ناقوس الخطر .. النصب باسم الطب على الانترنت بدون تصريح.. مواقع تستقبل مليون مريض يوميا

ناقوس الخطر .. النصب باسم الطب على الانترنت
بدون تصريح.. مواقع تستقبل مليون مريض يوميا

صداع نصفى تحول بعد زيارة الطبيب الى ضغط عالى يصاحبه تنميل أطراف مما تطلب زيارة طبيب مخ واعصاب الذى طلب بدوره اشاعات ورنين وتحاليل باهظة الثمن وبدأت رحلة علاج بأدوية ومسكنات أصابت المعدة بقرحة ومنها الى فقر دم ودارت دوامة المرض من شئ لا يذكر بفضل تخمين الأطباء للتشخيص وتجريب ادوية حديثة. بناء على طلب شركات الأدوية من الأطباء، والجشع فى استقطاب مرضى جدد لزيادة الدخل بفيزيتا لاتقل عن ثلاثمائة جنيه، وتعددت هذه الحالات وكثرت التخمينات أو ما يسمونها التشخيصات التى أثارت الرعب فى قلوب المرضى

..............................................................

يأتى للطبيب بمشكلة بسيطة ويخرج بمرض مزمن وتنتهى حياته وطموحاته ومستقبله ،ويصبح امام المريض طريقان لا ثالث لهما، اما يقرر الانتحار مبكرا ويرفض تعاطى الأدوية أو يستفتى قلبه والانترنت ويبحث عن حالته بنفسه خاصة وانه يعرف تاريخ أسرته المرضى والامراض الوراثية ولا يبقى سوى تشخيص الحالة وايجاد علاجها وهذا أمر فى منتهى البساطة فى عصر الانترنت، وبفضل هذا الاضطراب الطبى الذى نعانيه ظهرت مواقع كثيرة تختص بمساعدة وهمية للمريض من خلال استعراض حالات مرضية مشابهة وطرق علاج مختلفه ومتنوعة وما عليه سوى ان يختار الطريقه التى تناسبه والدواء أيضا ونظرا لكثرة الاقبال على عيادات الانترنت فقد تنوعت فى توجهاتها بين مواقع للأدوية واخرى لاطباء واخرى لموضوعات عن مرض معين اما الجديد والمميز فهى المواقع التى تعرض عليها اسئلتك كمريض وتترك رقم الهاتف والايميل وبعض البيانات للرد عليك خلال يومين ولانك متشوق لتفاعل حقيقى ومجانى فى الوقت نفسه فسوف تترك بياناتك يتابعونك بالرسائل على الهاتف والرسالة بجنيه بالاتفاق مع احدى شركات الاتصالات تماما شأن برامج المسابقات وبالطبع أنت تراسل وتجيب على الأسئلة لأنه الأمل الأخير لديك والمجانى حتى وإن كان غير مضمون فهو القشة التى تعلق بها المرضى بعد فقدان الثقة فى العالم الحقيقى للصحة والتداوى وطالمأ ان التشخيص يتم بالفراسة فى الحالتين سواء مع طبيب حقيقى أو طبيب انترنت فما الضرر خاصة وان الكشف والعلاج مجانى، كارثية هذه الظاهرة كما يقول دكتور حامد أحمد ان المريض قد يتلقى علاجا مضرا لأن هذه المواقع ليست متخصصة واذا كان هناك مواقع لاطباء فهى تختص بشأنه كطبيب يستعرض بها دراسات أو مؤتمرات حضرها أو حوارا صحفيا تم معه وتكون هذه المواقع بهدف الدعاية ليست للتواصل مع المرضى وتخمين مرض عن بعد، فلا يكون التشخيص صحيحا الا بعد الكشف ورؤية المريض ، ولا يمكن ان نساهم فى نجاح هذه المواقع لمجرد غلاء الفيزيتا لأنه لابد من حل تلك الاشكالية مع وزارة الصحة ونقابة الأطباء من خلال قيام حملات مراقبة وتفتيش والالتزام بالقانون الملزم بسعر الكشف طبقا لمكانه الطبيب من استشارى واخصائى وخبير وطبيب حديث لكن ما يحدث ان الأطباء الجدد يرفعون سعر الكشف لمضاهاتهم بالكبار.

ولأن المنظومة الطبية حاليا أصبحت تشير الى ان الشهرة لصاحب الكشف الاعلى وتنافس الفريقان الكبار مع الصغار حتى انتشرت ظاهرة الحجز بعد شهرين أو ثلاثة لكى ينتظر المريض بمرضه طوال هذه الفترة محتفظا بكافة الاعراض التى يشكو منها.

أما دكتور خالد الشناوى فيؤكد انه لا يمكن ان نلقى باللوم فى هذه الظاهرة على الأطباء ويسأل فى ذلك مراقبو المواقع والانترنت كما يجب نشر توعية طبية وصحية بكل الطرق لعدم الوقوع فى فخ التداوى الخاطئ على الانترنت ويشير أيضا الى ضرورة الا نضع الطبيب موضع اتهام فى سوء التشخيص فان كان أحدهم أخطأ فلا يعنى ان تتحول الى ظاهرة ولا يمكن ان يصبح مقياسا عاما، وأشار دكتور مدحت الفطاطرى الى اشكالية أخرى كانت نتاجا لانتشار عيادات الانترنت وهى ان المريض يأتى الى الطبيب ولديه معلومات خاطئة لا تنطبق على مرضه ويناقش الطبيب وكأنه استجواب أو يختبره ويجتاز الامتحان اذا صدق على معلوماته واذا خالفها فهو طبيب فاشل ويؤكد انه لا مانع من تلقى معلومات عن أى مرض شرط ان تكون المواقع متخصصة ويشرف عليها اطباء لأن المريض الواعى والمطلع يساعد الطبيب على العلاج ولكن هذه المواقع تم انشاؤها للتكسب أى بغرض الربح فقط وتنقل عن بعضها البعض وللأسف هى تستهدف أشد الأمراض خطورة وانتشارا ومنها أمراض المناعة والدم والفقرات والعظام والضغط وكل منها يحتاج الى نوعيه تعامل وعلاج يناسب طبيعة جسم المريض فالبعض قد يصاب بحساسية أو اختناق بسب تضارب دوائى وقد يصاب البعض بسكته دماغيه اذا شخص مرضه من خلال معلومات الانترنت فإذا كان صاحب ضغط منخفض وظل يتناول كل ما يرفع الضغط كما هو مشار اليه فى الانترنت فيرتفع ضغطه أكثر فاكثر وهكذا يتسبب الانترنت فى خلق أمراض - ليس كما يعتقد البعض انه يشفى منها- لأمراض.

وتطرقت دكتور مريم فوزى الى مشكلة اخرى وهى الدردشة الطبية على المنتديات والتى تختص أكثر بالنساء والفتيات وتستعرض كل منهن مشكلتها مع مرض معين وتشرح كيف عالجت نفسها بنفسها من خلال أعشاب طبيعية والعلاج البديل وهذه المنتديات تمثل خطورة كبيرة لاننا كشعب عاطفى نميل الى التجارب الشخصيه ونصدقها ونقارنها بحالتنا ونقلدها بصرف النظر عن طبيعة كل شخص وهذه المنتديات شخصيه لا يمكن مراقبتها أو التحكم فيها لذلك فلابد من نشر توعيه كافيه فى كل المصالح والمؤسسات والجامعات والمدارس والوحدات الصحية، كما تتمنى ان تصدر الوزارة كتابا يستعرض معلومات عن الامراض وطرق الوقاية منها أو مجلة شهرية يشرف عليها اطباء متخصصون اما اشكالية مواقع الطب التى تتعاون مع شركات الاتصالات للنصب على المرضى فهى متروكة لوزارة الصحة التى رفض أحد المسئولين بها التصريح باسمه واجابنا قائلا، الوزارة لديها مايكفى من المشكلات أولها عجز المستشفيات عن تلقى مرضى ونقص فى بعض الأدوية الحيوية، ومشكلات تدنى رواتب الأطباء مما يجعلهم يهجرون العمل بالمستشفيات الحكومية وتضطر للجوء الى اطباء حديثى التخرج ليست لديهم الخبرة الكافيه للتعامل مع المرضى وغيرها من المشكلات اما قصة النصب باسم الطب على الانترنت فيعتقد انها مشكلة رقابة اعلامية ويجب ان يتم تحجيمها والقضاء عليه

» ابن النفيس .. من عظماء الطب العرب
» تحريم الدم بين الطب و الإسلام
» فيلم نور الشريف اجراس الخطر نسخة كاملة
» السفاح الأمريكي تشارلز مانسون يحصل على تصريح بالزواج
» الطب عند العرب