موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
عزيزي هنا مملكة أبو ريوف للابداع

يجب عليك التسجيل لتتمكن من المشاركه والمشاهده لاقسام الموقع والبث المباشر المدير العام أبو ريوف

المشرفون : محمد منسي - ملكة الحب
لكم منا أجمل تحيه


M E T O
موقع ومنتدبات ابو ريوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع ومنتدبات ابو ريوف

كل مساهمه في هذا المنتدى بشكل أو بآخر هي تعبر في الواقع عن رأي صاحبها
 
الرئيسيةبوابة METOأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا باصدقاء أبو ريوف بعد غياب اربع سنين اعود لمنتداكم الجميل لطالما علمت بأني هنا معكم استنشق عطراً يفوح من اقلامكم لكم مني كل الحب والتقدير أخوكم الصغير أبو ريوف

توقيت الرياض
المواضيع الأخيرة
» الإعلام بحدود قواعد الإسلام
كأس السعادة I_icon_minitimeالأحد 23 أغسطس 2020 - 16:00 من طرف ملكة الحب

»  خلافة سيدنا الحسن
كأس السعادة I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:28 من طرف ملكة الحب

» جعدة بنت الأشعث
كأس السعادة I_icon_minitimeالسبت 15 أغسطس 2020 - 14:11 من طرف ملكة الحب

» رانـــــــــدا
كأس السعادة I_icon_minitimeالثلاثاء 31 مارس 2020 - 18:06 من طرف ملكة الحب

» فضل لا إله إلا الله
كأس السعادة I_icon_minitimeالجمعة 6 مارس 2020 - 10:39 من طرف ملكة الحب

» أهل الهـــــوي
كأس السعادة I_icon_minitimeالجمعة 28 فبراير 2020 - 21:36 من طرف ملكة الحب

» "الحب في بئر الشك" : ملكة الحب
كأس السعادة I_icon_minitimeالسبت 15 فبراير 2020 - 8:11 من طرف ملكة الحب

» القلـــــــــب
كأس السعادة I_icon_minitimeالجمعة 31 يناير 2020 - 17:09 من طرف ملكة الحب

» النادي الأهلــــــي
كأس السعادة I_icon_minitimeالخميس 30 يناير 2020 - 16:31 من طرف ملكة الحب

» أرزاق
كأس السعادة I_icon_minitimeالثلاثاء 28 يناير 2020 - 12:51 من طرف ملكة الحب

» الإراده
كأس السعادة I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:22 من طرف ملكة الحب

» مؤامـــــــره
كأس السعادة I_icon_minitimeالأحد 26 يناير 2020 - 13:20 من طرف ملكة الحب

» الخـــــــــوف
كأس السعادة I_icon_minitimeالجمعة 24 يناير 2020 - 15:45 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
كأس السعادة I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــا بــــــرد
كأس السعادة I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:55 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
كأس السعادة I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» فصـــــــــول
كأس السعادة I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:43 من طرف ملكة الحب

» معـــــانـــــــاه
كأس السعادة I_icon_minitimeالخميس 23 يناير 2020 - 8:41 من طرف ملكة الحب

» النهــــــايــه
كأس السعادة I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيــــــــا
كأس السعادة I_icon_minitimeالإثنين 20 يناير 2020 - 12:15 من طرف ملكة الحب

» مجنونــــــه
كأس السعادة I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:20 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــا
كأس السعادة I_icon_minitimeالسبت 18 يناير 2020 - 7:17 من طرف ملكة الحب

» القــطـــار
كأس السعادة I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:28 من طرف ملكة الحب

» مجنـــونـــه
كأس السعادة I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:23 من طرف ملكة الحب

» الدنيـــــا
كأس السعادة I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 11:20 من طرف ملكة الحب

» القلب الغاشــــــق
كأس السعادة I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:19 من طرف ملكة الحب

» الدنيا بخيــــــر
كأس السعادة I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يناير 2020 - 8:16 من طرف ملكة الحب

» راعيني أراعيـــــك
كأس السعادة I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:36 من طرف ملكة الحب

» قاسيه جدا
كأس السعادة I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يناير 2020 - 14:33 من طرف ملكة الحب

» مــجرد إهمـــال
كأس السعادة I_icon_minitimeالخميس 2 يناير 2020 - 13:59 من طرف ملكة الحب

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد منسى - 20175
كأس السعادة Vote_rcapكأس السعادة Voting_barكأس السعادة Vote_lcap 
ملكة الحب - 1258
كأس السعادة Vote_rcapكأس السعادة Voting_barكأس السعادة Vote_lcap 
ابو ريوف METO - 324
كأس السعادة Vote_rcapكأس السعادة Voting_barكأس السعادة Vote_lcap 
جلالة الملكه - 180
كأس السعادة Vote_rcapكأس السعادة Voting_barكأس السعادة Vote_lcap 
باكى - 67
كأس السعادة Vote_rcapكأس السعادة Voting_barكأس السعادة Vote_lcap 
الحربي - 36
كأس السعادة Vote_rcapكأس السعادة Voting_barكأس السعادة Vote_lcap 
صلاح اليب2 - 35
كأس السعادة Vote_rcapكأس السعادة Voting_barكأس السعادة Vote_lcap 
زهرالورد - 30
كأس السعادة Vote_rcapكأس السعادة Voting_barكأس السعادة Vote_lcap 
رشيد سويدة - 29
كأس السعادة Vote_rcapكأس السعادة Voting_barكأس السعادة Vote_lcap 
اكينو ملوال - 29
كأس السعادة Vote_rcapكأس السعادة Voting_barكأس السعادة Vote_lcap 

 

 كأس السعادة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد منسى
المشرف العام
المشرف العام
محمد منسى


عدد الرسائل : 20175
العمر : 45
الموقع : منتديات ابو ريوف
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

كأس السعادة Empty
مُساهمةموضوع: كأس السعادة   كأس السعادة I_icon_minitimeالجمعة 20 مايو 2016 - 10:31

كأس السعادة 2016-635992923881467798-146




تنهال على «بريد الجمعة» رسائل القراء التى يروون فيها تجاربهم فى الحياة بكل ما تحمله من دروس وعبر يستفيد منها الآخرون فى مواجهة ما يمرون به من شدائد ومتاعب.. ومنهجى دائما فى تناول قضايا القراء ومشكلاتهم أنه لا يأس مع الحياة، وان كلا منا مطالب بأن يتطلع إلى الأمل وهو يستشرف المستقبل، وان يفكر بجدية فى أى مشكلة يواجهها، ويفاضل بين البدائل المتاحة لحلها، وأن يدرك أن المشوار مهما يكن طويلا يبدأ بخطوة واحدة، وإليكم الرسالة التالية:
أنا سيدة فى الثالثة والخمسين من عمرى، نشأت فى أسرة بسيطة بقرية صغيرة فى محافظة الشرقية لأب فلاح يمتلك أرضا زراعية هى رأسماله وشغله الشاغل، ويستعين فى فلاحتها ببعض العمال والمزارعين، وأم ربة منزل كرست حياتها لتربيتنا أنا وأشقائى الأربعة «ولدان وبنتان»، وترتيبى الثالثة بينهم، وعشنا حياة مستقرة، واستمتعنا بمباهج الحياة، وتخرج شقيقاى فى الجامعة، واستقرا فى وظيفتين حكوميتين بجانب مساعدة والدنا فى الزراعة، أما أنا فقد اكتفيت بدبلوم التجارة المتوسط لرغبة أمى التى كانت ترفض ابتعادى عنها حتى ولو للدراسة الجامعية، إذ كان الأمر يتطلب وقتها أن أنتقل إلى الزقازيق للإقامة فيها أو أن أتأخر فى بعض الأيام التى تكون فيها المحاضرات فى الفترة المسائية ورضيت بذلك، وتبعتنى شقيقتاى فى الحصول على الدبلوم نفسه.

وما إن أنهيت دراستى حتى انهال علىّ العرسان.. الكل يطلب يدى، فلقد حبانى الله بقدر كبير من الجمال، وتتمتع أسرتى بسمعة طيبة، ونتصف بالأخلاق الحميدة، ولم أنجرف فى علاقة عاطفية مع أحد، وادخرت مشاعرى لمن سيكون شريكى فى الحياة، وكان علىّ أن أختار واحدا ممن يتقدمون لى، ومع كل طارق لبابى تدور المناقشات بين أبى وأمى وأخوتى، وتنتهى إلى رفض العريس لأسباب متعددة منها ما يتعلق بأهله، ومنها ما يتصل به شخصيا، ثم جاءنى شاب يمت لنا بصلة قرابة، وحاصل على دبلوم المدارس الصناعية ويعمل خراطا، ومن أسرة تماثل أسرتنا، ويعمل والده نقاشا وله ثلاثة أشقاء. تخرجت الكبرى فى معهد فوق المتوسط وتزوجت فى محافظة أخرى، ويليه ولدان كانا وقتها فى المرحلة الثانوية، وقد تعلقت به من أول نظرة كما يقولون، وأحسست بأنه الزوج المناسب الذى طالما حلمت به، ولا أعرف لذلك سببا، فلقد وجدتنى أقول لهم: إننى سأتزوجه، وما إن سمع أبى كلامى حتى ثار ضدى وضربنى فى مختلف أنحاء جسمى وركلنى بقدميه، وحاولت أمى وأخوتى إثناءه عن موقفه لكنه لم يلن أبدا، وبلغ ما حدث لى فتاى، وجاء أبوه وأمه وبعض الأقارب من العائلة وحاولوا كثيرا أن يعرفوا سبب عناد أبى، لكنه قال لهم إننى مازلت صغيرة على الزواج، وعاد أهل فتاى من حيث جاءوا، وهم لا يدرون ماذا سيقولون لابنهم، ولا بماذا يبررون رفض أبى له، ومر أسبوع كئيب لم أسمع فيه أى خبر، ولم أعرف ما دار فى بيته، وعقدت العزم على أننى لن أتزوج سواه، وفكرت مليا فى الطريقة التى أقنع أبى بها انه الشخص المناسب لى، وفى الوقت نفسه أحافظ على صورة أهلى فى مجتمع الأرياف الذى يعيب على الفتاة التى تتزوج بمن ترغب فيه دون إرادة أسرتها، ويصفونها بـ«الجامدة» و«البجحة»، وفجأة جاءنى خبر أفزعنى وسقطت فور سماعه على الأرض مغشيا علىّ، وهو أن فتاى أشعل النار فى نفسه، بعد أن سكب على جسمه كله كمية كبيرة من الكيروسين، وقد نقله أبوه إلى المستشفى فى حالة خطيرة وتجمع أهل القرية لاستطلاع ما حدث، وعلموا بحكايتى أنا وفتاى، ولاموا أبى على موقفه، فالشاب الذى رفضه من عائلتنا، ويتمتع بكل الصفات الحسنة، كما أن راحتى النفسية إليه كفيلة بإقامة أسرة مستقرة يسودها الحب والطمأنينة، وشاءت الأقدار أن تجد كلماتهم صدى لدى أبى هذه المرة، ولكن بعد أن أحس أنه سيفقدنى ولم نكن نعلم حجم الاصابات التى لحقت بفتاى، وأسرع الجميع إلى المستشفى الذى يخضع فيه للعلاج، أما أنا فقد حملتنى أمى وأختاى إلى طبيب مجاور لمنزلنا، ففحصنى ووصف لى بعض المهدئات، قائلا لهن إننى تعرضت لصدمة عصبية شديدة، وشرحن له حكايتى، وقلن إن أبى وافق على زواجى من فتاى، وكنت أسمع كلماتهن كالحلم، وأردد فى نفسى، أين هو الآن ربما يكون قد فارق الحياة؟!

وشاء الله أن يتجاوز فتاى مرحلة الخطر على حياته، لكن جسمه كله صار مشوها وأجريت له عشرات العمليات الجراحية وانتهت جميعا بنسب تحسن بسيطة خصوصا فى يديه، فلم يعد قادرا على ممارسة عمله فى الخراطة، نتيجة بتر بعض أصابعه، وامتد التشوه إلى وجهه الذى يغطى معظمه برداء لا يخلعه أبدا، ولم يهمنى ذلك أو أتوقف عنده، وأصررت على إتمام زواجى به، إذ أراه روحا لا جسدا، وإذا كانت النيران قد التهمت أجزاء من جسمه، فإنها لم تستطع أن تقترب من روحه، وظل كما هو الشاب الوديع الحالم الذى ملك قلبى وعقلى، وتدخل المقربون من أسرتينا فى اتمام حلمنا المؤجل، وانتقلت إلى بيتى الذى طالما حلمت به مع حبيبى، وسط دموع الأهل والأصدقاء، وكانت دموعا مختلطة بين الفرح والحزن.. الفرح بأننى تزوجت فتاى بموافقة أهلى ومباركتهم لى، والحزن على حالة حبيبى الصحية، وما سيواجهه من متاعب وآلام وعقبات فى عمله وحياته، كان الجميع يعيشون فى دواخلهم فى بحر من التساؤلات. بينما كنت أحلق فى عالم آخر من الأحلام، وكنت على يقين بأن الحب يصنع المعجزات، وأن ما صار إليه زوجى سيكون دافعا لى للوقوف إلى جواره ومؤازرته فى تجاوز المصاعب، والوصول إلى مرحلة الطمأنينة والاستقرار، وتحقق لى ما أردت، فمنذ اليوم الأول لزواجنا احتويته ومنحته الحب والحنان، ووفقه الله إلى وظيفة حكومية فى مدرسة صناعية ضمن الخمسة فى المائة للمعاقين، وساعدنا أبوه فى تدبير أمورنا، وظللتنا السعادة، ولا أبالغ إذا قلت لك إن العاهات التى أصيب زوجى بها لم تؤثر فى نفسى بالسلب أبدا، وكلما نظرت إليه ازددت حبا له، وكان السؤال الوحيد الذى يجول بخاطرى ولا أجد له إجابة هو: لماذا يتعنت الأهل فى الوقوف ضد رغبات بناتهم أو أبنائهم فى الزواج بمن يحبون، ماداموا لاينكرون على من ارتضونه شريكا فى الحياة، خلقا ولا دينا، ويجيئنى الجواب من رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير»، وسيطر هذا السؤال علىّ فى أحيان كثيرة، وكنت أسأل نفسى لماذا ياربى أتذكر هذا الموقف، وقد مرت عليه سنوات طويلة؟ ويغلبنى البكاء، فأنصرف إلى حجرة داخلية أو إلى المطبخ كى لا يلمح زوجى ولا أبنائى دموعى التى لن أستطيع أن أبررها لهم.

ورزقنى الله بثلاثة أولاد «ولد وبنتين»، سهرت على راحتهم، وبذلت كل ما فى وسعى لإسعادهم، وقد رحل حماى وحماتى عن الحياة، ومن قبلهما أبى وأمى، ولا ينقطع سؤالى عن أخوتى، وسؤالهم عنى، وكذلك أخوة زوجى، ونتبادل الزيارات فى الأعياد والمناسبات الاجتماعية، وتخرج ابنى الأكبر فى كلية عملية، والتحق بشركة قطاع خاص، ويحمل نفس صفات أبيه من الأخلاق الحميدة، وخفة الظل، وذات يوم قلت له: «عايزة أفرح بك». فابتسم وأطرق فى الأرض وقال لى «ماشى ياماما»، وأحسست أنه تنفس الصعداء، إذ كان يريد أن يفاتحنى فى رغبته بأن يتزوج من فتاة أحلامه، لكنه لم يجد الفرصة لذلك، وقد وفرت عليه الكثير بمبادرتى، وأمسكت بيديه وأجلسته على الأريكة بحجرة المعيشة إلى جوارى، وطلبت منه أن يحكى لى كل ما يريده، وأننى سأبذل قصارى جهدى لتحقيق رغبته، فأشار علىّ بفتاة من معارفنا، تدرس بالسنة الرابعة فى إحدى الكليات، ولها شقيقان أصغر منها، ويعمل أبوها موظفا فى إحدى الجهات وكذلك أمها، وفاتحت زوجى فى أمر ابننا، فأثنى على أسرة الفتاة، وطلب منى أن أفاتح والدتها أولا. فإذا وجدنا قبولا منهم فسوف نبدأ إجراءات الخطبة والاتفاق على ترتيبات الزفاف، وشددت الرحال إلى بيتهم، والتقيت والدتها التى قابلتنى بترحاب شديد، وأبلغتها بسبب زيارتى لهم من غير مناسبة، بأن سعادتنا ستكتمل لو ارتبط ابنى بابنتها، فلم تبد أى إجابة، وتركت الباب مفتوحا لمراجعة ابنتها وزوجها، ومرت أيام، ولم يأتنا أى نبأ لا بالموافقة ولا بالرفض، ثم عرفت عن طريق ابنتى أن الفتاة موافقة على ارتباطها بابنى وسعيدة به، لكن أباها يرفض هذه الزيجة دون إبداء الأسباب، ولما طال الوقت سألنى ابنى عما حدث، وقال إنه يشعر بأن هناك شيئا ما أخفيه عنه، فنفيت تماما اننى أخفى عنه أمرا كهذا، ووعدته بأن أعاود تكرار الزيارة من باب تأخرهم فى الرد علينا، وعدت إلى بيتهم من جديد، وطرحت السؤال بشكل مباشر على والدة الفتاة فردت علىّ بالرد المعتاد فى حالة الرفض: «هو إحنا «مش حنلاقى أحسن منكم، بس أبوها شايف إن هى لسة طالبة، وأنه مابيفكرش يجوزها دلوقتى».. ففهمت الرسالة، وأدركت أن ما حدث معى عندما رفض أبى فتاى قد يتكرر مع إبنى، وأخفيت الأمر عنه ومازلت أماطل فى الرد عليه، ولا سبيل أمامه للقاء فتاته، أو الحديث معها، وكل ما يعرفه أنها موافقة عليه، وأن المسألة برمتها مسألة وقت، ثم يتحقق حلمه فى الزواج منها.

إننى أعيش كابوسا مخيفا، وأصحو من عز النوم على تهيؤات بأن ابنى حدث له مكروه أو أنه كرر ما فعله أبوه عندما أشعل النار فى نفسه، وكان ماكان من تداعيات صحية ونفسية. ولو أن ابى وافق عليه منذ البداية لما حدث ذلك، وقد أدركت الآن سر الهاجس الذى يطاردنى منذ سنوات وأخشى أن يصاب ابنى بمكروه، لو عرف الحقيقة، وأن زواجه من فتاته لن يتم لتعسف أبيها الذى لو حكم عقله لما وقف ضد سعادة ابنته، ولسألها إذا كانت ترغب فى الزواج به أم لا؟ فالفتاة هى التى تحدد مدى قبولها من تقدم طالبا يدها، ولا يتم إجبارها على أحد، لأن الزواج بالاكراه محكوم عليه بالفشل، ولا سبيل إلى نجاح أى زيجة إلا بالحب والراحة من كل طرف تجاه الآخر.

فماذا أفعل لاقناع أسرة فتاة ابنى بقبوله زوجا لها، وأظنهم يعلمون جيدا قصتى وكيف اننى نلت موافقة أهلى ولكن بعد أن تعرض زوجى لما حدث له، إننى أرجوهم عبر بابك الشهير أن يعيدوا النظر فى موقفهم، وأن يبحثوا عن سعادة ابنتهم، فهى فى النهاية التى سوف تشرب «كأس السعادة» أو تتجرع «كأس المرارة»، ولن تهنأ إلا مع من اختاره قلبها وعقلها، ثم هل من سبيل لكى يتفهم ابنى الموضوع، ولا يقدم على تصرف يؤذيه كما فعل ابوه من قبل حتى لو من باب الحب؟ أرجوك دلنى على الحل السليم لهذه المشكلة التى تقض مضجعى، وتحيل حياتى إلى جحيم، ولا أجد إلى تجاوزها سبيلا.

ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

يخطئ من يظن أن السعادة فى امتلاك الأموال والعقارات، إذ أن السعادة الحقيقية فى الرضا والطمأنينة وراحة البال، فمن ينظر إلى الماديات ويتعلق بها، ولا يلقى بالا للأخلاق، يدرك، إن آجلا أو عاجلا، أن نظرته خاطئة، ووقتها ربما يكون أوان تصحيح أفكاره قد ولي، وحدث ذلك مع كثيرين التمسوا السعادة فى المال والجاه فلم يصيبوها، بينما من سعوا إليها عبر القناعة والرضا بما قسمه الله حققوها، ونالوا إلى جانبها الماديات أيضا.

وليكن قدوتنا فى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذى عاش فقيرا، وكان كثيرا ما يشتد به الجوع، ولا يجد ما يسد به حاجته إلى الطعام، لكنه قضى حياته فى نعيم لا يعلمه إلا الله، وفى انشراح وارتياح، واغتباط وانبساط، وهدوء وسكينة، حيث يقول تعالي: «ووضعنا عنك وزرك الذى أنقض ظهرك»، «وكان فضل الله عليك عظيما».

ولقد أدركت ذلك بحسك الجميل الراقي، فلم تلتفتى إلى ظروف فتاك المادية التى أحسب أنها كانت السبب فى رفض أبيك الزواج منه فى البداية، وقبل أن يتعرض لواقعة الانتحار القاسية التى لا يقره عليها أحد، وأصررت على الزواج منه، وتحديت الجميع بأنه هو الوحيد الذى دخل قلبك ولا ترين فى الدنيا زوجا غيره، بمعنى أنك انسلخت من كل من حولك وحلقت معه فى عالم الود والحب والإخلاص، ووقتها أقر أبوك بالدرس الكبير الذى يجب أن نتعلمه فى حياتنا من قوله تعالي: «وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله».. هذا هو المنهج الربانى الذى يساعد على قيام حياة زوجية ناجحة، ولنا فى قصتك مع زوجك أسوة بالحالة المثالية التى ينبغى أن تبنى عليها الزيجات السعيدة، وليتعلم منها أهل فتاة ابنك، فينزلوا على رغبتها، أما عن ابنك فلتخبريه بحقيقة الأمر، وعليه أن يدافع عن اختياره وأن يذهب هو بنفسه إلى والد فتاته، ويصارحه بكل شيء، فالكلام المباشر يخرج من القلب إلى القلب، وليتسلح بالحكمة والبراهين القوية للتعبير عن مدى حبه لها، وهناك العديد من الأمثلة الواقعية فى كل زمان ومكان للتدليل على أن الحب يصنع المعجزات، وأن السعادة فى التآلف والتفاهم، وليست قوالب جامدة بحسابات المال.

أيضا لفتاة ابنك دور مهم فى التقريب بينه وبين أهلها، فتخبرهم بما تعرفه عنه من مزايا، ولتحاول أن تقيم حوارا جيدا وهادئا بينه وبين أهلها، فالفتاة التى تتزوج بمن أحبته ستظل مرتبطة به إلى الأبد مادامت متأكدة من حبها له، وحبه لها، بل وتضحى من أجله بكل شيء، ولا تطلب لنفسها مأربا شخصيا.. وأسوق إليكم هذه القصة الواقعية التى دارت أحداثها فى اليابان بين شاب وفتاة تربطهما قصة حب رائعة، وكان يجدان ملاذهما من عناء العمل فى الحدائق، ولا يفترقان عن بعضهما إلا عند النوم، وذات يوم ذهب الشاب إلى الاستديو الذى يعملان به لتحميض بعض الصور، وقبل أن يخرج منه رتب كل شيء ووضعه فى مكانه من أوراق ومواد كيماوية لأن حبيبته لم تكن معه، نظرا لارتباطها بموعد مع أمها، وفى اليوم التالى حضرت الفتاة إلى العمل، وأخذت فى تحميض الصور ولكن حبيبها أخطأ فى وضع الحمض الكيميائى فى مكان غير آمن، وحدث ما لم يكن فى الحسبان، إذ رفعت الفتاة رأسها لتأخذ بعض الأحماض، وفجأة وقع أحدها على عينيها وجبهتها، فصرخت، وهرع إليها كل من فى المحل ونقلوها إلى المستشفي، وأبلغوا حبيبها بذلك، فأدرك أنها فقدت بصرها.. وهنا مزق الصور التى تذكره بها وخرج من الاستديو، واندهش أصدقاؤه من معاملته القاسية لمن جمعته بها قصة حب رائعة، وحزنوا على ما فعله، وذهبوا إلى الفتاة فى المستشفى للاطمئنان عليها فوجدوها فى أحسن حال، ولم يحدث لعينيها أى أذي، وقد أجريت لجبهتها عملية تجميل وعادت مثلما كانت سليمة البصر، جميلة الوجه، وعقب خروجها من المستشفى ذهبت إلى الاستديو، وانسالت الدموع على خديها من موقف حبيبها غير المخلص الذى لم تتصور أبدا أن يصنع ما صنع، وأن يتركها فى هذه الحال الصعبة، ولم تجده فى الاستديو ولا فى منزله، وأخيرا ذهبت إلى المكان الذى طالما جمعهما معا فى الأوقات الجميلة، وهناك وجدته جالسا على كرسى وسط الأشجار والطبيعة الخلابة، فجاءته من خلفه، وهو لا يعلم، ونظرت إليه بحسرة وألم على تركه لها فى محنتها، وأرادت الفتاة أن تتحدث معه، فوقفت أمامه وهى تبكي، لكنه لم يهتم بها، ولم ينظر إليها.. أتدرون ماذا حدث؟.. إنه لم يرها لأنه أعمي، وعرفت ذلك عندما نهض من مكانه متكئا على عصا خشية السقوط على الأرض، وعرفت الفتاة الحقيقة بأن حبيبها ذهب إلى المستشفى وكتب تعهدا على نفسه بأنه يرغب فى نقل عينيه إليها، وفضل أن ترى هى الدنيا، لا أن يحياها هو بنور عينيه، وأنه ابتعد عنها بعد أن أصبح ضريرا ولن ينفعها بشيء، ولكى تكمل حياتها مع شاب آخر يستطيع إسعادها، ولما عرفت الفتاة صنيعه وقعت على الأرض من هول الصدمة، والتقى الاثنان على الحب الأبدى الذى لا يتصور أحد أن يصل بأى حبيبين إلى هذه الدرجة!

وعلى شاكلة هذه القصة الواقعية هناك الآلاف من قصص الحب التى تضرب أروع الأمثلة على أن التآلف بين الرجل والمرأة هو أقوى عامل يساعد على استقرار الزواج والحياة، وليكن منهج ابنك فى الحياة هو نفس منهجك الذى مازلت تنعمين بالسعادة فى ظله، برغم ما جرى لزوجك، وليعلم أهل الفتاة التى يرغب فى الزواج منها أنه لا شيء يعادل السكينة والطمأنينة، فليوافقوا على تزويجه ابنتهم لابنك ماداموا لا يعيبون عليه خلقا ولا دينا، وأرجو منه ألا يقلق أبدا، وأن يدرك أن الله سبحانه وتعالى سوف ييسر له أمره، فعليه أن يدعوه بأن يوجهه الوجهة الصحيحة التى فيها صلاح له فى دينه ودنياه، وأذكره بقول الشاعر:

ولرب نازلة يضيق بها الفتى

ذرعا وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها

فرجت وكان يظنها لا تفرج

فلا تقلقى يا سيدتي، وصارحى ابنك بالأمر كله، وثقى بأنه سوف يتخذ القرار الصحيح، وأنه سيضع كل شيء موضعه السليم، فالعاطفة وحدها لا تصلح للحكم على الأمور من جانب واحد، وما دام الاثنان يحبان بعضهما فسوف تنقشع «سحابة الصيف» التى تمر بقصة زواجهما، والمهم المصارحة من كل الأطراف بالمواقف، والسعى إلى تضييق الفجوات، إن وجدت، ولو أدرك والدا هذه الفتاة أنها تحبه، وأن حياتها مع غيره لن تكون سعيدة، فسوف يتنازلان عن موقفهما منه، فلتبدأوا خطوات جديدة بزيارتهم، والحديث المستفيض الذى يضع النقاط على الحروف، وسوف ييسر الله له الأمر، وهو وحده المستعان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohammed.mansy@yahoo.com
 
كأس السعادة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب تحصيل السعادة ابو نصر الفارابي
»  البحث عن السعادة
» شجون السعادة
» الأهلي صانع السعادة
» الأهلي صاحب السعادة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع ومنتدبات ابو ريوف  :: المنــتديــات العامه :: منتدى همسات وخواطر-
انتقل الى: