مؤمنة آل فرعون ..
- يمكنكم مشاركة المقال عبر الوسائل التالية
(نعم إني أحبه) لـ " آنا ماري شميل" كتاب وضعته عميدة الاستشراق الألماني لترد علي الذين اتهموها بالإسلام!! ردت وقالت ( نعم إني أحبه) عليه الصلاة والسلام الهادي البشير محمد عليه الصلاة والسلام . إنها آنّا ماري شميل عميدة الاستشراق الألماني التي تقول :
تلوموني على حبي لرسول الله وشغفي بالإسلام ورسوله بلا حدود ؛ حتى إن بعض الناس يقول : إنني أخفي إسلامي. نعم إني أحبه (محمد نبي لهذا الزمان) دار الشروق الدولية ، 2008، مصر
" آنا ماري شميل" هي واحدة من أشهر المستشرقين الألمان على المستوى الدولي. نشأت كطفله وحيدة مغرمة بكل ما يتعلق بالشرق. بدأت تعلم العربية عام 1937 وكانت ما تزال في الخامسة عشرة من عمرها. أجادت الفارسية والتركية والأردية إلي جانب لغتها. نزحت إلى برلين مع الأسرة.
حصلت علي الدكتوراه في ( مكانة علماء الدين في المجتمع المملوكي) تحت اشراف د. هارتمان وقد انتهت منها 1941 وهي في التاسعة والعشرين من عمرها ونشرتها في مجلة عالم الإسلام تحت عنوان ( الخليفة والقاضي في مصر في العصور الوسطى المتأخرة) وتمكنت من عمل فهارس لتاريخ ابن إياس أثناء عملها كمترجمة عن التركية في وزارة الخارجية الألمانية ، وقد تم إجلاؤها مع بعثة موظفي الخارجية ، وسرعان ما قبض الأمريكان عليها وأرسلت بعد اعتقالها إلي مدينه (مار بورج). عاشت فترة الحكم النازي. وعملت بجامعة (مار بورج) التي كانت تبحث عن خلف لأستاذ العربية الذي أقيل بسبب علاقته بالنظام النازي ، وكانت أصغر أستاذه وأول سيدة تلقي بعد الحرب محاضره عن التصوف الإسلامي عام 1946م.
وقد حصلت علي الدكتوراه الثانية عام 1951م تحت إشراف د. هيلر عن مصطلح الحب الصوفي في الإسلام ، ثم ترجمت بناء علي طلب بعض علماء الاجتماع مقاطع طويله من مقدمه ابن خلدون وزارت تركيا لأول مره عام 1952 وفي سنة 1954 بدأت التدريس في كلية (الإلهيات) في جامعة أنقرة.
في عام 1959 عادت إلى (ماربورج) فوجدت نفسها دون وظيفة جامعية. وفي عام 1961 وجدت درجه جامعية في جامعة (بون) فانتقلت إلي (بون) والتي أصبحت بعد ذلك مدينتها واتصلت مرة أخرى بالخارجية الألمانية وأشرفت على مجلة (فكر وفن) التي تمولها الخارجية الألمانية.
استمرت المجلة حتى عام 1974 نشرت أعمال بدر شاكر السياب، فدوي طوقان، نازك الملائكة، محمد اقبال، نزار قباني، محمود درويش وكثير من شعراء العرب والكثير من شعر جلال الدين الرومي.
في عام 1976 لبت دعوه جامعة (هارفارد) لشغل كرسي الأستاذية (الثقافة الهند -إسلامية) الذي أنشئ بناء علي تبرع أحد مسلمي الهند الأغنياء ورغم أنها لم تكن متخصصة في هذا المجال إلا أنها أرادت الحصول علي شهره ( مير دار الدهلوي) وساعدها على تحقيق رغبتها أنها لم تكن يسارية الاتجاه أو ماركسية ولا تنتسب إلى دول شرق أوربا!!
وكان على هذا القسم الاهتمام بتاريخ الإسلام في الهند. منذ عام 711م وباللغات التي تساعد علي هذا الأمر. وبعد إحالتها الي المعاش عام 1992 عادت بعد 25 سنة من العمل في (هارفارد) و(كمبردج) إلى بون حيث واصلت الكتابة عن الإسلام بالألمانية والإنجليزية لتقريبه من قراء هاتين اللغتين.
2/4
وقد أحرزت رغم مناوشات المناوئين جائزة السلام الألمانية التي يمنحها اتحاد الناشرين الألمان ويسلمها الرئيس الألماني.
رحلت إلى باكستان والهند وإيران وأندونيسيا وأفغانستان ومصر ودول آسيا الوسطى وكانت لها شبكة علاقات كبرى مع كل الدول التي زارتها ، وتوفيت في 26/1/2003 ودفنت في مقابر المسلمين.
وكانت محطات ماري على النحو الآتي:
(تعلم العربية ـ رسالة الدكتوراه ـ رسالة الأستاذية ـ بعد الحرب ـ دكتوراه ثانية ـ جائزة رويكارت ـ مجلة فكر وفن ـ في جامعة هارفارد ـ كمبردج ـ على المعاش ـ الوفاة).
يقول الأستاذ أحمد رشاد حسانين:
لم يحظ أحد من المستشرقين بتقدير العالم الإسلامي مثلما حظيت (آنا ماري شمل) وهو ما حدا إلى تكريمها والاحتفاء بها في عواصم العالم العربي والإسلامي ، فكانت تمنح أرفع الأوسمة والجوائز والنياشين في أنقرة ، الرياض ، القاهرة ، لاهور وطهران) مجلة الوعي الإسلامي نوفمبر / ديسمبر 2012 م.
وفي مقدمة كتاب (الله ليس كذلك) يكتب الأستاذ الكبير عبد الحليم خفاجي رحمه الله رحمة واسعة، عن مؤلفة الكتاب زيجريد هونكه وضم معها آنا ماري شميل وهي مقدمة ضرورية ليتعرف القارئ على سيدتين كريمتين من طراز ثقافي فريد افتقدناه طويلاً في عالمنا الإسلامي، اقرأ معي ما كتبه الأستاذ الكبير عبد الحليم خفاجي ناشر الكتاب:
(وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)
(يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا)
وتتفاعل النفوس ويصور القرآن الكريم ما قاله فرعون ليحول بين الصوت المخلص وقومه .. لكن الصوت المخلص يستمر في دعوته والناس بين متجاوب ومعاند ..
(يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38))
(يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40))
(وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44))
إن قصة مؤمن آل فرعون تتكرر دائماً وأبداً في كل زمان ومكان يرتفع فيه صوت الحق في مواجهة الباطل .. الدكتورة (زيجرد هونكه) والدكتورة (آنا ماري شمل) من النوع الذي يكثر حولهما التساؤل للصدق البادي في كتابتهما والمعرفة الواسعة في دفاعهما عن العرب والإسلام .. في وقت دأبت فيه أجهزة الإعلام الغربي على النيل والتشويه .. فهل تأتي هذه العاطفة وهذا الدفاع من فراغ؟ وهل تنتهي إلى فراغ؟ أما أنها هي ملامح صحوة من نوع جديد شملت العلماء والمفكرين كما أشار إلى ذلك د. هوفمان في محاضرة ألقاها في جامعة بون بتاريخ 6/12/1994. عندما تكلم عن ظاهرة انتشار الإسلام في وسط المثقفين الألمان..
إنها أسئلة في صدور من يقرأ لهذه الكاتبة القديرة "مؤمنة آل فرعون" وكذلك الدكتورة (آنا ماري شمل) اللتين طرقتا نفس القضايا التي طرقها مؤمن آل فرعون من قبل، ولكن بلغة العصر الحديث.
3 / 4
أعود للدكتورة (آنا ماري شمل) لنرى الإصرار على طلب الحق والدفاع عنه وعشقها لدين الله الذي هو الإسلام دين الله في الأرض وفي السماء، لم تزعم كبعض كبار كتابنا الأماجد الذي علقوا على صدورهم يافطات تشيد بوثنية الغرب الذي رفضها العبقري (محمد أسد) (ليوبولد فايس سابقاً) لقد أنارت قلبها بشعلة (محمد أسد) الصحفي النمساوي الأشهر الذي حاج (هرتزل) مؤسس الصهيونية السياسية التي أسست لليهود دولة في فلسطين بقرار إنجليزي تنفذ بنوده بدقة متناهية برعاية شاملة من النظام العالمي الجديد الذي تديره الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد دافعت (آنا ماري شمل) عن دين الله الذي هو الإسلام ودافعت عن نبي الله محمد الرسول الخاتم صل الله عليه وسلم بكتابها (نعم إني أحبه) المترجم إلى صيغة (محمد نبي لهذا الزمان) نشر مكتبة الشروق الدولية بمصر عام 2008م والمحزن والمخجل أن ما قدمته (آنا ماري شمل) أعظم بكثير مما قدمه بعض كتابنا الأماجد الذين تربعوا على عرش الثقافة أكثر من نصف قرن من الزمان أفسدوا الذوق العام بنقل مخلفات الوثنية الغربية على اعتبار أنها نهاية ما وصل إليه العلم والكلمة الأخيرة في قضية النهوض والقيام من رقدتنا الحضارية البائسة والتي قد تطول كثيراً نظراً لغياب أو تغيب وعي الناس وصرفهم عن اتباع الحق بكل الوسائل.
عرفنا جهود (محمد أسد) خلال عمره المديد من النمسا إلى باكستان مروراً بالجزيرة العربية. عرفنا جهود (زيجرد هونكه) وكتابها الرائع (شمس الله تسطع على الغرب)، عرفنا (مراد هوفمان)، (عبد الهادي هوفمان)، (روجيه جارودي) صاحب كتاب (فلسطين أرض الرسالات السماوية) وكتابه الأشهر والأخطر (الأساطير المؤسسة للصهيونية) وكذا (حفاروا القبور: الحضارة التي تحفر للإنسانية قبرها) .. كتاب كبار عملوا من أجل الإسلام الذي هو دين الله في السماء والأرض كانوا على غير دين أو على دين من صنع البشر، هداهم الله إلى الحق فقاموا بالدفاع عنه بل أكرمهم ربهم بالدفاع عنه وتعرضوا للأذى والمطاردة والتنكيل الجسدي ولا تنسى الذاكرة مطلقاً ما حدث للكاتب العظيم (روجيه جارودي) من مآسي في شيخوخته (91 سنة) لأنه أسلم ودافع عن إسلامه بيقين ثابت لم يرتاب أو يشك لحظة إنه على غير الحق. رحم الله (روجيه جارودي)، والدكتورة (آنا ماري شمل) اعتقلت وطردت من الجامعة ولكنها العزيمة والإصرار على الدفاع عن الحق فكان كتابها الرائع هو الرد الشافي على الذين أهانوا فكرها وسخروا من عقيدتها، قالت لهم: (نعم إني أحبه) عليه الصلاة والسلام .
أما عن كتابنا الأماجد الذين تربوا على موائد الغرب وعاشوا على فتاتها فقاموا بالاعتداء على عقيدة الأمة مرة بالإساءة إلى الدين وأخرى إلى خاتم النبيين وظلوا عاكفين على عبادة الأوثان، ضم لنيتشه، صنم أجست كونت، صنم جولدزهير، صنم جب، ضم سارتر أوثان كثيرة في فنون مختلفة قدمها لنا كتاب البعث ـ كما أطلق عليهم هذا اللقب فهل كان (سلامه موسى) من كتاب (البعث)؟ حيث أنه قد قدم للأمة الصابرة كتابه (هؤلاء علموني)!؟ وهل كان (لويس عوض) من كتاب البعث؟ وهل كان الدكتور (طه حسين) من كتاب البعث؟ وهو الذي أنكر الإخبار القرآني وقصة سيدنا إبراهيم؟ وردد مسائل في غاية الغرابة قالها من قبل أساتذته في الغرب؟ وقد قدم العلامة الدكتور / محمد عمارة كتابه الرائع (طه حسين من الانبهار بالغرب إلى الانتصار للإسلام) كملحق لمجلة الأزهر ولا يستطيع قلم مثلي أن يرد كلام العلامة الكاتب العظيم محمد عمارة من أن الدكتور طه رجع عن انبهاره بوثنية الغرب.
4 / 4
وانتصر للإسلام، ولكن يبقى الأهم والأخطر وهو ـ أثر كتابات طه حسين في القارئ! لقد ترك لنا الدكتور طه مدرسة كبيرة تتبنى منهجه وفكره إلى الآن، رحل الرجل وترك هما ثقيلاً وليس فكراً ولكنه التمرد والاستعلاء وتمجيد مدرسة الشك أو حسب ما قاله الرافعي:
حسبه من العلم أن يقول إن ما كان
لم يكن، وإن ما لم يكن يجوز أنه قد كان
هل هذا يعد منهجاً؟! ربما يصح عند الدكتور (مراد وهبه)! الذي راح ضحية فكرة آلاف مؤلفة من الناس بزعم حرية الاعتقاد. المصطلح الغامض البليد الذي لا يقصد منه إلا الترويج للإلحاد وتوهين الدين في النفوس والقلوب ولقد قال العزيز الحكيم في كتابه (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) الكهف رقم (29) ويقول الإمام سيد سابق في كتابه عناصر القوة في الإسلام : إن القضية ليست الردة ، وإنما هي الردة ، ثم الدعوة إلى نزع القداسة عن الدين بأكمله كما يحدث الآن!! يبغونها عوجاً: بلا ضابط ولا رابط بلا قيود بلا حدود وهل هذه حياة؟! خلق الإنسان مقيداً بضوابط شرعية إن عمل بها يثاب وإن تركها يعاقب. إنه حر في الأخذ بالضوابط أو تركها.
لقد تفرغ البعض من مدعي الثقافة للهجوم على كل ثقافة الأمة لتفريغ العقل من كل ما يمت إلى العقيدة بصلة ونزع القداسة عن المقدس ، ولا أعرف من أين اكتسب ذلكم البعض تلكم الجراءة على الدين؟أ إنما جراءة غلبت جراءة كتاب عشرينيات القرن الماضي التي ساندها ومهد لها أفكار فرويد ودارون ودوركايم والتي نقلت إلينا عبر (كتاب) أعلنوا الولاء التام للغرب وترك خصائصهم الذاتية المستمدة من عقيدتهم فتصدع البنيان الثقافي وكما تراه الآن.
إنها جرأة الجهال كما وصفها مولانا الشيخ محمد الغزالي رحمه الله. جرأة على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، وجرأة على الصحابة رضوان الله عليهم، جرأة على أمهاتنا أمهات المؤمنين رضى الله عنهن، جراءة على كل الجيل المتفرد الذي رباه سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، جرأة الجهال حقاً. بلادة عقلية وتنطع لا حدود له وتقليد أعمى للملاحدة ابتغاء الشهرة ووصولاً إلى صناع الفساد الإعلامي الهائل للحصول على الأموال من المنظمات الدولية التي أنشأت خصيصاً لنهب ثروات العالم وإفقاره طبقاً لما قاله الأستاذ روجيه جارودي رحمه الله.
وها هي الشركات العابرة للقارات تعبث بالعالم!! الاستعمار الجديد!!
منظومة عالمية فاسدة ضالة مضلة لإفقار العالم ونهب ثرواته والجهال يمرحون ويصفقون!! فقر وإلحاد!! ونهب لثروات الأمم منقطع النظير إنما الحضارة التي تحفر للإنسانية قبرها كما قال جارودي لذا قالت: (آنا ماري شميل) عن سيدنا محمد صل الله عليه وسلم : (إني أحبه) رحم الله العلامة السيدة آنا ماري شميل وأسكنها فسيح جناته.
المصدر : رابطة أدباء الشام