موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع ومنتدبات ابو ريوف

كل مساهمه في هذا المنتدى بشكل أو بآخر هي تعبر في الواقع عن رأي صاحبها
 
الرئيسيةبوابة METOأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا باصدقاء أبو ريوف بعد غياب اربع سنين اعود لمنتداكم الجميل لطالما علمت بأني هنا معكم استنشق عطراً يفوح من اقلامكم لكم مني كل الحب والتقدير أخوكم الصغير أبو ريوف

توقيت الرياض
المواضيع الأخيرة
» الإعلام بحدود قواعد الإسلام
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالأحد 23 أغسطس 2020 - 16:00 من طرف ملكة الحب

»  خلافة سيدنا الحسن
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:28 من طرف ملكة الحب

» جعدة بنت الأشعث
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:11 من طرف ملكة الحب

» رانـــــــــدا
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالثلاثاء 31 مارس 2020 - 18:06 من طرف ملكة الحب

» فضل لا إله إلا الله
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالجمعة 6 مارس 2020 - 10:39 من طرف ملكة الحب

» أهل الهـــــوي
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالجمعة 28 فبراير 2020 - 21:36 من طرف ملكة الحب

» "الحب في بئر الشك" : ملكة الحب
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالسبت 15 فبراير 2020 - 8:11 من طرف ملكة الحب

» القلـــــــــب
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالجمعة 31 يناير 2020 - 17:09 من طرف ملكة الحب

» النادي الأهلــــــي
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالخميس 30 يناير 2020 - 16:31 من طرف ملكة الحب

» أرزاق
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يناير 2020 - 12:51 من طرف ملكة الحب

» الإراده
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:22 من طرف ملكة الحب

» مؤامـــــــره
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:20 من طرف ملكة الحب

» الخـــــــــوف
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالجمعة 24 يناير 2020 - 15:45 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» معـــــانـــــــاه
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:41 من طرف ملكة الحب

» النهــــــايــه
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــــا
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:15 من طرف ملكة الحب

» مجنونــــــه
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــا
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:17 من طرف ملكة الحب

» القــطـــار
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:28 من طرف ملكة الحب

» مجنـــونـــه
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:23 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــــا
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:20 من طرف ملكة الحب

» القلب الغاشــــــق
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:19 من طرف ملكة الحب

» الدنيا بخيــــــر
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:16 من طرف ملكة الحب

» راعيني أراعيـــــك
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:36 من طرف ملكة الحب

» قاسيه جدا
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:33 من طرف ملكة الحب

» مــجرد إهمـــال
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالخميس 2 يناير 2020 - 13:59 من طرف ملكة الحب

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد منسى - 20175
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_rcapعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Voting_barعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_lcap 
ملكة الحب - 1258
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_rcapعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Voting_barعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_lcap 
ابو ريوف METO - 324
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_rcapعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Voting_barعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_lcap 
جلالة الملكه - 180
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_rcapعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Voting_barعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_lcap 
باكى - 67
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_rcapعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Voting_barعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_lcap 
الحربي - 36
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_rcapعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Voting_barعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_lcap 
صلاح اليب2 - 35
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_rcapعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Voting_barعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_lcap 
زهرالورد - 30
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_rcapعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Voting_barعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_lcap 
رشيد سويدة - 29
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_rcapعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Voting_barعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_lcap 
اكينو ملوال - 29
على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_rcapعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Voting_barعلى عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Vote_lcap 

 

 على عتبات القدس (مسرحية شعرية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Empty
مُساهمةموضوع: على عتبات القدس (مسرحية شعرية)   على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالخميس 14 يوليو 2016 - 14:50


على عتبات القدس

(مسرحية شعرية)

الإهداء

إلى مدينة القدس العربية

أرض الأنبياء والمرسلين

ومسرى الصادق الأمين

ذلك الفردوس الذي كدنا أن نفقده



الشخوص:

♦ الشيخ إبراهيم المقدسي وشهرته المقدسيّ من أبناء القدس المجاهدين المهجرين.

♦ ضاحي حفيد الشيخ تلميذ بمدرسة الأبطال الإعدادية.

♦ نعيمة ابنة المقدسي وأم ضاحي.

♦ سلوى شقيقة ضاحي.

♦ خالد زوج سلوى وأحد المجاهدين.

♦ ياسر معلم التاريخ بالمدرسة.

♦ أحمد صديق وزميل ضاحي.

♦ كوهين ضابط إسرائيلي.

♦ النكرات فدائيون تلاميذ جنود الاحتلال.



المكان:

♦ جبل الزيتون المشرف على مدينة القدس.

♦ أحد المخيمات التي تعيش بها العائلات المهجرة من القدس.



الزمان: بداية القرن الواحد والعشرين.


الفصل الأول
المنظر الأول

( على هضبة عالية من جبل الزيتون، المطل على مدينة القدس، يقف الشيخ المقدسيّ مستندا على عصاه، ممسكا بحفيده ضاحي، يطيل النظر والتأمل في أحياء المدينة ومعالمها التي تظهر على البعد، وهو في حالة تأثر بالغ )



ضاحي

جدي لماذا ذا الصعودُ

وأنتَ من نَصبٍ تعاني؟!

وأراكَ تبدو شارداً

عَبرَ الدقائقِ والثواني

وبرغمِ صمتكَ كم أرى

عينيكَ تنطق ُبالمعاني ُ

الحزنُ يكسو جفنَها

من فقدها حلو الأماني



الجد

قد صار عقلي مسرحا

للذكرياتِ بلا توانِ

بل بات قلبي مترعا

بالهمّ يُدمي كالطعانِ



ضاحي

ما زلتَ تحملُ من همومٍ

قاتلاتٍ كالسنانِ؟!

الجد (يشير بالعصا لموقع في المدينة)

انظرْ.. هنالك بيتُنا

ذا شاخصٌ بين المباني

إني أراهً باكيا

بل مثلنا أمسى يُعاني

قد بات يا ولدي أسيراً

داسه قاصٍ ودانِ



ضاحي (ملتفتا إلى جده)

وَلمْ تركنا بيتنا

لنعيشَ في ذاك المخيّمْ؟!

وَلمْ تفرّق شملنُا

والحزنُ في الأحداقِ خيّمْ؟!



الجد (في أسى)

في جعبتي كبرى الحوادثِ عشتُها

ومواقفُ محزونةٌ شاهدتُها

قد كانت الهجراتُ تترى في تدافعْ

والمجلسُ الدولي أقرّ بأمر واقعْ



ضاحي

هذا تحَدِّ للمبادئ والشرائعْ

بل فيه وأدٌ للحقوقِ بغير وازعْ



الجد

جاءَ القرارُ مخيبّا آمالنَا

إذ قسموا في غفلةٍ أوطاننَا

هجمَ اليهود ُوطاردوا سكاننَا



ضاحي

أيحقُ للغرباءِ أخذ ديارنا؟!

ويصادرون حقوقنا، بلداننا؟!



الجد (يجلس على حجر ويضع العصا بجانبه ويكمل الحديث )

سلب العدوّ بيوتنا

وبقوّة البطشِ العتيدةْ

والعائلاتُ تفرقتْ

أضحت بلا ذنبٍ طريدةْ

وأتى بأتباعٍ له ُ

منها سلالاتٍ بعيدةْ

وبزعم إرثٍ باطلٍ

من بعد أن عاشتْ شريدةْ

ووراءهُ كل ُّ القوى

تسعى لتدبيرِ المكيدةْ



ضاحي (يجلس بجوار جده وقد ظهر الغضب والحدة في حديثه )

هذي دياري موطني

شهدت لنا الحقبُ المديدةْ

أنّى تكون لغيرنا؟!

من ذي العصاباتِ البليدةْ



الجد

أمالنا، أحلامنا

عصفت بها ريحٌ شديدةْ



ضاحي

لكنما أين الشعوبُ

أو الحكوماتُ العديدةْ؟!

أين الدساتيرُ التي

صاغت مبادئها الرشيدةْ؟!



الجد (في حزن و سخرية )

تلك الدويلةُ في مروقٍ

منذ أنْ كانت وليدةْ

الخطبُ يا ولدي بدا

وسبيلنا جدٌّ وحيدةْ



ضاحي

إذن الجهادُ ولا سواهُ

لعصبةِ الشرِ العنيدةْ

الجد (يخط بالعصا على الرمال وكأنه يرسم خريطة)

دارت معاركنا هنا

وبها سجالاتٌ مجيدةْ

فِرَقُ الشبابِ تطوعتْ

ومضت لبارئها شهيدةْ



ضاحي

الثأرُ باقٍ بيننا

لم يمحهِ كرُ السنينْ

فأبي شهيدٌ قد مضى

وأخي بقبضتهمْ سجينْ

بل لستً أنسى ما جرى

في أرض ِغَزة أو جنينْ



الجد (يدق بالعصا على الأرض)

في يومنا حدثٌ خطيرٌ

إنهُ يومٌ حزين ْ

يومٌ تهانُ القدسُ فيهِ

من سفالاتِ اللعينْ

( يتابع في أسى وقد أسند ذقنه على العصا)

القدسُ بات مهددا

والمسجدُ الأقصى طعينْ

القبلةُ الأولى بها

مسرى ومعراج الأمينْ

جاء اليهودُ بمكرهم ْ

ويخططون بكل ِ حينْ

جمعوا الغُلاةَ لهدمهِ

دفعوا فلول َالمجرمينْ

والغربُ ظل نصيرهم

وعلى جرائمهم مُعينْ



ضاحي (يقف مسندا يده على كتف جده ناظرا نحو المدينة)

ما عاد يجدينا صراخٌ

أو بكاءٌ أو أنين ْ

حبُ البلادِ فريضةٌ

تجري دماءً في الوتينْ



الجد

لم يكفهمْ ما أفسدوا

إذ أنشأوا هذا الجدارْ

سدا يفرقُ بيننا

وليهدموا جُلَّ الديارْ



ضاحي (معلقا في سخرية)

ويفاخرون بجرمهمْ

ويجاهرون بذا الفخارْ



الجد

لكننا لن نستكينَ

ولن يقرَّ لنا قرارْ



ضاحي

إن الكفاح َسبيلنا

أثناء ليلٍ أو نهارْ



الجد (يتنهد في أسى)

لكن صمت ملوكنا



ضاحي (في حماس الشباب)

سيظلُ عاراً، أي عارْ



الجد

الغفلةُ الكبرى غدتْ

لسوادِهمْ أسمى شِعارْ

فلقد تناسوا مجدَهم ْ

ومآثرَ السلفِ الكبارْ



ضاحي (يجلس بجوار جده متسائلا)

قلْ لي بربّك جدنا

ما الهيكلُ المزعومُ هذا؟

حفرَ اليهودُ خنادقاً

من تحت مسجدنا لماذا؟



الجد

هم يحفرون ويفترونْ

بل يكذبون ويدّعونْ

كلُّ الأباطيلِ التي

عملوا لها محض الظنونْ

زعموهُ.. هَيكلهُمْ هنا

في أسفلِ الأقصى يكونْ



ضاحي

يبغون هدمَ تراثنَا



الجد

إنَّ الحديثَ لذو شجونْ



ضاحي

هذى مزاعمهم غدتْ

دستورهم منذ القرونْ



الجد

هم للتراثِ مزيفونْ

هذى الحفائرُ تبتغي

هدم المباني والحصونْ

لا هيكلا وجدوا ولا

هم أوقفوا هذا الجنونْ



ضاحي (يضرب كفا بكف في غيظ ويأس)

هذا هو ّ العبثُ الصريحُ

وأعين الدنيا تراه ْ

العدل ُضاع َبعالمٍ

تركْ السفيهَ على هواهْ

والظلمُ أمسي منهجاً

يمضي إلى أقصى مداهْ



الجد (ينظر إلى ضاحي في إشفاق)

اللهُ يرعى شعبنا

وهو المجيرُ ولا سواهْ

كن واثقا من نصره ِ

واسلك طرائقَ مَنْ هداهْ

فاليأس ُ داءٌ قاتلٌ

لم تعرفْ الدنيا دواه ٌ



ضاحي (ينظر في ساعته)

الليلُ يقبلُ جَدنا

متربصا عبَر الفضاءْ

أخشي الظلام ُ يلفُنا

ويجدُّ في خنقِ الضياءْ

لِمَ لا نعود لبيتنا؟!

من قبل أن يأتي المساءْ

دع ْعنك ذكرى قد مضتْ

حملتْ لجنبيكَ العناْءْ



الجد (بصوت متهدج ينم عن حزن عميق)

الذكريات ُ مكانها

عمقُ الجوانحِ ِوالقلوبْ

حُفرتْ بكلِّ جوارحي

كيف السبيلُ إلى الهروبْ؟!

فيها صبايَ والهوى

وعَبيرهُ النادي الطروبْ

فيها شباب ٌعشتهُ



ضاحي (ينظر إلى جده في استغراب)

رغم المتاعبِ والخطوبْ!!



الجد (يتذكر وعيناه على القدس)

لم أنس زهرَ حديقتي

ألوانَها، عبقَ الطيوبْ

أعنابَها.. زيتونها

نسماتَها عند الهبوبْ

صحبي وجيراني ومَنْ

في ساحة ِالحي الرحيبْ

( يتأوه ويشير بالعصا إلى موقع ثم يكمل)

وقبور أهلي ها هنا

طمستْ وأخفاها الغريبْ

أواه من ذكرى غدتْ

عمرا يميلُ إلى الشحوبْ

زاد الحنين ُ بمهجتي



ضاحي (يقاطعه وقد بدا عليه القلق)

الوقتُ يجري للغروبْ

إنيّ أرى الذكرى هنا

جرحاً مقيماً لا يطيبْ

كالشوكِ يدمي قلبنا



الجد (ينظر إلى السماء)

يا ربُّ فرّجْ ذي الكروبْ



(يمسك ضاحي بذراع جده ويساعده على النهوض، ويسلمه العصا، يتكئ الشيخ على العصا ويستند على كتف حفيده بذراعه الأخرى، ويهبطان من فوق الجبل إلى الوادي في اتجاه المخيم)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Empty
مُساهمةموضوع: رد: على عتبات القدس (مسرحية شعرية)   على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالخميس 14 يوليو 2016 - 14:55

المنظر الثاني

( في منزل متواضع تقف نعيمة، تنظر من النافذة، في انتظار عودة أبيها الشيخ إبراهيم المقدسي وابنها ضاحي، وهي قلقة تفرك أصابعها في عصبية، وتوجه حديثها إلى ابنتها سلوى التي تشاركها القلق لتأخر جدها وأخيها)



نعيمة

قلبي يحدثني

بأشياءٍ تُخيفْ

أخشى على ولدي

كذا الشيخ الضعيفْ

الشمس ُمالت والدجى

يدنو بحالكهِ الكثيفْ

خطرُ الطريق ِأمامهم

وعدوهم عاتٍ مخيفْ



سلوى (تحاول أن تطمئنها)

أماهُ صبرا واهدئي

فالجد ذو رأي ٍحصيفْ

كم تُشفقين عليهما

بفؤادكِ الحاني الشفيفْ

وأخي بصحبة جدهِ



نعيمة (تجلس على الأريكة)

الخوفُ أمسى لي أليفْ

ما من أمانٍ عندنا

في الكوخِ أو قصرٍ منيفْ

شَبحُ المذابحِ ماثل ٌ

لا فرقَ في حضرٍ وريفْ



سلوى (تنظر من النافذة وتصيح)

أماه ُ.. جَدي قد أتى

والناسُ واقفةً لديهِ

الكلُّ ُيهرعُ نحوهُ

يصغون في لهف ٍإليهِ

والبعضُ صاحَ مهللا

ومقبلا فرحا يديهِ

وأخي هنا بجوارهِ

لا خوف يا أمي عليهِ



نعيمة (ترفع يديها شكرا لربها)

الحمدُ للهِ الذي حفظ َالغلامْ

وأعاد لي الشيخَ الكبيرَ بلا سقامْ

لا وقت يا سلوى يضيّعُ في الكلامْ



سلوى

فلنفتح الأبواب يا أماه ُكي

يلجَ الأحبّْة ُ في أمانٍ، في سلام ْ



( تتجه سلوى نحو الباب لتفتحه، بينما الشيخ وضاحي ْيقفان في الخارج والناس يتحلقون حولهما)

سلوى

ماذا دعاهم للوقوف ِ؟

يضمهم هذا الزحامْ

ولٍمَ الجميع تحلقوّا

من حولهم وبلا نظام ْ؟!ْ



نعيمة (في اعتزاز وفخر)

يا أبنتي هذا دليلُ الاحترامْ

فالمقدسيّ أخو المهابة ِفي الأنامْ

إن مّرَّ في جمعٍ يهبُّ لهُ قيامْ

وكبيرنا ومشيرنا كالنورِ في

ليلٍ تضفّر بالمآسي و الظلامْ



سلوى (وهي تضحك)

وإذا تحدّثَ خلتهُ

يزجي ثقافة َ ألف عامْ

( تنهض نعيمة متجهة إلى الداخل، ثم يدخل ضاحي مسرعا)



ضاحي

مساءُ الخيرِ ِيا سلوى

مساء ُ الخيرِ يا أختي



سلوى (في فرح)

أخي قد عدتَ يا أهلا

مساءكَ نورُ....



ضاحي

.... بل أنت ِ

وأين الأم يا سلوى؟

سلوى (تشير للداخل)



هنالك، داخل البيت ِ

( تظهر نعيمة من الداخل فاردة ذراعيها لاستقبال ضاحي، بينما تدخل سلوى إلى المطبخ)



الأم

أتيت الآن يا ضاحي!

لِم َالتأخير في الوقت ِ؟

أعاني الخوفَ إنْ غبتم ْ



ضاحي

لك ِالعتبىَ كما شئت ِ

صحبتُ الجد َفي جبلٍ

بلا زرع ٍولا نبت ِ

حنين ُ الأمسِ عاودهُ

وأنت ِ مثاله عشت ِ

ببيتٍ ليس ينساهُ

وعنهُ كم لنا قلت ِ



الأم (تعاود النظر من النافذة في انتظار الشيخ المقدسيّ وهي تقول: )



أطال َالشيخ ُ وقفتهُ

وكم أرجوهُ أنْ يأتي



ضاحي

جموع ُ الناس ِقد جاءت

تُحييه.. وتسمعه ٌ

لماذا الخوف يا أمي؟!

وهذا الملتقى معهُ

( يدخل الشيخ المقدسي فتسرع إليه نعيمة، وتساعده على الجلوس فوق الأريكة فيبادرها بالسؤال)



المقدسيّ

وكيف الحالُ عندك ِيا نعيمة ْ؟

وسلوى أين ضحكتها الرخيمةْ؟



نعيمة

بخيرٍ في حماك َأبي.. ولكنْ

أخاف عصابة َالشرّ اللئيمة ْ

جرائمهمْ تزيدُ بغيرِ حد ٍ

فلا تحُصىَ الجديدةُ والقديمةْ

وذي سلوىْ...



المقدسي (ينظر حوله)

.... لماذا لا أراها؟؟



نعيمة

تعدُّ طعامكم ْ.....



ضاحي

...... قولي الوليمةْ



(سلوى تخرج من الداخل وتقبل على جدها)



المقدسيّ

تعلي يا فتاة ُ إلى جواري



(سلوى تقبّلُ يده وتجلس إلى جواره)



سلوى

فدعني الثمُ الكفَ الكريمةْ

وبي شوقٌ لما تحكي وتروي

أقا صيصاً لجدتنا حليمةْ

وعن أبتي وعن عميّ وخالي

وعائلتي لدى الأقصى مقيمة ْ

المقدسي (متجها إليها بوجهه)

سأحكي يا فتاتي عن بلادي

وكم كانت بها دورٌ فخيمةْْ

مدينتنا لها ماض ٍعريق ٌ

وأقداس ٌ بها الدنيا عليمهةْ

نشأنا في حماها، جمّعتنا

موداتُ القلوبِ بها حميمةْ

وأهلونا وجيرانٍ وصحب ٍ

على سعة ٍ وعيشتنا عظيمةْ



نعيمة (تعلق في أسف لما صار عليه الحال)

فليت العزُّ دام على بلادي

وما عشنا حوادثها الأليمةْ

ولا نكبتْ بلاد العُرْبِ يوما

بأصناف ِالحثالاتِ الذميمةْ



المقدسي

هم الغرباءُ جاءوا من شتاتٍ

لأطماعٍ وأغراض ٍ أثيمةْ

أرادوا الشرقَ حربا لا سلاماً



نعيمة

وكم نجني عواقبها الوخيمةْ

وتبقى ذي الدويلةُ رأس حرب ٍ

وتشعلها بنارٍ مستديمةْ



المقدسي

قوى كبرى مأربها تبدتْ

وقد فرضت على الدنيا زعيمةْ

وحاكوا من ذرائع ما استطاعوا

فأسفرت الحروب ُعن الهزيمةْ



ضاحي (معلقا على حديث جده في حماس)

وما يجدي التصالحُ والتراضي

ولا تجدي الشعارات ُ السقيمةْ

إذا عشنا نقاوم ُ سوف نبقى ْ

وإنْ متنا لنا شرف ٌ وقيمةْ



سلوى (مؤيدة لضاحي في حماس )

أرى ما قلت َيا ضاحي صوابا

فلا جدوى مع المحنِ الجسيمةْ

سوى الإخلاص في صدّ الأعادي

وترك محافلِ الشجبِ العقيمةْ



نعيمة (معلقة على حديث ضاحي وسلوى)

وهل قعدَ الشبيبة ُعن جهاد ٍ؟!

وهل تركوا السلاحَ إلى الغنيمةْ؟!

فأين أبوكِ يا سلوى وجيلٌ

لهُ رحلوا وهم أهلُ العزيمةْ؟!

وعمُكِ كان ذا جلد ٍ وبأسٍ

وكان محاربا صعبَ الشكيمةْ

وبات أخوكِ من زمنٍ حبيسا

يذوق ْسجونَ صهيون الظلومةْ



ضاحي

شرار ُالناسِ لا يلقون سمعا

لأفكار ٍوأقوال ٍ حكيمةْ

فقد ألفوا الخداع َ وأتقنوهُ

وهم أهلُ المكائد والجريمةْ



المقدسي (معلقا ومؤيدا)

وهل رحموا كبيراً أو صغيراً؟!

وهل تركوا نباتا أو بهيمةْ؟!

لقد أمضيتُ عمري في كفاح ِ

وعين الله ُ كانت بي رحيمةْ

سأذكرُ موطني في كل حين ٍ

لمرأى الشمس ِأو لهطولِ ديمةْ



ضاحي (وسلوى في صوت ٍ واحد )

ونحن ُعلى خطاكم ْسوف نمضي

فقد عشنا على المثلِ القويمةْ



نعيمة

فهيا للطعام ِ.. كفى حديثاً



الجد (يقف مشيرا بالعصا إلى الداخل)

لكي نحظى بما صنعتْ نعيمةْ



( يقف الجميع ويسيرون في اتجاه غرفة الطعام )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Empty
مُساهمةموضوع: رد: على عتبات القدس (مسرحية شعرية)   على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالخميس 14 يوليو 2016 - 14:58

الفصل الثاني

( في مدرسة الأبطال الإعدادية، يقف التلاميذ في طابور الصباح وأمامهم معلمهم الذي يعلن بصوت جهوري، أن اليوم يوافق الذكرى الستين لقيام دولة إسرائيل وسيكون يوما للغضب احتجاجا على محاولات التهويد الذي ينتهجها هذا الكيان الغاصب لتهويد مدينة القدس العربية وتدنيس المقدسات، ثم يدعوهم إلى إنشاد النشيد الوطني للقدس ينشد التلاميذ النشيد في صوت واحد يتقدمهم ضاحي)



هي القدسُ قدس ٌ لنا للأبدْ

ولسنا نفاوضُ فيها أحدْ

فمن ذا يساومُ في قدسه ِ؟!

وحقُ العقيدة ِفوق الولدْ

فما للأعادي حياة ٌ بها

ومهما تمادوا وطالَ الأمدْ

تراث ُالعروبةِ أرث ٌ لنا

وحق ٌ أصيل ٌ قويٌ السندْ

أصهيون ُ إنَّ البقاءَ لنا

ومهما علوت ِ وزاد العددْ

سنمحو وجودَك ِمن أرضنا

منار النبوة ِ.. أغلى بلدْ

فيا قاتلي الأنبياءَ اخسأوا

فسوف نحيلُ قراكم بددْ

هي القدسُ قدسٌ لنا للأبدْ



( يدخل التلاميذ إلى الفصول، ثم يدخل المعلم ياسر مدرس التاريخ إلى فصل ضاحي وأحمد، يشير المعلم إلى السبورة التي كتب عليها عنوان الدرس وهو القدس لنا ثم يشرح)

المعلم

تاريخ ُالقدس ِ لنا يحكي

عن قدس ٍ كانتْ عربيةْ

وبنو كنعانٍ صاغوها

من نسلِ قبائلِ ساميةْ

حكموها سهلاً أو جبلا

حُكامٌ سادوا البرّيةْ

عرب ٌيعلون عروبتهم

عن كلِّ خَسيسٍ ودَنيةْ

وأتى الإسلامُ فحررها

من ظلم ٍالرومِ الوثنيةْ

وأقامَ العدل َبواديها

لم تُظلمْ قطّ أقليةْ

عاشتْ بسلام ٍ محمود ٍ

بوثيقة ِ عهد ٍعمريةْ

وبلادي من زمنٍ عَرَفتْ

قيمَ الإيمانِ الروحيةْ



ضاحي

فلماذا أنت ِ فلسطينُ

هدف ُالهجماتِ الغربيةْ؟!



المعلم ياسر

بلدُ الخيراتِ به طمع ٌ

لفلولِ الغزو الفاشيةْ

والغرب ُ بحقد ٍ يحسدناْ

ولديهِ مآربُ نفعيّةْ



ضاحي

رفعوا الصلبانَ لهم رمزا

تخفي أغراضاً وحشيةْ

قتلوا من خلقٍ ما قتلوا

وبكلِّ وسائلِ قمعيةْ

أحمد (معقبا)

لكنَّ.. ّنواياهم كُشفتْ

ولقد دحروا في أمسيّةْ

وأتوا بالغزو الصهيوني

ويدينُ لهم بالتبعيةْ.



المعلم

وإذا بالغازي قد أعطى

للغاصب ِأرضَ الحريةْ

زعموها أرضا خاليةْ

تحتاج جموعاً شعبيةْ

خطط ٌ حاكوها في خبث ٍ

ومؤامرة ٌ صهيونيةْ



أحمد

قد كان الغربُ لهم عونا

وقوى الغدرِ الشيطانيةْ

أعطوهم وعْداً مشئوما



ضاحي (يضرب بيده على المكتب منفعلا)

أصبحنا نهباً وضحيّةْ

المعلم (يدق بيده على الدرج منبها وقد علت نبرة صوته)

بالقوّةِ قامت دولتهمْ

وأشاعوا الرعب َعلى الوادي

عاثوا إفسادا مدروساً

قد عم الحاضرَ والبادي



ضاحي (في نبرة يائسة)

أستاذي.. كيف نقاومهمْ

هل نملكُ صَدَّ الأوغاد ِ؟!

وسلاحُ الفتكِ بأيديهم

يرمون الرائحَ والغادي



المعلم (في حزم)

دعنا من يأس ٍ نرفضه ُ

مهلا طلابي.. أولادي

من بعد الدرسِ يقابلنا

جمع ٌ لرفاقٍ بالنادي

سنحددُ ماذا نفعله ُ؟

كي نثأرَ من ذاك العادي



أحمد

سنثورُ ونعلنها حرباً

من فوق رؤوسِ الأشهاد ِ



( يخرج التلاميذ من المدرسة ويسيرون خلف المعلم ياسر إلى أنْ يصلوا إلى الساحة الكبرى، حيث يتجمع الشباب الثائر فينضمون إليهم، ويبرز من بينهم شاب متحمس يخطب فيهم، هو خالد زوج سلوى)



خالد

يا إخوتي من ها هنا

لبوا معي داعي النضالْ

ستوّن عاما قد مضتْ

جلبتْ على الشعبِ الوبالْ

هذا كيان ٌ غاصبٌ

مُتجبرٌ في كلِّ حالْ

وسطا على أوطانِنا

إذ صالَ في صلف ٍ وجالْ

ونراهُ يعملُ للتمادي

من فراتٍ للقنال ْ

( يقف ياسر معلم التاريخ إلى جواره، ويصيح في الجماهير بقوة)



ياسر

اليومُ ذا يوم الغضبْ

يومُ الكفاح ِالمرتقبْ

يوم ٌ يهبُّ شبابُنا

وجميع ُ أبناءِ العَرَبْ

في ثورة ٍ لا تنتهي

كالنارِ تشعل ُفي الحطبْ

ندعو ونعلن.. شعبنا

لا لن نكفَ عن الطلبْ

في كلِّ أرضٍ عندنا

وقت الدروس ِأو الخطبْ



خالد، (يمسك الميكرفون ويكمل )

العالم ُ العربيُّ من ضعفِ العزيمةِ مضطربْ

والعالمُ الغربيُّ كذّاب ٌوقد ألفَ الكذبْ

وهو العدوُّ أخو الأقاويلِ الكواذب ِ والريبْ

وإرادةُ الأحرارِ طول الدهرِ دحرالمغتصبْ

بين المجامعِ والمحافلِ والمنابرِ والنخبْ

إنَّ الجهاد َفريضةٌ وثوابه ُ أعلى الرتبْ

( تصفيق من الجماهير وهم يهتفون)

هيّا للجهاد ْ.. حرروا البلاد ْ



تنطلق المظاهرة، تجوب المدينة، تلتحم بها مظاهرات أخرى، يتصدى لها جنود العدو ويمطرون المتظاهرين بالرصاص فيردون عليهم بقذفهم بالحجارة، فيسقط بعض القتلى والجرحى من الطرفين، بينما تنطلق مجموعة بقيادة خالد فتلقى عبوة ناسفة على إحدى العربات فتنفجر بمن فيها، فتلوذ باقي العربات بالفرار.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Empty
مُساهمةموضوع: رد: على عتبات القدس (مسرحية شعرية)   على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالخميس 14 يوليو 2016 - 15:01


الفصل الثالث

( في بيت المقدسيّ، سلوى تجلس في حجرتها، تتصفح خطابات خالد القديمة وصوره، وتسترجع ذكرياتها معه بعد أن طال غيابه و تحدث نفسها)



سلوى

أفلت وغابت في الدجى أقماري

وغدا الفراقُ المرُّ من أقداري

الليلُ سهدٌ والنهارُ تذّكُّرٌ

إذ ليس لي سلوى سوى التذكاري



♦ ♦ ♦ ♦

يا مقلقي والليلُ بات طويلا

فإلى متى والصبرُ بات قليلا

ناءت مسافاتٌ، فقصّرت المنى

وغدا الفراقُ عن اللقاءِ بديلا

( تتخيّر إحدى الرسائل وتقرأ ما كتبه خالد إليها)

وحقك ِأنتِ مليكُ الفؤادْ

وأنتِ جميع المنى والمرادْ

وكم كنتِ حُلما غزا خاطري

يصونُ ويرعى جميلَ الودادْ

♦ ♦ ♦ ♦



أسائلُ عنكِ نجوم َ السماءِ

إذا ما سهدتُ وطال السهرْ

تُراكِ تذكرتني أم تراكِ

نسيتِ ووحدي أناجي القمرْ

♦ ♦ ♦ ♦



يا بهجةً أهديتني

فرحي وأيامي السعيدةْ

أنتِ الحياة ُ ونورها

ومليكةُ القلبِ الوحيدةْ



( تقبّل سلوى الصور والخطابات ثم تضعها في خزانتها، وتخرج من حجرتها إلى الصالة حيث تجلس الأم نعيمة فتجلس بجوارها، صوت طرقات على الباب، سلوى تفتح الباب فإذا بخالد يعود بعد فترة غياب، تمد له يدها لتصافحه دون كلام وهي مندهشة لا تكاد تصدق، فيبتسم خالد ويقبّل يدها ويضمها بين راحتيه، ثم يلقى التحية).



خالد

تحياتي.. وأشواقي

لدرة بيتنا العالي

وأخت الشمس إشراقا

وحبي الخالد الغالي

وزهرة روضنا سلوى

وعمري الباسم الحالي

سلوى (تبتسم في سعادة)

حباكَ اللهُ اسلوبا

يفيضُ كدفقِ شلالِ

وتنعتني بأوصاف ٍ

فما خطرت ْعلى بالي

تهدهدُ في الهوى روحي

تُصَحّي النائم ُ الخالي

نعيمة (تنظر إليهما عاتبة)



أرى الأحبابَ قد جهلوا

بأنّْ الأمَ موجودةْ!

تناسوا جلستي عمدا

أبالنسيان ِ موعودةْ!!

سلوى (تلتفت إليها)

لماذا اللومُ يا أمي؟!

وذي اللحظاتُ معدودةْ

الأم (تبتسم مداعبة في حنان)

فلا لوم ٌ ولا عتبٌ

شئون الحب ِ معهودةْ

وخالد فارسٌ شهم ٌ

له الوقفاتُ مشهودةْ

خالد (يتجه إلى الأم وينحني ليقبل يدها)

وهل ننسى حبيبتنا

يدايَ إليك ِ ممدودة ْ

سلمت ِ يا مشيرتنا

لوقتِ الجدِ منشودة ْ

نصائحكم بها نجني

فوائدَ جدّ محمودة ْ

فإنْ قصرت ُ في شأن ٍ

أمور ٌغير مقصودة ْ



الأم

حماك َاللهُ يا ولدي

وعش ْ للمجدِ أنشودة ْ

لتحمي الأرضَ، تحرسها

لمولودٍ.. ومولودة ْ



سلوى (تشير لخالد ضاحكة )

رأيتُ الأمَ تعجبها

خصال ٌفيكَ موجودةْ

تحدثنا بإطناب ٍ

بديع ٍمثل أغرودةْ



الأم (في حنان ومودة)

مرادي أن أرى بيتا

يضمكما بهِ أبناءْ

ودفءُ الحبِ بينكما

وفيضُ سعادةٍ ورخاءْ



خالد (يعلق متأثرا بكلامها)

وذلك حُلمُ قلبينا

نراه ُ بهجةً وهناْءْ

ولكن.. ما بأيدينا

فكم نلقى صنوفَ عناءْ

تعذّبنا وتبعدنا

فلا يرجى قريبَ لقاءْ



الأم (مستنكرة هذا التشاؤم )

كلامٌ ليس يرضيني

فلا سقمٌ بغيرِ دواءْ



سلوى

ولكن.. ذي أمانينا

وقد عصفتْ بها الأنواءْ

فزوجي غائبٌ دوما

يعاني قسوةَ الأعداء ْ



خالد (يضع يده على جبينه )

دروبُ العيشِ مظلمة ٌ

وخالية ٌ من الأضواءْ

فمنذُ زواجنا نحيا

بعيداً مثلما الغرباءْ

فهل يوم ٌ سيجمعنا!!

فننسى فرقة ً وشقاءْ



سلوى (تجلس حزينة مكتئبة )

سأبقى ها هنا أرنو

لما تأتي به ِالأيامْ

وأحلامي تساورني

ترى هل تصدقُ الأحلامْ؟!

وخمسُ سنينَ قد مرتْ

ولم أحصدْ سوى الأوهامْ

( تجهش بالبكاء فيقترب منها خالد ويحاول تهدئتها)



خالد

ملاكي، لا تلوميني

فإني لستُ أنساك ِ

هواك ِبخاطري يسمو

وقلبي صار مثواك ِ

ويُحزنني.. ويؤلمني

لقائي وجهكِ الباكي



سلوى (تعتذر )

رجوتك َلا تؤاخذني

بذنب لسانيَ الشاكي

فذي العبرات ُ تغلبني



خالد

تحدثُ عنها عيناك ِ

( خالد يمد يده ويمسح دموعها، ويكمل)

دموعك ذي تؤرقني

وتشجيني، فرحماكِ

بقلبٍ خافق ٍ يدعو

ويرجو الله َيرعاك ِ

♦ ♦ ♦ ♦



هي الأشواق ُ تدعوني

أحنُ إليكِ يا سلوى

وتملأ كل تكويني

حَنيناً حالمَ النجوى



سلوى

وليس بغير ِ لقيانا

يكونُ لمهجتي سلوى

فيا خوفي لكم أخشى

على قلبي ومن أهوى

فذي الأخطار ُترقبنا

وفيها الهم ّوالبلوى

وأفكاري تحيرني

بلا نفع ٍ ولا جدوى

خالد (مداعبا)

فعودي للهوى نجني

ثمارَ الحب ِ كالحلوى

فقد تصفو ليالينا

ونحيا كيفما نهوى

سلوى (ومازال الخوف يسيطر عليها)

أخاف على غد ٍ يأتي

ولا ألقاك َيا خالدْ

جرعتُ الفقدَ من صغري

بموتِ العم ِ والوالدْ

أخاف ُعليك َيا زوجي

وربّي عالمٌ شاهدْ

خالد (معاتبا)



وهل ترضينَ يا سلوى

أكونُ لموطني جاحدْ؟!

خُلقتُ مجاهداً يبني

ليحي جيلنا الصاعدْ

غدا أمضي وأصحابي

نزار ٌ.. زاهرٌ.. رائدْ

إلى عمل ٍ فدائي ٍ

لوجه الخالق ِالواحدْ

الأم (ترفع يديها وتدعو لهم بالتوفيق)

إلهي كن لهم عونا

فأنت َ القادرُ الواجدْ

لتنصرَ فتيةً خرجوا

لنصرة قدسك َ الماجدْ

( تنصرف نعيمة للداخل، وتبقى سلوى في جلستها مهمومة، فيقترب خالد منها محاولا إرضاءها والتسرية عنها ومداعبتها)



خالد

منى نفسي.. منى عيني

ومَنْ بالروح ِ أفديها

مرادُ القلبِ أن أحيا

لعينيها.. أناجيها

وأعشق ُ حسنها النادي

وأقطفُ من مجانيها

أيا حسناء ُ فاتنة ً

تعالى اللهُ باريها

سلوى (تبتسم وتمسك بيده في حنان)

حياتي أنت َ يا حبّي

دعوت ُالله َيبقيها

فكلُّ سعادةٍ عندي

إليكَ القلبُ يُهديها



خالد

وأنت ِ جنان ُ أحلامي

أغني في روابيها

أغيرُ رضاكِ أمنيةً

من الأيامِ أبغيها

جمعت ُ نعيم َأعوامي

فكنت ِ جميع ما فيها



سلوى

سميرُ الروحِ ِ، تملكها

وتسعدها، وتبكيها

تحلّق ُ في سماها أو

تحط ُّ على مرافيها



خالد (منفعلا)

هي الأشواق ُ قد فاضت

فقولي: كيف أخفيها؟!

دفقت ِ النورَ في روحي

ينابيعاً.. تروّيها

وتمحو من مرارتها

تجمّلها.. تحلّيها



سلوى

فديتك َ يا مني روحي

ويا أغلى غواليها

(تشد على يده مؤيدة في حماس ثم تكمل)

فسر لنضالك َالسامي

لك َ الأمجادُ والفخرُ

لمثل اليوم يا عمري

شباب العرْبِ يُدّخرُ



خالد

وليس الحرُّ من يخشى

عدوّا وعدهُ الغدرُ

فإمّا عيشة ً ترضى

وإما الموت ُ لي قدرُ



سلوى

ستبقى في مخيلتي

فأنت السمع ُ والبصرُ



خالد

وطيفك ِشاخصٌ حولي

يهون ُ ويصغرُ الخطرُ

وتُشّحذ ُهمتي شحذا

إذا أعداؤنا ظهروا

يهون الصعب ُأجمعه ُ

ويبرقُ فوقنا النصرُ



سلوى

سأبقى خالدٌ أدعو

ودأبي الحبُ والصبرُ

يطول البعدُ لكنيّ

سأبقى العمرُ أنتظرُ



خالد

رضاكِ وحبك ِالغالي

هدايا ساقها القدرُ



سلوى

غدا ستعود يا أملي

ويبزغُ في الدجى الفجرُ

فليلُ الظلمِ لا يبقي

ونورُ الحقِ ينتصرُ

( تظهر الأم نعيمة من الداخل وهي تحمل صنية بها بعض الطعام والشراب وتقدمها لخالد)



الأم

بنيّ الزاد.......

خالد (يقف ويحمل عنها الطعام)............ يا أمي



الأم

إذن أقبل ْ وبسم الله ْ



خالد

طعام ٌ طيب ٌ حقا

الأم (تشير إلى أحد الأصناف )

طعامُ الأهلِ ما أحلاهْ

وهذا الصنفُ، تَعْرفَه ُ؟



خالد

نعم يا أم بل أهواهْ

( تقبل سلوى وتشير للطبق مازحة)



سلوى

لقد أعددتهُ وحدي

فكلّْ واشكرْ لمن سواهْ



خالد

أدام اللهُ نعمتكم

وبارك بيتكم ورعاْهْ

( يقف خالد وقد فرغ من طعامه، موجها كلامه لسلوى وأمها)



خالد

سأمضي الآن يا سلوى

سأمضي الآن يا أماه ْ



الأم

بحفظ ِاللهِ يا ولدي

إلى نصر ٍ بإذن اللهْ



سلوى

علي خيرٍ بحفظ اللهْ

إلى نصرٍ بإذن اللهْ



( خالد يقبل أيديهما وينطلق نحو الباب وسلوى خلفه تودعه )



خالد ت (يشير بيده لسلوى)

في بعدكم قلبي يعاني

يا من بكم تحلو الأماني

تمضي السنونُ بطيئةً

وأنا أعدُّ بها الثواني



سلوى

ولكم أردتُ مديحكم

واللفظ ُيعجزُ والمعاني

يا منيتي في كلِ آنِ

( يخرج خالد فتغلق سلوى الباب خلفه وتعود)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Empty
مُساهمةموضوع: رد: على عتبات القدس (مسرحية شعرية)   على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالخميس 14 يوليو 2016 - 15:07


الفصل الرابع

( في أحد المعسكرات الإسرائيلية، عسكر يروحون ويجيئون يحملون الأسلحة ويمسكون ببعض الشباب العربي، وفي أحد الأركان يجلس خالد على ركبتيه وأمامه ضابط إسرائيلي يدعى كوهين، يصوب الضابط مسدسه على رأس خالد ويستجوبه)



كوهين

ومَن ْ تدعى، ومَنْ أنتَ؟

وأين وجدت َ أو كنتَ؟

خالد (في حدةٍ وحماس)

أنا العربيُّ، ذاك اسمي

سلوا ذا الطين َ والبيتَ

هنا أرضي، هنا قدسي

أنا لا أرهب الموتَ

الضابط (في غلظةٍ وحدة)

وأين رفاقكم ذهبوا؟

تكلمْ واخفضْ الصوَتَ

( خالد يصمت ويتجاهل السؤال، فيغتاظ الضابط ويكرر السؤال ثم يدور حول نفسه ويتابع الاستجواب)



كوهين

ترى هربوا بما معهمْ؟

وأخفوا بعضهم بالدارْ؟

وهل تدري بعدتهم ْ؟

أجب ْ لا تعمدْ الإنكارْ



خالد (في ثبات)

فما أدري لهم دربا

ولستُ بخائنِ الأحرارْ

كوهين (يقرب المسدس من رأسه)

سنعرفُ كل ما نبغي

وما تخفي من الأسرارْ

عنادكَ ذا بلا جدوى

ستسجن داخل الأسوارْ



خالد (ساخرا)

أحلتم أرضَنا سجناً

وأسراً ظالماً ودمارْ

فكيف نعيشُ أو نرضى

صنيعَ الظالمِ الغدّارْ؟!

الضابط (يتحدث بعصبية وقد امتقع وجهه غيظا وغضبا من ثبات خالد)

فهذي أرضُ أجدادي

كذا تحكي لنا الأسفارْ

هوَّ القدوسُ أعطاها

لإبراهيم والأحبارْ

ونحنٌ كآلِ يعقوبٍ

جميعا شعبهُ المختارْ



خالد

بنو يعقوب قد عاشوا

هنا معنا بخير جوارْ

وما مست ْعقيدتهم

وما منعت لهم أذكارْ

ففي القرآنِ إجلال ٌ

لرسلِ اللهِ والأخيارْ

الضابط

ولكن......



خالد (مقاطعا)

ولكن.. مَنْ جلبتوهم

هنا من سائرِ الأقطارْ

همُ الغرباءُ لا ريبٌ

وذلك عين الاستعمارْ

فلا يعقوب يعرفهم

وليسوا النسلُ والأصهارْ

نزعتم أرضنا نزعا

بوعدٍ زائف ٍ وشعارْ

الضابط (محتجا في غيظ وغضب)

أقمنا دولةً حظيت ْ

بعقدٍ ثابتٍ وقرار ْ

لهذا الكون ِ ساداتٌ

وهم طرّاً لنا أنصارْ



خالد (ساخرا)

إذن كانت مؤامرة ٌ

وقد عريت من الأستار ْ

فلا حق ٌ ولا إرث ٌ

فتلك عصابةِ الأشرارْ

أردتم نهبَ ثروتنا

وأنتم عُصبةُ التجارْ

على إثمٍ تعاونتم

وبالعدوانِ والإصرارْ

الضابط (يبعد المسدس عن رأس خالد ويصوبه إلى فمه ويصيح فيه)

كفى خطبا وأقوالا

ولا تخرج عن الموضوع ْ

لقد فجرتَ شاحنة ً

وكنت َلقتلنا مد فوع ْ



خالد

وماذا عن مذابحكم

وكم أجرت دماً ودموع ْ



( كوهين ينظر إلى بقية الشباب ويتوعدهم بنظراته، ثم يعود موجها كلامه لخالد)

سنقتلكمْ..سنقتلكمْ

وذا في عُرْفنا مشروع ْ

سنحرقُ أرضكم حرقا

فلا نبتٌ بها وزروع ْ

ولا مجرى به ماء ٌ

سنتركهُ ولا ينبوع ْ

حصار ٌسوف يهلككم

عطاشى أو ضحايا الجوع ْ

( ينهض خالد واقفا ويصيح في وجه كوهين بشجاعة وحماس)



خالد

وإن كثرت جرائمكم

سيبقى رأسُنا مرفوع ْ

وسوف نقاومُ الغازي

ونأبى ذلّةً وخضوعْ

(الشباب يرددون قول خالد في حماس)

نظلُ نقاومُ الغازي

ونأبى ذلةً وخضوع ْ

الضابط (ينظر إليهم متوعدا)

أراكم في تحديكمْ

تجاوزتم بغيرِ رجوع ْ

(الشباب في صوت واحد)

هو الإيمان ُ يحمينا

دروعُ الصبرِ خيرُ دروع ْ

لنا أصل ٌ يجمّعنا



الضابط

وحمل سلاحكم ممنوع ْ

( يتجه إليهم مصوبا مسدسه نحوهم، ويتابع التهديد والوعيد )

فكفوا عن عداوتنا

فذاك تجلّدٌ مصنوع ْ

وبطشي سوف يجبركمْ

لتنصاعوا لنا بخنوع ْ



خالد

فلن ننصاع َ ما عشنا

وأنتَ الواهمُ المخدوع ْ

(يثور الشباب ويشتبكون مع العسكر وهم يهتفون)

فلن ننصاعَ ما عشنا

وسوف نقاومُ العادي

نطهّرُ قدسنا المسلوب

من رجسٍ لكم بادي

وسوف نهبٌّ للتحريرْ

لندحرَ ذلكَ الخنزيرْ



(يلتفت الضابط كوهين ناحية الشباب الثائر، فينقض عليه خالد وينتزع منه سلاحه ويصوبه علي الحراس الممسكين بالفتيان، ويهددهم بالقتل، بينما كوهين يرفع يديه في استسلام، يحدث هرج وفوضى داخل المعسكر، فيتمكن خالد وبعض الشباب من الهرب، الضابط كوهين يتميز غيظا وغضبا ويعض علي أسنانه يائسا ومتوعدا، وهو يمسك ببعض القيود الحديدية)



الضابط

لقد هربوا، لقد هربوا

بكلِ جسارةٍ وعناد ْ

فليس يخيفهم بطش ٌ

ولا سَجن ٌ ولا إبعاد ْ

سنبحثُ دائماً عنهمْ

لنرجعهم لذي الأصفاد ْ

(ينطلق العسكر الإسرائيلي في كل اتجاه للبحث عن الفدائيين الهاربين لاعتقالهم وإعادتهم إلى المعسكر)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) Empty
مُساهمةموضوع: رد: على عتبات القدس (مسرحية شعرية)   على عتبات القدس  (مسرحية شعرية) I_icon_minitimeالخميس 14 يوليو 2016 - 15:11


الفصل الخامس
المنظر الأول

( في بيت المقدسي، يجلس الشيخ على الأريكة وبيده المسبحة، ينظر في صحيفة اليوم، يقرأ ويعلق على الأخبار الواردة والتي مفادها استخدام أمريكا لحق الاعتراض (الفيتو) لمنع صدور قرار من مجلس الأمن يدين أعمال إسرائيل المتسمة بالوحشية واستخدامها المفرط للقوة في أحداث غزة).



المقدسيّ

هل مجلسٌ للأمن أم ْ

ذا محفل ٌللأمريكانْ!!

فيه القويُّ مكرّم ٌ

ونرى الضعيفَ به مدانْ

والاعتراضُ وسيلة ً

للظالمين فلا أمان!ْ



سلوى

ما من قرارٍ يُرتَجَى

للسلمِ أو للعدل ِبانْ

إلاّ تسابق َبعضهم

في منعهِ قبل الأوانْ



نعيمة

ما من عجيبٍ يا أبي

تبقى المبادئ ُ في سجالْ

إنّ المصالح صوتها

صار القوي ُّبلا جدالْ

مَن يملك السلطان َمَنْ

حازَ القنابل َ للقتالْ



المقدسيّ

هذي وشنطنُ كلّما

رأت القرارَ به اعتدالْ

لجأتْ إلى الفيتو الذي

يحمي الجريمةَ والضلالْ



سلوى (تعقب)

الحل ُ عند العرْبِ يا جدي يكونْ

لكنما زعما ؤنا

ألفوا الوداعةَ َ والسكونْ

( طرقات على الباب، تسرع سلوى وتفتح الباب، يدخل ضاحي مرتبكا حزينا، فيبادرونه بالسؤال)



سلوى

ماذا جرى، ماذا جري؟؟

هيا أجبني.. أسمعكْ

بل أين خالدُ؟!

قد مضي أسبوع ُ

لا يأتي معكْ

نعيمة (في لهفة وقلق)

تبدو حزيناً شارداً

عبثاً تقاومُ أدمعكْ

( يجلس ضاحي شاردا، فيسرع الجميع إليه، يلتفون حوله،

للاستفسار عما حدث، فيدس رأسه في حضن جده ويجهش بالبكاء )



المقدسيّ

اهدأ بني َّوقلْ لنا

أمصيبةٌ حلت بنا؟

نعيمة (تضرب بيدها على صدرها)

هل من مآس ٍعندنا؟



ضاحي

في الهمِ لسنا وحدنا

كلُّ العوائل ِ مثلُنا



سلوى

لا لا أطيق الانتظارْ

ماذا جرى هذا النهارْ؟

ضاحي (يحاول أن يستجمع نفسه ويلتقط أنفاسه ثم يحكي)

جاء العدوُّ بجيشه ِ

يبغي المذابحَ والدمارْ

هدمَ البيوت َ مخلّفا

جثثا وأشلاء ًونارْ

لكن خالدَ قد مضى

متسلّلا خلفَ الجدارْ

متعقّباً لفلولهم

متحدّياً هذا السعارْ

وضعَ العبوّة بينهم ْ

وعلا دويُّ الانفجارْ



سلوى (في قلق بالغ)

هل عادَ خالدُ بعدها؟

أكملْ بربكَ باختصارْ



ضاحي

لا لم يُشاهد ْبعدها

والمعتدى فرضَ الحصارْ

جمعَ الشباب َ مكبّلاً

كي لا يلوذوا بالفرارْ



المقدسيّ

اليوم ما يجري قديم ٌبل معاد ْ

ما من جديدٍ فيهِ خيرٌ للعبادْ



سلوى (تجلس مكتئبة كالمصدومة، بعد أن سمعت ما حدث وهي تردد )

ما عاد يبصرُ ناظري

إلاّ السوادَ أو الحداد ْ

اليومُ يمضي قاتماً

والليلُ خوفٌ أو سهادْ



الأم (موجهةً حديثها لسلوى، تدعوها للتماسك والصبر)

صبرا فتاتي واهدئي

لا تحزني وتحمّلي

بعضُ الظنونِ كواذبٌ

عل المخاوفَ تنجلي

ويعودُ زوجكِ سالما



سلوى (بين اليأس والرجاء )

هذا مرادي، مأملي

نفسي تعللُ بالمني

لكن خوفي قاتلي

أو تطلبين تجمّلي!!

من أين لي قلب ٌخلي؟

ياربُّ بدد خوفَنا



نعيمة

يا غمة َالرعبِ انجلي

( يدخل أحمد زميل وصديق ضاحي ويلقي السلام)



أحمد

سلام ٌ عليكم ْ

الجميع

عليك َ السلام ْ



المقدسيّ (موجها كلامه لأحمد، يستفسر عن أخبار خالد وزملائه)

تعالَ إلَيَّ.. وماذا لديكَ؟

وهل من جديدٍ تناهى إليك َ؟



ضاحي (يقترب من أحمد)

ومالي أرى الحزن َيبدو عليكَ؟

فأفصح ْ ولا تخف ما بيديكَ



أحمد

علمتُ بأنّ المعلمَ ياسرْ

وحمدي ورمزي وعدلي وجاسرْ

( يصمت قليلا وينظر في الأرض)



سلوى (في قلق تستعجل الجواب)

وخالد ُ أين؟ ألا تعلمونْ؟

أحمد (يومي برأسه)

جميعا بسجنِ العدى قابعونْ

وما من سبيل ٍ لهم يخرجونْ



المقدسي

إذن ذا اعتقال ٌيدومُ طويلا



سلوى

أراني سأحمل ُ همّا ثقيلا

نكبتُ بفقدي أبي ثم عمىّ

وصار فؤادي سقيما عليلا

أعل ُّكئوسَ المرارة َ حتى

غدا الموت ُعن ذي الحياةِ بديلا

شقيقي أسيرٌ.. كذالكَ زوجي

أرى أن صمتي غدا مستحيلا



نعيمة (تنصح ابنتها بالتحلي بالصبر)

رويدُكِ سلوى ولا تجزعي

فكم من نساءٍ فقدن الحليلا

وخالدُ قد غابَ عنكِ ولكن

عسى أنْ يكونَ الغياب ُ قليلا



الجد

غدا رُبَّ يأتي بشأنٍ جديدٍ

فصبرا جميلا................



نعيمة

.............. فصبرا جميلا



أحمد (لضاحي في حديث جانبي بصوت خافت)

رأيت ُ تلاميذَ فصلي جميعا

يتوقون شوقاً لفعل ِالكثيرْ

فإن كان ياسرُ قد غابَ عنا

فسوف يعيشُ بعمقِ الضميرْ



ضاحي

وتاريخُ قدسي سيبقى سراجا

ينير ُ الطريقَ ويهدي المسيرْ

تراث ُالشعوبِ عزيزٌ عليها

وحقُّ الغنيّ وحقٌّ الفقيرْ



أحمد (يقف مستأذنا في الخروج ومودعا الأسرة وموجها كلامه لضاحي)

غدا في الصباحِ ِيكونُ لقانا

سيأتي من الصحبِ جمعٌ وفيرْ

( يخرج أحمد، ويتجه ضاحي إلى أخته سلوى التي تجلس حزينة تفكر، يقترب منها ويتحدث إليها في حوار جانبي )



ضاحي

دعي الحزنَ عنكِ.. فديتُكِ سلوى



سلوى

يمزق ُ قلبي غموضَ المصيرْ

سأفعلُ شيئا لأشفي غليلي

وأجبرَ قلبي الحزينَ الكسيرْ



ضاحي

فهل تسرعين بفعل ٍخطيرْ؟



سلوى

نعم لن يطول َسكوتي وحزني

فإنيّ أعدُّ لدورٍ كبيرْ

وأثبتُ أن نساءَ بلادي

إزاء المخاطرِ نعم النصيرْ

عشقنَ البطولةَ، كن فداءً

وكان الفداءُ بهن جديرْ



ضاحي

وماذا نويتِ.. ألا تفصحينْ!!

كأنيّ أحس ُّ بما تقصدين ْ



سلوى

ستفخرُ ضاحي بأختكَ سلوى

وتزهو بأختكَ في كلِّ حينْ



ضاحي

فبوحي بربّكِ عما ترينْ

فإنيّ بنصحكِ نعم الأمينْ



سلوى (تقف وتومئ برأسها لضاحي)

ستعرفُ حتما.. بكلِ يقينْ

( تنصرف للداخل وتغلق باب حجرتها، بينما يسيطر القلق على الجميع فيظلون ساهرين حتى منتصف الليل)



الأم

بدأتُ أحارُ لأحوال سلوى

وأخشى عليها همومَ السنينْ

غدا الحزن ُ في قلبها مستقرا

وخالدُ عنها بعيدٌ سجينْ



المقدسي (يحاول التخفيف عنهم)

فهيّا إلى النومِ عل الصباحْ

يجئُ بخيرٍ إذا الضوءُ لاحْ

علينا الرضا بالنصيب ِ المتاحْ

وإدراك نهج الهدى والصلاحْ

ففي الصبرِ حتماً يكونُ الفلاحْ



( ينهضون جميعا ويتجهون إلى غرف نومهم)



المنظر الثاني

( الشيخ المقدسيّ يجلس في أحد أركان الصالة، وبيده المسبحة وبيده الأخرى - المصحف الشريف، يبدأ في تلاوة القرآن بصوتٍ مسموع، بينما نعيمة تجلس في الركن المقابل مهمومة قلقة في انتظار أن تظهر سلوى التي لم ترها منذ مساء الأمس ولا تعرف أين ذهبت)



نعيمة (في عصبية، تسأل ضاحي الجالس بجوارها )

أين سلوى؟ أين سلوى؟



ضاحي (يبدو متوترا ويجيب في حدة)

لستُ أدري.. لستُ أدري



نعيمة

قد أتاني الحزنُ بدري

كم هموم ٍورزايا

جاثماتٍ فوق صدري

ضاحي (معتذرا )

اصفحي يا أم عنّي

إنني جاوزتُ قدري

نعيمة (تتابع حديثها )

هي غابت منذ أمسٍ

عندما راحت تنامْ



ضاحي

من صباح اليوم أمي

لم ترَ بعد القيامْ



نعيمة

أقبل الليلُ كئيباً

وكسا الدنيا الظلامْ



ضاحي

قد بحثتُ اليوم عنها

دون جدوى.. باهتمامْ



نعيمة

لم تها تفني وغابت

دون إذنٍ أو سلام ْ



ضاحي

هل سنبقى في ظنونٍ

وشجونٍ وكلام ْ؟!



نعيمة

همّني الآنَ شعورٌ

مقْبضٌ مثل القتام ْ

كلما طال انتظاري

زاد في قلبي السِّقام ْ



ضاحي

وقتنا يمضي بطيئا

وكأنَّ اليومَ عامْ

( جرس الباب يدق، يسرع ضاحي ليفتح، يتوقف الشيخ عن القراءة، فإذا القادم أحمد، يدخل مكتئبا دون أن يلقي السلام، الجميع ينظرون إليه باهتمام)



أحمد

فلتفتح المذياع َ ضاحي

فيه أخبارٌ خطيرةْ

حدثت صباح اليوم

وامتدت إلى وقت الظهيرةْ

بعضُ المعاركِ خلفتْ

قتلى بأعدادٍ كبيرةْ

( يسرع ضاحي إلى المذياع ويفتحه )



صوت المذيع:

استشهدت اليوم سيدة فلسطينية شابة تدعى سلوى، بعد أن تسللت إلى أحد المعسكرات الإسرائيلية، وألقت عبوة ناسفة، أسفر انفجارها عن مصرع خمسة جنود وإصابة ثمانية من قوات العدوّ، إضافة ً إلى الخسائر المادية الناجمة عن اشتعال النار في المعسكر، وقد أعلن العدوّ حالة الطوارئ القصوى تحسبا لهجماتٍ فدائية أخرى، ينخرط الجميع في البكاء، ثم يخرج المقدسيّ وخلفه ضاحي وأحمد، وتبقى نعيمة بمفردها في البيت).



نعيمة (تجلس حزينة تنتحب وقد أمسكت رأسها بيديها )

يا ويل قلبي من فراقكِ

يا فتاتي

كم كنتِ لي نعم السميرةُ

في حياتي

وأعزَّ من نفسي ومن

روحي وذاتي

يا مَن رجوتكِ تشهدين

على وفاتي

ولتحفظي ذكراىَ من

بعد المماتِ

أواهُ يا سلواى يا

أغلى البناتِ

( صوت آذان في خلفية المسرح يردد، الله أكبر.. الله أكبر، تقف منتصبة وتجفف دموعها، وتقول في ثقة وإيمان و كأنها تستدرك شيئا فاتها)



نعيمة

لكنّما الشهداءُ في

روض ِالسعادةِ والنعيمْ

عُليا الجنانِ مقامهمْ

نعم المقيمةُ والمقيم ْ

اللهُ عظمَ قدرهم ْ

في محكمِ الذكرِ الحكيم ْ

إنَّ الشهيدةَ والشهيد َ

جزاؤهم فوزٌ عظيم ْ



( تلتفت إلى الحائط حيث تعلق لوحة رسمت عليها خريطة فلسطين وبجوارها علم فلسطين، فتلمسهما بيديها وتقبلهما وتصيح في انفعال)



نعيمة

من أجلِ عزّة موطني

أرواحُنا طوعا تهونْ

نفسي وأبنائي فدى

حتى وإنْ ذقنا المنونْ

سنقاومُ الأعداءَ من

خلف الحوائطِ والحصونْ



( يرتفع صوت الآذان وإقامة الصلاة، تختفي نعيمة من على المسرح، تدخل مجموعة من المصلين يتقدمهم الشيخ المقدسي يؤدون الصلاة، ثم يدخل بعض الشباب يحملون نعش الشهيدة ويضعونه أمام المصلين للصلاة عليه، تنتهي صلاة الجنازة ويحمل الشباب النعش ويسيرون به يتقدمهم المقدسي وهو يخطب بصوت جهوري والشباب يرددون خلفه)



المقدسيّ

القدسُ تنادي يا أهلي

يا كلَّ شريفٍ وأبيّ

ذودوا عن عرضي عن حرمي

عودوا للعهد ِ العمريِّ

وجهي عربيٌّ محفورٌ

بضميرِ جسورٍ وتقيّ

القدسُ تنادي أنْ هبوا

لقتال دخيلٍ همجيِّ

لتزيلوا عنّي أوزاراً

من صنع حقودٍ وبغيِّ

هذي طرقاتي دنسها

وطءٌ لخسيسٍ وشقيِّ

وعلى عتباتي يا قومي

يزرى بالحقِ العربيِّ



( تتحول الجنازة إلى مظاهرة، تطوف بالمسرح والمتظاهرون يهتفون ويرددون النشيد السابق..... القدس تنادي يا أهلي..... يا كلَّ شريف ٍ وأبيِّ، إلى أخر النشيد)



ستار


تمت بحمد الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
 
على عتبات القدس (مسرحية شعرية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع ومنتدبات ابو ريوف  :: المنــتديــات العامه :: منتدى همسات وخواطر-
انتقل الى: