينيه بخجل واستحياء ، أطال النظر ويده ترتعش في يدها ، وكأنها كائن يهبط من النجوم !

تاهت النظرات في ذلك اللقاء المقيد, وشرِقا بفرح اللقاء , وتضاءلت صحراء الفراق ؛ لتتكور في حبة رمل وسط ساعة الزمن .

في اللحظة التي تملك فيها داخل قلبك الإحساس بالحب ، سوف تكتشف أن العالم قد تغير بالكامل .

منظوره الخاص يلون تجربته , فهل لها هي الأخرى تجربتها ومنظورها الخاص, أم إنها تتأمل في تجربته فحسب ؟

تفاعلات اللقاء الكيميائية والفيزيائية ؛ فرضت صمتاً ليس بالقصير, صمتاً أبلغ من الكلام .

فالأحداث العظيمة لا تتجلى في ساعات الضجيج ، وإنما في ساعات الصمت !

الذكريات المخبوءة بدأت تظهر ، وأشياء غير متوقعة صارت تحدث ، دروس تضاف إلى درسه ، وحتى القرارات الصعبة قد تبدو في لحظات الضعف العاطفي غير منطقية، مما حدا به أن شكك في وضوح رؤيته للأمور .

طال الوقوف, مع أن ثمت صفين من المقاعد المتقابلة في انتظارهم.

لم تكن أقل منه لهفة للقاء ، وفي حرارة اللحظة لم يستطع قراءتها لأول وهلة, كما كان يفعل من قبل ، كل ما هو متأكد منه أنها أمام رؤيته رأت ما عقد لسانها مما حدا به أن بدأ يتحسس وجهه ويتفقد هندامه , يخشى أن يكون ثمت ما فاته تداركه ، لكنه الفرح الذي يكاد يكون أشد تدميراً من الخوف .

مقابل نظرته الأولى القصيرة , وهبها الآن نظرة عالية التركيز , متعددة اللغات, حملها بكلمات لم تُنطق ، ومعان لم تسبق ، وعقود ومعاهدات بين القلوب على الصبر والوفاء قد وُقِّعتْ ، وكان الحب والحنان خير جابر لتصدع القلوب بلوعة الفراق: (في هذه اللحظة لا يهم أي شيء آخر سوى قلب استمات في هواك, وسعى لاهثاً ليراك!)

إعجاز الحب يحدث تواصلاً غير منطوق بالعيون ، أو الابتسامة ، رابطة صامتة , ولكنها حقيقية ووثيقة كلاهما يدركها ويشعر بها وبقوتها .

تذكّر كيف كان ينشدها قول الشاعر العطار :

طال اغترابي وما بيني بمقتضب ... والدهر قد جدّ في حربي وفي طلبي

والشوق في أضلعي نار تذوبني ... ما أفتك الشوق في أضلاع مغترب

أكابد السقم في جسمي وفي ولدي ... وفي رفيقة دربٍ هَدّها خببـي

يتذكر تلحينه تلك الأبيات وهو يقود بها السيارة، وها هو الآن صار متلبساً بها لا حاكياً لها!

طال الوقوف وناداهما مِن خلفهما صوت الموظف؛ أنّ الجلوس أفضل, وكأنه ينتزعهم من ذهولهم وشرودهم !

أظهر جلداً وصبراً وروحاً مرحة؛ لتقر عينها ويمتلئ فؤادها الفارغ؛ كانت الأسئلة تتقاتل على شفاههما؛ كُلٌ يريد أن يُطرح أولاً.. كيف.. ، وهل.. ومتى ولعل وأنى..

تفوّها بنفس الكلمات , وبنفس اللهفة, وفي ذات الوقت , وبلا اتفاق مسبق ، وقرأها وقرأته , سمع همس روحها ، ولامست جوهره ، ورقصت بينهما المشاعر على إيقاعات متنوعة ، تساءل عن كيفية اقتحامها للأسوار ؟ فأجابت بأنه يستحق كل جهد مبذول ، وكل إرهاق نفسي وجسدي لأجل رؤيته.

داعبها بدروس بسيطة, لم تسنح له الفرصة لتعلمها إلا في الغربة, كان ذلك حينما ذكر حيرته في الحفاظ على رغيف الخبز طرياً؟ كم تجربة خاضها ليعرف أنه بمجرد وضعه في كيس نايلون مغلق سيبقى طرياً ، هو يتعلم كيف يحافظ على الحب والوفاء أيضاً! ، وكيف يحافظ على صبره وثقته وإيمانه.

تساءل في حنان عن جنينها وعن جنسه ، فأجابت بأنه ذكر , وأن خروجه أصبح وشيكاً ، ألهمه ذلك الجنين بحلم جديد؛ فمنحها إياه صادقاً موقناً بأنه سيكون هو من يذهب بها إلى المشفى, ويستقبل مولودهما ، ستكون الغربة المباغتة مجرد ذكريات وحكايات نحكيها لصغيرنا .

بدءا يختاران الاسم للوليد المنتظر, ويطلبان معونة الخال المرافق حيناً , والموظف مجاملةً, واتفقا على " البراء " .

بدأت الغربة التي خَبَتْ تطفو من جديد, وبدأ الحزن يكسب الجولة لما ذكّره الموظف بأن الزيارة نصف ساعة , وهي الآن توشك على الانتهاء ، ولم يستطع استقطاع دقائق إضافية، وحتى لو حدث هذا فالنهاية هي الفراق.. والفراق بوابة للقاء جديد (غداً نلقى الأحبة).

تتقاطع دوائرنا مع دوائر من نحتكُّ بهم, وتكاد تذوب حدود الدائرة حينما تتقاطع مع دائرة شريك الحياة ؛ فقطرة الماء تثقب الحجر ، لا بالعنف ، ولكن بتواصل السقوط.

ولكلٍّ منا دائرته الخاصة ، ولو كانت ضبابية يضعها حوله ، قد تكون من أجله ، أو من أجل من يحب ، وهكذا فعل هو حينما رأى انكسارها لانتهاء الزيارة , وخوفها عليه وقلقها, ورحى الفراق مرة أخرى توشك أن تطحنها ..

لغة جسدها تخبره بأنها تود أن يتوقف عمرها ها هنا بين يديه, وفي عينيه .

حدثها بأن العيش داخل الأسوار عادي جداً, بل لا يكاد الاختلاف يبين لولا فقد من يحب ، كان لسانه ينطق ، وعقله يصرخ بها أن لا تصدق كل ما تراه ، ولا نصف ما تسمعه !

صبّرها وصبّر نفسه ، أخبرها أنها تعيش في داخله لم يتركها قط ، وظل يسمع صوتها ويشعر بها ، حتى كان يراها في قناني الماء ، ويسمع همسها في هدآت الليل ، لقطات حقيقية وتخيلية تجود بها ذاكرته .

طلب منها أن لا تنظر إلى الجزء الفارغ من الكأس ، ولا تتساءل عمن أفرغه ، بل عليها أن تنظر إلى النصف الملآن ، فمن كان يتصور أنهما سيحظيان بلقاء كهذا ، فلا بد إذاً من زيارة أخرى قادمة وأول الغيث قطرة ، والحياة مليئة بالمفاجآت ..

تَفَارقا ؛ وقد منح كل منهما طعماً مختلفاً للحياة ووقوداً لصبره , ريثما تأتي قطفة أخرى من ثمار العطايا الربانية , بزيارة أشد إيقاعاً وأبطأ سيراً ، وأكثر طمأنينة ، فلقد كانت أول زائر يخترق أسوار العزلة .

عاد إلى غرفته وهو يكاد يحدّث الجدران بفرحته, فهذا اليوم كان مختلفاً ، كان طويلاً جداً ، وقصيراً جداً ، لما أسدل الليل ستاره؛ بدأ تأثير الزيارة يربك عقله وقلبه ، فهل زادته صبراً , أم ثقبت جدار الصبر لديه ؟

وبدأ يترقب زيارة أخرى بفارغ الصبر, ويترقب الزائرين الذين لم يرهم بعد .

انتهى

الآن يقف حبيبك المكلوم أمام حفرتك باسم الشفتين دامع القلب، سلوته أنك لم تذوقي ألم الفقد كما ذاقه هو!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقالةالشيخ سلمان العودة في زوجته الفقيدة رحمها الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كيف استقبل مفتي السعودية والدعاة نبأ اعتقال سلمان العودة وإخوانه؟
» صص زواج الجن من الانس رجل تفاجئ أن زوجته متزوجه من جني يدعي كنجور
»  9 فنانين دمرتهم أنظمة الحكم.. «أحدهم خانته زوجته بأمر من أمن الدولة»
» شكرا سلمان (امر سام من الملك سلمان باسقاط الولاية عن المرأة)
»  آخر تحديث : 23/01/2015 توفي اليوم الجمعة الملك الخامس من عائلة آل سعود، عبد الله بن عبد العزيز، ليخلفه شقيقه سلمان، هذه العائلة التي يعود تاريخها للقرن الثامن عشر والتي أسست للدولة سنة 1932 وأعطتها اسمها "السعودية".

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع ومنتدبات ابو ريوف  :: المنــتديــات العامه :: منتدى همسات وخواطر-
انتقل الى: