موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع ومنتدبات ابو ريوف

كل مساهمه في هذا المنتدى بشكل أو بآخر هي تعبر في الواقع عن رأي صاحبها
 
الرئيسيةبوابة METOأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا باصدقاء أبو ريوف بعد غياب اربع سنين اعود لمنتداكم الجميل لطالما علمت بأني هنا معكم استنشق عطراً يفوح من اقلامكم لكم مني كل الحب والتقدير أخوكم الصغير أبو ريوف

توقيت الرياض
المواضيع الأخيرة
» الإعلام بحدود قواعد الإسلام
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالأحد 23 أغسطس 2020 - 16:00 من طرف ملكة الحب

»  خلافة سيدنا الحسن
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:28 من طرف ملكة الحب

» جعدة بنت الأشعث
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:11 من طرف ملكة الحب

» رانـــــــــدا
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالثلاثاء 31 مارس 2020 - 18:06 من طرف ملكة الحب

» فضل لا إله إلا الله
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالجمعة 6 مارس 2020 - 10:39 من طرف ملكة الحب

» أهل الهـــــوي
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالجمعة 28 فبراير 2020 - 21:36 من طرف ملكة الحب

» "الحب في بئر الشك" : ملكة الحب
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالسبت 15 فبراير 2020 - 8:11 من طرف ملكة الحب

» القلـــــــــب
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالجمعة 31 يناير 2020 - 17:09 من طرف ملكة الحب

» النادي الأهلــــــي
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالخميس 30 يناير 2020 - 16:31 من طرف ملكة الحب

» أرزاق
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يناير 2020 - 12:51 من طرف ملكة الحب

» الإراده
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:22 من طرف ملكة الحب

» مؤامـــــــره
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:20 من طرف ملكة الحب

» الخـــــــــوف
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالجمعة 24 يناير 2020 - 15:45 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» معـــــانـــــــاه
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:41 من طرف ملكة الحب

» النهــــــايــه
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــــا
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:15 من طرف ملكة الحب

» مجنونــــــه
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــا
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:17 من طرف ملكة الحب

» القــطـــار
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:28 من طرف ملكة الحب

» مجنـــونـــه
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:23 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــــا
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:20 من طرف ملكة الحب

» القلب الغاشــــــق
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:19 من طرف ملكة الحب

» الدنيا بخيــــــر
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:16 من طرف ملكة الحب

» راعيني أراعيـــــك
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:36 من طرف ملكة الحب

» قاسيه جدا
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:33 من طرف ملكة الحب

» مــجرد إهمـــال
الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالخميس 2 يناير 2020 - 13:59 من طرف ملكة الحب

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد منسى - 20175
الوحوش الساخطة Vote_rcapالوحوش الساخطة Voting_barالوحوش الساخطة Vote_lcap 
ملكة الحب - 1258
الوحوش الساخطة Vote_rcapالوحوش الساخطة Voting_barالوحوش الساخطة Vote_lcap 
ابو ريوف METO - 324
الوحوش الساخطة Vote_rcapالوحوش الساخطة Voting_barالوحوش الساخطة Vote_lcap 
جلالة الملكه - 180
الوحوش الساخطة Vote_rcapالوحوش الساخطة Voting_barالوحوش الساخطة Vote_lcap 
باكى - 67
الوحوش الساخطة Vote_rcapالوحوش الساخطة Voting_barالوحوش الساخطة Vote_lcap 
الحربي - 36
الوحوش الساخطة Vote_rcapالوحوش الساخطة Voting_barالوحوش الساخطة Vote_lcap 
صلاح اليب2 - 35
الوحوش الساخطة Vote_rcapالوحوش الساخطة Voting_barالوحوش الساخطة Vote_lcap 
زهرالورد - 30
الوحوش الساخطة Vote_rcapالوحوش الساخطة Voting_barالوحوش الساخطة Vote_lcap 
رشيد سويدة - 29
الوحوش الساخطة Vote_rcapالوحوش الساخطة Voting_barالوحوش الساخطة Vote_lcap 
اكينو ملوال - 29
الوحوش الساخطة Vote_rcapالوحوش الساخطة Voting_barالوحوش الساخطة Vote_lcap 

 

 الوحوش الساخطة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

الوحوش الساخطة Empty
مُساهمةموضوع: الوحوش الساخطة   الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالسبت 28 يناير 2017 - 20:53



الشخصيات الرئيسية في الرواية هي السيارات ، وصفها الكاتب بالوحوش التي تدير حياتها الخاصة وليس مجرد آلات جامدة غير ذكية، كما أنها تنهض بأعباء البشر، الشخصيات الثانوية الأخرى تتمثل في حارس المتنزه بوبسين، وهو شخص فقير، صغير البنية وقوي العضلات، ذو شعر أسود، وإشتراكي يساري، أما صوفيا أوفيميا فتعمل مساعدة صغيرة و منظفة في آن واحد، تنحدر من عائلة صيادين فقيرة، تتمتع بشخصية سطحية ولها أسلوبها الخاص بالعيش بالحياة ، أيضا وردت بعض الشخصيات ا لأخري مثل قائدي المركبات وهما رجل وإمرأة، تعاني المرأة من الوحدة ، شاحبة، ذات عينين زائغتين، غنية وتهتم بنفسها، لكنها إنسانة حائرة، أما الرجل فيتمتع بجاذبية ملكية وتنم ملامح وجهه عن تعبيرات لاتوصف رواية غريبة ومحيرة جعلنا الكاتب نتساءل لماذا ياترى شبه السيارات بالوحوش؟! لكنه يبقى أمرا مشوقا رؤية الآلات من زاوية أخرى، لكنه تمادي كثيرا في عملية الوصف ، أراد تحويل الآلة إلى أثر حي مفعم بالنشاط ، هنا إستخدم كثيرا من المتغيرات والتناقضات وقد وصفها النقاد بأنها رواية سوداوية، في رواية الوحوش الساخطة(1933) يظل عنصر الإضمحلال محوريا،على سبيل المثال يحاول البشر في الرواية بلوغ مرحلة الإبداع الذاتي عبرقيادة تلك الآلات ، ويتم تشبيه السيارات بالوحوش ، لها عيون متوهجة تنفتح تزامنا مع غرائز وأصوات البشر، لكنها تظل سيارات أو كومة خردة مستأنسة، باعث آخرعدم وجود التكافئ الإجتماعي بين الوحوش وراكبيها ، توافقا مع تلك العناصر هناك بوبسين الذي يعتاش من البقشيس،ويحصي عدد السيارات في الموقف يوميا، بينما هو نفسه لم يملك أي سيارة طيلة حياته، يحاول بوبسين كسب رزقه من تلك المحطة ويعتقد بأنها رئيسية وهامة وبهذا يتطابق مع الأفكار التي طرحها كارل ماركس حول الشيوعية كنظام مثالي للبشر، لكنها لم تجلب سوى التعاسة .أيضا يصور البشر وهم يتقبلون على مضض قوانين الدولة وبالتالي تتلاشى هويتهم تدريجيا، تدور أحداث الرواية في مصيف بحري حيث يوجد موقف للسيارات، يتدفق إليه يوميا الكثير من الناس ، خصوصا الذين يرتادون المصيف مع مركباتهم، حارس الموقف بوبسين يهتم في تلك الأيام بتلك الوحوش ، وإذا حدث مكروه يذهب إلى الموقف الذي يقع قرب مدخل الحديقة العامة، إذا كان الطقس سيئا يتوقف عن العمل أيضا صديقته صوفيا أوفيميا، وإذا أقيمت مسابقات الجري يوجد هناك عمل وفير وبقشيش حيث يتدفق الكثير من الناس مع مركباتهم إلى الرصيف ، لكن هذا لايمنع من وقوع حوادث تصادم بين الحين والآخر ، أما في اليوم التالي يتم تزيين الوحوش بالورود ، و إقامة مسابقات جديدة ويتناسى الجميع تفاصيل حياتهم اليومية ، بعد ذلك تختفي الوحوش وتحتل السكينة المكان ويشارف الموسم على النهاية.
تدور أحداث الرواية في روسيا، في بضعة أشهر ، من أغسطس حتى بداية الخريف ، في مكان وقوف السيارات تحديدا بالمصيف البحري، إستخدم الكاتب كلمات مثل الوحوش ، الطرق الزراعية السوداء، الحوت، غالق البوابات كما وصف السيارات بالوحوش مخلوقات متحركة أحيانا تتمتع بالنشاط والحيوية وأحيانا خامدة تنعدم فيها الحياة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

الوحوش الساخطة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحوش الساخطة   الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالسبت 28 يناير 2017 - 20:54

(1)
مهرجان... رصيف بحري... متنزه ووحوش

الشمس الغاربة في تلك الأيام الملعونة أحالت الشاطئ إلى منظرأحمر متوهج. مياه البحرالمنطفأة الوفيرة أصمت ذلك المشهد الباعث للفخر . حرارة الليل داهمت أرجاء البلاد، و تلك الأمواج الكثيفة تملح رائحة البحر، عطر إمرأة ثقيلة الوزن يهفهف في ثنايا ملابسها جانبا.
ظهر أمام الإستعراض خط طويل من كلس مرتفع ، يمتد من فندق ريخل إلى ريخلوس ، حتى الميناء ... مع الدفعات القوية لضوء الفنار البحري الذي يضيئ في الليل لإرشاد السفن للميناء. عبر موجات الظلام الضئيلة ، السخونة التي تنوهج بألوان مختلفة ، الموسيقى المسيسة، الم مشى المائل ، أيضا الشرفات الواسعة لسلسلة فنادق ريخل، بيتجيوز، ميزار، ريخلوس و سط ذلك يبرز مبنى فندق ألكور واضحا للعيان.
يكتظ المهرجان بشتى وسائل المواصلات بنمط حضاري متمدن، لكن الثرثرات الكثيرة كانت تصدر من الرصيف . ينتصب بفخر قرب البحر، أيضا يقام مهرجان بسيط غير متكلف، الرصيف يتقوس بضوء وردي متوهح. المقهى الكبير عند نهاية الرصيف ، يستقطب الأجسام المظللة لزوار الشاطئ ، بخطوط ضوء وردية ، تتحول إلى سراب صعب الرؤية . المياه تدفع مجددا الضوء الوردي إلى حركات منبسطة للأعلى والأسفل. مدفع بحري يوحي بوجود فرقة موسيقية عسكرية هناك أيضا بعض الأشخاص ينادون ، يغنون، يهرولون.
عبر سلسلة البارات المظلمة الصغيرة للإستعراض يبدوموقف السيارات مثل موقع توجد به ثغرة، عند المدخل يوجد الكراج ومركزالخدمة ، ضوء فضي لاذع أمام الحائط، يتحول إلى درجة من لون واحد عند الميدان ذو البلاط الإسمنتي، وهومغلق بواسطة جدار حجري أفقي غير منحني
حيث يعلو المتنزه بواسطة حركة تمعجية. من الناحية الأخرى البعيدة تظهر الأحجارالصغيرة الإسطوانية لحارس الحديقة العامة. يغرق المتنزه بالظلام، بدون إستنارته الذاتية، تسطع الجوانب بواسط الضوء المقوس للإستعراض.
كانت الحديقة العامة تكتظ بوحوش ساكنة صغيرة الحجم. أما أسيادها فيبحثون عن البهجة في أرجاء الرصيف. يبدو بأن الوقت قد أزف بالنسبة لتلك الوحوش المترفة ، تمشي بهدوء في أرجاء الحديقة بصيحات مكتومة وحالة من الشبع بعد وجبات طعام متوازنة، صف من الأسنان المتوافقة مرتبة داخل أنف مغلق. العديد من تلك الوحوش لديها عيون مترقبة مفتوحة، واسعة متباعدة ، بلا هفوات . ..تطيع أسيادها وهي مسلوبة الإرادة ،تمشي في أرض الحديقة نحو الداخل. إصطف قطيع هادئ من تلك الوحوش إلى جانب بعضها البعض . أغلقت عيونها المترقبة. نامت مثل مخلوقات صغيرة ، مشكلة قطيعا متباعدا حول المبنى الراقي ، عبر اللمعان الكثيف لجلدها الداكن،تلمع أجساده في الظلمة مثل مياه مسائية عميقة وساطعة ، البعض منها أطلق عبر الطلاء بدون خجل أو حياء نوتة عالية . يبحث مالكيها في أرجاء الحديقة عن حبوب منثورة للبهجة، يحومون في البارات وحلبات الرقص ، يتناولون مشروبات مخلوطة غريبة ، ويسمعون موسيقى حادة .
لاينتبه أحد إلى حارس المتنزه أو رفقائه، وقف بوبسين ، بأكمام قميصه وقبعته للخلف أمام إسطوانتة الحجرية، بشعر أسود متعرق للأسفل، قصير، مفتول العضلات، شاحب، بثنيات من التعب حول جبهته، وجهه كان عبوسا من الحرارة، لف أكمامه حتى الكوعين، ساعديه المعضلتين ، إستندت ا فوق بعضهما مقابل الحجر الدافئ . كأن السماء بالأعلى محيت من الوجود عبر سحابة رقيقة. غزت التجاعيد جبهته الصغيرة. لم يكن لديه شيئ ليفعله. لاحقا تدفق البقشيش من أصحاب المعاطف الرسمية الساخنة، إلى جانبه تنتصب ممسحة صوفيا أوفيما، من تينبورن، قصيرة ولكن في نفس الوقت ضخمة، طفلة من بقايا الصيادين الذين يعيشون في الجانب الآخرمن الميناء، حيث الدماء شاحبة والجلد مرتخي. نظرت صوفيا للنساء البارزات من المركبات الثقيلة. تشعر براحة كبيرة في هذا المكان. أفضل لها من الكراج ، حيث تمسح هناك كل شيئ . هنا تستطيع أن تجيل النظر بين الحين و الآخر. لم تمنعها حرارة الليل من التلصص هنا وهناك نظرت إلى
الوجوه الأشياء، خصوصا المجوهرات. كان لجدتها فنجان على هيئة نجم قوي الملمس لكنه هش، حصلت عليه لاحقا. لم تتحدث مع بوبسين. ذراع تلوح خارج الكراج ، صفعة طويلة قادمة من بعيد. يجب أن تعود.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

الوحوش الساخطة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحوش الساخطة   الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالسبت 28 يناير 2017 - 20:55


(2)
خوف الأماكن المرعبة

لاح ضوء الصباح مبهرا ساطعا ، لمحة سريعة نحو ذلك الفندق الأبيض المدمج تجعل المرء ينبهر بإعجاب. أما فندق بتيجيوز فهو الأضخم لكنه منفصل عن البناء، بتقوسات مائلة حول الأطراف ، كانت مطلية باللونين الأصفر والوردي غير الفاقع. بالإضافة إلى لون يشبه الفطر، فندق ميزار يحلق عاليا وفندق ألكورمبني بعناية تامة بلونه الأبيض الحليبي ،يتوسط فندق بيتجيوز، عند مدخل ميزار بني تمثال على هيئة حصان، بينما في مقدمة ألكور شيد نصب لأحد الفرسان.
من شرفة فندق ألكور هبطت إمرأة ، كانت تحوم ببطء حول ممر البلاط المزروع بالنجيل، عبرت السلالم من المتنزه للأسفل ،إستندت متموجة حول السور المبني والمزروع حول الفندق. تبدو عينيها كبيرتين حول حمام السباحة، الشاطئ، البحر. في تلك الليلة والنافذة مغلقة سمعت إشا عة وهي في الحديقة . بعدئذ هناك ما أقلق منامها، لم يختفي العذ اب، لكن تناقصت حدته. رأت للأسفل في منطقة وقوف السيارات عربات زرقاء مزينة بالعاج وقفت بالوسط ، كانت العربات مفتوحة .
هبطت السلالم إلى الممشى، ثم الشاطئ ، بفعل حرارة الشمس أصبحت الرمال المتحركة دافئة ، ترك الناس نفاياتهم من الأوراق وقشور الفواكه ملقاة حول البحر ، ظهر لص الشاطئ يسرق ما يلقيه البحر من أمتعة أو بقايا لكنه تلك المرة لم يحصل على غنيمة وفيرة، كان البحر جزرا ، إنحسرت عنه المياه إلى مدى بعيد ، كما لو كان مظلما وجافا مغطى بجوهرة متوهجة حتى بدت خافته وكأنها ممتلئة بالمحار. بموازاة سمك موسى وهو من الأسماك المفلطحة تنحسر فضلات الشاطئ من الأعشاب البحرية بعيدا، وقفت المرأة في عرض المياه. خلفها شطفت الشمس المحار حتى بدا فارغا، عنما تقدمت للأمام ، كانت جميع الجواهر البحرية قد إختفت هي الأخرى. مشت ضالة الهدف بموازاة زهرة القمح الزرقاء الكبيرة وتنمو وسط زراعات القمح، حتى نطاق السباحة المخصص للبشر، كان البحر يمتلأ باللحم البشري من السكارى ،عازفي الناي والناس المحتشدين. عبرالرياح والجزرجذبت بعض التلال الرملية الخطرة رأسيا قرب الشاطئ حيث العاصفة شديدة ، نظرت فيما حولها بدون أن تلمح الكثير.
مشت طريقها عائدة بصعوبة وسط الرمال الحارة، السلم ذو الحجر الجرانيتي والإستعراض الذي يتلظى بأشعة الشمس، لم يكن وجهها قد أصبح بعد قرمزيا من حرارة الشاطئ،أسفل عينيها المفتوحتين الهائمتين بدت كئيبة وشاحبة .
مشت حتى مكان وقوف السيارات مرورا بالعربات الزرقاء . قام بوبسين بمعاينتها ورفع بكل رحابة صدر قطعة قماش الشراع الملتفة حول العجلات. وقفت ساكنة ويدها ممسكة بالباب قرب العربات. كانت أظافرها مطلية بعناية تامة بطلاء أحمر. عيناها تحومان ، لم تتجنب رؤية بوبسي ن مرارا، تساءلت مع نفسها: ياترى كم ستدوم تلك الدعابة؟! توقفت وتركت عملة معدنية تنزلق فوق يد بوبسين المتسخة. فجأة مشت في طريقها نحو الإستعراض وهي غاضبة ، بعد وصول الوفود الأولى من الناس زمجرالوحش الأزرق بصوت عالي من الشبع بحيث إنطلق بسرعة عند الإنحناءة الأولى ، كانت المرأة وهي عداءة غير ماهرة تمتطي الوحش بمهارة فائقة، مشت في الطريق الإسفلتي الضخم، الخط العريض الموحش بين المراعي ، حيث لاتوجد عربات تسير بمثل سرعتها، من مسافة بعيدة جلجل فجأة صوت الرعد مثيرا للخوف والفزع، أما مقعدها الجلدي الحار أصبح باردا بفعل الرياح، بينما تلاطم رأسيا بفعل العاصفة، حتى بدا شعرها مثل علم قصير صلب. آثرالعمال في الأرض الزراعية تناول قسطا من الراحة، من أجل رؤية نوبة الجنون المؤقتة للعاصفة ، أبراج المدينة البعيدة كأنها تطلق النار صوب السماء . كان الأفق يبدو حافلا بالمصانع والغلال الوفيرة. عبر مرأى الجدار المتكسر إلى قطع صغيرة ، خفت سرعة العربات الضخمة . عبرت الطريق الزراعي بشجاعة ، تتمايل بين صفوف الأشجار ، وخنزيرة ألمانية الأصل ثقيلة . بالقرب تتوسط النطاق العاكس للضوء المبهر للعين ، مزرعة عنب لانهاية لها تبرق من أشعة الشمس . ضربت حرارة الشمس بشدة ، دوت برأسها الفارغ، قادت الع ربة بحذر، ثم وجدت طريقها وعادت أدراجها برحلة مدوية نحو البحر .
عند موقف السيارات وقف الوحش هنيهة ساكنا، يمضغ بقايا الطعام، يسمع صوت رجوع الدم في القلب بدورته المعهودة، وهي فاقدة الشعور تحسست مقود السيارة. في الكراج المظلم، نظرت صوفيا أوفيميا بفضول ،غير غاضبة ، فهمت ما يشترى ويباع في هذا العالم كان لديها خالة تعيش في قفص مضيء ، ليس لديها ما تخبرها عنه ، برزت المرأة الطويلة للخارج، مشيتها غير متزنة، إختفت بين القضبان، عندئذ تسلقت الفتاة مكان المقود، ولمست قلب عجلة نقل الحركة في السيارة، زمجر الوحش هنيهة في غفوته، ضحك العمال الفنيين ، ظهر بوسبين في الميدان بتعبيسة عريضة يجرجر قدميه بصعوبة .
تعمدت إحدى السيدات التي كانت تجلس حول الطاولة إصدار صوت مسموع، إنشغل فكرها، لكنها لم تسمع شيئا فيما بعد ، ضربت حرارة الظهيرة رصيف المتنزه، لسعة شمس حارة قصيرة داهمت الأجواء، كان الإستعراض بأبهته خاويا، الرصيف البحري عبارة عن شقاء لاجدوى له ، حول الطاو لة المرتفعة بإرادة ضعيفة بدت المرأة متخبطة وفاقدة الأمل . لم تحرك كأسها ، إظلمت الحياة في عينيها ، أسفل الشراع الشمسي، كأن شيئا يحترق في رأسها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

الوحوش الساخطة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحوش الساخطة   الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالسبت 28 يناير 2017 - 20:59


(3)

العاصي
أحال ضيف فندق ميزار أيامه المعدودة إلى مغامرة أخيرة . وصل بمركبة
صفراء منخفضة محملة بالحقائب. يخامر الوحش شعور بوجود زعيم لكن يجمع بينهما عامل مشترك، زمجر، صفر شيئ حاد بالأجزاء النفيسة من مركبته. ماهي سوى طقطقات بمحمل الكرات من الرمل ، السكر. في الحقيقة لايمكن تحديد موقع الصوت. مرض رث ضايقهم بطريقة مزعجة غير من سج يتهم رجل جبلي قادم من التلال في ظل درحات الحرارة المرتفعة ،جلس السائق وهو يرتجف من الخوف، يتلقى تكليفات فظة من صاحب المركبة . بينما الرجل بالمقعد الخلفي ،يديه الهزيلتان المشعرتان تبدوا ن عريضتان ، وهو ممسكا بالعصا، ويديه البنيتان تدقان على النافذة نحو الأعلى، شعر بالبرد من شدة النعاس ، إنهمر العرق من الأجير بموازاة الأذنين. تطلع الرجل من المقعد الخلفي إلى المراعي الخضراء ، وسط الجداول المائية، تمرق بصورة خاطفة الطواحين المجنونة إلى ما لانهاية .أصبحت الحرارة لاتطاق، إنبعثت رائحة نتنة. يطقطق صوت نافذة بالقرب، كانت ملامح وجهه تدل على الفخامة والأبهة و مخيفة، مضت العربة في طريقها.
إنطلق وابل من الرصاص بإتجاه الأراضي الزراعية، تركها السائق تنطلق بفرقعات بديعة. إتجه بعربته التي تعاني من بطء الحركة نحو الفندق ذو اللون الذي يشبه الفطر، ، كان يقود بصعوبة. مد ركبتيه بطقطقة مؤلمة ،لاحقا إنزلقت إحدى قدميه بخفة. نقل الأجير العربة إلى محطة الخدمة . تفحصها الميكانكيين وهم ينتقدون ، ثم غاصوا بلا مبالاة في غطاء هيكل السيارة ، جلس الأجير بالقرب مباع دا بين رجليه ، بمعزل عند صف من المركبات المستعملة، تفحمت سيجارة متعفنة في زاوية فمه . توارى عن الأنظار خلف العسقب وهو ينتمي إلى فصيلة النباتات الدرنية مثل البنجر. مثل رجل واقف أمامك بالممر يود إنتزاع الشعر الأشيب من رأسك توجه بسرعة نحو العمال الفنيين ، أ خبرهم عن بعض تفاصيل رحلته الأخيرة ، ثم توارى خلف سيده، أقبل بوبسين ...أيضا صوفيا أوفيما.
من أجل الإستجواب الكبير عدل الأجير من صوته وجعله متوازنا، حصل من سيده على أجر أربعة شهور مقدما . كان الشاب أصلعا ، نكرة وأيضا منحرفا. هناك وقف لا يتطلع كثيرا ، فرغ الأجير من عمله. نظر للأعلى فقط، أيضا الميكانيكي أسفل هيكل السيارة أكمل مهمته، قرب موقف ال رصيف وقف الرجل تحديدا أعلاهم. ثم نظر للحركة الصادرة من موقف السيارات. خافت صوفيا هنيهة من ملامح وجهه، لأنه نظر مباشرة أسفل عينيها ، لكنه كان أكثر أمانا. عدل من حركته ثم قال: إذا كان لدي وجه مثل هذا سوف أمشي بالقرب منه ، إبتسمت ثم ضحك الآخرين ، قال رئيس الفنيين للعامل المبتدئ : هذه تعمل دائما نصف دورة، ماعدا لسانها ، ثم تدحرجت الممسحة بعيدا قرب الأسطل المتسخة، خلف الكراج.
تناولها بين يديه. سار ببطء بين العربات المنهكة إلى مكانها، مناشف كثيرة ملقاة فوق الإطارات. تناول البقشيش الضئيل من البواب ، يبدو مهملا مثل بستاني حاملا ورقة شجر ذابلة . كان الغريب يتميز برائحة نفاذة، تسلق السلالم بهيبة حتى إنصلح العطب في عضلاته، بدأ ا لمرض يشل جفون عينيه ، حتى بدا أحدهما منخفضا ع ن الآخر . جلس في غرفته على كرسي صدأ، داهمته خيالات من شهوة مجنونة، عندما حانت ساعة الغداء إستعد لإرتداء ثيابه أمام المرآة، مثل هيكل بخاصرة لرجل مكتمل البنية . عظمة صدره المتينة تحتك ببعضها من الإنحدار. عزف ألحانا معربدة لكنه لم يحزن ، مسح جبهته برفق. بعد تناول الطعام تمشى قليلا عبر صالات اللعب، رأى طاولة من نافذة مفتوحة، لاحت إمرأة من طراز جميل ،هادئة مرسومة ولكن بعينين هائمتين ، أرغم نفسه للسير خلف الناظرين حتى وصل خلفهم ، عنما نظر نحوها كأن سيفا أصاب شغاف قلبه، ليس بعيدا توجد بين جذور شعره الأشيب الناعم، نظر إليه الحاضرين بخوف ورهبة، مشدوهين ، لم يعزف الرجل مجددا. في أمسية رطبة حارة ، عندما كانت جميع المصابيح مشتعلة ، مشت إمرأة ورجل عبر موقف السيارات بإتجاه العربة ، خافت المرأة من العربة المغلقة ، لايزال الرجل يحتفظ ببعض القوة في ذراعيه ، مزق الباب فات حا مثل سجان فتح باب زنزانة السجن ، جلست المرأة خلف المقود ثم فتحت النافذة سريعا للأسفل. بدأت العربة تزمجر مثل صفارة إنذار المصنع، إنطلقت خائفة ، أمسكت المرأة بقبضة الباب، إرتعبت مجددا، في منحنى الطريق زمجرت مثل وحش هرم خوفا، إنطلقت العربة نحو المدينة التي كانت تبدو بالأفق محمرة مضاءة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

الوحوش الساخطة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحوش الساخطة   الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالسبت 28 يناير 2017 - 21:01


(4)
جنوح السفينة ، سمكة الحوت

ذات يوم لم تسمع في أرجاء المصيف زمجرة الوحوش، الفلاحين الأصحاء يتصادمون بموازاة بعضهم البعض عند الرصيف البحري، الرائحة العفنة تنبعث من الخمارات. هبت عاصفة قادمة من جهة الجزء الجنوبي الغربي، البحر يفور حول مقاعد الشاطئ ، واعدا بمزيد من العواصف، بإستثناء الموجات الهائجة الكبيرة في الميناء، ظهرت في نفس الوقت آثار تذكارية من الرغوة .
عاصفة رملية أشبه بسكين شرخت المصيف ، مكث الضيوف ومركباتهم في الداخل، حول فندق بوبسين، تربض بعض الشاحنات، تتأرجح مثل الزنبرك، في نطاق خطر. عندما إستعد السائق للقيادة ، إنحشرت الشاحنة بالرمال، سحب بوبسين الأحجار الإسطوانية، يبدو بأن الشتاء على الأبواب، الهواء جاف وبارد. تقدم ببطء للأمام، فاقد السيطرة على المقود، ظل المحرك يمتنع، بمعية ستة رجال سحبت العربة إلى الكراج ، كان بابه مفتوحا. أيضا سحبت صوفيا أوفيميا معهم، بدت خائرة القوى عينيها ممتلئتين بالرمال، بصقت طرف الرمال من خارج فمها، بينما أخذ بوبسين يكح. حول الشاطئ المستوي تطايرت الرمال بموازاة الخطوط البيضاء . لفظ البحر جدار من رغوة وسخة . داهمت الجزء المحمول المتشابك المقام حول البحرموجة من الرغوة. إزدادت حدة العاصفة ، إنطلقت أصوات الأوركسترا مشكلة نغمتينن شديدتين ، ثم صوت عميق متذبذب خارج الهواء، موجة هائلة من رمل متنقل.
هبت العاصفة في وقت ردئ ، الهواء شديد البرودة أيضا الشمس باردة . قاومت الفنادق العاصفة، تهشمت إحدى شرفات فندق بيتجيوز ، الرصيف يتأرجح وسط الفضوليين بإتجاه البحر الذي يفور في مثل تلك الساعة. أصوات الأوركسترا النحاسية ترتطم نحو الأعلى، لم تختلج الموسيقى بعد خارج الحانات .
في الليلة التالية رست فجأة سفينة على الشاطئ، تحديدا شمال الموقع. كان بمقدور الناس وهم جالسين على المقاعد إنقاذ أنفسهم قرب الشاطئ، وهي بدون أشرعة بدت السفنية بأنها لم تصب بتلف، لأنها مصنوعة من نسيح مقاوم للهواء. للأمام توجد تحفة أخرى، جذاذات كبيرة من هيكل عظمي لسمكة حوت، قفص صدري ، جزء من الرأس . اللحم تآكل، ا لمسامات الجلدية أشبه بأحجار رملية ملساء. ظل الهيكل العظمي سنوات طويلة عائما حول المكان. كان الشاطئ يعج بالزوار، طوابق الفنادق البحرية، الإستعراض، أشياء لاقيمة لها تحيط بالفنادق الصغيرة القريبة من اليابسة والمتنزه، يتم العثور عليها بدون مفاجآت، أشبه بشيئ خارق خارج عن الطبيعة .
أخذ الناس يتطلعون نحو السفينة المبحرة الثابتة التي لاتهتز ثم حسبوا المسافة حول الشريط البحري العريض، تركت الشقوق حول مؤخرتها تشطفها المياه، لذا خامرهم شعور بوجود سفينة غارقة في الميناء. بعثت سمكة الحوت الملقاة على الرمال الجافة البهجة للناس. الرياح ت دغدغ وتعزف مثل الإكسليفون، يدق الرجال بالعصي يعتقدون بوجود شيئ ليس له وجود، مرحبين و مصافحين بعضهم البعض، بحركة تمعجية من أضلاعهم، ليتأكدوا كم هو سهل الكسر، أخذ الرجال يحطمونه، كانوا منشغلين نصف اليوم، عادوا وجيوبهم محملة ب أشياء من أضلاع رملية، عادوا مثل الأطفال ، محملين بأجزاء أضلاع تتكتل مع بعضها قرب بالسفينة، عرف الرجال كيف تقترب السفينة الغارقة . ظلوا فاقدي الوعي من تلقاء أنفسهم، أو بجرأة ملاحية أخرى. حسبوا المسافة في تلك العملية الحسابية فقدوا مئات المترات، لكن ف ي ظل إنشغال الناس بالإستعراض تتلاشى الأسماء ، مرات عديدة يتخلصون خلسة من هداياهم التذكارية .
أما بوبسين فقد هرب في الصباج تحديدا قبل طلوع النهار ، تأهب قدما لمزاولة عمله وتنظيف الموقف، كان ذلك متعذرا ، أمام الحائط بلغ إرتفاع الرمل عدة أمتار في الزوايا يتوهج مثل كثيب رملي، منظفي الشوارع تم إستدعائهم لدفن تلك الكثبان الرملية، مع عربات الأحصنة الداخلة والخارجة ، إستغرق العمل عدة ساعات تمخض عن إزاحة الرمال، قدمت الوحوش مباشرة عدما كان بوبسين منشغلا بتنظيف الزوايا، ساعد الميكانيكيين في إزاحة الرمال التي تراكمت حول منطقة الكراج.
رأى بوبسين السفينة من مسافة بعيدة، سمع عن السمكة العملاقة، لم يكن لديه متسع من الوقت لرؤيتها ، كان العرق يتصبب من أنحاء جسده ، حول زيه الرسمي، حول شعره الملتصق ببعضه، وضع قبعته جانبا ، بنظرة ثاقبة يتمتع بها رتب الوحوش بإنتظام، من المفترض أن تتزايد حسب طبيعة المكان، وصلت العربة بدون مشقة كما هي دوما الأولى، كانت الأجمل ، في لحظة زمنية فكر بنظرية صراع الأعراق، لم تكن لديه الرغبة بالإستمتاع مثل صوفيا أوفيما، تتلاطم في تلافيف دماغه عشرات الكلمات الثقيلة، كان إجتماعيا، يدخر المال من البقشيش، يشتري للمنزل فقط الأشياء الضرورية.
كان الأقوى من بين كثر، وقف بعضلاته وعرقه، تلاشى الترف من تلقاء نفسه، كان المصيف أشبه بورم من العفونة، بمقدوره تأكيد ذلك بوجهات نظر مختلفة، مشى للأمام مجددا، جف عرقه، حرس قطيع الوحوش الكثيرة، ترك فتحة مفتوحة كي يرى السفينة، سائق عنيد ترك مركبته على طريق جانبي مزروع بالأشجار، لم يجرأ على قول شيئ ، سوف يذهب في المساء كي يرى، وسوف يكون لديه متسع من الوقت. وقفت الوحوش المستأنسة في الشمس الهادئة، ذهب للمدخل وترك كل شيئ خلف ظهره، خلف سلسلة الفنا دق ، هنا ممتلئا، قال هو، لايتزحزح عن رأيه . بدون قناعة ورضا ،مدمدما ، بعد الظهروصلت صوفيا أوفيميا مع صديقة لها، على مايبدو يوم عطلتها، ظلت واقفة أمامه، مشت الصديقة بلا إستيجاء للأمام.
-السفينة؟ سألها بشراهة.
- جميل، تنهدت.
- وسمكة الحوت؟!
- فتحت يدها المتسخة، ثم عرضت قطعة من عظمة حبيبية.
- البقية ، قالت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

الوحوش الساخطة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحوش الساخطة   الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالسبت 28 يناير 2017 - 21:03


(5)
الجري السريع

في الحقيقة كان هذا يوم الوحوش المستأنسة تم ترويضها كي تواكب البشر، الوحوش المطيعة ، الأقوى، الموثوق بها ، الملساء، المهذبة والرائعة، الوحوش النظيفة منذ ولادتها. تركض بموازاة بعضها البعض أشبه بإستعراض . ليس بسباق عالمي، أو ملعب للجري السريع، أو محاولة
لتحقيق رقم عالمي أو تصنيف في الحلبات الرسمية للسباقات . بالنسبة للضيوف كان بمثابة لعب ولهو وإضاعة للوقت فيما لايجدي أو ينفع وحافزا للتباهي لمن يرافقهم ، في الحقيقة كان فرصة للعب بدلا من الصالات المغلقة.
أقيم الإستعراض في طريق مستقيم مستوي بدون إنحناءات شمال فندق ريخل وصولا للميناء. كان مغلقا منذ الساعة الحادية عشر أمام المواصلات، مسافة ميل واحد عن فندق ريخلوس، حول الوسط ، تم تشكيل إدارة لتنظيم مسابقات الجري ، كان الجو يبدو غير صافيا، عادوت الحرارة الإرتفاع مجددا، تبدو السماء بيضاء من العاصفة، البحر يرغو ببطء، الرياح تتمغنج كارهة الأرض ، منذ الساعة الثانية عشر لاحت سحابة بحرية ثقيلة هددت بتعطيل الألعاب، كانت السحابة شديدة البرودة، هبط معدل الدفء بسرعة، أصبح الجو مظلما وبحث الناس في منازلهم عن البسكويت ، حيث أشعلت الأضواء.
على مدى ثلاثة عشر ساعة متواصلة، كانت المقاعد مشغولة ، اللعب يسير على قدم وساق، الشاحنات صفت إلى ثلاثة مجموعات، حسب هياكل السيارات المتواجدة، لاتوجد سيارات مخصصة للركض بالقرب، أو عداد سباق ، الحذرين يتوقعون في أي ساعة وقوع مايكره عقباه ، بالنسبة لبوب سين بدا اليوم إعتياديا، وصلت الشاحنات أولا وهي ممتلئة بالناس ، ثم الباصات الصغيرة، كانوا يطلقون هتافات غير مهذبة، عبر الطرق، بإتجاه الطبيعة القاسية، إرتعب المشاة، الرصيف البحري حيث يراه النا س بصعوبة، كان حتى الساعة التاسعة مادة للشائعات، إنبعثت رائحة الأبدان لكن لم يشم الناس شيئا ،كانوا يشتهون فقط ثم توجهوا نحو آلات بيع الحلويات ، مع مسابقات كرة القدم التي كانت تجري بأعداد قليلة من المتنافسين، و مختلف أشكال التسلية، كانت شبكات التقاطع تست قطب الناس ، إلتقطت إحداهن سمكة كبيرة بحجم اليد ، بإهتمام جماهيري كبير ، لم يعرف ما يفعل ثم ألقىالسمكة في البحر .
حتى الساعة الحادية عشر لم يغادر أحد الرصيف البحري، ضحك الناس حول السجون، كانت البهجة هنا أكثر من أي مكان آخر في أرجاء البلاد،في نهاية المقهى هيمنت رائحة البيرة والقهوة وسط حشود الناس ، جلبت السحابة عذوبة مفرطة، أطلق الناس دعابات في الضباب، تصيح النسوة حتى لو لم يلدغن ، فيما بعد إنقضى كل شيئ تلاشت لذة البهجة ، لكن رأى الناس سباق الجري بصعوبة، تم إخلاء الأرصفة الإستعراض ،لأن الناس تخوفوا وق وع بعض الحوادث ، على مرتادي الحانات تنظيفها، أما أصحابها و الجرسونات فلم يبارحوا أماكنهم، وقف الناظرين في المتنزه بأعداد كبيرة، أطول الناظرين جلسوا عل شرفات الفنادق ، الصيد الخاطئ أثار الرعب في المنازل، الدود الأرضي حول درجات السلالم بدا غير متكا ثرا من الأنثى الخصبة لكنه تكاثر مجددا عند الساعة الثالثة ، عندما لاحت الشمس وصل المتسابقين، أرادت صوفيا أوفيما الجلوس على سطح الكراج، لكن رئيس الفنيين منعها من الجلوس ، لأنه المكان المخصص له فقط . بينما جلس العمال فوق أغطية سيارات التاكسي تتوسطهم ص وفيا أوفيما، آثر العديدين الإنتظار في منطقة وقوف السيارات قرب مركباتهم، رؤوسهم تعلو السقوف ، في الشاحنات جلس المسافرين على المقاعد الضخمة، عندما دخل قطيع الوحوش للداخل أغلق بوبسين الحديقة العامة بقفل حديد مربوط بسلسلة، لم يستطيع أي وحش الإنفلات منه للخارج ، تسلق
السلم وصولا للإسطوانة الحجرية، حيث إعتاد الجلوس في عز درجات الحرارة المرتفة، الضباب الشمس، لا يجلس هنا مثل إنسان ولكن كعامل مأجور، جلس بأكمام قميصه الرسمي، على إطار شاحنة ، ضغط بشدة، إنفجر في مكان ما مثل شيئ تفتت من الإحتراق ، نظر بصعوبة فيما حوله، هذا حدث لاحقا.
كان المتسابقين يصورون بالقرب منه، توقع الفشل ، كان يود وضع ستة وحوش في صف واحد، لكنه عجز عن ذلك ، كان الطريق غير منتظما، بدا متماثلا ، يشبه بعضه ، يجب أن يفكر بالفائز، تم إقتياد الوحوش بموازاة بعضها البعض إلى نقطة البداية ، عند فندق ريخلوس تم مناداة الفائز في كل مجموعة بواسطة الميكروفون. لم يفهم الناس شيئا ، ظهرت بوادر جديدة ، أسرعت الحيوانات الخطى، تحركت بسرعة في المتنزه بحيث لم يلمح الناس الوجوه، تعرف على وحش بلون أصفر فاقع، لم يره في الأيام الإعتيادية.
هذا الوحش كان صاحب الواقعة الأولى، نجح بقوة تجريبية مخالفا إرادة سيده الحديدية، الواهن الوقح جلس خلف المقود، ثم تركه السائق. لم يفكر بالمرأة التي تلوثت، أراد أن يفوز فقط، الوحش الهرم، كان خارج الإسطبل الشهير، لم يتقدم بعد، زمجر بصعوبة في الطريق، رأى ف ورة البحر تعلو للأمام، فرمل بحدة بالوسط من مساف ميل، لهب طوله عدة أمتارأصبح واضح المعالم، تم إخماده بالرمال، الوحش الميت سحب إلى زاوية عمياء، تسلق مجرجرا قدميه حتى الشرفات، ضحكة واهنة، أسفل الشارب الكث الرمادي ، حاسرا بدون حياء عن أسنان مثل الذئب ، السباقات تقدمت للأمام، المركبات الكبيرة المفتوحة ، تزمجر قدما مثل القنابل، وقع الحادث لوحش ينتمي إلى نفس الفصيلة، وحش أسود رمادي آخر فقد المقود، تحرك بسرعة نحو الرصيف، ثم إصطدم بالواجهة الأمامية لإحدى القضبان متحولا إلى حطام، ضربت صوفيا أوفيما يديها على خديها، يبدو بأن ال سائق فقد السيطرة على الطريق، فارق أحد الجرسونات الحياة ، حطام الرصاصي الأسود صف إلى جانب الأصفر في زاوية عمياء، نظر بوبسين بهدوء، خفق قلبه، ماحدث كان بعيدا عنه.
مضت السباقات على قدم وساق، إتفقت لجنة التنفيذ مسبقا على المبدأ الروماني، إختلجت مشاعر الناظرين إختلجت بتوتر مخيف ، لازالت ست مركبات تمضي قدما ، بدون حادث.
بعد سباقات الجري، إزدحم موقف السيارات بالحيوانات المندفعة، الكل يريد المغادرة، إنطلقت فرقعات للخارج أعلى الحيوانات الكاسرة ، غازات بركانية زرقاء تخللت حفلة أصوات الوحوش الكاسرة، كانت الحيوانات تتصادم تدق الأرض، تخربش، بوبسين وقف عاجزا لاحول له ولاقوة، بعينين دامعتين في خضم ذلك الصراع المحتدم، الذي يشكل مرارا خطورة على الحياة، لكن الصراع خفت حدته ، إندفعت الحيوانات مجددا إلى الزوايا مبتعدة عن بعضها البعض، إنتهت مسابقات الجريفي ظل الرنين ال متمدن للعملات المعدنية والورقية ، تم تسوية حسابات المراهنات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

الوحوش الساخطة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحوش الساخطة   الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالسبت 28 يناير 2017 - 21:04


(6)
المؤتمر

هذا العام إنخفضت درجة الحرارة في أرجاء المصيف ، تشوب المؤتمر أجواء السكينة والهدوء . جذبت تلك البقعة المحترقة بلهيب الشمس أنظار العالم قاطبة، كان الناس بإنتظار تلك اللحظة منذ زمن طويل ، ربما ألف عام أو أكثر ، كان المصيف يعاني من حركة المواصلات المزدحمة، عقد المؤتمر في قاعة الإحتفالات الكبرى لفندق بيتجيوز ، البعض يفتش عن الهدوء بمحاذاة المربع الواسع في المصيف ، تم عرض الوحوش في ساعة محددة من اليوم ، حسب ترتيب البطاقات، حصل بوبسين على مترجم يساعده، يتحدث ثلاث لغات. يعيش المصيف في تلك اللحظات أجواء من العالمية ، عبرفرقة عسكرية لاتينية كبيرة ، من أمريكا الجنوبية، قدم أيضا مع الضيوف الجدد نساء يشبهن الأميرات ،أيضا كداعرات . أكثر إمرأة سرقت إنتباه الحضور زوجة سياسي، نهض مبكرا إستأجر دراجة ، يقودها عبر ممرات التلال ، حاسر الرأس مثل إنسان عادي ، يشير إليها الناس ، دائما وحيدة . وتنشر صورتها منفردة في الصحيفة.
بالنسبة للوحوش كانت نقطة البداية حسب ترتيب بالنسبة للوحوش للمضي قدما، تدربت صوفيا أوفيما على فك طلاسم تلك المخطوطة المعقدة بسرعة، ظللت خارطة أوربا ذاكرتها، ، كانت تلك إسبانيا ، الآخرى الدينمارك، قدمت الحيوانات تباعا، بدا البعض منها متعبا من عناء رحلة إمتدت مئات الأميال، لذلك إنطلقت نحو الحمام ، جزء من الحديقة فتح أمام الحيوانات الغريبة التي أطلق سراحها، هناك تحرك المترجم، مق ابل ذلك صمت بوبسين أمام كل اللغات التي يستطيع أن يتحدث بها، نظر بمعزل إلى وحوشه، كانت تبدو أكثر جمالا وأكثر هدوءا من الآخرين وسط تلك النفاية القادمة من خارج البلاد. عندما تم توسعة المؤتمر بمساعدة لجنة مالية أخري ، ظهر عشرة أجانب آخرين، أغلبهم من رجال ال بنوك المنتفخين ، إتخذوا من فندق ألكور مقرا لهم، كانوا بمعية بعضهم البعض دوما، بلحمهم السمين توجهوا بسياراتهم حو الطريق الزراعي ، في ظل ذلك الإحتراق ،كانوا أشبه بكتلة مع بعضهم البعض ، لاحقا تقدموا ببطء في الطريق الصحراوي الذي يطل على الإستعراض، لكن إثنان أو ثلاثة منهم كانوا مختلفين، يبدون من طبقة النبلاء الروحانيين أومن الشعب اليهودي، لايستطيع شخص آخر تمييزهم بسهولة أوالإشارة إليهم، سلب الرجال العشرة إنتباه الحضور، كانوا مليار، ربما أكثر من مليار ، مشوا..جلسوا بمعية بعض ثم إختفوا في فندق بيجيوز، إنشغل ت الصحافة العالمية بإجراء المقابلات حول كتلة المؤتمر، الجزء الوحيد المتلاصق، كانت الجبهة الغامضة الراسخة من الحنكة والخبرة ، عندما لم يفي المؤتمر بأهدافه إنزعج أفراد الجبهة بدورهم ، وتسللت الكآبة تدريجيا إلى الفندق ، أما النسوة المؤتمرات ، لافائدة منهن لكنهن مجرد ديكور جميل للمؤتمر، كن أيضا الوحيدات من بين المشاركات بالمؤتمر الذين سمح لهم بدخول المتنزه، فيما بعد قدمت سيارة أجنبية لتوصيلهن، ، حصل السائق من المترجم على خريطة وبروشور، يتصفحن بلا مبالاة،شاردات ، ضائعات، أيضا لاتتسم وحوشهن بصفة إستثنائية، ينحدرن من أعراق مختلفة، هواء غريب أو أرض غريبة مقطرة، لكنها تنحدر من مستوى الزريبة، فصيلة وحيدة بنغمة تصدر خاصة من الرقبة ، صوت أشبه بآلة موسيقية تعزف أوركسترا.
من بعيد أشار إليهن بوبسين بوجود حيوانات جميلة في الحديقة ، خصوصا للرجال الأغنياء ، تركوه في الحديقة بلامبالاة، لم تعره صوفيا إهتماما إقتربت من المترجم، وسمعته يهمهم، في الكراج تم معاينة كل حيوان على حدة بين الحين والآخر،لم يتعرف عليها الرجال بعد، برؤوس تشتعل غضبا نطقت الوحوش، أيضا الكائنات الحية مع بعضها البعض ، لكن صوفيا لم ترى هناك أي فرق ، قامت زوجات الوفود الرسمية، والصحفيات الغربيات بجولات تفقدية سغيرة، لم تبتعد الوفود كثيرا، مكثت كل واحدة مع وحشها بجوار السادة الكرام غير الظاهرين بالصورة دافع بوبسين عن وجه نظره إزاء المستمعين المتناثرين ،وسط عفن السياسة وعالم المال، الذين تر كوا المصيف مثيرا للأسى ثم أشار بوبسين نحو الرصيف البحري.
غاص الرصيف من عشرة إلى ستة عشر ساعة في سكينة طاغية يائسة، لاحقا أصبح ممتلئا من جميع الإتجاهات ، يصفرون، يبوقون، ثم وصلوا
إلى مركز الرصيف كما هي الأمسيات، ذلك المكان أشبه بكتاب أومقالة، كان بوبسين في تلك الأيام يعيش أحلى أيامه لكن تنتابه بين الحين والآخر الهواجس والشكوك، نظر بإستخفاف إلى مجموعة المصورين الذين يخرجون كل صباح من الحمام بكروشهم الوفيرة، متجهين إلى منطقة إستثنا ئيةتتميز بستة مداخل، لتناول الإفطار، لكن في حقيقة الأمر يتناولونه مع عصير ال ليمون، ثم لمح لاحقا هيكل شاب صغير، والعرق يتصبب من جسده وعضلاته، لكن صوفيا لم تلحظ شيئا، وكتمت ضحكتها، جلسوا في ظل الحرارة الثقيلة، يتجولون مرئيا في أرجاء المؤتمر، في يوم ساخن إرتفعت فيه درجة الحرارة بصورة غير معهودة، إلى أعلى معدل، ثم تصاعدت ، يخاف كل م تفرغ باحث عن الإسترخاء من إنفجار حراري، في ظل تلك المعضلة عرج ببطء مجددا للأسفل، في ظل الحرارة الشديدة أصبح جليا أمام أنظار العالم، عندئذ أصبح المعدل طبيعيا مع ردود فعل متباينة بعد حالة الغثيان لم تشأ النسوة قيادة سياراتهن، في مثل ذلك اليوم المحموم وقفت الحيوانات في غير متذمرة في الشمس الحارة للحديقة العامة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

الوحوش الساخطة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحوش الساخطة   الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالسبت 28 يناير 2017 - 21:16


.
(7)
المهرجان الإستعراضي

كان ذلك هو اليوم الثاني للوحوش كي ترفه عن نفسها قليلا ، حصلت النسوة أيضا على فرصة ذهبية ، يبدو بأن هناك خللا ما يشوب المؤتمر، خفت حدة الحماسة السياسية ، بحيث تشكل خيط من الأذرع والأقدام لم يعد أحد يميزها، عند الجوانب يبقبق شيء شامل، لكنه غير ذي قيمة ، الصحافة مرتبكة ولم تكن متعطشة للضحك، ربما للتغلب على ذلك الشعور بالخوف أو الرعب ، كأن هناك من يدبرشيئا بالخفاء ، يبحث له عن مكان في ذلك اليوم المحموم، إستعد الرجال بعجال ة من أمرهم، حمولات ورد الكاري تم نقلها ليلا من خارج المشاتل ، كانت العربات تلمع من الندى، لكنها في الصباح بدت رمادية عند الشاطئ، كان ذلك اليوم نظيفا، يتميز بدفء هادئ منعش، الرياح خرجت عن سكينتها متسارعة، كان ذلك يوم الورود، النساء، الأطفال، الوحوش ، مده شا ، ظهرت مخلوقات شبحية غرزت قرون إستشعار وردية تتلامس دائريا، عندئذ إنفتح مثل لحن موسيقي ملئ بالمفآجآت ، اقبل أربعة أطفال يتأرجحون في الخارج، يرتدون ملابس بيضاء نقية، تنعكس أشعة الشمس بشعورهم، وأب يتمايل بقدمين طويلتين، إنطلق مثل الريح عبر الرصيف، مستقيم ا غير منحنيا، نحو الشاطئ ، البحر المعضلة الفاتر شطف مباشرة خمسة أزواج من الأقدام العارية، لا أحد من الريف رأى حارس المتنزه، يجب عليه أن يسحب الدراجة ثلاثية العجلات، كان يحاول مسرعا وبفخر الإمساك بها ، تبلورت أفكاره إلى ذم وهجاء حاد، تحول إلى يوم لجمع الكثير من البقشيش ، في الساعة العاشرة لفت السلاسل حول المتنزه، الآن أصبح حرا بعد إنتهاء المهرجان الإستعراضي، عندئذ لمح الدكتور سينساين هدأ من روعه والحالة التي يعاني منها، أصبح الرصيف الحري خاليا من قلة المارة، بدأ المهرجان في الساعة الحادية عشر، حرار الظهي رة جعلت الزهور تعاني الأمرين ، لم يكن في هذا اليوم بشر، إستغرق الجميع في النوم، كانت النساء لساعات طويلة في متناول اليد، أرسلن الأزواج خارج الفراش لقضاء خدمات صغيرة، أما أعضاء الحكومة فكانوا متخصصين بالسياسة فقط، أولا يجب عقد الخيوط الصوفية جيدا، ثم حبك الخيوط الأولى ووضعا بالإبرة، ولاحقا بالأكاليل والأشرطة الورقية الملونة ، تبدو رؤوسهن ثقيلة من النوم، ينحنين بأيديهن حول بوكيهات الزهورالمنسقة بمجموعات، أيديهن تدربت فقط على إشارات الحديث وهن غير قانعات أنجزن في نهاية المطاف العمل المطلوب الرجال أقل أهمية معلقين حول جهاز الهاتف ، يحاولون تحريك مشرف الفندق الكبير في ساعة مبكرة من الصباح، قادت النساء مركباتهن، أما الرجال فكانوا متفرجين فقط، إختارت النساء قوسا يليق بالوحش المزين، كانت الوحوش منذ الساعة التاسعة صباحا مخصصة للإستعراض وعلى أهبة الإستعداد في الكراج، عند الساعة العاشرة وثلاثين دقيقة شكلت مسيرة في بداية شمال فندق ريخل، تم ت نظيف الوحوش ، بدت بدون بقع أو أوساخ، تم إرضاعهن بحليب الأم ، الزيت والماء الخاص بهن، أيضا تم التأكد من سلامة قلوبهن لم يكن هناك أثر لمصاب، الهضم سليم، لم يطلبن المزيد، ال أفضل من القليل، تم تدليك أجسادهن بعناية ، كان فن العثور على اللون المناسب يشكل معضلة ، أما النسوة فقد إتخذن مكانا خلف المقود، كان المهرجان مزروعا من الناظرين، نظر الرجال إلى البداية، حيث كانت لاتزال فارغة، أما الرصيف البحري فقد كان هو الآخر يعج بالناس، أما القلائل أرادوا دوما العودة إلى الرصيف مجددا، فقط القليل من الرجال ، النسيم العليل ينعش الأجواء حيث يحلق العلم الدولي من بين سلسلة الفنادق عاليا . تصدح الموسيقى في أرجاء الرصيف، لكن البارات معبأة من المنتظرين ليس لديهم صوت، لم تحن ساعتهم، يجلجل طني ن عميق، تحول إلى موجة صوتية في أرجاء المهرجان، تهتز يمينا ويسارا ، المسيرة الجماعية تم السطيرة عليها، لدى بدء المهرجان تقدمت الحيوانات ببط، إقتربت، جلست هيئة التحكيم في فندق ريخليوس في منصة بملابس راقية أسفل موكيت أصفر، جلس الأطفال حول سور مزروع أمام غا لبية الناس، أما الآخرين إختفوا خلف الرقاب والأذرع المزدحمة، ، يصفقون بأيديهم، أولا خافوا ثم إرتعشوا، إنطلقت في أرجاء الرصيف إشارة، في البارات جلس بعض الرجال فوق الكراسي، على الطاولات.
كانت العربات تقاد ببطء وتكلف ملعوب، في نفس الوقت توقفت أمام لجنة التحكيم، التبدلات عند المدخل جعلت الصوت مكتوما، كانت العربات الأنظف، بقوتهن الهادئة، ديكورهن الزاخر غير المبالغ فيه ، تقدمت العربات بأغطية مفتوحة أولا هذا لاجدال فيه ،في الحقيقة ماهم سوى مجموعة من الوحوش ، حتى لو لم تصدر منهم أي أصوات، ظنوا، فهموا، عاشوا ح ياة الأسياد، وتلك النسوة تم إستدعاؤهن للخدمة مجددا، فهمن بأن تلك الحياة ليست معصومة عن الخطأ ، كن المهيمنات الوحيدات في تلك الساعة الزائلة. عربة زرقاء، أقبلت بقلب من العاج وأزرق مزين بزهور الشاي وعاج لوبيليا، تقودها إمرأة منهكة، الزهرة الوحيدة الذ ابلة في الباقة المنزلقة.
دامت الجولة حتى الظهيرة، لكن قرر الرجال عدم نهاية السباقات ، فاز ستة متسابقين بالجائزة، عند المحطة النهائية ساعي بريد صغير من اللجنة قاد السيارة الحمراء بسرعة، مثل الشرارة أما الستة الآخرين فقد توافدوا تباعا أمام المركبة الزرقاء المفتوحة التي تضم لجن ة التحكيم، هناك بالأسفل ، سوف يقودون بكل فخر، برزت المرأة للخارج، مشت بصعوبة، منحنية، لم تكن دمية ممسوسة، بعينين زائغتين، لكنها إمرأة ، ظن الرجال بأنها ربما تكون ثائرة، أو منفعلة، لكنها مريضة جدا، منطفأة. قاد الرجال الست ة مركباتهم فرحين بنشوة الإنتصار، بين أشرطة الصوت العالية، كتعبير عن الإبتهاج، جلس أحد العمال خلف العجلة الزرقاء.، تناول بوبسين كل شيئ بجبهة ذات تجاعيد قليلة، شعر بالخجل بالإعتراف بأنه كان يوما جميلا، يالها من عاصمة محطمة، ظن هو، عندئذ فكر من تلقاء نفسه بكارل ماركس .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

الوحوش الساخطة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحوش الساخطة   الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالسبت 28 يناير 2017 - 21:18



(Cool

الأضواء
في يوم العطلة لاحت مشكلة عند حمام السباحة، وهي المؤتمر، بعد أن ناقش المؤتمرين سرا ماتبقى من أشلائهم التالفة، كانوا سعداء بذلك، بأنهم إكتشفوا أخيرا مصدر العلة بأنفسهم، ثم قرروا المكوث لبعض الوقت، لم يحاولوا مناقشة نقطة هامة في برنامج العمل ومحاولة إيجاد حلول مناسبة، لكنهم بدلا من ذلك أنجزوا مهمة صغيرة تتمثل بالتظاهر من أجل السلام العالمي، من خلال لجنة البحث والتقصي، تظاهروا بأنهم على عجالة من أمرهم وعلى دراية كافية بالموضوع كما أعلنوا بأنه لاتوجد نهاية وشيكة لك ثير من المعضلات لكنها مجرد بداية، حاولوا أقصى ما بوسعهم من أجل إنقاذ ماء الوجه ، أما رجال المال العشرة غادروا بهدوء، بعض الرجال تنفسوا الصعداء، لأنهم وعدوا اللجنة بالإعلان بأن الوزير المستقيل وهو وزير أو حكومة بقى بعد إستقالة الحكومة لحين تعيين وزير أو حك ومة جديدة ، كما همس الرجال شاكرين لهم جهودهم ، بعض أعضاء الحكومة إختفوا بعد مرور أيام من عقد المؤتمر، بقيت النواة فقط بكل ماتتمتع به من إحترام وإعتبار ، تحاول إنهاء ماتبقى من أمور عالقة لم يتم حسمها ، لكن الظروف المناخية وضعت نهاية معقولة للمؤتمر.
أشعلت الأضواء إستعدادا لحفل المساء ، ربطت الستائر بعناية ، فندق ريخلوس الأقدم ، الأجمل عرضت فيه مجموعة من الأضواء غير المتسقة، أما فندق ميزار بركائز ثقيلة مرتفعة بعض الشئ لاحت الأضواء من علب رقيقة على شكل أنبوبة طويلة مستقيما يتوسط الحجر، أما فندق بيتجيو ز، الأ وسع المنبسط، لاح الضوء منسقا في طبقات فوق بعضها البعض ومنعزلا ، أما فندق ريخل المكعب، يبدو متناثرا ممتدا بنوافذ صغيرة مرتفعة، ينبعث من كل نافذة لون نحاسي محمر أشبه بإحتراق داخلي لامع، أيضا فندق ألكور الصغير بمناهل أضواء مستترة تتوهج في تلك العتمة الفاخرة للمتنزه ، هناك للأعلى ، ثم للأسفل، مشيا على الأقدام بموازاة الفنادق، بلوغا للميناء، ينبعث ضوء متعدد النغمات ، صغير، موحيا بإنطباع على وجود ملاهي ليلية متجولة، ، هناك حيث يننتصب المتنزه بلمعان كلسي مشدود ، ضوء يسقط من الأعلى، غير مسموع، ينقسم بصورة نقية لاتشوبها الأخطاء بحيث يعجز الناس عن تحسسه بين أصابعهم، البارات لم تتلقى العتمة المهيبة من فندق ألكورلكن الأضواء الحسية المنعكسة من الأغطية المبالغ في رسمها ، والممرات ذات الإضاءة الخافتة، إنطلقت العربات ببطء نحو ممر السباق ، مطيعة لقوانين السير، بعيون فاحصة صغيرة ساذجة عريضة، وعيون خلفية حمراء ذكية، تتمتع بمتعة نظرخاصة بها، عين غافلة ، متورمة تستطيع أن تتحسس الخطر القادم لقطار عرقل الطريق أو ماشابه، يزمجر قليلا جدا، مثل كلبة في فترة التزاوج، في المراعي والطرق الزراعية المعتمة، سوف تفتح عيونها اللام عة الكبيرة من أغطيتها، سويا مع غرائزها وأصواتها، لكن ظلت دائما حيوانات مهذبة ، متحاوزة بعضها البعض ، بلمحة لامعة ، ترمش عيونها بنظرة صفراء هادئة صغيرة .
إخترق الرصيف البحري مجددا ممر من ضوء وردي ، ممل جدا، وأضواء وردية ثقيلة، هنا وهناك عند المنحنيات مثل توت أرضي، كان الناس مندهشين حول تلك السكينة، عندئذ أصم الضوء الخارجي المتنزه والرصيف البحري وإنطلقت الألعاب النارية بباقة من الجمال الساحري الفتان، إن طقت في عرض السماء، سهام مرورية هي التي أمطرت، زمجرت، أشبه بقبور متعددة الألوان ، من ساق رفيعة لشج رة أو نبات، برزت الجذوع للأعلى بحيث بانت للأعلى منفصلة عن بعضها البعض إلى تاج نخيلي في أقل من ثانية. وهن باسقات تتأرجح بعض الأشجار الغير المرئية ، ثم إنشطرت بغتة إلى طلقات ملونة سريعة لايمكن قياسها، مخيفة عن قرب. عند الرصيف البحري تسمع تنهيدات تعبي ر عن الرضا والإمتنان .
لكن بالنسبة للتقدميين كانت عبارة عن لعبة جديدة من خطوط الألوان تشتعل بالأبيض والأصفر، تصطدم ببعضها البعض، هناك أيضا أشجار تعمل سويا لصياغة أشكال مترية مخططة متمايلة. بالنسبة للمؤتمر كانت الأجزاء المنصوبة، الأسهل حيث لايجب أن يدير الناس رقابهم، أجزاء تطوقها النوافير المخشخشة ومدفع إطلاق النار للتحية بواسطة حرس الشرف بواسطة مخطوطة معروف بثلاث لغات، جاء الصوت مخيبا للآمال في ذلك الفضاء، يصعب العثور على صوتها مجددا، ينفجر قصيرا ومتذمرا ، لايتسبب بالألم ويشرب حتى الثمالة من أجل الأبهة .
إنقضى كل شيء، لاح الضوء الخارجي، هناك أقيمت حلقات الرقص في الليل الفاتر، في آخر ليلة صيف للموسم، ظهرت جماعة وهي ترقص بالقبقاب الخشبي، القاع يرتجف، في البارات والقصور من المتنزه، الذي كان دائما يتملق أقيمت حلقات الرقص الإباحية شكلت بوابات بحرية من شدة الدخان المتصاعد.بلا فرق بالنسبة للتسلية قصيرة ، يدور الفنار وهو يضيئ في الليل لإرشاد السفن إلى الميناء بواسطةعجلة رقاقة ضوء حولها وبدقات كبيرة ، خارج الإضاءة الصناعية، في تلك البقعة الحامية الوطيس ، تتدلى سويقة نبات بصورة متبانية، زهر ة ليليلة متوهجة بالقرب، أعلى البحر بصمات لضوء فرامل ، مسحة إصبع ، إبهام يد مبجلة، أبعد من ذلك نحو الشمال ينتصب في خط التماس وهج صغير لمذنب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

الوحوش الساخطة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحوش الساخطة   الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالسبت 28 يناير 2017 - 21:19


(9)
كلاهما

عاشت صوفيا أوفيميا طفولتها في زقاق ضيق يقع بشارع بمدينة تينبورن ، يتيمية الأبوين ، تربت في كنف جدها، عملت طيلة حياتها كمنظفة بحيث أصابها الهوس وتنظف أي شيء قذر يقع في يدها ، في نهاية المطاف أصبحت نفسها قذرة ، ولم تفكر بتنظيف نفسها من القاذورات التي علقت بها ، كان الرجال يرون جسدها كبلاط أرضية يستطيعو ن تنظيفه متى يشاؤون ، تتميز بإسم صعب وتدرك هي ذلك، ر بما كانت تنحدر من جنس عتيق، لكنها لم تشتري شيئا ولم تشكو أو تتبرم من الإزدحام الشديد هناك أو تعلق على شيء .
قارب الموسم على النهاية، لاتزال آثار الهرج والمرج باقية، الجو العام ينذر بالتفسخ والعفونة ، أما فندق ألكور لايزال مزدحما ، الضيوف الذين كانوا يريدون الإستحمام لايزالون يعيشون أجواء الصباح الأولى ، الرياح شديدة البرودة ، أشخاص بارزين شوهدوا بما فيه الكفاية بجلدهم المنمش. بعض السيارات الكبيرة النظيفة غادرت المكان، تشعر بالبرودة مثل أسيادها، حان الآن وقت البار، لكن بوبسين لم يفتقد شيئا ، ماعدا البقشي ش الذي كان يتقاضاه في عز الصيف. ظهرت كلاب الشوارع صغيرة ، شبه صماء من الضياع ، الوحيدة، الأسوأ ، مصابة بالجرب وهو مرض جلدي معدي ، أصاب أسفل البطن مابين السرة والعانة كان وسخا ويتسرب منها سائل أخضر كثيف، صوتها أشبه بالنحيب، نفسها غير صافية، عيونها المتقدة ت ستطيع الرؤية بهدوء، تتميز بلمحة عنيدة لا تتغير بمرور الزمن، تنظر بعينها الخلفية بلون أحمر باكي ، ظهرت عربات يقودها بعض العمال الذين يحملون شيئا ، تسمى بعربات المستقبل، يحاولون توفير بعض المال أو جني بعض الأرباح .
أما بوبسين فقد كان يحلم بقيادة سيارة واحدة كبيرة ، لكن ليس إمتلاكها، يستطيع الجلوس للأمام ويده تتحكم بالمقود، عندئذ فكر بموسم الخيبات وماهو غير متوقع، وبانت التجاعيد في وجهه، حطم المؤتمر مقاومته، على مدى ساعات طويلة فارغ في أجمل وقت من العام، الغرباء المهيمين هم الذين جادوا على المترجم بالن قود، كان موظفا حكوميا لم يتلقى أي رابت ، كان يعيش من البقشيش، حصل على زيه الرسمي فقط ، لاحقا ذهب إلى متنزه المدينة ، هناك يتمتع براتب ثابت، لكن بقشيش أقل، يتميز بالحرص والحذر لأنه يجب أن يحصل أمواله من المكافآت الإضافية رسم الوقوف في معسكرات والمخيمات ال صيفية ، وكان لديه مشاكل دائمة جول تسوية الحسابات مع الذين يوقفون سياراتهم ، كان يعجز عن مساعدتهم، منشغلا طيلة الوقت، هذه بالتأكيد ليست بحياة لرجل مثله ، لابد أن يتزوج يوما ما، لذلك مضت سفينة حياته مثل أباه الذي كان رجل منزل عادي، إذا لم يفهم شيئا ، يقول س وف أسأل زوجي، ولذلك تنتاب أمه حالة من الغضب من تلك التعليقات ، وقف بوبسين قرب إسطوانته، نظر قليلا إلى الكلمة الفضية المنقوشة أعلى محطة غسيل السيارات من مسافة بعيدة، الفضاء المعتم للكراج، حيث مرتع قطيع الحيوانات يبدو منكمشا ، البقاع الجرداء تم إختراقها، الميدان الفارغ مع وحوش المساء الواقعة بالشرك، رياح البحر الباردة تسحب بموازاة الإسطوانة ، الإستعراض يوحي بإنطباع الفانين، الموسيقى في البارات لم تصدح ، لكن هناك دمدمة خلف الباب المغلق، عند الرصيف البحري تتراقص أقواس مصابيح بيضاء بخطوة صلبة مغمضة في عرض الب حر، المقهى الذي يقع في نهاية الرصيف كان في الماضي عبارة عن مصنع يعمل بثلاث نوبات ، جو مهيمن على البحر بسيمفونية صوتية عبر أرجاء المصيف . جموع سحب الخريف تنتشر بخطوة بطئية ، الأمطار تلسع مثل لسعة الهواء البارد، قدمت صوفيا أوفيميا وهي تعدو مسرعة ، إلتفت أب واب الكراج مغلقة ، الفنارات تبدو غير متأثرة في كل المواسم، العامل الليلي الوحيد يعمل بنشاط وهدوء.بوبسين وصوفيا وقفا إلى جانب بعضهما البعض ، أمام باب الإسطوانة، المتنزه كان ضبابيا من الأمطار، الكدرإخترق الأجواء، بدت الحيوانات مهلهلة ومتروكة، أما صوفيا مبلل ة بشدة، ضحكت، كان لها ندبة في خدها ، لمحها بوبسين أشبه بشيئ متسخ لكنه بهي، تتسم بسجية مختلفة عن بوبسين، لماذا تبحث عنه في نفس الوقت، سوف يفتقدها لاحقا، لم يفكربتلك اللحظات بعضلاته وعرقه، فهم مبهم بأن ذلك الضياع مصدره تلك المرأة . خامرها شعور غريب ، كان من المفترض أن ترث من جدها السلاسلة والليونة لكنها عنيدة لاتكسر، كان من المفترض أن تبادر معه بشيء قبل أن تقفل أبواب الكراج. ترتدي فستان العمل المتسخ حتى جذور رقبتها ، في مثل ذلك الموقف بدا أشبه بأسطى كامل الأوصاف. تطلعا إلى الأمطار، ربما يستغرق الأمر بع ض الوقت، قال بوبسين ببطء.، لقد فكر مليا قبل أن يتفوه بتلك الكلمات، لم يحصل على إجابة، حاول إثارتها، لم يصل على إجابة، فرك كوعه بموازاة كوعها، قال بهدوء تلك الماسحة الفهيمة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

الوحوش الساخطة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحوش الساخطة   الوحوش الساخطة I_icon_minitimeالسبت 28 يناير 2017 - 21:20


(10)
غالق الأسوار

من أفضل النعم البشرية ليس الحصان، لكن ذلك الحيوان الذي يتم إخفاؤه في كيس لغسيل مثير للسخرية يتم إرساله لاحقا إلى المصنع الأم، ليس عليه التعلم، على أهبة الإستعداد للسيربكل ماهو متوفر في العالم من طرق المواصلات، في حقيقة الأمر ليس له الحق أن يعيش حياته الخاصة، مجرد حياة طبيعية ولايتمتع بأي سلطة أو قوة، يعيش حياة مصطنعة من طراز عال، الناس هم الذين يشكلونه كيفما يريدون، بالتأكيد ليس بالكامل، سوف يتم ضبطه بمعيار معين، سيتحمل جسمه الحي الأميال الألف الأولى التي سيوفرها جسمه الحي، لكنه سيعيش حياته على الرغم من تلك المعضلات ليس بالسرعة المطلوبة ، أو يفهم بالإش ارة ، ربما يغرق ، لكنه في نهاية المطاف عبر مقاومته القصوى لن يشكل عندئذ معضلة.
يبدو حمام السباحة، في ليلة شتاء، أشبه بميت منسي سيتم دفنه ، لاحقا بدت الليلة ثقيلة، من الأفق حتى الأفق، تورم البحر بصعوبة حتى تدفق بفعل الضغط مشكلا مجموعات نجمية، الرياح الضخمة الجاثمة، ترتطم بسطح المياه، تشكل تلك الألوان البدائية و ذلك الصوت غير المألوف جحيما للبشر، السيف غير المطلي يتحسس بدون جدوى القاعدة التي بنيت فوقها فنادق الشاطئ بنغمة متزامنة ، طوائر النورس محلقة ، خائفة من الصوت، وابل من الثلج إستغرق هطوله أقل م ن الثانية. شمال فندق ريخل حيث الطريق هنا يمر عبر الكثبان الرملية، ثغر البحر ، أقبل حيوان داكن اللون يطقطق ، إقترب ببطء ، تكاثر بقياسات بهية، عينان تشعان لونا قرمزيا للخلف ثم إنشقت قرنية العين إلى شظايا صغيرة، مدخل قدم عارية إنغرزت بصورة رائعة، صوت السل اسل إقترب كما لو أن أحدهم يمشي في صف من الحلقات الفولاذية ، إلتف بإنحناءة كبيرة ، إلى المتنزه، حتى المنتصف حيث شبح إسكودي برتغالي واقف في طابور من الجنود ، إلتف جانبا عرضيا حول المتنزه ثم وقف. من العدسة الفاحصة الطائرة للأبراج ،لاح في نفس الوقت لون أ حمر منطفئ أما المتنزه فقد ظل ساكنا. رجل كبير بالسن تسلق الكابينة، ذهب بموازاة أنابيب الضخ مرورا بالكراج، تتمايل لحيته مع الرياح، مشيته قوية، مجبرا ضرب عقدة إصبعه الأبواب المغلقة، لم يصدرأي صوت مجرد فراغ، نظر الغريب فيما حوله، إكتشف سلم للأعلى، ذه ب للبحث عن طعام لوحشه الهرم، قامة قوية ، قصيرة من مسافة بعيدة، كبيرة جدا، تحرك فوق السلالم والشرفات الواعة الكبيرة، للأعلى، للأعلى، أبعد، خلف ذروة أعلى نقطة، بين الكتل إختفى داكنا داخل البلاد. العربة الحنفية واقفة عرضيا تهيمن على المتنزه، بشدة، حص نها منيع ،أعلى العجلات ظهر وحش ضخم هيمن بسهولة، حيث البهجة الوفيرة تتألق، شعبه يتطاير من أجله، قبضة لاتعرف العفو أو التسامح ،وقفت الرافعة القديمة صلبة، لونها أشبه بمنصة تنفيذ الإعدام أو الجلد، ياترى كم من الأجساد لم تتدلى بعد من المشنقة، لم يحصها، قرأ غير مباليا أعداد المشوهين والموتى بموازاة القضبان وسط كل ماهو يمشي أو يتحرك ويستخدم طريق الترع والجداول المائية. ذهب الجميع كلا في دربه وسط خضم حياة سريعة الخطى المشرقة يمينا، طريق بطئ من قانونه الخاص. قدر محتوم لامناص منه ، صوته النادر يتدلى مألوفا ، خياله أظلم الفضاء و جميع الطرقات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
 
الوحوش الساخطة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ((( The Beastmaster سيد الوحوش )))
» (( فيلم الرعب The Wailer 3 2012 كامل ومترجم ))
» الوثائقي المبهر : الوحوش الطائرة 2011 - HD - مترجم
»  فيلم الأكشن والأساطير والخيال الرائع مقاتل الوحوش مترجم 2016

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع ومنتدبات ابو ريوف  :: المنــتديــات العامه :: منتدى همسات وخواطر-
انتقل الى: