الدكتور أحمد عمر هاشم: هذه القصيدة تتشفع لأمير الشعراء يوم القيامة

أ

الدكتور أحمد عمر هاشم: هذه القصيدة تتشفع لأمير الشعراء يوم القيامة

[size=14]

[/size]

مولانا يؤمن بأن الرؤيا تكليف ،ويرفض الدعاء على الكفار، ويعشق الدعاء بالهداية ، ويرى ان الكلمة أمانة وبيت الشعر يتشفع لصاحبه يوم القيامة،

فقد ذاق ذل الإبعاد القسرى، وجدنا فى ملف سيرته آلاف الاستغاثات من طول غيابه عندما أبعد عن الخطابة صرخ المصلون «انقذونا بالصوت الجميل والأداء الفخيم والعلم الغزير» صرخة واحدة من مئات نشرها فى «مواقف» الأستاذ أنيس منصور كأنه يتساءل مع القراء فى مارس 2011 : هل الثورة قامت لنصرة الدين الوسطى الحق أم لقطع لسان الدين الوسطى الحق؟ ..وإلا فما سر اختفاء الداعية أحمد عمر هاشم وآخرين.. ، ومطالبا بعودته بعد الحملة الإخوانية لحصارالأزهر الشريف وكل علمائه ورجاله المؤمنين بالدولة المصرية.

........................................................

سألنا مولانا ومضيفنا فى مسجد الرحمن الرحيم بعد أن فرغ من زحام السلام على المصلين عقب صلاة الجمعة: من أين هذا الحب يا مولانا؟ أجابنا برضى وابتسام :

«هذا من فضل الله وتفسير والدى الشريف عمر ابن الشريف إبراهيم، عام 65 لرؤيتى عندما أسررت إليه: ياأبتى «أنى رأيت فى المنام أننى أطوف حول الكعبة خلف رسول الله، فقال: طوافك خلف المصطفى معناه انك تقتدى به، وبعدها بأسبوع أرسل لى رئيس الجامعة الدكتور محمد أحمد سليمان وقال إن الجامعة اختارتك ضمن الأوائل لأداء فريضة الحج هذا العام، وزرنا جبل حراء ودخلنا الغار وصليت فى المكان الذى هبط فيه الوحى على سيدنا رسول الله، وأنصح الدولة بأن تعطى الأولوية فى الفريضة للشباب وليس للعواجيز، لانهم قادرون على متاعب الحج وجهاده ومن يومها اعتبرت هذا الرؤيا وتفسيرها تكليفا لا تشريفا.

وهكذا سار مشوار الشيخ أحمد عمر هاشم من عام 1967 حتى انتصار الثلاثين من يونيو 2013 حافلا بمواقف الذود عن الدعوة والدعاة منذ حصل على الاجازة العالية والماجستير من كلية أصول الدين ثم الدكتوراه فى علوم الحديث عام 1973الى أن تولى رئاسة جامعة الأزهرمن عام 1995 حتى تركها عام2003، مازال حتى الآن يمارس الدعوة ويلتقى تلامذته فى كل المحافل الدينية والعلمية بنظام دقيق خارج مصر وداخلها، اكتسب ثقة الحكام والمحكومين وشارك بالبحث والدراسة والمشورة فى العديد من المؤتمرات العلمية حول العالم وله اكثر من 60 كتابا وبحثا علميا بدأت بالاسلام وبناء الشخصية وآخرها ظاهرة الارهاب وموقف الاسلام منها، واستحق بجـــــــدارة عضـوية هيئة كبـــار العلمــــاء، وكرمه الرئيــس عبد الفتاح السيسى بجائزة النيل عام 2015 .

سألنا الشريف أحمد عمر هاشم الذى ينتهى نسبه الى مولانا الامام أبى عبد الله الحسين ابن على رضى الله عنه: ومتى يغضب الإمام الشريف ويدعو على أعدائه بالهلاك؟ قال الحب فى الله والغضب من الكفارلا يجتمعان فى قلب داعية وإمام، والامام الحق ليس شتاما ولا لعانا حتى على الكافرين «عسى أن يخرج من أصلابهم من يقيم الدعوة ويرفع كلمة الحق والنور، ولنا فى المصطفى أسوة حسنة حينما دعا بأن يعز الله الاسلام بأحد العمرين ـ وقد كانا على الكفر ـ «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة..»

ـ وما زاد الداعية يا مولانا؟

قال كتاب الله والسنة المطهرة وسيرة الرسول وأصحابه، والشعرالعربى،

ـ وهل تغضب إذا سألت كيف تقرض الشعر وأنت تعلم «أن الشعراء يتبعهم الغاوون؟»..

أجابنا: سماحته ضاحكا بل أعطيك جائزة على السؤال فأنا أغضب إذا وقفت بالآية عند هذا الحد، بل يجب أن تكمل «ألم تر أنهم فى كل واد يهيمون». وأنهم يقولون مالا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا»... وهذه الآية نزلت على فريق من الشعراء بمكة اجتمعوا على هجاء النبى صلى الله عليه وسلم، وكان المشركون مفتونين بهم ويستمعون أشعارهم وأهاجيهم، وقد ربطت الآية بين حال الشعراء الشتامين وحال من يفتنون بهم للتنفير منهما، ومن أمثالهم النضر ابن الحارث، وأمية ابن أبى الصلت وأم جميل العوراء بنت حرب زوج أبى لهب التى لقبها القرآن: حمالة الحطب، وعندما استأذن حسان ابن ثابت فى التصدى لهم نصحه الرسول أن يرد بالوقائع وليس بالشتائم، وقال له اذهب الى أبى بكر رضى الله عنه ليخبرك عن حديث القوم وتاريخهم وأيامهم ثم اهجهم وجبريل معك، ففعل حسان حتى قال:

هجوتَ محمدا فأجبت عنه

وعند الله فى ذاك الـجزاء

فإن أبى ووالده وعرضى

لعرض محمد منــكم وقـــاء

أتهجــــوه ولست له بكفء

فشـــركما لخيركما الفـــداء

وكان الرسول يقول عندما سمع شعر حسان : لهذا أشد عليهم من وقع النبال،

ـ وهل بين شعراء هذا الزمان من كان لشعره وقع النبال؟..

قال: فى كل مكان وزمان طالما كان ذلك يتفق مع الموقف، ولشعر شوقى مثلا فضل على تطوير اللغة العربية والذود عن الاسلام ونشره فاستحق أن يكون بحق أمير الشعراء وقال عبقريات شعرية فى مدح الرسول استحق أن يخلد بها فى سجل الخالدين، وقد حكى لى بعض من أثق فى صدقه ـ يواصل مولانا الدكتور عمر هاشم ـ أنه عندما مرض شوقى ولزم فراشه جاءه شيخ الأزهر لزيارته فنهض أمير الشعراء لشكره، فقال له لا تشكرنى فإننى مأمور، قال له شوقي كيف؟ فقال شيخ الأزهر: جاءنى الرسول صلى الله عليه وسلم فى المنام وقال اذهب لأحمد شوقى وقل له أنا فى انتظارك وهكذا فإن أمير الشعراء لم يكن يقدر وهو على فراش المرض أن قصيدته التى قال فيها:

يامن له عز الشفاعة وحده

وهو المنزه ما له شفعاء

لى فى مديحك يارسول عرائس

تيمن فيك وشاقهن جلاء

هن الحسان فإن قبلت تكرما

فمهورهن شفاعة حسناء

ماجئت بابك مادحا بل داعيا

ومن المديح تضرع ودعاء

أدعوك عن قومى الضعاف لأزمة

فى مثلها يلقى عليك رجاء

لم يكن يدرى أن تلك القصيدة ستكون شفيعة له وستسرى ككل الكلمات الطيبة مسرى النور فى ربوع الدنيا الى أن تقوم الساعة.

» موسوعة الشعراء
» الموت لكل الشعراء
» (((( القصيدة الممنوعه )))) نزار قباني
» يوم القيامة
» حكايات الدكتور فرغلى